قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 28 نيسان/أبريل 2018 10:44

في الذكرى الخمسمائة لغزو العالم الجديد ( 1992) والذي ترتب عليه إبادة عشرات الملايين من سكان قارتين : سلسلة نماذج من تعامل " المتحضرين " مع جرائمهم (4)

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حينما أتذكر حياتي الماضية، و المحن المريرة التي تحملتها، فإنني لا أكاد لا أصدق أنني ما زلت حية... و مع ذلك فهذه هي الحقيقة، و بعون الذي يرى العصفور إذا سقط فإنني أنوي الكفاح لأجل شعبي المظلوم ما دمت حية.

سارة وينيموكا 1844- 1891 كاتبة من شعوب الهنود الحمر.

كلمة لا بد منها : في زمن يعيد فيه المستعمِرون الاعتبار لتاريخهم الاستعماري زاعمين أنه تاريخ إيجابي حتى لمن كان ضحيته، من الأوْلى أن يكف فيه الضحايا عن تشريح ذواتهم و لوم تاريخهم الحديث الذي لم يدخر وسعاً للدفاع عن وجودهم و بقائهم ضد قوى عظمى قضى الله أن تكون في مرحلة الفتوة التي تجاوزناها منذ زمن، فكان لها بذلك ميزة علينا في حلبة المنافسة و لم يكن بإمكاننا وقتها إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بلمح البصر أو إنجاز القفزة المطلوبة في لحظات في وقت اقتضى إنجازها قروناً عند أصحابها بعيداً عن القوى الخارجية المعرقلة التي حفل بها تاريخنا الحديث، و من الأجدى اليوم الانشغال بهموم اللحظة الحاضرة بدلاً من استمرار البكاء على ما فات و الانشغال بتشويه مراحل تاريخية اتسمت بإنجازات كبرى عجزت عنها المراحل التالية و بصمود عز نظيره آنذاك بين الأمم. كما لا يمكن لنا الانطلاق بثقة لبناء المستقبل مادامت لدينا قناعات سلبية عن ماضينا الذي يستحق منا تقديراً أكبر يدعم قدراتنا التي يشلها اليوم انعدام الثقة بالذات المؤدي للانبهار بما عند الأعداء و من ثم الوقوع في فخ الاستلاب، في الوقت الذي تؤكد فيه الدراسات التاريخية الأجنبية المحايدة أكثر من العربية، مع الأسف، وجوب فخرنا بهذا التاريخ الذي طالما استقيناه كله من مصادر معادية و هذه السلسلة هي كما قلت إهداء إلى كافة المثقفين و خاصة المنهزمين منهم و لمن يظن بنفسه مقلداً للغرب تقليداً سليماً، نقول أن تناول هذه التصريحات تكون لكي تضع حد لهؤلاء الذين ينقبون في كتب التاريخ و التراث الإسلامي لإيجاد هفوة هنا أو ممسكاً لجعله ذريعة لشطب هوية أمة كاملة في الوقت الذي لو بحث هؤلاء المنقبون فلن يجدوا تصريحات مشابهة !! و لكي نعلم هؤلاء المنقبين كيف يقلدون الغرب تقليداً صحيحاً و ليس إنبهاراً أعمى و هي رسالة للباحثين الكبار الذين ما لبثوا أن أنكروا الحوادث المذكورة في عناوين هؤلاء المنقبين بأن لا حاجة لإستنفار أحد للرد عليهم و ليتعلموا من أسيادهم كيف يتعاملون مع جرائمهم ....

و عليه تستكمل هذه السلسلة بتصريحات مؤسسي أمريكا عن الهنود الحمر و الذين نحن في مكانهم بالنسبة للغرب اليوم، و تأتي هذه السلسلة حتى نعي مكاننا فيما بينهم و قبل التشدق بالآخر فقط لآنه آخر و كما أوضحنا هي إقتباسات صادمة عن الهنود من قبل قادة الحرية و العدالة و الحضارة " الولايات المتحدة الأمريكية " و رموزها التي تحتفي بها في تاريخها و أدبها حتى وصل الأمر إلى تأليه هؤلاء القادة بنقشهم على الجبال أو وضعهم على شكل تماثيل حضارية....

فمن المتوحش الأمريكي المستوطن أم سكانها الأصلييون ؟

فيما يقارب عام 1851 إكتشف المستوطنون الأمريكان ما يعرف ب " عصور حمى الذهب " حيث وقعت الحملات الإستكشافية على موقع الهنود المقدس - التلال السوداء - و الذي كان لهم في تراثهم ما يكن له مكانة الشيء العظيم، طمع البيض دفعهم لإعلان عن ضرورة الحصول على هذا الذهب و لو بأي ثمن، و عليه أدلى بيتر هاردنمان بورنيت ( أول حاكم لولاية كاليفورنيا ) خطابه في الهيئة التشريعية في ولاية كاليفورنيا جعلت من جدول أعماله يبدو واضحاً و ظاهراً للعيان حيث قال :" ستستمر حرب الإبادة هذه بين العرقين حتى يصبح العرق الهندي منقرضاً و هذا ما نأمله." و قد كان قد سبق هذا الإعلان إعلان آخر مشابه في سنة 1850 حيث أعلن و بشكل رسمي بأن الإبادة الجماعية هي موقف الدولة الوحيد و الرسمي للدولة كحل للمسألة الهندية و في حينها مولت الدولة بالرصاص كل ميليشيات المتطوعين و رصدت الجوائز لمن يأتي بدليل على فناء هندي تراوحت من 10 إلى 25 دولار في البداية ثم زادت فيما بعد و أصبحت تجارة رائجة و كان لا بد من الإثبات بإحضار إما ( رأس أو سلخ فروة رأس أو أيادي مقطوعة أو حتى أجسام و قد توحش المستوطنون بهذا حتى إكتشفوا أهمية العضو الذكري لدى الرجل الهندي لجعله أكياساً للتبغ !!! لا بل أصبحت كما يصفها مؤرخ مشهور تجارة رائجة و أصبح صيد الهندي لأجل هذا العمل نوع من أعمال النزه و الترفيه عن النفس !!  حيث يوجد كتاب للبروفيسور الأمريكي" ستان هويج " بعنوان "مذبحة ساند كريك" و كتاب "حرب بلا رحمة" للكاتب و المؤرخ الأمريكي جون دوير يقولان فيه أن صائدي الأرواح الأمريكية في نفس عام مذبحة ساند كريك و التي وقعت في سنة 1846 و راح ضحيتها مئات من سكان الهنود الحمر يتابع المؤرخان قولهم بأن صائدي الأرواح إكتشفوا إمكانية إستخدام الأعضاء الذكرية للهنود كأكياس للتبغ و من ثم تطورت الفكرة من هواية للصيادين إلى تجارة رابحة بعد أن أصبحت من أبرز علامات الفروسية و الرجولة و الإرستقراطية الإستعمارية و يعلل الباحثان عدم إستمرار هذه الصناعة طويلاً لإنقراض أعداد الهنود الحمر و إنخفاضهم إلى ربع مليون نسمة عام 1900 بعدما كانوا أكثر من 100 مليون و حتى ضاق وجه الحضارة الأمريكية بالسلخ و قطع الرؤوس !!

إن هذا العصر و هو عصر حمى الذهب نجم عنه ذبح ما لا يقل عن 100 ألف من سكان كاليفورنيا الأصليين و هذا فقط في كاليفورنيا فكيف لو تفحصنا كافة الإعداد في كافة الولايات الباقية !!!

أما وندل هولمز و هو رئيس المحكمة العليا في الجمهورية الأمريكية لم يسلم الهنود الحمر من تصريحاته العنصرية فلقد أعلن حينما بدأت سياسة التطهير الجنسي للضعفاء من الهنود الحمر و الذين لا يعلمون ماذا فعل الإطباء الأمريكيين بهم و لقد أثبتت هذه التجارب تكرارها على مدار تاريخ الحضارة العريقة الأمريكية حتى ظهرت فضيحة " تيسكيوجي للزهري مع السود " و يمكن للقارئ تصفح ذلك عنها في متصفح ويكيبديا ليرى أي كارثة سببها العلم حينما يقع بيد صناع الحضارة و نعود لتصريح وليام هولمز القائل " أولى لنا أن نقتل هؤلاء المنحطين في الأرحام لنتجنب أعدامهم بعد ذلك عندما يُخلقون و يصبحون مجرمين أو فقراء معوزين يجوعون بسبب غبائهم." لاحظ الإستعلاء في هذا الخطاب و كيف نسب الفقر و التخلف و الجوع إلى غباء أصيل في عرقهم على الرغم أن البيض هم من سبب كل هذا البلاء بهم !!

و نعود لمذبحة ساند كريك و التي قادها القائد العسكري و أعدها و التي ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 125 هندي أعزل اعتُبر القائد "جون شيفينغتون" من أعظم أبطال التاريخ الأمريكي حتى هذا اليوم، و هناك الآن أكثر من مدينة و موقع تاريخي تخليدا لذكراه و شعاره الشهير" أقتلوا الهنود الحمر و أسلخوا جلودهم لا تتركوا صغيراً و لا كبيراً، فالقمل لا يفقس إلا من بيوض القمل " !!

و بعد انتهاء مهمته في ذبح الهنود رجالاً و أطفالاً و نساء في مذبحة ساند كريك، عقد الكولونيل "شفنغتون" مؤتمراً صحفياً لشرح ملحمته، و خرجت المظاهرات المؤيدة لأفعاله الدمويّة بفرح، و شبّهت إحدى الصحف فروات الرؤوس المقطوعة بالضفادع التي اجتاحت مصر قبل خروج بني اسرائيل منها!! و قد تسامى الرئيس "ثيوودور روزفلت" بهذه البطولات فوصفها بقوله " إن مذبحة ساند كريك كانت عملاً أخلاقياً و مفيداً ذلك لأن إبادة الأعراق المنحطة حتمية ضرورية لا مفر منها."

و عليه نسأل القارئ الكريم إذا كانت هذه نماذج صناع الحضارة الغربية و قادتهم و مصدر فخرهم و إعتزازهم و الطريق التي يطمح لها العديد من أبناء جلدتنا للعيش عليها قدوة دولة الأرهاب أمريكا فكيف لكم أن لا تنظروا لكل هذه المسائل ؟ و هل تتوقعون أن تفتح لكم أمريكا و حضارتها ذراعها و تقوم بإحتضانكم في الوقت الذي لم تفعل فيه شيء مشابه مع سكان أمريكا الأصليين؟

لكننا لا نملك إلا أن نقول كما قال زعيم المقاومة الهندية في العصر الحديث راسل مينز :

منذ أن خُلقت و أنا أسمع هذا الهراء و الدجل عن أن الولايات المتحدة مثال للحرية و نبراس للديمقراطية، و أن هذا البلد الفريد جداً في التنور و الإنسانية، و أن التاريخ البشري لم يعرف بلداً آخر يحاكيه أو يضاهيه في ذلك، و أن هذه " أمة القوانين" لا تعتدي و لا تغزو كما تفعل بلدان أخرى. إنني على يقين أنكم سمعت بهذا أيضا، فهذه الحقيقة الرسمية في الولايات المتحدة، و هذا ما يتعلمه الأطفال في المدارس، و ما تُحشى به أدمغة العامة...

حسناً إن لدي خبراً مُراً أزفه لكم :

هذا كذب محض كل ذلك كذب و هراء و دجل، هكذا كان دائماً و أبداً .. لننس الآن الحجج الدامغة التي تفند هذا الدجل من قبل السود و المتحدرين من أصل مكسيكي و المهاجرين الآسيويين هنا في شمال أميركا، دون أن نذكر شعوب المكسيك، و نيكاراغوا، و غواتيمالا، و بورتو ريكو، و هاواي، و اليابان، و كوريا، و الفيليپين، و ساموا، و تامور، و غويان،  و جزائر المارشال، و پاناما، و كوبا، و الدومينيكان، و غرانادا، و ليبيا و العراق و عشرات الشعوب الأخرى التي ذاقت ويلات الغزو و الإحتلال الأميركي، فهناك حرب إبادة دارت رحاها هنا في هذا البلد أيضاً، إنني أتحدث عن الإبادة التي تعرض لها هنود أميركا، إبادة بدأت منذ اللحظة الأولى التي رست فيها أول سفينة أوروبية على شاطئ جزيرة تيرتل و لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة ... ليس هناك قانون لم تنتهكه الولايات المتحدة و لا جريمة ضد الإنسانية لم ترتكبها ... و ما زلت هذه الإبادة مستمرة حتى هذه اللحظة....

و كما أنقل من مرجع نقله الأستاذ و المؤرخ شعبان صوان في مقال له قول الدكتور فؤاد زكريا في كتيبه النفيس "العرب و النموذج الأمريكي" الذي ألفه ردا على المد الأمريكي الزاحف في ثمانينات القرن العشرين :

"أن القضية التي أدافع عنها في هذه السلسلة هي

أولا: أن النموذج الأمريكي فريد في نوعه، حدث مرة واحدة و لا يقبل التكرار.

ثانيا: أن هذا النموذج الأمريكي، الذي يدعو حقا إلى الانبهار، مليء بالعيوب الذاتية.

ثالثا: أن هذا النموذج لا يصلح لأي بلد في العالم الثالث، و لا لأي بلد في العالم العربي بوجه خاص."

ثم نقول كما قال الله عز و جل في كتابه العزيز ( فأقصص القصص لعلهم يتفكرون ) صدق الله العظيم و لعل هذه السلسلة تثير زوبعة فكرية في أروقة منقبينا و الباحثين عن تصيد هفواتنا في تاريخنا العربي و الإسلامي و نكمل بعون الله تعالى في الحلقة القادمة بكشف زيف و قيم الحضارة الأمريكية و التي كان رئيسها ثيودور روزفلت على وعي بها و بضرورة تحليهم بالأخلاق البربرية ما لم تنتصر قيمهم الحضارية.

فمن المتوحش بعد كل هذا ؟ الأمريكي المستوطن أم سكانها الأصلييون من الهنود الحمر ؟!

قراءة 1967 مرات آخر تعديل على الإثنين, 07 أيار 2018 11:29

أضف تعليق


كود امني
تحديث