قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 15 نيسان/أبريل 2020 05:55

الحروب بين الدول الإستعمارية

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الفصل الثاني عشر : الحروب بين الدول الإستعمارية :

(2)

الثورة الأمريكية (1775-1783)

إعلان الإستقلال الأمريكي يلخص مكانة السكان الأصليين و يؤصل عملية إضطهادهم مستقبلا : بعد تصاعد الخلافات بين المستعمرات الأمريكية و التاج البريطاني نتيجة بذور الدمار التي ظلت مزروعة في إعلان 1763 الملكي*1، قررت المستعمرات إعلان إستقلالها في سنة 1776، و وضع بيان الإستقلال الذي دونه رسول الحرية توماس جيفرسون "إلتماسا أمام منبر قضاء العالم" لينصفه من ملك بريطانيا الذي عدد البيان له خطاياه التي أوجبت الإنفصال عنه، و كان من ضمن المظالم التي إرتكبها "ان أثار الفتن و القلاقل في صفوفنا و حرض القاطنين علي حدود ولاياتنا، الهنود الحمر المتوحشين، الذين لا يعرفون للرحمة معني، و الذين لا تميز سنن الحروب المعروفة عندهم بين رجل و إمرأة ، و بين طفل و شيخ، علي مهاجمتنا و التعرض لنا"*2 و إذا كان "الأحرار في كل العالم" قد إلتمسوا الدعم من عبارات إعلان الإستقلال فيما بعد، حتي أنصار إلغاء الرق الذي لم يتعرض البيان له و آثر إرضاء ولايات العبودية*3، فإن أنصار حقوق الهنود لم يجدوا ما يدعم موقفهم في هذا الإنجيل، و قد إستمرت أمة هذا الإعلان المقدس بمعاملة الهنود وفقا لما سطره عن السكان الأصليين، إذ حصر مكانة الهندي بالتوحش الدموي الذي تستخدمه الأيدي الخارجية لإثارة القلاقل بين شعب الله البريء الذي لم يرتكب أي ذنب يستوجب العنف من الهندي الهمجي، و عندما إنسحبت كل الأيادي الخارجية من القارة اللأمريكية  وفقا لمبدأ مونرو، لم يكف الأمريكيون عن التشدق بوحشية السكان الأصليين إلي أن تمكنوا من القضاء تماما علي مقاومتهم و إغلاق منطقة الحدود بين الحضارة و الهمجية سنة 1890 لينمو منذئذ الشعور الزائف بالذنب بعد فوات الأوان في الوقت الذي كانت الأمة فيه منهمكة في عمليات إضطهاد جديدة، تخفف الدموع علي الهندي الاقل من وخز الضمير تجاهها، و ذلك الفرق بين السكان الأصليين و العبيد في الكيان الإستيطاني هو الذي يجب أن نضعه نحن في الحسبان و ألا نأمل بتطور في فلسطين يوازي التطور الذي حصل عليه العبيد داخل الكيان الأمريكي لحاجات و منافع تخصه وحده، لأن مكانة العرب و المسلمين محددة بواقع أنهم سكان أصليون لا يتأسس الصهيوني في وطنهم إلا علي حساب وجودهم، و هذا أمر بنيوي لا علاقة له بالنوايا الطيبة.

الثورة ضد الهنود اكثر منها ضد بريطانيا : رغم أن الثورة الأمريكية كانت ضد الحكم البريطاني في الظاهر، فإن هناك من المؤرخين من يري أنها كانت حربا ضد السكان الأصليين أكثر منها حربا ضد بريطانيا، ذلك أن السبب الرئيس للقتال كان هو الصراع علي أراضي الهنود*4 الذين أدركوا ذلك جيدا و ذكر البريطانيون من نسي ذلك منهم*5، و يصف أحد المؤرخين دوافع الثورة بأنها كانت تتركز في الحرص علي الإستيلاء علي أرض الهنود أكثر من الإهتمام بعدم فرض بريطانيا الضرائب علي المستعمرات إلا مقابل تمثيلها في البرلمان البريطاني*6، و هو الدافع الذي يسود ذكره في تواريخ الثورة الأمريكية بترديد شعار"لا ضرائب بلا تمثيل"دون إعطاء الطمع في الأرض الهندية وزنه الحقيقي و عن كان يكذر من ضمن اسباب الإستياء من قيود الحكم البريطاني كما مر، و قد وجد الهنود أنفسهم بين الحكومة البريطانية العاجزة عن حمايتهم، و المستوطنين الطامعين في اراضيهم، فأختار معظمهم أهون الشرين و هو الجانب البريطاني*7،و قد نظر كثير من الأمريكيين إلي الثورة بصفتها حرب إخضاع تمكنهم من الإستيلاء علي أراضي الهنود الذين تحالفوا مع الإنجليز المهزومين*8، و رأوا ان هذه الحرب إستمرار لحروبهم الماضية علي الهنود و التي "لم تكن حروب إخضاع هدفها الإستيلاء علي الأرض"، و لكن حكومات المستعمرات كانت تستولي علي أرض الهنود بعد هزيمتهم في كل الأحوال بصفتها تعويضا من المهزوم لا اكثر*9(!)

المراجع :

 *1 لاسي، ص69.

*2 رافيتش، 1998،ص 65

*3 نفس المرجع، ص61

*4 Banner 2005، ص121.

*5 Calloway, 1995, ص23

*6 Banner, 2005, صفحة 121-122.

*7 نفس المرجع، ص 121.

 

النص مقتطف من كتاب الأستاذ محمد شعبان صوان بعنوان "أمريكا الإسرائيلية و فلسطين الهندية الحمراء تاريخ السوابق الأمريكية للجرائم الإسرائيلية دراسة مقارنة (من كولمبس إلي لنكولن) إبن النديم للنشر و التوزيع، دار الروافد الثقافية -ناشرون الطبعة الأولي 2016.

قراءة 876 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 15 نيسان/أبريل 2020 10:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث