قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 14 آذار/مارس 2014 15:05

آفاق الإسلام في الغرب

كتبه  الأستاذ راشد الغنوشي
قيم الموضوع
(1 تصويت)
 

لقد جاء الإستفتاء الذي نظّمته السّلطات السّويسرية حول تشييد المآذن بالنّتيجة المنتظرة، الحظر، و التي تعبّر عن أن تصاعد المدّ اليميني الفاشي في سويسرا، جزء من حالة أوروبية عامة، تضافرت على تشكيلها عوامل عدّة، منها تنامي مشاعر الخوف من الإسلام، و غلبة النّظرة السّلبية إليه أنه ليس رحمة و عدلا و أخوة إنسانية، بل هو خطر على الأبواب! يروج لها الإعلام ليل نهار، أن الإسلام يمثل تهديدا ماحقا لها، و بالخصوص بعد أحداث 11 سبتمبر، التي خرجت صبيحتها اللومند الفرنسية بعنوان رئيسي: "كلنا أميركان".

فالإسلام الذي لم يعد - كما كان في التّاريخ - عدوا نلاقيه عند الحدود فينال منّا و ننال منه، يشهد الواقع أنّه منذ 200 سنة و حروب الغرب تدور عليه في أرضه، إلاّ ان الوجود الإسلامي المتنامي في الغرب و الرافض للإندماج و التّماهي و الذّوبان، و المصرّ على التميز و الظهور بهوية خاصة في العمارة ( المآذن) و الأزياء و العادات يمسّ – من وجهة نظر المتعصّبين – بالمشهد العام لهذه المجتمعات و حضارتها، و هو ما أتاح الفرصة أمام تيارات أقصى اليمين ذات الأصول المسيحية وثيقة الصّلة بالتراث النّازي و الفاشي، أن تتحالف لأوّل مرة في التّاريخ مع الجماعات اليهودية ذات النّفوذ الواسع، التي طالما كان العداء بينها مستحكما مع جماعات أقصى اليمين، إلا أن التّقارب البابوي مع اليهودية، و تبرئة اليهود من دم المسيح، الى جانب ما يقوم به الإعلام اليهودي صباح مساء من غسل للأدمغة، نجح في تجسير الهوّة بين الطّرفين على خلفية حضارة مشتركة، يطلقون عليها الحضارة المسيحية اليهودية، في مواجهة عدو مشترك للجميع هو الإسلام!

الإسلام الذي رشّح بعد نهاية الحرب الباردة من طرف الدّوائر الرأسمالية - بدعم اسرائيلي صريح و قوي – ليحتل موقع العدو و الخطر الداهم، يزيد من هذه الخطورة و بالخصوص بعد 11 سبتمبر، و بعد تفجير القطارات في لندن و مدريد من قبل عناصر تقيم بين ظهراني دول الغرب و بعضها من مواليده و يحمل جنسياته و تعلم في مدارسه، بما يجعله مستحقا لصفة "العدو الذي يعيش بيننا"، و هو الوصف الذي أطلقه حزب أقصى اليمين في بريطانيا على الأقلّية المسلمة، يزيد و لا شك من تأجيج هذه العداوة و إذكاء نيرانها فشو البطالة بأثر الأزمات الإقتصادية، مما يتيح الفرصة للدّعاية المضادة للأقلية المسلمة في الغرب أن تقدّم كبش فداء، و في الإنتخابية غدت الحرب على المهاجرين - و معظمهم مسلمون - تجارة رابحة لكسب الأصوات عن طريق تحميل المهاجرين كل المصائب، و هو ما يفتح باب المزايدات تباريا في الحملة على المهاجرين و الإسلام و الأقلية المسلمة، لا سيما و أنها – خلافا لليهودية- ضعيفة، رحى الإعلام تدور عليها ولا اثر لها فيها، كما أنهّا رغم عددها المعتبر بالمقاييس الديمقراطية، الاّ أنّه قلّما يتحوّل الى نصاب انتخابي مؤثر، يزيد الطّين بلّة أن المسلمين لا يكاد يجمعهم رابط فمعظمهم لا يزالون متأثرين بمنابتهم في العالم الإسلامي، استوردوا منها كثيرا من سلبياتها، مقارنة بالأقليات الأخرى كاليهودية او الأرمنية المنظمة، بما يؤهلها للدّفاع عن مصالحها، لا سيما وأن وراءها دولا تدافع عنها، بينما المسلمون في الغرب يتامى، تكتفي منهم دول المصدر بما يضخون لها من مليارات، و قد تحرّض عليهم و تكيد لهم!

تلك أهم العوامل التي تلقي أضواء على هذا التصويت السويسري غير المعزول عن الروح العامة السّارية في ارجاء الغرب، مجافاة و عداوة للإسلام و المسلمين، و تحريضا عليهما تحريضا يتجه في حده الأدنى إلى فرض العزلة و الإنكماش على الإسلام و أهله، لمنع تحول كمّهم المتصاعد إلى كيف، إلى قوة انتخابية مؤثرة.

و في حدّها الأقصى: تأليب كل القوى ضدهم، بما يبرر و يشجع العدوان عليهم، و بما يولّد ردود أفعال عنيفة تصدر عنهم، تعطي مزيدا من المشروعية للتأليب ضدهم ول ا يستبعد معه الوصول إلى تجدد قصص الطرد الجماعي و الإعتداء بالجملة (الأندلس، البوسنة..).

الثّابت أنّ اللّوبي الصّهيوني الشّديد النّفوذ، يرى بوضوح أن الوجود الإسلامي في الغرب يمثل أعظم تهديد لمصالحه التي اشتغل لتحصيلها مئات السنين، حتى اتخذ الغرب ذي السوابق العدائية المدمرة ضد اليهود أداة من ادوات نفوذه العالمي، و مصدر قوّة للكيان الصّهيوني الذي لا بقاء له مع تراجع أو نفاد نفوذه في الغرب، و رغم أنه في زمن ثورة الإعلام و قوة الصّورة و تنامي سلطة الرأي العام، لم يعد ميسورا الإقدام على مذابح جماعية تأتي على الملاين ( في أروبا ما لا يقل عن 30 مليون مسلم) إلا أنّه إذا استمرت الأقليات المسلمة تغلب عليها الهامشية و الإنعزالية و تفرّق صفوفها بأثر ما يصلها من عالم الإسلام من ضروب تشدّد و فكر عنيف او طائفي تكفيري يفرّق ول ا يجمع، إذا استمرّت حالة اليتم و التّوظيف و العزلة، فكلّ شيئ يغدو ممكنا "  وَ لله الأَمْرُ منْ قَبْلُ و منْ بَعْد" / الروم 4 /

- نقلا عن مجلة الأمة العدد 35

الرابط:

http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=5002#.UyMRwj95P_A

 
 
 
 
قراءة 1943 مرات آخر تعديل على الإثنين, 06 تموز/يوليو 2015 16:03

أضف تعليق


كود امني
تحديث