قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 26 أيار 2020 17:45

متتالية الهزيمة: كيف نجحت سياسة الخطوة خطوة في تدجين الجماهير

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

السادات فتح الباب

قبل أن يقوم الرئيس السابق أنور السادات بزيارته الشهيرة إلى الكيان الصهيوني سنة 1977 كان اللقاء بالصهاينة محرماً فضلاً عن زيارتهم. وصلت الحساسية درجات قصوى من المحرمات حتى أن اكتشاف كتاب أجنبي في زاوية بإحدى المكتبات العربية يحمل اسم “إسرائيل” على خريطة في إحدى الصفحات المطوية بدلاً من “فلسطين” كان كفيلاً بتفجير فضيحة إعلامية مدوية، فكيف إذا اكتشفت نجمة داود على علبة حلوى أو دمغة عليها “صنع في إسرائيل” على بضاعة في متجر بعيد؟ طامة كبرى يومها.

لقاءات لكن سرية

هذا لا يعني أنه لم يكن هنالك لقاءات، و لكن المسئولين العرب كانوا يضطرون إلى اللجوء إلى اللقاءات السرية و الملابس التنكرية في الزوايا المظلمة. زيارة القدس كسرت “الحاجز النفسي” الذي تحدث عنه الرئيس السابق. و رغم هلع الجماهير و غضبها الجارف مما أقدم عليه السادات و قذفها إياه بشتى النعوت السلبية فإنه كان المنتصر. بينما كان هناك من يحاول الإفادة بخبث من الحدث لقيادة الجماهير نحو رفض “الصلح المنفرد” و ليس مبدأ الصلح مع الصهاينة في حد ذاته، و كأن هذه الزعامات نفست على السادات استفراده بهذا “المجد”.

التدرج في التنازل

كانت الجماهير ترفض الكيان الصهيوني و تطالب بكل فلسطين، و القيادات العربية ترفض الانفراد بالسلام و تطالب بأراضي 67 فقط. و لهذا ما لبث الجميع أن أفادوا من وسادته التي امتصت الصدمة الأولى و ساروا على خطاه في محطات هامة : 1988 و 1991 و 1993 و 1994 و 2002. فاللقاءات أصبحت علنية و الاتفاقات مباحة و تقبلنا فكرة وجود “إسرائيل” مكان فلسطين، حتى أن سقف الخلاف تغير بعد ذلك و لم يعد على مجرد اللقاء و الزيارة بل على ما يتم إنجازه فيها من فتات تلقي به “إسرائيل” إلينا. كنا نسمع أنه لم يُخلق بعد القائد الفلسطيني الذي يقبل بالقرار 242 فوجدنا أنفسنا بعد برهة بين قادة فلسطينيين و عرب ليس فيهم من يرفض 242 بل الجميع يطالبون به بصفته إجماعاً قومياً.

بين أوسلو وكامب ديفيد

أصبح الجميع عملياً قابلين بالتفاوض و ضمنياً بكون الصهاينة طرفاً له حقوق، إلا أنهم يختلفون على جزئيات ما يتم التفاوض عليه؛ عُشر هنا و نصف عُشر هناك. و الدليل على ذلك أنه عندما تم توقيع اتفاق أوسلو 1993 بأيدي أصحاب القضية، صور الحدث بصفته إنجازاً وطنياً مع أنه لا يختلف عما قام به الرئيس السادات في كامب ديفيد و نال عقوبة القتل عليه. بل لقد كان إنجاز السادات أكبر مما أنجزه اتفاق أوسلو، السادات أمّن انسحاباً و إزالة مستوطنات من رقعة كبيرة و هو ما لم يفعله أوسلو و لا وادي عربة، و مع ذلك خُوّن السادات و عزفت الموسيقى لمن بعده، و لكن من يرصد ردود الأفعال الشعبية يجد الحقيقة ماثلة بوضوح و هي أن السادات مهد الطريق ليكون سالكاً لمن بعده و تم تطويع الجماهير لتقبل اللقاءات و الزيارات و الاتفاقات و الأهم أنها كلها مبنية على القبول بحقيقة وجود “إسرائيل”، و لاحقاً “بحقها” في الوجود. و من اللقاء مع “التقدميين” الصهاينة انتقلنا إلى احتضان المجرمين منهم و التحالف مع المتطرفين.

و الغريب أن المجتمع الصهيوني بعدما كان يلهث خلف كلمة قبول أو إيماءة اعتراف عربي أو إسلامي، فإنه هو الذي قتل زعيمه إسحق رابين الموقع على اتفاق أوسلو، أما نحن فقتلنا زعيمنا لأنه رفض مزيداً من التنازلات. و بعد ذلك كرت المسبحة تحت عنوان لن نكون ملكيين أكثر من الملك، و ما دام الفلسطيني قد اعترف فلماذا لا نعترف، و نسينا أن أصحاب هذا المنطق هم الذين أجبروا الفلسطيني بشتى أنواع الضغوط و الحصار و التجويع على الاعتراف و كانوا يغطون عوارهم بالقول نقبل ما يقبل به الفلسطيني، و هو كذب لأنهم لم يكونوا يقبلون إلا استسلام الفلسطيني أما مقاومته فكانت مرفوضة و محاصرة و مهددة.

و تتوالى التنازلات و الاستدراجات

نعم! تتالت الهزائم و التنازلات و الاتفاقات و اللقاءات و العلاقات بل التحالفات، بصور لم يكن يتخيلها من خرج في مظاهرة حاشدة ضد السادات في زمنه، و لكنه اليوم يخرج في مظاهرة حاشدة أيضاً و لكن لتأييد أفعال تم اغتيال السادات على ارتكاب ما هو أبسط منها. و لم يعد الصراع مع الصهاينة على مبدأ وجودهم الذي صار مسلماً به و مقبولاً. نعم رجل الشارع لا يعترف علناً بذلك و لكنه استُدرج بنعومة فلم يعد يعترض مجرد اعتراض على ما كان يثور ضد الهمس به في الأمس. لقد تغلغلت الهزيمة في داخله دون أن يشعر. كان صمت النظام في مصر عن غزو لبنان 1982 خيانة كبرى في زمنها، فصارت نصرة فلسطين بل مجرد الدعاء لها و التظاهر لأجلها هي الجريمة. و الأنظمة بما فيهم سلطة فلسطين نفسها تؤيد و تمول و تشارك في الحرب على نسائها و حرق أطفالها و حصار شعبها و محاربة مقاومتها وسط صمت بل تبرير من خوّنوا السادات بالأمس على أقل من كل ذلك.

خطوة خطوة

و تحول الصراع مع الصهيونية إلى خلاف على شئون الحياة اليومية كأي خلاف بين جيران، و من هو الذي مازال يطالب بما كانت تطالب به الجماهير التي خرجت في مظاهرات حاشدة ضد أنور السادات؟ بل الجماهير التي صوبت اتجاه ثورة يوليو عندما هدرت برفض موقف قيادتها المتردد و ليس الموافق على مبادرة إيدن 1955؟ أين هو اليوم موقع من يطالب بفلسطين كلها من البحر إلى النهر، و بتفكيك الكيان الصهيوني الاستعماري، و بعودة اللاجئين إلى وطنهم، و بحظر أي اتفاق سلام و استسلام بواقع وجود الصهاينة على أرضنا، و من باب أولى يناهض أي لقاء أو تحالف أو تطبيع معهم؟

بل أين هو الفدائي الذي صمد في بيروت صموداً أسطورياً ليتحول بلمح البصر إلى شرطي حارس لأمن الصهاينة؟ و من يصدق أن القداسة فارقت قضية فلسطين بعد عقود من الجهاد و الاستشهاد و أصبحت من نصيب التنسيق الأمني مع عدو فلسطين ضد من مازال يجاهد لأجل فلسطين، و أن يهتف لهذا الرأي الرسمي الشاذ و يهلل له من اتهم السادات بالخيانة و طرده من الأمة فيما سبق؟ و هل كنا نحلم في أسوأ الكوابيس أن يصطف العربي بل الفلسطيني و الصهيوني معاً ضد تحرير فلسطين و الجهاد لأجلها؟

الفتنة

هل يمكننا بعد ذلك أن نشك في عقولنا و أن ندعي خطأ من يطالب بحقه؟ أم هل يمكننا الزعم أن الاتكال على إمكانات أمة عظمى كأمتنا لإزالة السرطان الصهيوني الخبيث فيه شيء من عدم الواقعية؟ أم أن فرقة بلادنا و ضعفها و هزيمتها هي المنافية للواقع مع كثرة إمكاناتها التي تصدت بها لدول عظمى مجتمعة في تاريخها، و ستكون سقطتنا اليوم مجرد لمحة مظلمة في هذا التاريخ الطويل؟ و إذا كان صاحب الموقف المقاوم هو اليوم المتطرف الخشبي المعزول و ربما الخائن بعدما كان الجميع على هذا الرأي سابقاً، فهل مات السادات فعلاً؟

“عن حذيفة رضي الله عنه (صاحب السر والعالم بالفتن) قال:

إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا، فلينظر فإن كان رأى حلالاً كان يراه حراماً فقد أصابته الفتنة، و إن كان يرى حراماً كان يراه حلالاً فقد أصابته الفتنة

المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري، دار الكتاب العربي، ج 4 كتاب الفتن و الملاحم ص 467، و قال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين و لم يخرجاه، و أقره الإمام الذهبي في التلخيص.

الخلاصة:

إن سياسة النفس الطويل التي يتبعها الصهاينة و حماتهم الغربيون في تناولهم لصراعنا معهم ليست سياسة عبثية و قد أتت أكلاً طيباً لهم، لا من الزعماء الذين لا قيمة لهم، و لكن من الشعوب التي ثبت أن بالإمكان غسل أدمغتها بالصبر و الأناة. ولكن دوام الحال من المحال.

الرابط : https://tipyan.com/how-did-step-by-step-policy-succeed-in-taming-the-public

قراءة 956 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 27 أيار 2020 10:03

أضف تعليق


كود امني
تحديث