قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 15 نيسان/أبريل 2018 09:59

في الذكرى الخمسمائة لغزو العالم الجديد (1992) والذي ترتب عليه إبادة عشرات الملايين من سكان قارتين : سلسلة نماذج من تعامل "المتحضرين" مع جرائمهم (2)

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(1 تصويت)

في الذكرى الخمسمائة لغزو العالم الجديد (1992) و الذي ترتب عليه إبادة عشرات الملايين من سكان قارتين :

" تاريخنا مكتوب بالحبر الأبيض، إن أول ما يفعله المنتصر هو محو تاريخ المهزومين .. و يا الله ما أغزر دموعهم فوق دماء ضحاياهم و ما أسهل أن يسرقوا وجودهم من ضمير الأرض! هذه واحدة من الإبادات الكثيرة التي واجهناها و سيواجهها الفلسطينيون .... إن جلادنا المقدس واحد."

مايكل هولي إيغل من نشطاء هنود شعب سو ، سنة 1996.

يقول الأستاذ و المؤرخ الفلسطيني شعبان صوان في مقالته : أمريكا مدينة على تل أم صنم على جبل " نجد من دراسة التاريخ الأمريكي أن الرؤساء المشهورين و المحبوبين كانت لهم بصماتهم السلبية على مجتمع الأهالي الأصليين، بل إن منهم من وصل منصب الرئاسة بناء على سجله في قمع الهنود كالرئيس التاسع وليام هاريسون و الرئيس السابع أندرو جاكسون و لم تخل العهود الأخرى من هذه "المآثر" كما سنرى، و كلما علت مكانة رئيس اكتشفنا أنه كان أشد في معاملة الهنود من غيره، و لو تفحصنا تواريخ الرؤساء الذين عدوا رموزا للأمة الأمريكية و نقشت تماثيل لهم على جبل راشمور في ولاية داكوتا الجنوبية و يهمنا منهم واشنطن و جيفرسون و لنكولن الذين عاصروا الحروب مع الهنود، لوجدنا بداية معلومة لها دلالتها و هي أن هذا النصب الذي انتهى العمل فيه سنة 1941 بعد سنوات من العمل، و الذي قصد منه "تمثيل مبادئ الحرية و التحرر التي قامت عليها الأمة قام على أرض التلال السوداء المغصوبة من الهنود و ما زالوا يلاحقون حقهم فيها بعدما سلبت منهم عنوة منذ قرن و نصف و يرفضون المبالغ التي عرضت لشرائها مهما ارتفعت كونها مقدسة لديهم، كما رفضوا مبلغ التعويض التي حكمت لهم بها المحكمة سنة 1980 رغم أنه زاد مع فوائد فترة عدم الاستلام عن بليون دولار، و أن كل فرد من القبيلة سيحصل على عشرة آلاف دولار لو تمت الصفقة، هذه الافتتاحية تبين أن "مزار الديمقراطية" كما تسميه هذه الحضارة العلمانية، قام على نهب الآخر و سلبه، و أن اضطهاد هذا الآخر كان لازما لحرية الأمريكي و تحرره".

و عليه تأتي هذه السلسلة للبحث في تصريحات مؤسسي أمريكا عن الهنود الذين نحن في مكانهم بالنسبة للغرب اليوم، لنعرف مكانتهم قبل التشدق و المباهاة بشَعر الآخرين و هي عبارة عن اقتباسات صادمة عن الهنود من قبل قادة الولايات المتحدة من بن فرانكلين إلى توماس جيفرسون (هذه الاقتباسات عن الهنود من القادة الأمريكيين تمتد من 1750 إلى 1817) :-

يكتب توماس جيفرسون، في أوراق توماس جيفرسون، 29 ديسمبر 1813

"هذا العرق الغير موفق و الذي جعلنا نتحمل الكثير من الألم لنحافظ عليه و جعله متحضراً بما عنده، بسبب هجره للتوقعات و أعماله المتوحشة إنه ينتظر إبادته و قرارات مصيرية بحقه"

أما الرئيس الأمريكي بنجامين فرانكلين، من سيرته الذاتية، 1750

"إذا كان من صنع العناية الألهية إستئصال هؤلاء الهمج من أجل إفساح المجال لمزارعي و فلاحي الأرض، فإنه يبدو من المحتمل أن " rum " (و هو شراب مسكر ) قد تكون من الوسائل المتاحة " و كلنا يعلم أثر إدخال هذه الثقافة " الخمر " في مجتمع الهنود الحمر و ما أدت به من كوارث إستغلها البيض لجهلهم بالإثر الضار بها إن تأثير الخمور التي أدخلها المهاجرون الأوروبيون إلى العالم الجديد كان قاتلا بشكل يقرنه المؤرخون بالأمراض الفتاكة و حروب الإبادة و التهجير و تدمير مصادر الرزق الذي أدى للمجاعات و سوء التغذية، و كان الشراب يحول الشاب العاقل داخل القبيلة إلى شيطان قابل لارتكاب أفظع الموبقات، و قد استغل الرجل الأبيض نهم الهندي للمسكرات فاستخدمها وسيلة للغش التجاري إذ كان التجار يعلمون أن السكران أكثر قابلية للاستغلال فيقومون بتقديم الخمر لزبائنهم الهنود قبل عملية الشراء و من ثم يستولون على فرائهم و يهربون، كما كانت الخمور من وسائل الغش السياسي و كثيرا ما عقدت معاهدات التخلي عن الأرض تحت تأثير السكر ، و قد أدت هذه الممارسات إلى العنف الذي يتولد نتيجة شعور الهنود بالغبن و الخداع، كما أدت الخمور، المغشوشة في كثير من الأحيان، إلى تدمير مجتمعات هندية بأكملها نتيجة ترك المزارعين بيوتهم و حقولهم و الدخول في أعماق البرية للحصول على المسكرات من التجار، كما كان الصيادون يبالغون في صيد الطرائد لدفع ثمن المشروبات بما أخل بالتوازن البيئي و أدى لاختفاء أعداد كبيرة من الحيوانات كانت مصدر رزق لهذه المجتمعات فيما سبق، و كثيرا ما ارتكبت الموبقات كدفع النساء إلى الرذيلة، و سرقة الجياد و الماشية، و تحدي سلطة الزعماء و تجاهل جميع التعاليم الأخلاقية، بل و إلى شن الحروب للحصول على الأسرى و دفعهم إلى تجار الرقيق.

أما أوامر من جورج واشنطن إلى الجنرال جون سوليفان،في 31 مايو 1779 كانت تقتضي :-

"إن الأهداف المباشرة هي التدمير و التدمير الكاملين لمستوطناتهم، و القبض على أكبر عدد ممكن من السجناء من كل سن و جنس. و سيكون من الضروري تدمير محاصيلهم في الأرض و منع زراعتهم أكثر ".

و قد برر جيمس مونرو، في رسالة إلى أندرو جاكسون، في 5 أكتوبر 1817 الهدف من وراء هذا التدمير قائلاً :-

" أن دولة الصياد أو الهمج تحتاج الى مساحة واسعة جدا لتقام عليها، هكذا يكون الامر منسجماً مع التقدم و الادعاء العادل للحياة المتمدنة، لا شيء اكيد من ان القبائل الهندية اذا ما استمرت على طريقة العيش هذه، فانها حياتها ستدهور و ستنقرض لا محالة.

أن دولة الصيد( و يقصد بها دولة الهنود الحمر و طريقة معاشهم )، بالرغم من انها تعتمد كليا على روح المحاربة، بالكاد تقاوم الحضارة العريقة و القوية و المتقدمة لسكان الإنسان المتمدن!.

و هذا درس للتغريبي ليريه كيف لنا أن نتعامل مع تاريخنا كما يتعامل الغربي مع تاريخه أو أن نطبق عند النقد المنهج النقدي المتوازن و ليس الاجتزاء و التضخيم للسلبيات من جهتنا و للإيجابيات لغيرنا بطريقة تذكرنا بالانقسام المانوي للعالم بين خير مطلق و شر مطلق بعيداً عن الطبيعة البشرية المختلطة!

قراءة 2077 مرات آخر تعديل على الإثنين, 23 نيسان/أبريل 2018 06:45

أضف تعليق


كود امني
تحديث