قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 02 أيار 2020 08:07

الذكـــرى الـ 75 لـمذابـــــح 8 ماي 1945 / وقـــائـــع لا انســـانـيــة فــي يوم دمــوي عاشـــه الجزائريــــون

كتبه  الأستاذة فاطمة طاهي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يعد شهر ماي 1945م تاريخ كتبته فرنسا بدماء الشهداء، في حق شعب أعزل، و فصل من فصول الصراع المرير بين الشعب الجزائري الأبي التواق الى الحرية و الاستقلال بزعامة نخبة من الوطنيين، الذين أخذوا على عاتقهم النضال و الكفاح، و السهر على توعية الجماهير و تهيئتها لساعة الحسم، هذه الأحداث التي أكدت أن كل ما سلب بقوة لا يُسترجع الا بالقوة، كما أثبتت عن مدى فضاعة و همجية المخطط الاجرامي المنظم، الذي طبقته السلطات الاستعمارية على الشعب الجزائري، فلم تفرق بين الأطفال أو شيوخ و النساء، لتطبق عليهم برنامج الابادة بالتعذيب و القتل و التشريد، لا تزال هذه المجازر الرهيبة راسخة في أذهان الجزائريين يتذكرونها كل الثامن ماي، و ستبقى العديد من المناطق خير شاهد للتاريخ على حقد و همجية المحتل الغاصب سيما مضائق خراطة.

 خلفية أحداث 08 ماي 1945
و في الفاتح من شهر ماي 1945م بادر حزب الشعب الجزائري بتنظيم مظاهرات عبر التراب الوطني، و هو اليوم العالمي للعمال، و قد تم اعداد العلم الوطني و حضروا الشعارات التي يرفعها الجزائريون و من بين هذه الشعارات «استقلال الجزائر» «نهاية الاستعمار» «تحرير مصالي»، و قد أكدت هذه الشعارات أولا على النضج السياسي و الوعي المتزايد لدى الجماهير الشعبية و المناضلين، و ثانيا عبرت على امال معظم زعماء الأحزاب في ذلك الظرف العصيب و مطالب الحركة الوطنية و غيرها، شارك فيها عشرات الآلاف من الجزائريين في مختلف أنحاء الوطن: في الجزائر، وهران، بجاية، تلمسان، قسنطينة، مستغانم، قالمة، غليزان، سطيف، باتنة، بسكرة، عين البيضاء، خنشلة، سيدي بلعباس، سوق أهراس، شرشال، مليانة، سكيكدة، واد زناتي، سعيدة، عنابة، تبسة، سور الغزلان، و لم تتوقف المظاهرات ففي ولاية عنابة تظاهر حوالي 500 شخص، و ذلك يوم 3 ماي و في ولاية قالمة في الرابع ماي، و في ولاية سطيف مرة أخرى في السابع ماي.

وقائع المجازر في قالمة و سطيف و خراطة
خرج الجزائريون و رفعوا رايتهم عاليا و عبروا عن اهدافهم و المتمثلة في الحرية و الاستقلال، هذا الحق الذي قاتلو لأجله في صفوف بشجاعة و اقدام في الحرب العالمية الثانية، ففي ولاية سطيف اكتظت الشوارع و بالتحديد على الساعة الثامنة و النصف من هذا اليوم أخذت افواج من المناضلين و العمال و الفلاحين تتجمع في المسجد القريب من المحطة، و قد حضر فيه مناضلي حزب الشعب و كذا الكشافة الاسلامية، و انطلقوا و قد شارك فيها ما بين 7 الى 8 الاف شخص، و كانت الكشافة الاسلامية في مقدمة المظاهرات حتى وصلوا الى الشارع الرئيسي» جورج كليمونصو» و كان أحد أشبال الكشافة حاملا العلم الوطني و المتظاهرون يحملون باقة من الورد، و فجأة أطلق الرصاص على أول شباب و هو بوزيد سعال حامل العلم الوطني.
و في خراطة كان يوم الثامن من شهر ماي 1945 يوم السوق الأسبوعي لمدينة خراطة كما في مدينة سطيف و هو يوم عطلة أيضا بمناسبة انتهاء الحرب العالمية الثانية، خرج فيها الجزائريون و ما ان حلت الساعة 11.00 صباحا حتى قدمت القوات الفرنسية الى مدينة خراطة، و بواسطة رشاشاتها الثقيلة اطلقت النار على السكان فقتلت المئات، و قد شملت أعمال الابادة دون تمييز بين رضيع أو شيخ أو شاب و كان السكان يحفرون قبورهم بأيديهم.
و في ولاية قالمة و أين بدأت المظاهرات من خلال تجميع عدة آلاف من الجزائريين بمركز المدينة المسمى «الكرمات»، و رفعت خلالها الشعارات التي رفعت في خراطة و سطيف، و كان المستوطنون في نفس اليوم يقيمون حفلا في ساحة محمية بالرشاشات، و عند وصول المسيرة الى عين المكان، أقيم استجواب بين شخصين كانا في الحفل أحدهما قال للآخر: هل توجد فرنسا هنا أم لا؟ فأجابه الثاني بنعم، فأطلق مباشرة النار على أول شهيد.
مذابح 08 ماي في نظر الشيخ البشير الابراهيمي
يعتبر البشير الابراهيمي صاحب المقولة المشهورة « لو أن تاريخ فرنسا كتب بأقلام من نور ثم كتب في آخر فصل من هذه الفصول المخزية بعنوان مذابح سطيف و قالمة و خراطة، لطمس هذا الفصل ذلك التاريخ كله»، و هذه المقولة تبرهن ما ارتكبته فرنسا من جرائم وحشية تكفي لتلطيخ تاريخ فرنسا كله بالسواد، فقد قامت بإحراق الديار و اتلاف المحاصيل الزراعية و قتلت الجزائريين، و انتهكت الحرمات الانسانية، و بالتالي هذه المجازر في نظره هو عمل جبان من الفرنسيين، ففي الوقت الذي كانت الحرب منذ لغة اختفوا عن الساحة تاركين الجزائريين يحاربون النازية و الفاشية بكل شجاعة، و عندما توقفت الحرب ظهروا فقاموا بالقتل و الاعدام و لقد لخص ما جرى في الثامن ماي بأسلوب حزين و قال: يا يوم …. لله دماء بريئة فيك، و لله أعراض طاهرة انتهكت، و لله أموال محرمة استبيحت فيك، و لله يتامى فقدموا العائل الكافي فيك …. و لله أيام فقدت بعولتهن فيك ……»
كما أقسم البشير الابراهيمي بأن هذه المجازر ستبقى تلطخ جبين الحضارة الفرنسية إلى الأبد مهما حاول المدافعون عنها أو المعجبون تلميع صورتها، و عليه فإن هذا اليوم سيبقى محفوظا في ذاكرة الجزائريين مهما تعاقبت الأيام و السنين، حيث عبر عن ذلك بقوله «يا يوم لك في نفوسنا السمة التي ال تمحى و الذكرى التي ال تنسى فكن من أي سنة شئت فأنت الثامن ماي و كفى و كل ما علينا من دين أن نحيي ذكراك… لئن ال يمسحه النسيان من النفوس».

 الشاذلي المكي عن الثامن ماي 1945
يقول الشاذلي المكي عن الثامن ماي: «ففي هذا اليوم يوم الثامن ماي 1945، خرجت جموع الشبان و الفتيان و الكهول و الشيوخ متظاهرون في مدن سطيف و خراطة و قالمة ….. و ينشدون أغاني الحرية و الاستقلال، و ما كانوا يظنون أن الكثير منهم سوف لا يرجع إلى أهله و ذويه، و أن الرد منهم بالمرصاد، ذلك أنه لم تمض ساعات قلائل من خروجهم من دواويرهم حتى تبدل الحال من مظاهرات سليمة إلى معارك دامية دارت رحاها في نواحي كثيرة في القطر الجزائري»، و يضيف: « و أما في مقبرة قالمة فلقد رأينا عربات نقل يملكها الجيش الفرنسي، ترمي على الأرض بأكياس كبيرة و لقد هالنا أن لا تحدث هذه الأكياس ساعة إلقاءها على الأرض أي صدى، فاقتربنا من العربات فاذا بالداخل جثث ممزقة منهوشة مزقها الرصاص و أحراب نهشها الغراب».
حصيلة مجازر 08 ماي 1945
صرحت جريدة ” البصائر” لسان حال جمعية العلماء المسلمين أن عدد ضحايا مجازر 08 ماي 1945 هو ـ 85 ألف، و اختلفت التقارير عن عدد القتلى و الجرحى نتيجة أحداث الثامن ماي، فوزير الداخلية الفرنسي ، ذكر في تقريره أن عدد الجزائريين الذين شاركوا في الحوادث قد بلغ 50 ألف شخص، و نتج عن ذلك مقتل 88 فرنسيا و 150 جريحا. أما من الجانب الجزائري فمن 1200 إلى 1500 قتيل ( و لم يذكر الجرحى). أما التقديرات الجزائرية فقد حددت بين 45 ألف إلى 100 ألف قتيل أما الأجنبية فتختلف أيضا، و هي في الغالب من 50 ألف إلى 70 ألف، تضاف إلى حوالي 200 ألف بين قتيل و جريح و مختل عقليا من المجندين أثناء الحرب العالمية الثانية لإنقاذ فرنسا من سيطرة النازية.
أما جريدة ” البصائر” لسان حال جمعية العلماء المسلمين فقد قدرت عدد القتلى بـ 85 ألف، و ذكرت الكاتبة “فرانسيس ديساني” في كتابها ” La Paix Pour Dix Ans”: أن السفير الأمــريكي في القاهرة “بانكنـي توك” (Pinkney Tuck ) أخبر رئيس الجامعة العربية “عزام باشا” بأن هناك 45 ألف جزائري قتلهم الفرنسيون في مظاهرات 8 ماي 45، مما أغضب الجنرال ديغول من هذا التصريح بإعتبارها «قضية داخلية».
هذه المجازر جعلت الجزائريين يدركون بأن الاستعمار الفرنسي لا يفقه لغة الحوار و التفاوض، و ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة و عليه ينبغي التحضير للعمل العسكري، و بحق كان الثامن من ماي المنعطف الحاسم في مسار الحركة الوطنية و بداية العدّ التنازلي لاندلاع الثورة المسلّحة التي اندلعت شرارتها في الفاتح من نوفمبر 1954 و لم تخبو إلا بعد افتكاك الاستقلال كاملا غير منقوص من قبضة المستعمر الفرنسي.
قراءة 1363 مرات آخر تعديل على الإثنين, 11 أيار 2020 04:15

أضف تعليق


كود امني
تحديث