قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 26 نيسان/أبريل 2018 15:36

في الذكرى الخمسمائة لغزو العالم الجديد (1992) والذي ترتب عليه إبادة عشرات الملايين من سكان قارتين:سلسلة نماذج من تعامل " المتحضرين " مع جرائمهم (3 )

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(1 تصويت)

"ها هم الآن ، بعد أن أفنوا شعوبنا، يريدون أن يشوهوا الروح الهندية، و أن يزيلوا أغلى ما نعتز به ... يريدون أن يمحوا تاريخنا .. و يعبثوا بتقاليدنا الروحية ... يريدون أن يعيدوا كتابة ذلك من جديد و أن يخلقوه خلقاً آخر ... إن أكاذبيهم لم تتوقف بعد و لصوصيتهم ليس لها حدود. "

مارغو ثندربيرد من الحركة الهندية سنة 1988م.

نستكمل هذه الحلقة في البحث بتصريحات مؤسسي أمريكا عن الهنود الحمر و الذين نحن في مكانهم بالنسبة للغرب اليوم، و تأتي هذه السلسلة حتى نعي مكاننا فيما بينهم و قبل التشدق بالآخر فقط لآنه آخر و كما أوضحنا في الحلقة الثانية هي إقتباسات صادمة عن الهنود من قبل قادة الحرية و العدالة و الحضارة " الولايات المتحدة " تمتد من بن فرانكلين إلى توماس جيفرسون (1750 – 1817) و تكشف لنا عن حقيقة رسل الديمقراطية و أنبياء الحرية و مؤسسي الجمهورية

في سنة 1833 في الثالث من ديسمبر كتب الرئيس أندرو جاكسون في رسالته السنوية " إنهم لا يملكون الذكاء و لا المثابرة و لا الأخلاق و لا الرغبة في التطور، و هي كلها صفات أساسية لأي تغير مرغوب في حالتهم، و كونهم وسط عرق آخر مختلف و متفوق عليهم، و دون منح أهمية زائدة لأسباب دونيتهم و لا محاولة التحكم بهم فإن عليهم حتماً الإستسلام للظروف القاهرة و الإختفاء سريعاً من الوجود " و قد برر رئيس محكمة الجمهورية جون مارشال ذلك قائلاً "  قبائل الهنود الحمر التي تقطن هذه البلاد في غاية التوحش، شغلهم الشاغل الحرب و يقتاتون علي ما يحصلوا عليه في الأغلب من الغابة، هذه السيرة لا بد من إصلاحها و لا بد لنا من فعل ذلك، فالعلاقة بين الغازي و المغزو لا تنطبق علي هؤلاء الناس في هذه الظروف. منحنا الإكتشاف الحق الإحتكاري في نزع عن الهنود صفة ملاك الأرض و هذا بالشراء أو الغزو..."

و قد دافع الحاكم ويليام هنري هاريسون من إقليم إنديانا عن سياسة إستصئال الهنود " أن هذه الإجراءات العادلة تحمي قسماً من العالم ليحافظ على وضعه الطبيعي لذلك فإن إصطياد القليل من المتوحشين البائسيين كما هو مقرر في قضاء الخالق يدعم القسم الكبير من السكان من أجل أن يكونوا مركز الحضارة " و قد تابع جون كوينسي آدامز بترشيد الضرورات الإقليمية كإرادة الله " ما هو حق الصياد في غابة مساحتها ألف ميل ما لم يسعى إلى الصيد فيها إلا بالصدفة ؟ هل يجب أن تكون السهول و الوديان و التي هي حق من الله أعدت لتنتح الحياة و التنوع اللامتناهي محكومة لأن تبقى جرداء ؟ " و لا شك أن التبرير بالعناية الألهية كانت نظرة كل المستوطنيين القادمين إلى الأمريكييتين في حينها، و حتى يبرر سياسة التوسع الإستيطاني تابع جون كوينسي آدامز تبرير ذلك كما رأينا و قد سار و مضى الآباء المؤسسون جميعاً على خطى هذه الوتيرة حتى دفعت جورج واشنطن إلى تبرير هذه الأضرار الهامشية التي ترافق إنتشار حضارة البيض قائلاً " إن طرد الهنود من أوطانهم بقوة السلاح لا يختلف عن طرد الوحوش المفترسة من غاباتها " أما توماس جيفرسون فقد أمر وزير دفاعه بأن يواجه الهنود المقاومين للتوسع الأمريكي المقرون بالعناية الألهية بالبلطة و أن لا يضع هذه البلطة حتى يفنيهم أو يسوقهم إلى ما وراء الميسيسيبي ( حيث الأرض الجرداء والقاحلة ).

و على الرغم ما أبداه الهنود من قبول لحضارة البيض لا بل هناك من زعمائهم من تبع تعاليمهم حرفاً حرفاً حتى صرح قائلاً الزعيم الهندي جون روس " لقد طلبتم إلينا التخلي عن الصيد و الحرب فأستجبنا، و طلبتم تكوين حكومة جمهورية ففعلنا متبنين نفس نموذجكم، و طلبتم أيضاً أن نحرث الأرض و أن نتعلم العمل باليد، فقبلنا، و طلبتم أن نتعلم القراءة، فتعلمنا، و طلبتم أن نتخلص من أوثاننا و أن نعبد ربكم ففعلنا .. فماذا منحنا السلام و الثقة ؟ هل ردت إلينا أراضينا ؟ هل حررت شعوبنا على إمتداد القارة ؟ هل نحن أحرار اليوم ؟ ممم !!

إلا أن رغم المسالمة كان للجنرال فيليب شيريدان قائد قطاع الميسوري رأي آخر في المسألة حيث يرى شيريدان " أن الهنود الصالحون الوحيدون الذين رآهم على الأطلاق كانوا أموات " !!

شيريدان هذا كان يعاني من الغربة بسبب انتمائه لخلفية إيرلندية كاثوليكية في المجتمع الأمريكي البروتستانتي و قد استندت فلسفته العسكرية التي بدأ بممارستها في الحرب الأهلية الأمريكية على توجيه ما يمكن من الضربات لجيش العدو ـ ثم دفع المدنيين إلى المعاناة الشديدة التي تجعلهم يجبرون حكومتهم على طلب السلام و ذلك بعدم الإبقاء على أي شيء من ممتلكاتهم سوى عيونهم التي تذرف الدموع من الحرب ـ و كان يتبعها بأن جعل الغربان المحلقة فوق الميدان تجد مئونتها، و رغم كونه أقل مشاعر من رئيسه الجنرال وليام شيرمان، فقد طلب إليه هذه الأخيرة أن يطبق سياسته على الهنود المقاومين بعد نهاية الحرب الأهلية، فقال : " علي اختيار الموسم المناسب للقبض على الشياطين، و إذا قمنا بالهجوم على قرية و قتل النساء و الأطفال، فأن المسؤولية تقع على عاتق من جعلت جرائمهم هذا الهجوم ضرورياً و ليس على الجنود أنفسهم." و هذه الحيلة التي تلقي مسؤولية الضحية على القتيل و ليس القاتل و تحاول تبرئة المجرم وجدناها تتكرر في التاريخ البشري.

و أنوه إلى القراء الكرام، أن تناول هذه التصريحات لا تعني التبرير لسيول أخطائنا و جرائم استبدادياتنا و لكن كما أنه ليس من شروط الخروج من أخطائنا أن نقبل بخطايا الآخرين و ليس من شروط القضاء على الإستبداد القبول بالإحتلال و الإبادة التي حصلت في حق شعوب العالم، و لأنه تم تشويه قرائتنا لتاريخنا لأسباب أيدولوجية فأصبحنا نقتطع الحوادث من سياقها و نقول إذا رأين أي سلبية في تاريخنا صحيحة أو مختلقة : أنظروا هذه سلبية فإذن مرتكبها مجرم لا خير فيه و يجب أن نتبرأ منه و نسينا أن السلبيات بل الكوارث موجودة عند كل البشر، فحرفت هذه القراءة الوقائع لتجعل للواقع المهترئ فضيلة على الماضي و الفكرة مما نقوله ليس أن أخطاء الغرب تبرر لنا أخطائنا بل أن الغرب قد جاء بعدنا و من المفترض حسب فكرته عن التقدم أن يحسن وضع البشرية و يلغي أخطاء من سبقه كما يزعم، لكن الواقع لا زال يتحدث عن العكس فالأخطاء البشرية تضاعفت و صارت خطايا و الذي يبرر هو الغرب نفسه و أذنابه كلما حدثتهم عن سلبية غربية أحتجوا و برروا بسلبيات من قبلهم إلا أنه ما قيمة التقدم الذي أنجزه الغرب إذا كان اللاحق كالسابق ؟ و الأب الراشد كالأبن المراهق ؟ ماذا صنع العقل و العلم إذا كان الخطأ نفسه ما زال قائماً بل تضخم ؟

المشكلة إذن في المزايدة المبهورة على تاريخ الحضارة الغربية و علاقتها " بالآخر ".

قراءة 1708 مرات آخر تعديل على الأحد, 06 أيار 2018 13:25

أضف تعليق


كود امني
تحديث