قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 09 حزيران/يونيو 2018 10:54

في الذكري الخمسمائة لغزو العالم الجديد (1992) و الذي ترتب عليه إبادة عشرات الملايين من سكان قارتين : سلسلة نماذج من تعامل " المتحضرين" مع جرائمهم (9)

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

"خذ هذا الهمجي بيدك، قص شعره، ثم ضع ساقيه ببنطلون .. ثم أدخله في المدرسة " الأميركية " العامة .. أعطه جريدة يومية و أنظر كيف سيتطور عقله و تتغير مشاعره و لكن حذار من أن تُمدنه أكثر من اللازم فذلك سيشل عقله"

مما جاء في The Atlantic Monthly عن تذويب ثقافة الهنود تحت عنوان مقالة ساخرة : ) أن تكون متحضراً أكثر من اللازم ).

و عليه الصورتان توضح التعليم الذي فرضته الولايات المتحدة على السكان الأصليين - الهنود الحمر - كان هدفه تفكيك المجتمعات الأصلية وفق شعار " قتل الهندي و انقاذ الإنسان" أي تخليص من كل ما له علاقة بهويته و جعله انسانا أخراً، و هو ما وصفه أحد المؤرخين بالتعليم من أجل الإبادة، و جسدت هذه الفلسفة المدارس الداخلية التي أرسل إليها أبناء الهنود و وصف بعض المؤرخين الأعمال الوحشية التي تمارس فيها ضد الصغار بإنها إبادة جماعية راح ضحيتها نصف التلاميذ الذين دخلوا هذه المدارس.

كان عنوان الحلقة السابقة من سلسلة نماذج من تعامل " المتحضرين " مع جرائمهم على غرار العنوان الرئيسي بالحديث عن الإبادة الثقافية و هي أخطر أنواع الإبادات التي واجهها السكان الأصليين في أمريكا على يد البيض خلال فترات إستعمارهم، و لا يعني ذلك التقليل من القتل و الذبح و التفنن في نقل الإمراض، لكن حينما ينسى أبناء الحضارة ماضيهم و يتم تشويهه أمام أعينهم و غسل أدمغتهم لعمري هذا أقسى من أي مشاهد قتل قد تحصل في حينها و فقط حينها يصبح كعشبة البراري التي تعصف به الريح و بدلاً من أن يعرف أبائه الأبطال الذين قاموا الإستعمار حتى آخر أنفاسهم فيفتخر بهم و يتعلم من دروسهم يصبح في فهمه أنهم لصوصاً فتثبط عزيمته و يحاول الإلتصاق بأي عدو غريب ينبهر به فيتبعه لحتفه و بهذا يصبح الذي لا يعرف عن آبائه شيئاً مثل التائه المسلوب بين الأمم يسهل على أي عابر سبيل أن ينال إعجابه و ما في جيبه أيضاً !

و بمعرض هذا الحديث لا بد بداية من الإشارة لصاحب فكرة المدارس الداخلية الأمريكية و هو العقيد الأمريكي الجنرال هنري ريتشارد ( 1840- 1924) هذا المؤسس لهذه المدارس الأمريكية و التي أبتكرت لتصيفة ما تبقى من الهنود الحمر تحت عنوان " قتل الهندي و إنقاذ الإنسان " ليتم صهرهم ثقافياً و تطبيعهم و جبلهم على الهوية و الثقافة البيضاء و ذلك عبر محو هويتهم الحضارية، فهو مؤسس و مدير مدرسة Carlisle, Pennsylvania التي كانت أكثر مدرسة داخلية أمريكية تسببت بموت أطفال الهنود بطرق غامضة فمنذ 1879 إلى عام 1918 ، حضر المدرسة أكثر من 10 آلآف طفل هندي أحمر لم يتخرج منهم سوى 158 طفل !  و يا للمفاجئة حينما تكتشف أن في هذه المدارس الداخلية هناك مقابر جماعية !  قد يقدر الشخص وجود حالات وفاة لكن أن تتعدى الآلآف فهذا مما لم يدخل في قياس العقل !  و لكن إذا عرف السبب فحينها سيبطل العجب فمنذ بداية الأعوام الأولى لهؤلاء الطلاب المساكين عانى الأطفال الهنود من شتى صنوف التعذيب في هذه المدارس التي تديرها الكنسية و تعرض أطفال كثيرين للإغتصاب و التحرش الجنسي و مات مئات الأطفال في هذه المدارس في عمليات تطهير عرقي لم يشهد لها مثيل و لم يتم مراجعتها إلا بعد أن دخلت القضية في طور التحفة الإحفورية ليتم الإعتراف بهذه الجرائم فيما بعد بتقارير أنتشرت في فضائح كان الهدف منها المنافسة السياسية على الحكم فقط و ليس تصحيح الوضع !

و لك أن تتعجب حينما تعلم أن هذه الإعمال لم تتعدى فقط إلى الساحة المدرسية فقد تدخل العلم بها حتى يؤكد على أخلاقية و منهج العلم في عصر الأنوار و التنوير و العقل فبين الأعوام 1930 - 1950 قامت الحكومة الكندية بعمليات " تجويع ممنهج " لأطفال السكان الأصليين في المدارس الداخلية التابعة للحكومة ضمن تجارب علمية لمعرفة كيفية سلوك الإنسان الجائع !

و بعد قرون طويلة من الجهود التبشيرية و التي تألفت لها مئات الجمعيات و التي رفعت شعار " أصدقاء الهنود " و " الحوار مع الهنود " و " التفاهم مع الهنود " ظلت فضائل المدنية تراوح مكانها و جهود التبشير تجري على قدم و ساق فيقول أحد المبشرين " لا تزال هناك حاجة ماسة لإيقاظ الشهوات و الملذات و الإحتياجات في هذا الهندي الهمجي. لإنقاذ الهندي من هجميته يجب أن نجعله أنانياً ذكي الأنانية، و ليس كما هو حاله الآن ذكياً أناني الذكاءعلينا أن نوقظ فيه الجشع و النهم إلى الأشياء. إنه في هجميته المقيتة يحتاج إلى لمسة مباركة من أجنحة ملائكة السخط، السخط على مسكنه و السخط على طعامه و السخط على نمط حياته المتقشفه ... **يجب أن ننقذه مما يلتحف به ليلبس البنطلون ... بنطلون مع جيوب ... جيوب يضع فيها الدولارات ليشتري بها ما تنتجه المصانع الأميركية ويتمدن... كل هذا يحتاج إلى تربية أخلاقية صارمة ، تحببه بالتملك وتؤهله للحضارة"

-المبشر ميريل غايتس Merill Gates في خطبة أمام مؤتمر جمعية أصدقاء الهنود التي يرأسها والذي ترأس حملات الأبادة الثقافية بجهوده التبشيرية تحت شعار " الحوار مع الهنود " أو أصدقاء الهنود "!! ويا للعجب

وكان هذا الإعتقاد السائد في نفوس هؤلاء المستوطنين بأن الهندي سيتبخر طبيعياً عندما يتم " تمدينه " ولهذا صار تمدينه من أسمى متطلبات التبخر وعليه خلق طبقة تمكن من مساعدة الحضارة على تمدين هؤلاء الهمج أي تمدينهم من الداخل وعلى أيدي طبقة من الأشخاص هنود الدم واللون ولكن إنجليزوا الذوق والأفكار والأخلاق والعقل وفي نفس إطار ثقافتهم الهندية حتة لا يقال أن " التمدين " يفرض عليهم من الخارج.

* أولاد مكولاي

" علينا أن نربي طبقة تترجم ما نريد للملايين الذين نحكمهم، طبقة من أشخاص هنود الدم والبشرة، لكنهم إنجليزوا الذوق والأفكار والتوجه والأخلاق والعقل "

هذه هي فكرة الإستعمار الداخلي والتي كان صاحبها رسول الإدارة الإستعمارية توماس مكولاي والذي أطلقها في مذكرة تربوية عام 1835 حتى أصبحت إنجيل السياسة الأمريكية لتعليم الهمج في الحضارة الإميركية وذلك لإعادة كتابة التاريخ والثقافة الهندية بأقلام هندية ولكن إنجليزية الذوق وكان لهذه السياسة أثر عظيم يصفه شارلز تريفليان صهر مكولاي بقوله " إن هؤلاء الأطفال تعودوا على النظر إلينا من خلال أدبنا وكتبنا ولهذا لا يعتبروننا غرباء ، إنهم يتحدثون عن رجالنا العظام بنفس الحماسة التي نتحدث عنهم بها .. لقد تعلموا ما تعلمنا وأهتموا بما أهتممنا والتزموا بما التزمنا " ولم يخفي تريفليان أمام لجنة الكونغرس في عام 1853 أن التدمير الثقافي هو الهدف النهائي من سياسة التعليم هذه فبحسب تعبيره " هذا التعليم سيغير اتجاه العقل الهندي ، فالأجيال الشابة التي تتعلم بهذه الطريقة ستكف عن السعي وراء الإستقلال كما يفعل عامة السكان وستحجم عن اعتبارنا أعداء أو مغتصبين بل سيروننا أصدقاء ومعلمين "

*وفي الحديث عن أطفال " الهمج " في جنان " المدينة "

" أطفال الهنود الحمر يموتون في هذه المدارس كالذباب... إن نسبة ضحايا الحروب أقل بكثير من نسبة ضحايا هذه المدارس " تقرير برايس سنة 1907

لحظة وصول الطفل إلى " المدرسة الداخلية " وفك الأغلال من يديه ورجليه أحيانا، تبدأ " إبادة الهندي لإعادة خلقه من جديد " فتحرق ثيابه وخصوصياته الهندية أمام عينيه وسط مشاعر القرف والإشمئزاز والسخرية والإهانة المتعمدة وكلمات ألطفها " هندي قذر " ثم يحلقون شعره ويُعلمونه أن الشعر الطويل الذي يعتز به رمز من رموز الهمجية، والشعر الطويل عزيز على قلب الهندي وثقافته وهو مثل ثقافة الشاربين أو اللحى في مناطق أخرى وبحسب دنكن مكريمون يرى أنهم يقصون شعورهم للإهانة أو العقاب ودنكن هذا أحد ضباط ميليشا جورجيا شهد على قصة معاقبة هندي حكم عليه بالموت وعندما تشفع له فتاتان من البيض قبلوا بهذا الخيار ولكن بقص شعره قبل تحريريه!

ولكن عملية التمدين تقتضي إنقضاضاً مزدوجاً على هوية الضحية ، أولهما تعريته تماماً من كل ما يصله أو يذكره بحياته " الهمجية " وثانيهما تلقينه وتحبيبه بكل الرموز والأفكار والقيم وأنماط السلوك " الحضاري الأبيض " ولقد تولت هذه المدارس بنظامها العسكري الصارم سحق النفس الأولى وبناء النفس الجديدة بالتزامن بحيث " تُبرعم " الحضارة في كل موقع تسحق فيه الهمجية وأول تلك البراعم قص الشعر وحرق الملابس وتبديل الأسماء من هندية ثقيلة على السمع واللسان إلى إنجليزية عذبة ويروي أوتا كته الذي فرضوا عليه أسم لوثر ستاندينغ بير في كتاب له كيف كان الأطفال يساقون للجز واحداً بعد الآخر ثم يعود كل واحد منهم مقطباً أو باكياً وقد أصبح شكله غربياً مضحكاً بشعره القصير " حين ساقوني لحلق شعري بالقوة ، أحسست بالمهانة والذل وطفحت عيوني بالدمع وهذا ما أحس به كل أطفال سو.. لم يستطع أحد منا أن ينان تلك الليلة جيداً .. كنا نتحسس رؤوسنا طوال الوقت ، ونشعر بالحقارة والشذوذ."

وعلى هذا صار هذا الإصرار المسرحي بإهانة الطفل وإذلاله وإشعاره بأن شعره الطويل رمز من رموز الهمجية وأن تمدينه لا يتم إلا بجزه وهذا دفع أحد هؤلاء الأطفال ليقول في وجه مدير مدرسة كارلسيل : ألا يمكننا أن نتعلم حضارتكم بدون قص شعورنا ؟ ما هذه الحضارة ؟

ويتابع أوتا كوتا حديثه عن الخطوة الثانية لسحق هنديته والتي كانت بتحقير اسمه وتغييره من اسم هندي ثقيل إلى اسم إنجليزي محبوب على اللسان فيصف كيف منحوه هذا الإسم الحضاري " دخل المترجم وقال : هل ترون هذه العلامات على السبورة ؟ حسناً إن كل علامة منها هي أسم لرجل أبيض وإنهم سيعطون كل واحد منكم أسماً منها حيث ستُعرفون وتنادون بعد ذلك بهذا الأسم وبهكذا قام الطفل الأول وأشار إلى واحد من هذه الأسماء المكتوبة على ورق لاصق ، فلصقوها على ظهر قميصه وعندما جاء دوري لمست واحداً من هذه الأسماء وكأنني ألمس عدواً لي .. وسرعان ما صار لنا جميعاً أسماء الرجل الأبيض الملصوقة على ظهورنا .. وفي الصف حين كانت الأستاذة تقرأ أسماء التلاميذ لم يكن أحد يجيب لهذا كانت تمشي بيننا وتنظر إلى ظهورنا بحثاً عن التلميذ المقصود .. أما نحن فقد بقينا أكثر من أسبوع لا نعرف كيف نلفظ أسماءنا الجديدة "

وبعد كل هذا التلقي للدروس الصباحية في المواطنة واللغة والدين يتناول الطفل وجبة دسمة ثم يُساق للعمل بالسخرة والذي كان يتولى حراستها الكابتن برات صاحب السجون الهندية فيقول " الفتى يعمل في المزرعة الملحقة بالمدرسة أو التي تعدتها إدارة المدرسة أو يعمل في مصانع تجارية، أو مناجم فحم ، أو ورشان بناء. وعند الحاجة قد يرمم مبنى المدرسة أو يعبد طرقاتها.. أما الفتيات فيُسقن إلى الخدمة والغسيل والتنظيف ومشاغل الخياطة.

أما كتاب دليل الطب flanreau student handbook لعام 1938 لا يخفي أن هدف تعليم الفتيات هو تأهيلهن ليكن خادمات مطيعات وطباخات ماهرات ونادلات وعاهرات أن أقتضى الأمر يخدمن لذة السيد الأبيض!

فلقد كان على هؤلاء الأطفال كما صرح وزير الداخلية كارل شورتز أن يؤهلوا لفهم تصورهم للعمل والإستيعاب فيه وذلك " من أجل فطم طبيعتهم واقتلاعهم من تقاليد حياتهم وسوقهم إلى حومة النظام الرأسمالي وحاجة المجتمع الإمريكي إلى يد عاملة رخيصة " وسنة بعد سنة أصبحت تزداد ساعات العمل بالسخرة على حساب الساعات الدراسية وبرأي فورت ماريون مدير سجن عكسري قبل إدارته لإحدى المدارس الداخلية أن الإطفال يجب عليهم العمل للمدرسة أكثر من الدراسة لأن عقولهم لا تستوعب العلم الأبيض وأنه في النهاية لا فائدة مرجوة من تعليمهم أو تمدينهم فالمدرسة لا تستطيع نقل الهندي من الهمجية إلى المدنية في جيل واحد " وذلك بحسب تعبيره في حين أعترض مفوض الشؤون الهندية وليم جونس على كلامه فرأى أن تمدينهم " مثل ترويض الطيور البرية التي يجب أن تروض على مدى أجيال طويلة حتى تتعلم ، إذا ما طارت إن تعود من تلقائها إلى القفص .. فكل جيل من أطفال المدارس سيحن أقل من الجيل السابق إلى الحرية وسيبدي رغبة أكبر في أن يخضع لعرقنا " لكنه بالنهاية أيد كلامه قائلاً " الطفل الهندي سيبقى هندياً همجياُ بلون هندي ودماغ هندي وطقوس هندية ولا فائدة من تمدينه ولهذا فلتوجهه المدارس إذن نحو الخدمة "

والفضل يعود بكل هذا إلى صاحب فكرة هذه المدارس وهيرمان فيولا الذي أمضى سنوات يقنع الكونغرس برصد ميزانية لتأسيس مدارس تبشيرية للهنود لتمدنهم فهو القائل " ضعوا في أيدي أطفالهم الكتاب المدرسي والمجرفة... وعندما تنور عقولهم ، وتتسع آفاقهم سيصبح الكتاب المقدس كتابهم واللغة الإنجليزية لغتهم ويصبحون حينها فقط عناصر مفيدة للمجتمع".

" إن مأساة السكان الأصليين الذين نجوا من الإبادة وتيتموا وتشردوا ومسحت أغلب ثقافتهم رغم كونهم في بلادهم هي مأساة هذه الدولة، وهي مأساة تؤثر على كل فرد أكثر مما نتخيل.إنها مأساة مدفونة وغير مرئية في طيات التاريخ وتعلم في المدارس والجامعات حسب الرواية الرسمية رغم أنها في الحقيقة توجد في طيات الحياة التي عاشها من مر بها شخصياً، إنها مأساة كالقنبلة تحت سجادة الاستعمار، كالكابوس في طرف النوم الطائفي"

المؤرخة الإمريكية لوسي ليبارد

لقد أنشئت المدارس الداخلية بداية من 1879 بهدف "قتل الهندي وإنقاذ الإنسان" أي القضاء على شخصية الهندي مع الإبقاء عليه حياً وذلك ليصبح كالبيض تماماً، وكان الأطفال يجبرون عليها في البداية، أما الآثار فكانت وخيمة إذ مات الكثير من روادها نتيجة سوء المعاملة ومن بقي حياً تخرج ليكون غير منسجم مع مجتمعه لا هو أبيض ولا هو هندي!

وفي الختام كل عام وجمهورنا الكريم وقراء موقعنا القدير بألف خير وبصحة وسلامة ،عيد مبارك للأسرى والجرحى والمشردين والبسطاء ..عيد مبارك لفرسان عزتنا وحراس ديننا في ساحات الفكر وأصحاب الأقلام الحارسة الغيورة على هذا الدين ...عيد مبارك لسكان الخيام والنازحين في العراء..عيد مبارك للثكالى والأرامل واليتامى والمصابين.. عيد مبارك لأطفالنا الميتمين والمصابين والمهجرين في شتى أقطاب عالمنا العربي.. عيد ما هذه الخطى العاجلات .. نسأل الله أن يعيده علينا وقد وحد صفنا وجمع شملنا وكلمتنا اللهم أهدنا إلى سواء السبيل و اللهم بصرنا بخطايانا لنتجنبها و لنصلح من حالنا و لا ملجأ لنا سوى الله عز و جل و لا خيار لنا سوي مجاهدة النفس الأمارة بالسوء و تجاوز كل الخلافات لنحرر أنفسنا من ربقة المادة و النرجسية المقيتة و الله غالب علي أمره ونكتب كما كتب نوساكا في نهاية قصته في مقالي عن قبر اليراعات " إلی الشفاه الذابلة و الأجسام الذاوية التي قضت عذابا تحت سطوة الحرب و الفقرواليتم ، نرفع الصلاة لأرواحهم الطاهرة ونكفكف دموع مآسيهم الغائرة ، فيمن بقفي منهم بيننا، تحننوا على فقرائكم وأرحموا أيتامكم وصلوا أرحامكم ، مدوا لهم اليد الحانية والقلوب النابضة بالحب والأمل قبل أن يلبسهم الفقر كفن الأجل وثوب الموت.. وردة حب وحنان لكل القراء الكرام في موقع نظرات مشرقة في هذا العالم.

قراءة 2043 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 20 حزيران/يونيو 2018 08:18

أضف تعليق


كود امني
تحديث