قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 18 آب/أغسطس 2016 09:56

في ذكرى إحراق المسجد الأقصى: قضية فلسطين ومنطق رفع "وصاية" الأمة

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عندما أحرق "مختل" من الصهاينة المسجد الاقصى في يوم 21 أغسطس / آب / أوت 1969 قالت رئيسة وزراء العدو آنذاك غولدا مائير: "لم أنم ليلتها و أنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً من كل حدب و صوب .... لكنني عندما طلع الصباح و لم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمة نائمة"، و تذكر بعض الروايات أن يوم الإحراق كان أسوأ يوم في حياتها لخشيتها من العواقب و لكن اليوم التالي كان أسعد أيامها عندما فاجأتها حقيقة النوم الذي تغط فيه أمتنا، المهم من كل ذلك أن الصهاينة كان يؤرقهم دائماً شبح تضامن المحيط العربي و المسلم بفعالية حديثة مع قضية فلسطين، و هو ما صرح بن غوريون بنفسه في يومياته (29/1/1949) بأنه يتخوف من وقوعه (خمسون عاماً على حرب 1948 للدكتور وليد الخالدي، دار النهار للنشر، 1998، ص 152)، و لهذا عمل الصهاينة بجد لفصل القضية عن محيطها و حصرها بالفلسطينيين وحدهم، رغم إنكارهم وجود الشخصية الفلسطينية ! و تضافر شعار القرار المستقل من جهتنا مع الإصرار الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة على الاستفراد بالدول العربية واحدة إثر الأخرى لإخراج العرب من حلبة الصراع، على تحقيق تلك الغاية، و بدلاً من العمل بعكس إرادة الأعداء و محاولة دعم الجبهة المتحدة ضد الصهاينة و تحسين أدائها كما يقتضي العقل و البديهة و اعتراف الأعداء أنفسهم، يخرج علينا من يفلسف التجزئة و ينظّرها في خدمة واضحة لما يتمناه الأعداء لأحوالنا.

يقولون: "دعوا الشعب الفلسطيني يحل مشكلته بنفسه دون وصاية عروبية و إسلامية".

هذا القول هو ما يروجه دعاة الواقعية و العقلانية بعيداً عما يسموه "الأيديولوجيات" التي لم تجلب لنا سوى الخسارة، و لكن هل يمكن للشعب الفلسطيني أن يحل مشكلته بنفسه؟

إن هذا الكلام يخالف الفطرة و الواقع فضلاً عن مسلمات العقل و الدين و هو يتخذ من بؤس الواقع منطلقاً لزيادة أمراضه و ليس لعلاجه و هو منطق متهاو و لا سند له إلا إساءة قراءة الواقع المهترئ و المؤقت، و لكن تعاقب الأيام و سيرة التاريخ تخبرنا أن دوام الحال من المحال.

منطق التجزئة يريد اختراع عقيدة جديدة له تناسب و تبرر عجزه، و هو يتهم الأيديولوجيات الظلامية و يعمى عن المجرم الحقيقي الذي هجم علينا و دمر حياتنا، و فشل الضحية في رد العدوان ليس مبرراً للاستسلام و ترك أدوات النجاح نحو الانبطاح الكلي، منطق التجزئة من الطبيعي أن يتلاءم مع السيد الاستعماري الذي أوجده و هذا واضح من طرحه المؤدي إلى استفراد المجرم بضحيته، و لكن ما غفل عنه أن هذا المنطق من الممكن أن يوجه ضد كيان التجزئة نفسه نحو مزيد من تجزئته إذا رغب السيد الاستعماري و حينئذ ستوظف نفس المفردات "كالأيديولوجيات الظلامية" و سيقال، كما حدث فعلاً: لماذا يتمتع ابن شمال السودان بنفط جنوبه؟ ففصلوا الجنوب عن الشمال بعدما فصلوا السودان عن مصر ثم صوروا أن الانفصال بين شماله و جنوبه هو الدواء الشافي لكل الأمراض الجنوبية، و لكن هذا لم يحدث للأسف و دخل الجنوب في دوامة جديدة من الصراعات الدموية، و نفس المنطق يرفع اليوم في اليمن و العراق و سوريا، و قد يقال مستقبلاً لماذا يتمتع ابن الحجاز بنفط المنطقة الشرقية؟ و حتى في الكيانات الصغيرة: لماذا يتمتع ابن مدينة الكويت بنفط مدينة الأحمدي ؟ من حق ابن الأحمدي أن يتمتع بثروته وحده، و هو نفس منطق الهويات الفرعية الذي استخدم في اقتطاع الدول الحالية من دولة الخلافة، و هذا ما حدث في السودان عندما فصل عن مصر ثم في جنوب السودان ضد السودان و ما يخبأ للعراق و اليمن و سوريا، و بنفس الأداة دائماً: حق تقرير المصير، و هي أداة من الغريب أنها لا تعمل في أي دولة غربية، ليس لأن مواطني الغرب ملائكة متحابون بل لأن الأنظمة لا تقبل بهذه الخدعة التي تفتت بها غيرها منذ الدرس القاسي الذي تلقاه الانفصاليون في الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865) التي فاق عدد قتلاها عدد القتلى الأمريكيين في جميع حروب أمريكا الدولية بما فيها الحربان الكبريان، و قبلها و بعدها كل المآسي التي أصابت السكان الأصليين و الأقليات في العالم الغربي: من أمريكا و كندا و أستراليا و الكيان الصهيوني إلى فرنسا و بريطانيا و إسبانيا، ثم يقولون لنا: دعونا من "الأيديولوجيات الظلامية" و ليتبع كل منا مصلحته، و لكن حينئذ سنرى أن مصالح العالم كله في التكتل و مصالحنا وحدها في الشرذمة، الغريب أن دعاة تقليد الغرب هؤلاء لا يقلدونه في الوحدة التي تغلب على كل كياناته، فهل العقل الذي يزعمونه ضد الوحدة ؟ فلماذا يتحد الغربيون إذن ؟ و لماذا يشذون هم عن الغرب في موضوع الوحدة بالذات؟ أليس لأن مصالح الغرب في شرذمتنا ؟ و من هو المستفيد من تفرقنا ؟ و من الذي صنع الكيانات التي يحامون عن استقلالها ؟ أليس المستعمر ؟ إذن "الاستقلال" يقع في نفس الحفرة التي هرب منها و هي التبعية و موالاة الخارج، و لكن بدلاً من موالاة الأخ سنوالي عدونا في النهاية، و لو أحسنوا التقليد لصنعوا كيانات كبرى على شاكلة الغرب و لكن هيهات فلن يسمح لهم سيدهم.

هم ينفذون أوامر الغرب و مصالحه لا مصالحنا الحقيقية، من الذي تكون مصلحته في الغربة عمن حوله ؟ و متى كانت الوحدة ضد المصلحة ؟ هؤلاء يناقضون الفطرة البشرية التي تقول تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً و إذا تفرقت تكسرت آحاداً، هل مصلحة فلسطين هي التفرد و البعد عن الإخوة ؟ و ماذا سينجز الفلسطيني وحده ؟ ألا تكفي تجارب السنين العجاف التي نقلتنا مما يسمونه "وصاية" الأخ إلى وصاية العدو ؟ 

نعم هل يستطيع الشعب الفلسطيني أن يحل مشكلته وحده كما يزعمون ؟ إن القرار الفلسطيني "المستقل" هو الذي وقع في أسر الاحتلال و صار سلطة تابعة للمستعمر الإسرائيلي بحجة "استقلال" الرأي، و أصحاب هذا المنطق يزعمون أنهم ضد الاحتلال و لكن كل كلامهم يؤدي إلى الاتفاق مع المحتل و الاستسلام لواقعه و الانسلاخ عن محيط الأمة، و هذا ما وقع بالفعل، و هل يسعفنا التاريخ بمثل واحد عن شعب صغير بحجم شعب فلسطين انتصر وحده على عدو ضخم بحجم الصهاينة و الغرب من ورائهم ؟

الفلسطينيون وحدهم لن يستطيعوا الحصول إلا على الاستسلام و هذا ما ثبت بالتجربة، لماذا يريدون فصلهم عن أمتهم في الوقت الذي يستعين فيه الصهاينة بالدعم الأمريكي و الغربي كله، لماذا حلال عليهم و حرام علينا ؟ و إذا كانت قوة أمريكا هي التي تجعلنا نستسلم لها فلماذا لا نبني قوتنا الخاصة و نفرض حقوقنا كما يفرضون باطلهم بدلاً من الاستسلام للحظة نعيش فيها في قعر التاريخ ؟ التاريخ لن يجمد عند لحظة معينة و إذا كانوا هم الأقوياء اليوم فالأيام دول و من يظن أن لحظته ستستمر و يبني عليها كل برامجه فهو واهم و لا ينظر أبعد من أنفه.

النصيحة التي يقدمها هذا المنطق تشبه نصيحة يقدمها أحدهم لمن يريد عبور غابة موحشة فيقول له اعبرها وحيداً لأن هذا أفضل من عبورها مع إخوتك و زملائك فهؤلاء ليسوا أوصياء عليك و من الأفضل أن تكون بمفردك في مواجهة الوحوش ! فمن الذي سيستمع إلى هذه "النصيحة" المخالفة للفطرة و العقل و البديهة إلا من يعمل لصالح وحوش الغابة و يريد أن يقدم لها وجبة سهلة المنال؟

و هذا لا يعني أن سلوك الإخوة في زمننا مثالي و أنهم يسعون لتحرير فلسطين و لم يتخذوا منها شعاراً و مبرراً لاستبدادهم و فسادهم، نعم هناك كثير من الشكوى و المرارة منهم، و لكن عندما يكون حال الأمة سلبياً يصبح الطلب البديهي من الجميع هو إصلاح هذا الحال و ليس مخاطبة الفلسطينيين وحدهم بالانسلاخ من الأمة و الارتماء تحت أقدام الأعداء لأن هذا سيزيد الوضع تفاقماً و لن يحله أو يأتي بالمن و السلوى لنا كما يحاولون التصوير، و لن يكون انتزاع الحق من العدو عندما نواجهه منفردين أسهل منالاً من إصلاح حال أمتنا.

من يدعي الاهتمام بمصلحة الفلسطينيين عليه أن يطالب برفع الوصاية الصهيونية عنهم و ليس ما يزعمه وصاية إخوتهم، و لا أن يتحدث بمنطق لا يصدقه عاقل و هو أن الفلسطينيين لو ذهبوا وحدهم في مواجهة عدوهم المدعوم من العالم الغربي كله سيكون رؤوفاً بهم و يتنازل لهم عن حقوقهم بطيبة نفس، و كون "وصاية" الإخوة سلبية الآن لا يعني أن الحل بوصاية الأعداء، و يجب أن نتذكر دائماً أن الفشل في حل قضية فلسطين و تحريرها لم يكن بسبب تدخل الإخوة، أو ما يسمى وصايتهم على القضية، بل بسبب فشل هذا التدخل غير الفاعل و انحراف أهدافه و عجز أساليبه، و من المشكوك فيه أصلاً أن المتحدث بالمنطق المذكور هدفه هو حل قضية فلسطين بتحريرها و عودتها إلى أصحابها لا سيما أن العدو هو الطرف الأقوى الذي يستطيع فرض إرادته بسهولة على طرف ضعيف كشعب فلسطين، و الغالب أن هذا هو المطلوب عند هؤلاء لأن "نصيحتهم" لا تؤدي إلى أي استرجاع للحقوق.

و ماذا عن الطرف الآخر في معادلة رفع "الوصاية" و هو البلاد العربية و الإسلامية؟ ألن يؤدي فك ارتباطها بقضية فلسطين إلى زوال عداوتها للكيان الصهيوني الذي لم يحتل أراضيها و ليس هناك سبب آخر لمعاداته وفقاً للذين يختزلون خطره و من ثم رفع الملام عن عملية التطبيع ؟ أليس هذا ما حدث بالفعل في العديد من الدول بتبرير من هذا المنطق معززاً بفهم مبتور لحقيقة المشروع الصهيوني و الظن بأن ضرره مقصور على فلسطين، بالإضافة إلى منطق لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطيني الذي اعترف و فاوض و صالح بل و استسلم و انبطح ؟ و لكن ماذا ربح المطبعون العرب بعد عقود طويلة من التطبيع في بلد كمصر مثقل بالمشاكل الاقتصادية التي قُدمت مبرراً للتطبيع ؟ و هل هناك أي مكاسب مجدية تبرر هذا الحماس للتطبيع ؟ و هل حصل أي تقدم في وضع مشاكلها أو أي تحقيق لوعود السلام الوردية عن التنمية الضخمة المنتظرة و التي أطلقت في بداية العملية و لم يتحقق منها شيء بل زاد العبء على مصر بهدر ثرواتها و مواردها لاسيما الغازية منها بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالزراعة المصرية لأن المطبعين اختاروا ألا يُسمعوا شعبهم قول إسحق رابين رئيس الوزراء الصهيوني السابق: "إن ما يقلقني هو المبالغة في توقع الشعب المصري من السلام أنه سيحمل لهم التقدم و الازدهار"؟ فماذا حدث غير ما تحدث به رابين ؟ و هل من عبرة لمن اعتبر ؟

●النتيجة

و في كشف الحساب الأخير نرى أن المنطق الذي ينادي برفع "الوصاية" العروبية و الإسلامية عن قضية فلسطين لن يفيد فلسطين لأنه سيتركها وحيدة مجردة في مواجهة عدو مدجج بالقوة المسلحة و تدعمه أمريكا و الغرب كله و لن يستطيع الفلسطينيون تحقيق أي انتصار لحقوقهم أو أي حل لمشاكلهم بمفردهم كما تقضي البديهة بل الواقع بذلك، و في نفس الوقت سيتمكن الصهاينة من تحقيق كثير من المكاسب التطبيعية السياسية و الاقتصادية و الثقافية و العسكرية من البلاد الذي رفعت يدها "و وصايتها" دون أن تحقق هذه البلاد مكاسب مناظرة كما رأينا بالفعل، فلمصلحة من إذن يتحدث أصحاب هذا المنطق ؟

قراءة 1792 مرات آخر تعديل على الأحد, 04 أيلول/سبتمبر 2016 19:00

أضف تعليق


كود امني
تحديث