قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 20 أيار 2019 10:02

علم الكيمياء عند المسلمين

كتبه  الدكتور عبد الحليم عويس رحمه الله
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ظهر علم الكيمياء و نما و ازدهر في مصر القديمة؛ حيث كان للمصريين في هذا العلم شأن كبير، و ربما كان من المفارقات العجيبة أنَّ هذا العلم لم يُحقِّق على أيدي اليونان القدماء ما حقَّقه على أيدي المصريين مِن نموٍّ و ازدهار، بل على العكس انحدر هذا العلم في الحضارة اليونانية انحدارًا ملموسًا، و لم يُعرف عنهم الاشتغال بهذا العلم بصورة جدِّية إلا في العصر الروماني.

على أنه من المؤكد أن اليونان القدماء لم ينقلوا هذا العلم في جملة ما نقلوه من علوم مصر القديمة، كما عرفه المصريون، ثم إنهم فضلًا عن ذلك لم ينجحوا في العلوم التجريبية؛ و لذلك أخفقوا في هذا العلم، و لم يتركوا فيه أيَّ أثر علمي مفيد يُذكر؛ ذلك أنَّ الكيمياء أصبحت في أيديهم من علوم السحر و التهويمات المبهمة، و ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالتنجيم، و أصبح العمل في هذا الميدان مقصورًا على فكرة تحويل المعادن الرخيصة؛ مثل الرصاص و القصدير، إلى معادن ثمينة؛ مثل الذهب و الفِضة، و ذلك بواسطة حجر غامض يسمَّى حجر الفلاسفة[1].

و لذلك ابتعدت الكيمياء شيئًا فشيئًا عن البحث التجريبي؛ لتصبح خرافةً و وهمًا، و وسيلة من وسائل الغشِّ و الاحتيال.

و لعل ما بقي مِن كيمياء مصر القديمة يدل على مدى تدهور هذا العلم، و انحداره لدى اليونانيين.

و من المؤسف حقًّا أن جانبًا كبيرًا من بحوث المصريين الكيميائية قد ضاع؛ ذلك أن الإمبراطور الروماني ديوكلشيان، أصدر في سنة (290م) قرارًا بتدمير جميع البحوث الكيماوية في جميع أنحاء الإمبراطورية[2].

ثم جاء العرب المسلمون فورِثوا حقائقَ هذا العلم، و خرافاته جميعًا، فكان عليهم تنقية الحقيقة العلمية من الخرافة، ثم تنميتها و إثراؤها، و تعميق جوانبها.

الأمير خالد بن يزيد بن معاوية و بداية الاهتمام بعلم الكيمياء:

و على الرغم من الغموض الذي يكتنفُ بداية اهتمام العرب و اشتغالهم بهذا العلم، فمن المرجح أن خالد بن يزيد بن معاوية هو أول مَن اشتغل بالكيمياء من العرب؛ حيث تذكر المصادر أنه أولع بهذا العلم، و نسب إليه ترجمة كتب النجوم و الطب و الكيمياء و غيرها.

و يقول "هولميارد" (Holmyard): "و يُذكر أن خالد بن يزيد شغف بحب العلوم بصورة عامة، غير أنه جعل الكيمياء في المرتبة الأولى، و قد أمر باستدعاء فلاسفة اليونان من مصر، و طلب إليهم ترجمة العلوم - و بالأخص كتب الكيمياء - من اللغتين اليونانية و القبطية إلى اللغة العربية".

و قد أكَّد صاعد الأندلسي في كتابه "طبقات الأمم" أن خالد بن يزيد له في الكيمياء رسائل و أشعار بارعة، دالَّة على معرفته و براعته فيها، و ينسب له ابن النديم من الكتب التي رآها له في هذا العلم كتاب "الحرارات"، و كتاب "الصحيفة الكبير"، و كتاب "الصحيفة الصغير"، و وصيته إلى ابنه في صنعة الكيمياء، و مِن كتبه أيضًا - إضافةً إلى ما ذكره ابن النديم - كتاب "السر البديع في رمز المنيع"، و كتاب "فردوس الحكمة في علم الكيمياء"، و هو عبارة عن منظومة في قوافٍ مختلفة يبلغ عدد أبياتها ألفين و ثلاثمائة و خمسة عشر بيتًا، و له غير ذلك من الكتب في هذا العلم[3].

على أنه لم يصلنا من كتابات خالد و جهوده في علم الكيمياء آثار علمية إبداعية واضحة، و إن كان خالد قد أتاح الفرصةَ أمام العلماء مِن بعده لاستيعاب النظريات القديمة في علم الكيمياء، و هيَّأ الظروف لظهور مرحلة التأليف و الإبداع، على أيدي عباقرة الكيمياء من المسلمين، الذين أضافوا إلى هذا العلم إنجازاتهم الرائعة.

و ما لبثت الكيمياء أن أخذَتْ صورة العلم التجريبي، نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها فريقٌ من العلماء المسلمين، الذين كانوا أول من طبَّق الوسائل العلمية على الظاهرات الكيميائية.

ثم إنهم حقَّقوا أهم مآثرهم في هذا الميدان، بأن أدخلوا التجرِبة الموضوعية في دراسة الكيمياء و العلوم الطبيعية، و هذه خطوةٌ حاسمة نحو التقدم عما كان عند اليونان من فروض مبهمة في هذا الموضوع، و على الرغم من استمرار العرب في الاعتقاد بعلم تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب؛ فإن علم الكيمياء ولد بجهود العرب المسلمين و على أيديهم، و أما المبادئ الأساسية التي أرسى قواعدها العلماء العرب الأوائل، فانحصرت في أنهم كانوا لا يقبَلون شيئًا باعتباره حقيقة ما لم تؤيده المشاهدة أو تحقِّقه التجرِبة العلمية.

فالكيمياء في صورتها العلمية إنجازٌ حقَّقه المسلمون؛ إذ إنهم أدخلوا الملاحظات الدقيقة، و التجرِبة العلمية المتقنة، و اخترعوا الإنبيق، و أعطَوه هذا الاسم (إنبيق Alembic)، و فرَّقوا بين الأحماض و القلويات، و اكتشفوا العَلاقة بينهما، و درسوا و وصفوا مئات من العقاقير[4].

و من الإنجازات الهامَّة التي حقَّقها الكيميائيون العرب: أنهم كانوا أول مَن طبق الكيمياء على الطب، و هم الذين أعطوا لهذا العلم اسمه الذي عُرف به، و منه انتقل إلى الإنجليزية "chemistry"، و الفَرنسية "chimie".



[1] جلال مظهر: حضارة الإسلام، ص (268).

[2] المرجع السابق، ص (269).

[3] د/ طه عبد المقصود: الحضارة الإسلامية، ص (239).

[4] جلال مظهر: حضارة الإسلام، ص (271).

 
قراءة 1823 مرات آخر تعديل على الخميس, 23 أيار 2019 10:12

أضف تعليق


كود امني
تحديث