قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 19 تشرين1/أكتوير 2020 12:22

الهند و مسار الاستعمار.. منذ قبيل 1487م إلى ما قبل 1947م 1/2

كتبه  الأستاذ زيد أولاد زيان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

سنتناول الحقبة التي تقع بين قُبيل سنة 1487م و ما قبل عام 1947م، و هاتين السنتين تشيران إلى حدَثين مهمين هما حدث اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح من طرف البرتغال و حدث تقسيم الهند. فيما سيكون تناول مرحلة تقسيم الهند و ما بعدها في أجزاء لاحقة.

و جدير بالذكر هنا، أن تسلسُل الأجزاء لا يُعبر عن التعاقُب الكرونولوجي للأحداث، فإن الأحداث التي ستُذكر في هذا الجزء حدثت بالتوازي مع أحداث سبق ذكرها في الجزء السابق، كما أن سنوات الأحداث قد تختلف من مرجع لآخر أحيانًا و لكننا بقينا أوفياء لمرجعنا الأساسي في نقل المعلومات [1]، و كذلك ننبه على توخينا للاختصار و عدم التكثير من التفاصيل.

البرتغال و تغيير مسار التاريخ

كان العالم الإسلامي و الغربي في حاجة دائمة إلى خيرات الهند، و منه ضرورة إقامة علاقات تجارية معها. و قد كان للعرب و المسلمين علاقات و مراكز تجارية في الهند منذ فجر التاريخ. و كان المسلمون يسيطرون على الطرق التجارية مع الهند برًا و بحرًا، في حين كان الأوروبيون ينقلون البضائع من الهند عبر الطرق التي تقع تحت حكم المسلمين.

و قد اجتمعت عوامل كثيرة لتغير مجرى التاريخ في القرن الخامس عشر الميلادي؛ حيث أن الأوروبيين جميعًا كان يغيظهم نفوذ المسلمين على الطرق التجارية و ارتفاع الضرائب التي يدفعونها إليهم، كما أن طرد المسلمين من الأندلس رفع من معنوياتهم، و قد تزعمت البرتغال الأوروبيين و كانت تعتبر نفسها حامية العالم المسيحي و من واجبها المقدس القضاء على المسلمين و نفوذهم.

أمام هذه الحالة -بالإضافة إلى عوامل أخرى- بدأ مجهود جبار في الاستكشاف بهدف العثور على طريقٍ جديدة تُوصِل إلى الهند غير تلك التي يسيطر عليها المسلمون.

و قد بدأَ عمليةَ الكشف الأميرُ هنري (المعروف بـ: هنري الملاح)؛ و هو الذي تولى طرد المسلمين من الأندلُس، و كان متشبعًا بكراهية المسلمين و الرغبة في القضاء عليهم و في نشر المسيحية. و قد استعان بمالية الطائفة التي كان يترأسُها (طائفة فرسان يسوع المسيح) لإرسال حملات كشفية إلى سواحل أفريقيا الغربية.

و قد مات هنري الملاح سنة 1460م، لكن النجاح الذي تكللت به هذه الحملات، و استغلال ثروات البلاد المستكشفَة، قد ساعد في مواصلة البرتغال العملَ الذي بدأه. و قد وقع على إثر ذلك الحدثُ الذي سيغير مجرى التاريخ فيما بعدُ -دون مبالغة-، و هو اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح من طرف (بارتولوميو دياز) سنة 1487م.

و قد خرج بعدها (فاسكو دي جاما) على رأس حملة عبر هذه الطريق الجديدة سنة 1497م، و تمكن من الوصول بمساعدة أحد الربابنة الهنود إلى (كاليكوت) سنة 1499م.

و قد تمكن البرتغاليون من إظهارِ نواياهُم الحسنة للملك (السامُري) حاكم (كاليكوت) و عقدِ معاهدة تجارية معه. و كان البرتغال يرسلون حملات عسكرية و يحتكون بالسفن العربية و يقومون بتحطيمها. و أمام انحياز (السامري) للعرب أعدت البرتغال حملة عسكرية قوية بأسلحة حديثة ألحقت هزيمة بالأسطول الهندي الذي انضم إليه الأسطول المصري كذلك، و ذلك سنة 1509م. و كان هذا الحدث بارزًا جدًا في التاريخ، و يُعتبر البداية الفعلية للإمبريالية و سعي الغرب لاستعمار الشرق.

و لكثرة النزاعات التي أدت إلى إضعاف مصر و الشرق عمومًا، فُتح الباب على مصراعيه أمام البرتغال لبسط نُفوذهم في الشرق و على البحار. حيث عمِلوا على الهجوم على الموانئ التي يسيطر عليها المسلمون و نهبها و إخضاع ملوك بعض المناطق و الاستيلاء على جُزُرٍ و مُدُنٍ و تأسيس مراكز تجارية محمية و إنشاء قواعد في مدن كثيرة. و قد ساعدهم الهندوس في ذلك لعداوتهم مع المسلمين.

و كان من أبرز قادة البرتغال في الهند (ألبوكيرك) الذي تولى القيادة سنة 1509م، و هو أعظم من وطد النفوذ البرتغالي في الهند و الشرق و كان مرهوب الجانب و جعل الملاحة البحرية تحت رحمته.

ظلت البرتغال في الهند حوالي قرنٍ، انهار نُفوذها بعد ذلك، بسبب استعمارها من طرف إسبانيا و بسبب المنافسين الجُدد في الهند.

هولندا تحط رحالها في الهند

كان الهولنديون أمة بحرية، و كانوا تابعين لإسبانيا، حتى أعلنوا استقلالهم عنها سنة 1581م. و على إثر ذلك خاضوا البحار بحثًا عن الطرق الجديدة إلى الهند و التي ظلت بالنسبة لهم إلى ذاك الحين سرًا يحتفظ به البرتغاليون، فوجدوا لأجل ذلك عَنَتًا شديدًا.

حط الهولنديون رحالهم التجارية في الهند و أنشأوا شركات للتجارة، أُدمِجت في شركة واحدة سُميت بشركة الهند الهولندية سنة 1602م. و كانت استراتيجيتهم هي الهدوء و عدم استخدام القوة للاستيلاء على التجارة دون نشر المسيحية أو التدخل في الحكم كما فعل البرتغال، لكنهم اعتمدوا على القوة فيما بعد. و قد عقَدوا معاهدة مع (السامُري) ضد البرتغال سنة 1604م، و استطاعوا الاستيلاء على مدن عدة و إقامة مراكز تجارية لهم.

لكنهم لم يتوسعوا كثيرًا في الهند نظرًا لدخول منافِس قوي (الإنجليز)، و قد تنازلوا عن كل أملاكهم فيها للإنجليز سنة 1824م.

إنجلترا و الشركة التي غيرت العالم

تمكن الإنجليز من الحصول على نفوذ بحري بعد قهرهم للأسطول الإسباني سنة 1588م، ففكروا في الدخول في لُعبة الاحتكار التجاري كما فعلت الدول الأوروبية الأخرى. فطلبوا من الملكة (إليزابيث) إنشاءَ شركة للتجارة. فتأسست شركة الهند الشرقية الإنجليزية سنة 1600م، بمساعدة من الدولة.

و بدَت الشركة ضعيفةً في البداية، تستعمل الحيلة و التودد إلى حكام الهند. و قد دخلوا على (أكبر) الذي يفتح بابه لكل أحدٍ، و قبِلَهم حكام الهند الذين تضايقوا من الوجود البرتغالي فاستعانوا بمُنافسيهِم عليهم، مع أنهم جميعًا من نفس طينة المستعمِر في الحقيقة. و قد نال الإنجليز من الحكام تسهيلات و رفعًا لبعض الضرائب و إذنًا بإنشاء مراكز تجارية.

بدأت الخطة بجعل حراس المراكز التجارية من الإنجليز، ثم تسليحهم بمبرر الحماية، و بالتدريج نشأ الجيش الإنجليزي الذي أخضع الهند. و قد عينت إنجلترا ممثلًا لها في بلاط الملك (جهانكير) و نالت الشركة بالدسائس براءةً من الملك المغولي سمح لها فيها بأن تُتاجر في (سورت). و استطاعوا الحصول على إعفاء من الضرائب، ما مكنهم من تأسيس محطات تجارية للشركة في (سورت) سنة 1612م، ثم في (برهان بور) و(أجمير) و(أكرا) بعد ذلك بسنين قليلة، و هكذا توسعت أعمال الشركة بالتدريج، حتى استطاعت تأسيس مركز تجاري لها في (البنكال) سنة 1633م، و تأسيس أول حصن لها في الهند (حصن سانت جورج) في (مدراس) سنة 1639م.

و كادت الشركة تُفلِس سنة 1655م، لكنها استعادت نُفوذَها و احتكارها التجاري و توسع نُفوذُها، حيث عظُمت أرباحُها و أصبح لها حق إعلان الحرب على من يقف في طريقها، كما اشتَرَت مدينة (مومباي) و جعلتها مركزًا للشركة و أصبح لها فُروع بكل الهند تقريبًا سنة 1661م.

و تلقت الشركة ضربة قاصمة من طرف (أورنكزيب) سنة 1689م، و توقف عملُها لمدة ثلاث سنوات، تأسست بعدها شركة إنجليزية أخرى، ثم اتحدت الشركتان سنة 1702م تحت اسم (الشركة المتحدة).

فرنسا تدخل المنافسة في الهند

أعلنت فرنسا دخولها ميدان المنافسة في الهند بتأسيس (شركة الهند الشرقية الفرنسية) برأيٍ من الوزير الفرنسي (كولبير) و إعانةٍ بقرض و ضمان حكومي سنة 1664م. و كان الهدف الفرنسي واضحًا من البداية: التجارة و السيطرة.

اتخذ الفرنسيون لهم مركزًا تجاريًا في (سورت) سنة 1674م، و مركزًا آخر في نفس السنة في (بوند شيري) و أسسوا به قلعة حصينة و مدينة حديثة و دربوا الأهالي على الدفاع عنها.

و لم تستطع الشركات الأوروبية فرض نفوذها على مناطق حكم (أورنكزيب)، لكن بعد وفاته سنة 1707م، ضعُفت الدولة القوية و بدأ الأَكَلَة في افتراس جسدها المريض. و قد بلغ التنافس الفرنسي-الإنجليزي ذروته حين قامت حرب بين الدولتَين في أوروبا بدأت سنة 1740م، و كان لها تداعيات على ممثلي الدولتين في الهند.

و كان من أعظم قادة الفرنسيين في الهند، السياسي الحكيم و الماهر (دوبلكس) الذي تمكن من إجلاء الإنجليز عن (مدراس) سنة 1747م، لكن الهزيمة الفرنسية أمام الإنجليز في أوروبا وضعت القائد المحنك في موقف حرِجٍ، ذلك أن دولته لا يُمكن أن تمُده بالسلاح و الرجال في فتوحاته، و التي استمر فيها بالرغم من ذلك، حتى عظُم نُفوذه و استفحل أمرُه دون مساعدةٍ من فرنسا.

و لم يكُن لدولته التي لم تُساعده من مكافأة له على انتصاراته على الإنجليز في الهند سوى أن قامت باستدعائه سنة 1754م و إرغامه على التخلي عما فتح في الهند، ليموت في يأسٍ و بؤس ببلده. و كان ذلك بدسائس من الإنجليز.

و قد اضمحل نفوذ فرنسا في الهند بعد ذلك، و وطد الإنجليز أقدامهم و كسبت شركتهم كثيرًا خاصة بعد أن تولى (كلايف) أمرها سنة 1756م.

بتصرف عن رابط : https://tipyan.com/indias-path-of-colonialism

قراءة 817 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 20 تشرين1/أكتوير 2020 15:02

أضف تعليق


كود امني
تحديث