قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 حزيران/يونيو 2019 12:44

لمن يدمرون الآثار باسم الدين، أفلا يسعكم ما وسعهم؟

كتبه  الأستاذ محمد سيد أحمد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تاريخ الأمم جزء من حضارتها، و الآثار جزء من التاريخ استطاع الأقدمون أن يدوّنوا بها تاريخهم في زمن ربما لم تتح لهم الظروف من وسائل الكتابة و التدوين غير الكتابة على الحجر و الشجر، و وضع رسومات و تصاوير فنية على ما تيسر ليقول أولئك لمن يأتي من بعدهم مررنا ذات يوم من هنا و ” كنا أناسا كما كنتم فغيرنا دهر فأنتم كما كنّا تكونونا”.

لم تتعرّض أمة لنهب و سرقة تاريخها و تراثها و حضارتها مثل ما تعرَضت الأمة العربية على مرِّ التاريخ، و كأن الأمم التي تغلّبت علينا في لحظة ضعف كانت تحمل شحنة من الحقد و الحنق على تراثنا و تاريخنا، الشيء الذي لم يحمله جنودنا الذين فتحوا أقاليم امتدت من حدود الصين شرقا إلى أوروبا غربا، بدليل أن أي جيش غاز لبلاد يعرب لم تشأ حوافر خيله أن تطأ أرضنا العربية إلا و بادر جنوده إلى إتلاف ما قدروا عليه من تاريخنا و آثارنا الحضارية، فالمغول و التتار أول ما دخلوا حاضرة العرب و الإسلام في ذلك الوقت ” بغداد” قاموا بإلقاء ملايين الكتب في نهر دجلة حتى اسودّ ماؤه، و الغزاة الأوروبيون في القرنين الماضيين نهبوا نفائس كتبنا و كنوز آثارنا و أقاموا بها و عليها متاحفهم، و بات الباحث منا يقف متوسلا أمام متحف اللوفر أو غيره من أجل السماح له بتصوير ورقة من كتاب عربي أو تصوير قطعة أثرية نادرة سرقها المستعمر و نقلها إلى بلاده ليوهم العالم أن هذا جزء من تاريخها.

لم يكن أحد من جيل الحداثة و القوانين الدولية يتصوّر أننا سنعيش نفس المأساة في القرن الواحد و العشرين، فالأميركيون عندما احتلوا بغداد 2003 نهبوا ما تبقّى من الآثار و كنوز العراق الحضارية و قاموا بتهريبها و بيعها في بلاد الغرب، و ما تبقّى منها تركوه نهبة للقاعدة و أخواتها التي دمّرت ما وقعت عليه أيديها من تاريخنا العربي الإسلامي، و باسم الدين هذه المرة، و لك أن تتحدّث عن وضع مشابه تتعرَض له الآثار العربية الإسلامية في سوريا و اليمن و ليبيا و شمال مالي هذه الأيام.

فقد أكدت مندوبة اليونسكو آنا باوليني أثناء مشاركتها في مؤتمر منع الجريمة و العدالة الانتقالية المنعقد في قطر من 12- 19 /4/ 2015 أن ما أسمته ب ” خزّأن المعارف الإنساني”  في العراق و سوريا يتعرض لحملة نهب لا مثيل لها في التاريخ، و حذّرت من أن الآثار في اليمن ربما تتعرض لنفس المصير إذا ما توسّعت الحرب الأهلية في اليمن و خرجت عن السيطرة، و من المضحك المبكي أن اليونسكو كشفت عن تعاون تقيمه مع منظمتي الجمارك و الانتربول العالميتين من أجل ضبط القطع الأثرية المسروقة من العراق و سوريا و التحفظ عليها لإعادتها إلى تلك الدولتين عندما تستقر الأوضاع التي يراد لها ألا تستقر قريبا، و كأن الدول التي تستطيع مصادرة هذه الآثار و إعادتها ليست هي الدول التي تقوم بنهبها و تباع فيها.

تدمير الآثار باسم الدين

منذ ظهور ما بات يعرف بالجماعات الإسلامية المتطرفة في هذا الجزء من العالم و الآثار الإسلامية و العربية تتعرض من حين لآخر للحرق و التدمير باسم الدين على يد أناس لا يعلمون من الدين إلا ثقافة الحرق و الذبح، و تحضرني هنا قصة ربما تصلح لإسقاطها على تصرف هؤلاء و تدميرهم لآثار مرّ عليها الفاتحون الأوائل – رغم علمهم و تدينهم – و تركوها كما كانت دون المساس بها، و إليكم القصة: لمّا أراد الله نهاية محنة القول بخلق القرءان التي تولّى كبرها القاضي أحمد ابن أبي دؤاد أيام خلافة المأمون بن هارون الرشيد و من جاء بعده، و التي راح ضحيتها أجلة العلماء الربّانيين من سلف هذه الأمة، جيء في خلافة الواثق بالله بالعلم العارف محمد بن عبد الرحمن الأذرمي و طلب منه الخليفة مناظرة ابن أبي دؤاد و القول بخلق القرءان فقال له: يابن أبي دؤاد: أهذه المقالة التي تدعو الناس إليها علمها رسول الله صلى الله عليه و سلم و الخلفاء الراشدون أم جهلوها؟، فقال ابن أبي دؤاد جهلوها، فرد عليه الشيخ : ما شاء الله جهلها رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو بكر و عمر و عثمان و علي و علمتها أنت، فتعجب الخليفة، فقال ابن أبي دؤاد مهلا  بل علموها و لم يدعوا الناس إليها، فقال الشيخ الأذرمي” أفلا يسعك ما وسعهم” فانتفض الواثق من مجلسه و هو يقول : ” لا وسّع الله على من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته، ثم أمر برفع هذه المحنة و إخراج إمام أهل السنة و الجماعة أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله من السجن”.

و هنا أعيد نفس السؤال على المتنطِّعين من أتباع القاعدة و داعش و أقول لهم: أفلا يسعكم ما وسع الفاتحين من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و من تبعهم بإحسان و الذين مرّوا على هذه الآثار و لم يدمّروها و لم يروا أنها من مظاهر الشرك و تركوها على حالها؟”

أعود إلى مندوبة اليونسكو التي ذكرت أن هذه الجماعات أحرقت آلافا من نفائس الكتب في مدينة تنبكتو الواقعة شمالي جمهورية مالي، و أن المنظمة استطاعت إنقاذ 300 ألف مخطوط نادر و وضعتها في متحف في العاصمة المالية باماكو حفاظا عليها من بطش و طيش هؤلاء الذين لا يقيمون للحضارة وزنا، و لا يعرفون للتاريخ معنى.

فهل تدمير تاريخ و حضارة الأمم من الدين في شيء؟، أتمنّى أن يتفهّم هؤلاء يوما أن هذه الكنوز هي تراث إنساني، و أن الإسلام دين حضارة و بناء لا دين ذبح و حرق و تدمير.

رابط المقالة :

https://islamonline.net/12079

قراءة 1043 مرات آخر تعديل على الخميس, 13 حزيران/يونيو 2019 08:45

أضف تعليق


كود امني
تحديث