قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 28 أيلول/سبتمبر 2020 17:52

خطط السلاطين العثمانيين لاستعادة الأندلس

كتبه  الأستاذ أحمد بن صالح الظرافي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في عام 1492 سقطت غرناطة في أيدي الإسبان، و انتهى بذلك الحكم الإسلامي للأندلس، و لقي مسلمو الأندلس مصرعهم أو شردوا في شمال إفريقيا، و أغرق سقوط الأندلس مسلمي العالم في مأتم و حداد. و كان ذلك في عهد السلطان بايزيد الثاني (1481-1512). و إذا كان هذا السلطان قد أكتفى بإرسال الأسطول العثماني لحماية المسلمين الفارين من جحيم الاضطهاد الاسباني، و إجلائهم إلى شمال إفريقيا؛ فإن السلاطين الكبار الذين جاءوا بعهده، وضعوا خططا استراتيجية لإعادة الأندلس إلى حظيرة الإسلام مجددا، و لم يتهربوا من واجبهم، إزاء نكبة إخوانهم المسلمين في الأندلس.

خطة السلطان سليم الأول (1512-1520)

كان اهتمام السلاطين العثمانيين كله موجهاً إلى أوربا، و كانوا يواصلون التوغل في أوربا الشرقية "ببأسٍ شديد و قوةٍ لا تردع"، في القرنين 14، 15، لأجل العبور منها إلى غرب أوروبا، و منها إلى الأندلس، التي كان المسلمون بها يواجهون حرب إبادة جماعية من قبل النصارى الكاثوليك، الذين تكالبوا عليهم، بعد فتح القسطنطينية عام 1453م. و كان السلطان سليم الأول، يفكر منذ بداية حكمه في استعادة الأندلس. و كانت خطته اختصارا لتلك الخطة، فقط كانت تقضي بأن يستفتح فينسيا (البندقية)، و جنوا، ثم يجرد الجيش من هناك بحرا إلى الأندلس. و سعياً وراء هذا الهدف الطموح، أصدر هذا السلطان أوامره للقوات البحرية العثمانية، بأن تصنع مئة سفينة حربية، و أن تجهزها بأحدث المدافع والمعدات العسكرية. و لكن التحرشات و الأعمال الاستفزازية التي كان الصفويون يقومون بها في أراضي الدولة العثمانية، و اندلاع الثورات الشيعية في عقر دارها أدت لقيام السلطان سليم الأول بتغيير تلك الإستراتيجية، و بالتالي، تجريد الجيوش ضد الصفويين في الشرق، ثم ضد المماليك، بعد ذلك، لضم الشام و مصر و الحجاز إلى دولته الصاعدة، و من ثم الانشغال بالتصدي للبرتغاليين في البحر الأحمر و البحر العربي و المحيط الهندي. و كل هذا و غيره جاء على حساب خطته لاستعادة الأندلس. و قد توفي السلطان سليم الأول سنة 1520، و هو يعد العدة لإعادة الزحف على الدولة الصفوية للقضاء عليها نهائياً، و من ثم جمع كلمة المسلمين تحت راية واحدة و في إطار خلافة واحدة، هي الخلافة العثمانية، و كان في الوقت نفسه، يجهز الأسطول العثماني، لطرد البرتغاليين من الهند.

خطة السلطان سليمان القانوني (1520-1566)

جاءت هذه الخطة في أعقاب ضم العثمانيين لشمال إفريقيا، و تأمينها من غارات الأساطيل الإسبانية و البرتغالية، و بعد إحباط حملات الأساطيل البرتغالية في المحيط الهندي، و بعد فتح اليمن و شرق إفريقيا، و تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة إسلامية، و بعد فتح بغداد و تبريز و تحرير العراق و أذربيجان من الصفويين، و بعد تحطيم أسطورة فرسان القديس يوحنا في رودس، و فتح هذه الجزيرة، و بالتالي، السيطرة شبه الكلية على البحر المتوسط، و بعد فتح بلجراد، و دق أبواب فيينا، و وصول الدولة العثمانية لأقصى اتساعها و لذروة قوتها، بحيث صارت أكبر و أقوى دولة في العالم على الإطلاق. فبعد كل تلك الإنجازات و الفتوحات و الانتصارات سمت بالسلطان سليمان القانوني نفسه إلى إعادة الأندلس كلها إلى حظيرة الإسلام. و لعله أراد بذلك أن يجعلها مسك الختام في حياته، لأنه كان حينذاك، قد تجاوز السبعين من عمره. و في غضون ذلك، عادت إلى ذاكرة هذا السلطان خطة خير الدين بربروسا، القائد البحري المسلم الشهير، و الذي توفي عام 1546، و الذي اعتبر فتح تونس شرطاً لا بد منه، لإعادة افتتاح الاندلس. و ذلك لأهمية موقع تونس المتوسط في حوض البحر المتوسط، و سيطرتها بالتالي، على الملاحة في هذا البحر، فضلاً عن قربها من الشواطئ الإسبانية و الفرنسية و الإيطالية. و كانت تونس، حينذاك تحت سيطرة الإمبراطورية الإسبانية. بيد أن هذا السلطان لم يلبث أن توفي عن عمر تجاوز الـ71 عاماً، بعد أن حكم المسلمين لأكثر من 46 عاماً، و خلفه في الحكم ابنه سليم الثاني، و الذي لم يكن على مستوى أبيه من القوة، و الحزم، و التفكير الإستراتيجي.

خطة السلطان سليم الثاني (1566-1574)

برغم تركيز العثمانيين في عهد هذا السلطان جهودهم للتخلص من الخطر الصفوي في المشرق، إلا أنهم ظلوا يقدمون المساعدات السرية للحركات البروتستانتية المناوئة للكاثوليكية في غرب أوروبا، و يزودون بالأسلحة الجيش الذي كان يجري الإعداد له من بقايا المسلمين في جنوب الأندلس، للثورة ضد الإسبان. بيد أن الصقور في دولته و على رأسهم الصدر الأعظم محمد باشا الصوقللي، ظلوا يضغطون بإصرار لتنفيذ خطة السلطان سليمان القانوني لاستعادة الأندلس، و لذلك قام هذا الصدر الأعظم في مارس 1568 بتعيين القائد البحري الشهير علج علي، والي طرابلس، واليا على الجزائر، و أمره بالاستعداد للهجوم على إسبانيا، فباشر علج علي من فوره بتكديس احتياطي المواد الغذائية و الأسلحة و الذخائر في منطقة مستغانم – وهران، و دوت صيحة الجهاد في أرجاء المغرب كلها، و تدفق المتطوعون للجهاد لاستعادة الأندلس من كل مكان. و خلال مدة يسيرة تم حشد قرابة 14 ألف رامٍ وفارس، و60 ألفاً من المجاهدين، و عدداً كبيراً من المدفعية، و كميات ضخمة من البارود. و في غضون ذلك، كان الإعداد للثورة الشاملة في أوساط الموريسكيين في غرناطة و جبال البشرات، جارياً على قدم و ساق، بعد أن كانت مأساتهم قد وصلت إلى ذروتها تحت نير محاكم التفتيش الكنسية، سيئة الصيت. و كان الوالي العثماني في الجزائر، علج علي، و بقية المجاهدين المتطوعين، يترقبون الشرارة الأولى لاندلاع تلك الثورة، لكي يعبروا إلى الأندلس عن طريق البحر، للقتال إلى جانب إخوانهم المسلمين هناك، و أخذ الثأر من الإسبان، و ذلك بعد تأمين أماكن لإنزالهم على سواحل الأندلس الجنوبية الشرقية.

ثورة الموريسكيين في الأندلس

و في ليلة عيد الميلاد، ديسمبر 1568، اندلعت ثورة الموريسكيين ضد الإسبان، في غرناطة و اضطرمت في منطقة البشرات الجبلية، و في بسطة و المرية و وادي آش، و وثبت جموع الموريسكيين الثوار على الحاميات العسكرية الإسبانية المتفرقة في تلك الأنحاء، ففتكوا بها، و صبوا جام غضبهم، بصفة خاصة، على رجال الكنيسة، و موظفي الحكومة، لكونهم كانوا سبب بلائهم و نكباتهم. و توج زعماء الموريسكيين ثورتهم بإعلان استقلالهم، بزعامة أمير شاب منهم من أهل غرناطة، يدعى الدون فرناندو دي كردوبا فالور، فأطلق على نفسه اسم محمد بن أمية، لأنه كان من أعقابهم. و هكذا استعد الموريسكيون لخوض معركة الحياة و الموت ضد الإمبراطورية الإسبانية. و ما أن اندلعت هذه الثورة حتى سارع علج علي، والي الجزائر، أربعين مركباً محملاً بالسلاح و المتطوعين لتأييدها، و أرسل إلى ساحل ألمرية في جنوب شرقي الأندلس. لكنها لم تتمكن من الوصول، بسبب العواصف الشتوية. و في يناير 1569 كرر علج علي المحاولة ففشلت للمرة الثانية. و لم تتمكن إلا ستة مراكب من الوصول إلى شاطئ ألمرية، و بالتالي، تفريغ ما على ظهرها من مدفعية و بارود، مع مجموعات صغيرة من المجاهدين المتطوعين. و قد بلغ مجموع من استطاع علج علي إرسالهم إلى إسبانيا إبّان تلك الثورة، قرابة 4000 مقاتل، كان فيهم بضع مئات من الإنكشارية، و الذين عملوا كمدربين عسكريين لدى الموريسكيين. و بقي هذا الوالي العثماني المتحمس لاستعادة الأندلس يتابع أخبار تلك الثورة، و يترقب في الوقت نفسه وصول الأسطول العثماني، و وصول المدد من إسطنبول، لكي يباشر بنفسه قيادة الحرب في الأندلس.

التصعيد الإسباني و مصير الثورة

و في ظل تفاقم ثورة الموريسكيين، ساد الذعر في مدريد، عاصمة إسبانيا، خوفا من وصول الأسطول العثماني، ففي أكتوبر 1569، و أثناء حوار مع رسول البابا، في بلاط فيليب الثاني (1555-1598)، أعلن المسئولون الإسبان، أنه "إذا تدخل العثمانيون مباشر في هذه الثورة، فإن إسبانيا ستعود إلى الإسلام مرة أخرى". و في غضون ذلك، سارع هذا الملك، بإرسال القائد دون خوان النمساوي على رأس أفضل وحدات الجيش الإسباني المدججة بأقوى ترسانة أسلحة في العالم، حينذاك، و أمره أن يخمد الثورة، بأسرع ما يمكن، قبل أن يتمكن السلطان العثماني من تجميع جيوشه المنتشرة في البلقان. فقام هذا القائد الإسباني بأكبر حرب إبادة في التاريخ، فقد دك مدن المسلمين و قراهم دكاً، و جعل من الأطفال و النساء و الشيوخ، دروعاً بشرية، لكي يجبر المجاهدين على الاستسلام. و بموازاة ذلك جرت محاولات سياسية خبيثة، لاختراق الثوار، و نجحوا فيها للأسف.

و لذلك، فقد تمكن دون خوان من سحق قوات المجاهدين الرئيسة، و تشريد من تبقى منها في الجبال. و ذلك بعد المجازر الرهيبة التي ألحقها بالأهالي، و نتيجة للجوع و الحصار الخانق. و أما النجدة العثمانية المرتقبة، فلم تصل أبداً. صحيح أن السلطان العثماني سحب جيشين من جيوشه الكبيرة من البلقان، لكنه لم يوجه أياً منهما للأندلس، و إنما وجه أحدهما إلى اليمن، و الآخر إلى إستراخان. و ترك الموريسكيون لوحدهم يقارعون الإمبراطورية الإسبانية العظمى، فكان طبيعيا أن تفشل الثورة. و لذلك أصيب علج علي و المجاهدون الأندلسيون و المغاربة بخيبة أمل كبيرة، و لم يهدأ غضبهم إلا بعد فتح العثمانيين لتونس و تحريرها من الإسبان.

الرابط : https://www.aljazeera.net/blogs/2020/9/27/%D8%AE%D8%B7%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9

قراءة 1148 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 29 أيلول/سبتمبر 2020 08:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث