قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 09 نيسان/أبريل 2022 08:49

الموروث التاريخي \ج1

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(2 أصوات)

تاريخ الفرد و حتى المجتمع يقوم على داعمين: الموروث العقدي المرتكز على ثوابت راسخة لا يمكن المساس بها، و الموروث الثقافي الذي توارثته الأجيال تباعا.
و في صدد الحديث عن المجتمع المسلم في العالم والعربي في المنطقة العربية تحديدا، فان موروثه العقدي قائم على ثوابت راسخة مصدرها القرآن و السنة، أما الموروث الثقافي فهو مرتبط بالعادات و التقاليد و الأعراف و القيم التي توارثتها الأجيال عبر التاريخ، إضافة الى ثقافة اكتسبها المجتمع من توالي الثقافات على المنطقة من قبل ظهور الإسلام، كالثقافة الرومانية و الثقافة الفارسية و الاغريقية و التركية، مرورا بالثقافات الحديثة كالثقافة الأوروبية، متمثلة ببريطانيا و فرنسا و إيطاليا و عدة دول جاءت مستعمرة.
هل يكفي الاقتناع العقلاني بالثقافات الغربية، و المستمدة من بيئات لا تتوافق في كثير من النواحي مع البيئة الإسلامية و العربية؟
لا يقدر الاعتراف و الاقتناع العقلاني على حماية نفسه بنفسه من أفكار دخيلة بعيدة عن عمقنا التاريخي.. و عليه أن يجد توافقا مع موروثنا العقدي و الثقافي المتجذر فينا و في الأجيال السابقة و اللاحقة، لكي يؤدي وظيفته اداء سليماً.
 وجود بعد أخلاقي للشخصية الإنسانية يقوم دائماً بمهمة تقييم الذات و تقييم الآخرين، هذا لا يعني توافر مضمون موضوعي للأخلاق، بل يجب ان يكون هناك عمق أخلاقي.. و إلا سيظل الناس يختلفون فيما بينهم، و بالتالي سيتأثر من هم أقل فهما و خبرة بالمسائل المهمة و التافهة في آن في عالم خلقه ذوات الأخلاقية النرجسية.
إن حشد أكبر عدد من المسائل المهمة و التافهة في عالم من هذه الذوات هي نقطة البداية في النزاعات بين البشر، و هذا ما ينهى عنه الإسلام.


الثقافة اليابانية و الثقافة العربية و الاسلامية:
ان المحور الرئيس للتاريخ هو الشعور بالحرية، و لكن ضمن أطر و ضوابط شرعية و أخلاقية.. فالتاريخ ليس سلسلة من الاحداث نتغنى بها، و لكن كيف نستطيع ان نستفيد من تلك الاحداث و نطورها.
أليس التاريخ هو كلٌ ذو مغزى نمت فيه أفكار البشرية حول طبيعة النظام الحياتي و الاقتصادي و الاجتماعي العادي و مضى بها الى غايتها...؟
و إن كنا اليوم قد بلغنا مرحلة لا نستطيع معها تخيل عالماً شديد الاختلاف عن عالمنا.. أو طريقة ظاهرة و واضحة يصبح المستقبل بها ضبابيا أكثر بكثير مما نحن فيه.. و بناء على ذلك علينا أيضاً ان نأخذ بعين الاعتبار احتمال أن يكون التاريخ قد بلغ نهايته.
إن الثقافة اليابانية رسخت في الفرد الياباني الشعور بالتوحد مع الطبيعة منذ قديم الأزل، و أنه يتوجب عليه التعايش معها بكوارثها كالزلازل و العواصف التي تتكرر كثيراً.. مع قبول للحياة كما هي بكل ظروفها و مباهجها و متاعبها، و ذلك بمشاعر من السعادة و الرضى، و يعتبرون ان الحياة و الموت ما هما الا مراحل من التطورات الطبيعية، و أنه ليس هناك تصادم بين الخير و الشر و إنما المهم  إكتساب الانسان لعنصري الطهارة و النقاء بدون توحيد الربوبية، أما الثقافة العربية و الإسلامية فقد ركزت كثيرا على ان طهارة الفرد و نقاءه نابعة من داخله، و من الرضا بقضاء الله و قدره، و ما على الفرد المسلم سوى العمل و التوكل على الحي الذي لا يموت، و بالتالي كان التركيز على العامل الروحي المرتبط بإيمانه بخالقه لبناء الفرد المسلم الحق.
الكل يدرك ان الثقافة اليابانية ليس لها موروث تاريخي راسخ قائم على عقيدة راسخة، و إن كان لهم موروث قبل الحرب العالمية، فهو بلا شك موروث الحادي يقوم على تقديس الحاكم و تمجيده بطريقة الحادية مقننة، و كلمة الفصل بحقهم أنهم استطاعوا صنع تاريخهم بعد هيروشيما و نجازاكي، اما المسار التاريخي للعرب و المسلمين فهو متأصل فيهم و قائم على موروثهم العقدي أولا و الثقافي ثانياً، اعتماداً على ثوابت راسخة مستمدة من القرآن و السنة النبوية الشريفة.


الفكر الإسلامي و الفكر الغربي:
سعي الغرب وراء اختلاط الجهل المطبق المتعلق بالفكر الإسلامي لترسيخ قناعة عدم الاعتراف بالدين الإسلامي من قبل الفرد الغربي في مجتمعه، مع السعي وراء اقتران الجهل بسوء فهم المجتمع الإسلامي بسبب وضع المرأة تحديدا من عدة وجوه كالزواج مثلا، و التعدد و اضطهاد المرأة كما يدعون، و من ثم السيطرة على عقول افراد مجتمعهم بإلصاق التهم إلى الإسلام كإنتشاره بحد السيف و عن طريق العنف و الاحتلال تحت عنوان الجهاد و الفتح. "و أخيراً إقترن النشاط الإسلامي أياً كان شكله ثقافياً أو خيرياً أو كفاحياً بالإرهاب".
حتى يخرج الغرب من مأزق الكنيسة "البعد الديني له" سعى جاهدا الى فكرة فصل الدين انفصالا كاملا في كثير من المجالات (في الفلسفة و الأدب و الفن و السياسة)، ثم استطاع ان يحقق تمييزاً بين الأسطورة و الحقيقة، و أن يؤكد أفضلية للعقل و العلم، و أقام أنظمة حرة سياسياً و اقتصادياً و ثقافياً.
لو تتبعنا التاريخ الغربي، فإننا لن نجد له موروثا في كثير من الدول الغربية المستحدثة، و التي لا يزيد عمرها على بضع مئات من السنين، و لو تمحصنا في تاريخها أكثر بتمعن و تدبر لوجدنا موروثها التاريخي قام على موروث لشعوب أخرى على تلك الأرض، و لو قرأنا التاريخ بتحليل جيد لوجدنا ان ذلك الموروث قد سرق من أهله و نسب الى تلك الشعوب التي هي في مجملها مزيج غير متجانس أصلا من عدة أعراق و قوميات.
في الوقت الحاضر، هناك نزعة روحية من الكثير ممن حملوا لواء الحضارة الغربية و ممن بشروا بها، نحو الحاجة إلى أكثر مما تقدمه لهم الحضارة الغربية، و إن عليهم أن يعودوا إلى تراثهم لالتماس ما ينقص هذه الحضارة الجديدة.
التجارب تتدفق علينا كل يوم و ما لم نمتلك جهازا للترشيح فان هذه التجارب ستغرق العقل في بحر من التشوش و الحيرة و الارهاق.

يتبع...

قراءة 574 مرات آخر تعديل على الجمعة, 15 نيسان/أبريل 2022 08:45

أضف تعليق


كود امني
تحديث