قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 04 أيار 2021 14:51

صور التاريخ و واقع الأحداث: فجوات بحاجة لإكمال

كتبه  الدكتورة رغداء زيدان من سوريا الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كان موضوع الفاعلية وتقديم نماذج قدوة حقيقة من مجتمعاتنا العربية والإسلامية شغلي الشاغل أثناء عملي في التدريس، وكنت أحاول البحث في سيرة النساء خاصة، بحكم تواجدي في مدرسة شرعية للبنات.

أحد النماذج التي استوقفتني، وبهرتني حقيقة، كانت لالا فاطمة نسومر (لالا لفظ توقير باللغة الأمازيغية بمعنى السيدة)، التي فتحت عينها على الدنيا عام 1863م لتجد احتلال الفرنسيين لوطنها الجزائر، وترعرعت في جو العلم والدين والفاعلية، فأدركت عمق مأساة شعبها.

ونظرًا للمكانة التي احتلتها بين أبناء قومها اتصل بها بعض زعماء الجزائر للمشاركة في الصفوف وتعبئة المواطنين بعد أن استولت القوات الفرنسية على سواحل وسهول المنطقة.

شاركت لالا فاطمة في المعارك التي جرت سنة 1854م، وواجهت القوات الفرنسية، وأفشلت تقدمها، واستمرت في مقارعة الفرنسيين إلى أن قُبض عليها، فسُجنت، وظلت في السجن إلى أن توفيت عام 1863م، عن عمر لا يتجاوز 33 سنة.

عندما أردتُ تقديم هذا النموذج النسائي لطالباتي بحثت عن صورة تعبيرية أو حقيقية للمجاهدة لالا فاطمة، فلم أجد في صفحات الإنترنت إلا صور لامرأة تتزين بالأساور والذهب بصورة مبالغ فيها، ويظهر شعرها ويديها، وفي بعض الصور تحمل سيفًا.

لم أجد أن هذه الصور تعكس الحال الحقيقية للالا فاطمة نسومر، فلا يمكن لمقاتلة خوض تلك الحروب الشرسة والخروج للقتال بكامل زينتها، وبصورة مبالغ فيها كثيرًا، كما لا يمكن لها أن تكشف شعرها ويديها وهي الحافظة لكتاب الله.

وبعد البحث والتواصل مع حفيدة لالا فاطمة السيدة نجمة سيد أحمد (لالا فاطمة لم تنجب، لكن السيدة نجمة هي حفيدة سي الطاهر أخو لالا فاطمة) كتبتْ جوابًا على سؤالي قائلةً: "كل الصور التي يمكنك أن تشاهديها على النت أو غيرها للالا فاطمة منسوبة إليها خطأ وليست لها، وليس بحوزتنا، بحسب علمي وعلى الأقل إلى حد الساعة، صور معروفة لها، ولكن بحوزتي نصوص باللغة الفرنسية لجنود فرنسيين شاهدوا القبض عليها فوصفوها لنا".

أحد هذه النصوص التي وصفتْ لالا فاطمة كانت للفرنسي إدموند دوتي، الذي قال عند القبض عليها: "جيء بها لمعسكر فرنسي، بعد دخول قرية إيهلاين، ملامحها جميلة، والكحل قد زين عينيها السوداويين والحنة في أظافرها، مزينةُ الوجه بالأوشام وفي الذراعين، وشعرها الأسود يظهر جليًا مثل نساء أهالي جزر الأنتيل، إنها كرابعة العدوية في لباسها الأبيض، ويديها مخللتين بالذهب والأساور، إنها أسطورة الشرق".

وقد علقتْ حفيدتها على هذا الكلام بنقل عن وصف شفاهي معروف في عائلتها، قائلة: "يوم قُبض عليها، وكان قد خانها أحد أقاربها بأن دل الفرنسيين على بيتها، خرجت إليهم مزينة بكل حليها، مرفوعة الرأس، مزهوة"، ثم أردفتْ: "ومهما يكن في ذلك من خيال أو مبالغة على أنه يدل على أنفة هذا الشعب وأولئك الأبطال الذين لا يقبلون بالمثول أمام العدو في ذلة ومسغبة بل يخرجون إليهم في كبرياء وشموخ عارضين المال والذهب إذا أمكن حتى يذلوا العدو من حيث هم أغنياء عنه".

لقد رسم المستشرقون صورة للالا فاطمة اعتمادًا على وصف "دوتي" وأمثاله من الفرنسيين، ووصل لنا رسم لامرأة لا تعطي صورتها انطباعًا عن شخصيتها الحقيقة، المليئة عزة وشهامة وقوة وإقدامًا، بل كانت صورة أقرب ما تكون لأحد شخصيات ألف ليلة وليلة.

وما بين فهم "المخ" الغربي الاستشراقي لوصف "دوتي" لحالة لالا فاطمة أثناء القبض عليها، ونقله كصورة مرسومة، وقراءتنا لتعابير تلك الصورة المرسومة بناء على هذا الفهم، غاب عنا فهم "المخ" المحلي لمجتمع لالا فاطمة، الذي كان يرى في خروجها بكامل زينتها عزة وشهامة ورسالة كبرياء، كان لها تأثيرها على من حولها، وعلى الفرنسيين أنفسهم.

وأعتقد أن كثيرًا من أحداث تاريخنا، التي وصلتنا، قُرئت بعيدًا عن خلفيتها الاجتماعية والبيئة المحلية، واُستنتج منها أمور، وبُنيت عليها أحكام، تشبه إلى حد بعيد قراءتنا وأحكامنا على صورة المستشرق الذي رسم لالا فاطمة.

هي صورة بعيدة عن الواقع، رغم وجود بعض مفرداته فيها، صورة متخيلة لواقع مغاير، يحمل في طياته كثيرًا من الدلالات الغائبة، ما كنا لننتبه لها لولا وجود من أشار إليها ووصفها.

قراءة 646 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث