قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 15 نيسان/أبريل 2015 08:10

أربعة وستون عاما على النكبة .. حتى لا ننسى

كتبه  الدكتورة شميسة خلوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

بسم الله الرحمن الرحيم، و به نستعين، و الحمدُ للِّه ربِّ العالمين، و صلَّى اللَّه على سَيِّدنا محمَّد خاتمِ النبيِّين، القائل: «إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»(1).

 

أَمَّا بعد؛ فقد قالها ذات يوم بقلب يتفطّر حُزنًا، و ها أنا أردّدها: "يا فلسطين! إن في قلب كل مُسلم جزائري من قضيَّتك جُروحًا دامية، و في جفن كل مُسلم جزائري من محنتك عبراتٍ هامية، و على لسان كل مسلم جزائري في حقِّك كلمة مترددة هي: فلسطين قطعة من وطني الإسلامي الكبير قبل أن تكون قطعة من وطني العربي الصغير، و في عُنق كل مسلم جزائري لكِ -يا فلسطين- حقٌ واجبُ الأداء، و ذمام متأكد الرعاية"(2).

 

نعم يا فلسطين، أنتِ قطعةٌ من وطني الإسلامي الكبير، لنا فيكِ إخوة قد بلغ بهم ظلم اليهود مبلغه، فكم نحن مقصِّرون في حقِّكِ و في واجب نصرتكِ!

أربعة و ستون عامًا مرّت على نكبة حلَّت بأمة العرب و الإسلام، لا بفلسطين وحدها، سنوات و لم يرجع الحقُّ إلى أصحابه، و لم تهنأ فلسطين بأمن و أمان، تعالوا نتذكّر؛ فإنَّ الذِّكرى تنفع المؤمنين.

 

في الخامس عشر من شهر مايو (أيار) لسنة 1948م حلَّت النكبة بأرض الإسراء، طُرد العرب من الجزء المخصَّص لهم، و أعلن عن قيام الكيان الصهيوني في يوم انتهاء الانتداب الإنجليزي في قلب الوطن العربي، فكانت الأحداث امتدادا لمحنة وطن استبيحَ، و قصّة شعب حُرم من أبسط حُقوقه، إنه الجور الذي يطغى على الحقِّ حينًا.

 

قضيَّة عادلة، و كيف لا تكون؟! شعبٌ اغتصبت أرضه و استولت عليه شراذم من يهود تقاطروا على أرضها المباركة من شتى أقطار العالم.

 

و كم ينطبق قول زعيمهم اليهودي زانجويل(3) على ما حدث في النكبة، قالها ليلخِّص النيَّة المبيَّتة لليهود: "إنَّ فلسطين وطنٌ بلا سكان، فيجب أن يُعطى لشعب بلا وطن... إنَّ واجب اليهود أن يضيِّقوا الخِناق على عرب فلسطين حتى يضطروهم إلى الخروج منها". و قد فهِم أبناء جلدته المطلوب جيِّدا، و قاموا به على أتمِّ وجه، تمهيدًا لمشروعهم الأهم: إسرائيل الكبرى!

نعم، منذ أربعة وستين عامًا بدأ النَّزيف في أوصال أمَّتنا و بات المشروع الصهيوني واقعًا، مشروعٌ مُنظَّم مموَّل مدروس، مع رعاية أمريكية أوربية يغذّيها الحقد الدَّفين على الإسلام و المسلمين، و يزكِّيها انفلات من القانون، و ضعفٌ و تهاون عربي مهين.

 

كل شيء كان ممهّدًا لحدوث النكبة، بدءًا من وعد بلفور المشئوم العام 1917م، ثم إنشاء الجيش اليهودي و منظمات الهاجانة و الأرجون و أشتان و تسليحها و تدريبها، و دعم الهجرة اليهودية إلى فلسطين، انتهاء بالقضاء على الثورة الفلسطينية و اغتيال عدد كبير من القادة الفلسطينيين، و على رأسهم الشهيد عز الدين القسّام.

 

إذن، كانت الظروف مهيّئة لليهود، الذين ما انفكت سُلطة الانتداب البريطانية، تُساندهم و تشدُّ من أزرهم، و تسمح لهم بتهريب كميات كبيرة من الأسلحة تحت مرآها و مسمعها، بل سلَّحتهم و درَّبتهم، و رجَّحت كفَّتهم الحربية، في حين جرَّدت أهل فلسطين خلال الحرب العالمية الثانية من أسلحتهم، لكن الفلسطينيين قاوموا بالرغم من قلّة العون و ضعف الوسائل، و استمرت حرب العصابات و اتّسعت..

 

حينها فكَّر الانجليز و اليهود بالحيلة لإبعاد المجاهدين الفلسطينيين عن ميدان المعركة، فعُدِّلت خطة الدول العربية التي قرّرت مسبقًا أن تمد الفلسطينيين بالأسلحة و الأموال دون دخول جيوشها النظامية فلسطين، و أصبح التوجُّه الجديد هو دخول الجيوش الخمسة (سوريا، لبنان، العراق، الأردن، مصر) أرض فلسطين في آنٍ واحد، إلا أن التنسيق انعدم بينها، فكل جيش كان يعمل بمفرده، و سُلِّمت القيادة العملية للجنرال الإنجليزي جلوب(4) الذي كان مستشارًا للملك عبد الله القائد العام للجيوش العربية، و أُلغيت منظمة الجهاد المقدس الفلسطينية و أُلغي جيش الإنقاذ المتألِّف من المتطوّعين، و الهيئة العربية العليا التي تمثل الفلسطينيين، و أُبعد الفلسطينيون عن قضيّتهم.

 

يبدو أن العرب كان همهم الظهور بالمظهر اللائق أمام العالم، و لسان حالهم يقول: تطبيق المواثيق الدولية شعارُنا، لا بد من حصر المعركة في القوات الرسمية فقط!

بالمقابل، و في يوم 14 مايو/أيار 1948م، غادر المندوب السامي البريطاني القدس إلى بريطانيا تمهيدًا لقيام دولة إسرائيل المزعومة، و في نفس اليوم أعلن بن جوريون(5) إقامة دولة إسرائيل المزعومة، و بعد (11) دقيقة من هذا الإعلان قام الرئيس الأمريكي هاري ترومان بإعلان اعتراف أمريكا بقيام دولة إسرائيل!

و النتيجة: جيوش عربية ضعيفة، لم يتجاوز عددها (24) ألفًا، بالمقابل، جيش يهودي مسلّح من قِبل أوربا و أمريكا، وصل تعداده (70) ألف مقاتل، و إعلانُ قيام دولة مزعومة.

 

يا لها من مفارقة!

يا لها من ثقة! أي تفكير اتحد عليه العرب و المسلمون؟

أنَسي المسلمون أن اليهود قد قاتلوا الأنبياء عليهم السَّلام، و حاولوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مرَّة، كان آخرها وضعهم للسم في شاة و تقديمها له هدية(6)؟! فإذا كان هذا ديدنهم مع الأنبياء، فماذا نأمل منهم و ننتظر؟

أنَسي المسلمون أن لليهود سوابق غدر و نقض للعهود و المواثيق {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَ جَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 13]. غدرٌ تشهد عليه السيرة النبوية، بنقضهم العهد مع رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم في بني قينقاع و النضير و قريظة و خيبر.

 

و ليس النصارى بأفضل منهم حالاً، قال تعالى: {وَ لَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَ لا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى  و لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ} [البقرة: 120].

 

احتُلَّت الديار و عُسكرت المنازل، و حلَّ الخراب و الدَّمار بالمكان، صودرت الأموال و الأراضي و الممتلكات، أُبعد الفلسطينيون عن أراضهم و هُجِّروا، و الحصيلة: مُشرَّدون و يتامى و أيامى، و سُجون غيّبت أبناء فلسطين، تلكم بعض تفاصيل النكبة... يا لهف نفسي عليكِ يا فلسطين!

 

أمِنَ العَدْلِ صَاحِبُ الدَّارِ يَشْقَى *** وَ دَخِيلٌ بها يَعِيشُ سَعيدا؟!

أمِنَ العَدْل صَاحِبُ الدَّارِ يَعْرَى *** وَ غريبٌ يحتلُّ قَصْرًا مشيدا؟

و يجـوعُ ابنُهـا فَيعْـدمُ قُوتًا *** و ينالُ الدخيل عيشًا رغيدا؟

ويبيـح المستعمـرون حماهـا *** ويظل ابنُها طريدًا شريدا؟

 

قالها مُفدي زكريا أيّام ثورة المليون و نصف المليون شهيد التي ملأت الدُّنا بجليل المفاخر: ألا إن همجية الاستدمار و جرائمه واحدة.

تقول توراتهم المحرّفة: "اهلكوا... احرقوا كل من في المدينة (أريحا) من رجل و امرأة وشيخ و طفل، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف، واحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها، إنما الفضة و الذهب فاجعلوها في خزانة بيت الرب"(7). و نِعْم التوصية!

 

و نكبة 1948م بلغة الأرقام مفزعة جدًّا، فحسب الإحصاءات التي وقف عليها د. سلمان أبو سنة، أحصى (531) قرية و مركزًا من مراكز استقرار البدو، قد تمَّ تهجير سكانها، و قُسِّمت فلسطين إلى ثلاث مناطق(8)؛ إذ أصبح الكيان الصهيوني يشغل حوالي 77.4% من مجمل مساحة فلسطين، بضم الجزء الذي استولى عليه اليهود من ذاك الذي خُصِّص للعرب إلى الجزء المخصَّص لهم بموجب قرار التقسيم، بأغلبية يهودية وصلت إلى 83 % من السكان بعد ترحيل أهلها من الفلسطينيين، وقسم ثانٍ يقارب 21.3 % خضع للحكم الأردني وعُرفت باسم الضِفَّة الغربية، و قسم ثالث شكّل ما يقارب 1.3% من مساحة فلسطين تمَّ وضعه تحت الإدارة المصرية و هو ما يُعرف بقطاع غزَّة.

 

أما وقائع حرب 1948م فيمكن تقسيمها على الجبهات المتعدِّدة إلى أربع مراحل: مرحلة القتال الأولى من 15 مايو إلى 10 يونيو 1948م، و مرحلة الهُدنة الأولى من 11 يونيو إلى 8 يوليو 1948م، ثم مرحلة القتال الثانية من 9 يوليو إلى 17 يوليو 1948م، و بعدها الهُدنة الثانية من 18 يوليو إلى 7 يناير 1949م.

 

و قد استغلت القيادة الصهيونية الهدنة الأولى لالتقاط أنفاسها بغية الوصول إلى أهدافها التي خطّطت لها، فجمعت الأموال و جنّدت طاقاتها للعمل السياسي على الصعيد الدولي، و كذا فعلت في الهُدنة الثانية، إذ بدأت تستعد لاستقدام آلاف المتطوعين من ذوي الخبرات و الكفاءات و استوردت كميات كبيرة من الأسلحة المتعددة، في محاولة جادَّة لاستكمال خُطَّتها، في حين كانت الدول العربية في حالة إرباك مُحاوِلةً فهم ما حدث على أرض فلسطين من تهجير واحتلال لأراضيها، و الذي تلاه تفكُّك في الصف العربي.

 

و بعد؟!

- 1964م: تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية.

- 1967م: النكسة الكبرى، التي احتلت فيها إسرائيل الضِفَّة الغربية و غزّة و النسبة المتبقية للعرب المقدّرة بـ 23%، ودخلت الجيوش اليهودية القدس، و خفَتَ نداء تحرير الأراضي الفلسطينية التي احتُلَّت العام 1948م، و حلّ محلّه نداء يتماشى مع النكسة، استعادة ما احتلَّ في العام 1967م.

- 1973م: حرب أكتوبر، فَقَد العرب مناطق إضافية، و لم يستطيعوا تحرير الأراضي المحتلّة سنة 1967م، و فُتح باب الحلول السِّلمية، و اختفت تحت سماء الهزيمة لاءات الخرطوم التي اتَّفق عليها العرب (لا صلح و لا اعتراف و لا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحقُّ لأصحابه).

- 1978: اتفاقية كامب ديفد المشئومة و ما تبعها من ذلَّة و استسلام.

- 1991م: بداية مفاوضات مدريد.

- 1993م: اتِّفاق أوسلو.

- 2005م: إعلان الحكومة الإسرائيلية و إنهاء الحكم العسكري في قطاع غزّة.

 

و بعد؟!

أربعة و ستون عامًا على النكبة، أما زال طريق النصر طويلاً؟!

شعبٌ عاف الخنوع العربي و الرُّكود، فأعلنها انتفاضة ثائرة تفكُّ القيود العام 1987م، رغبةً في إقامة دولة فلسطينية مستقلة و عاصمتها القدس، أبطالها أطفال الحجارة، و ما أدراك ما أطفال الحجارة!

تَلَتْها مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، أواه يا فلسطين! لم تكن غير حلول مرتجلة، عزفُ أوتار السَّلام تحت مظلة مشتركة، مفاوضات فتنازلات، منذ أول جولة تفاوضية... اتِّفاقية أوسلو، اتِّفاق القاهرة، اتِّفاق طابا، اتِّفاق واي ريفر، تقرير لجنة ميتشل، خارطة الطريق، مؤتمر أنابوليس... و يستمرُّ المخاض، و يطول الانتظار، على أعتاب السّلام المنشود، إنها لا تعدو أن تكون أوهامَ حلول على رمال متحركة!

باتت أفكاري تتماوجُ في لجَّة من كلم، متى و كيف و ماذا بعد؟!

 

ألم يحن النَّصر بعد؟!

متى سيُسفر وجه فلسطين طلقا باسم القسمات؟ و متى ستشرق الشمس على أقصانا و هو محرّرٌ من دنس اليهود؟ كيف تُسترجع السعادة المغتصبة من عيون أطفال غزّة؟ متى يورق عود الزيتون أمانًا؟

سقى الله أرضًا طيّبة مباركةً، تُذكر بذكر قول ربّ العزّة: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].

 

ما الحل إذن؟!

لن أنظّرَ و لن أُطيل، بل أقول بثقة: الحلُّ هو أن نصدق مع الله عز و جل نيّاتنا، و الرجوعَ الرجوعَ إلى الدين، و الاستمساك بحبل الله المتين، و توحيد صفوف المسلمين و لمُّ شمل الفلسطينيين؛ فوحدة الصفِّ أقوى سلاح.

 

تأبَى الرّماح إِذا اجتمعْنَ تكسُّرًا *** و إِذا افترقْنَ تكسَّرتْ أفرادَا!

 

فيا مسرى رسول الله صبرًا، فإن بين الحق و الباطل صولات و جولات، هكذا حكى التاريخ وقائعه، و لن يكون النصر في آخر جولة إلا للحق، ألا إن الحق أبلج و الباطل لجلج.

نعم لن يكون استرجاع فلسطين إلا بالقوة، إنَّ إخوان القردة و الخنازير لن يصغوا إلا لعزف نغمة الرشَّاش لحنًا، فوربِّ العزَّة إن عدوَّنا أجبن مما نتصوّر؛ {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر: 14].

 

هكذا وصفهم قرآننا في مقاتلتهم للمسلمين، و هكذا يكون لو تعالت كلمة: الله أكبر! موحَّدَة في ساحة المعركة الفاصلة، ذاك طريق الفلاح، حينها نقول: لقد عقلناها و توكَّلنا! و حينها أيضًا لن يخيّبنا ربنا و لن ينال منا يهودي و لا نصراني، فلن تقبع أمة التوحيد تحت رايات الذل و الهوان على الدوام، و لن يبقى همُّ اليهود على رءوسنا أبد الآبدين، فرُبَّ مغلوب هوى ثمّ ارتقى.

 

إنه وعد الله، ومن أصدق من الله وعدًا؟ {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55].

رَبِّ، لقد استصرخَت اليهود الصَّليب فأجاب، و استصرخت فلسطين العرب و المسلمين فخذلوها! و ما حِصار غزَّة ببعيد...

 

 

كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم *** قَتلى وَ أَسرى فَما يَهتَزَّ إِنسانُ

ماذا التَقاطـعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ *** وَ أَنتُـم يا عِبَـادَ اللَهِ إِخوَانُ

أَلا نُفـوسٌ أَبيّاتٌ لَهـا هِمَـمٌ *** أَما عَلى الخَيرِ أَنصـارٌ وَ أَعوانُ

 

 

لكِ الله يا فلسطين! و الحمد لله ربِّ العالَمين، و صلَّى الله و سلَّم على نبيِّنا محمَّد، و على آله و صحْبِه أجْمعين.

 

 

المصادر التاريخية:

- الحاج أمين الحسيني، أسباب كارثة فلسطين.

- إلياس شوفاني، الموجز في تاريخ فلسطين السياسي.

- طارق السويدان، فلسطين.. التاريخ المصوَّر.

- محمد فؤاد ديب السلطان، صورة النكبة في شعر محمود درويش.

- المركز الفلسطيني للإعلام.

 

-----------------------------------------

(1) صحيح البخاري (رقم الحديث: 481).

(2) آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي -رحمه الله- جمع و تقديم: أحمد طالب الإبراهيمي، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1997م، 3/435.

(3) إسرائيل زنجويل Israel Zangwill (1864- 1926م): روائي صهيوني إنجليزي، زعيم الصهيونية الإقليمية، كان متحمّسًا لتطبيق وعد بلفور.

(4) باجوت جلوب John Bagot Glubb (1897- 1986م): جنرال بريطاني، قائد الجيش الأردني.

(5) دافيد بن جوريون David Ben Gourion (1886- 1973م): أوّل رئيس وزراء لدولة إسرائيل.

(6) روي عن أبي هريرة، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سَمٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: «اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنَ اليَهُودِ». فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ»؟ فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَبُوكُمْ»؟ قَالُوا: أَبُونَا فُلاَنٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلاَنٌ». فَقَالُوا: صَدَقْتَ وَ بَرِرْتَ. فَقَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ»؟ فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، وَ إِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا. قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: «مَنْ أَهْلُ النَّارِ»؟ فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: «اخْسَئُوا فِيهَا، وَ اللَّهِ لاَ نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا». ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ»؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: «هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سَمًّا؟» فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ»؟ فَقَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَذَّابًا نَسْتَرِيحُ مِنْكَ، وَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ". صحيح البخاري (رقم الحديث: 5777).

(7) في التوصية ليوشع بن نون.

(8) اختلفت المصادر التاريخية التي رجعتُ إليها في الإجماع على نسبة محدّدة للأقسام الثلاثة، و كانت الفوارق ما بعد الفاصلة، فأخذت النسبة الأقرب لإجماع المؤرِّخين.

 

http://saaid.net/daeyat/shmish/5.htm

 

 وثيقة قيام الكيان الغاصب في فلسطين

المصدر: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%

وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل هي وثيقة كتبت في 14 أيار / مايو 1948 بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين و إعلان ديفيد بن غوريون الرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية ومدير الوكالة اليهودية قيام الدولة الإسرائيلية وعودة الشعب اليهودي إلى ما أسماه أرضه التاريخية.

 

قام بالتوقيع على هذه الوثيقة كلاً من: ديفيد بن غوريون - دانيال أومستر - مردخاي بنتوف - إسحق بن زفي - إلياهو برلن - برتز برنشتين - حاخام ذيف غولد - مائير غرايوفسكي غوينباوم - إبراهام غرانوفسكي - إليوهو دوبكن - مائير فلز - زوراه واراهافيغ - هرزل شاري- راشيل كوهين - كالمان كاهان - س كوثاش- إسحق مائير ليفن - م. د. ليفنشتاين - زفي لوريا - غولدا مايرسن - ناحوم نير- راف لكس- زفي سيغال- يهودا ليب - كوهين فشمان - ديفد نلسون - زفي بنحاس - أهرون زيلخ - موشي كولورني - أ. كابلان - أ. كاتز - فيلكس روزنبلت - د. ديمبر - ب. ريبتور - موردخاي شامير بن زيون سنتيرنبرغ - بيخور شطربت - موشي شابيرا - موشي شرتوك.

 

وثيقة الأستقلال و هي مستند رسمي احتفالي تم الأعلان عنه عشية اعلان عن دولة إسرائيل كدوله مستقله و ذات سياده للشعب اليهودي و قد شملت هذه الوثيقة عندة تعليلات و مبررات لأقامة دولة إسرائيل منها : المبرر التاريخي : و هو صلة الشعب اليهودي بأرض إسرائيل كونها ارض الأباء و الأجداد سابقا عباره من هذه الوثيقة " لقد نشئ الشعب اليهودي في ارض إسرائيل" المبرر الطبيعي : و هو احقيه الشعب اليهودي بأن يكون له وطن مستقل مثل باقي شعوب العالم التي تحظى بوطن لها عباره " انه لمن الحق الطبيعي للأمه اليهودية لأن تكون امه في دولتها ذات السياده مثلها في ذلك مثل سائر امم العالم" المبرر القضائي/ الرسمي : كل المستندات الرسمية التي تثبت احقيه الشعب اليهودي في اقامة وطن في ارض فلسطين و أن يكون له وطن مستقل و يشمل ذلك وعد بلفون و قرار هيئة الجمعية العموميه للأمم المتحدة عباره "و قد تم الأعتراف في هذا الحق في وعد بلفور في اليوم الثاني من شهر تشرين الثاني عام 1917" شملت الوثيقة أيضا تعريف الدولة لنفسها فهي تعرف نفسها كدوله يهوديه اقيمة بالأساس لجمع الشتات اليهودي من جميع انحاء العالم و هي مفتوحة الأبواب للهجرات اليهودية , وهي دولة يهوديه اقيمت بالأساس للشعب اليهودي وهنا يظهر الطابع الأثني للدولة ولكن هي تعرف نفسها أيضا كدوله دمقراطيه هذا التعريف ما زال يخلق اشكاليه حتى يومنا هذا فبمجرد ذكر الدولة انها دولة يهوديه و انها مفتوحة الأبواب للهجرات اليهودية وأيضا يظهر ذلك في المبررات لأقامتها هنا يتعزز عندنا الطابع الأثني للدولة لكنها أيضا من جه تعرف الدولة , دولة إسرائيل على انها دوله دمقراطيه تحافظ على القيم و المبادئ الدمقراطيه و تأمن بعدة مبادئ منها التعدديه و المساواه وغيرها  و ايضا هناك فصل السلطات تقييد السلطات و غيرها كما ظهر في الوثيقة " تقيم المساواة التامه اجتماعيا و سياسيا بين جميع رعاياها من غير التمييز في الدين و العنصر و الجنس و قامت حرية الأديان و السان و الثقافه و التعليم و تحافظ على جميع الأماكن المقدسة لدى جميع الديانات و تكون امينه لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة " اهمية و مكانة الوثيقة : بالرغم من ان الوثيقة هي مرسوم اعلاني احتفالي تم الأعلان عنه عند اقامة دولة إسرائيل و شملت توجيهات عامة حول اسس الدولة والمبررات وطابع الدولة الا انها لم تحظى بمكانة دستور ملزم لأنها لم تمر بمراحل تشريع القانون , لكن نظرا لغياب الدستور في دولة إسرائيل تلجأ اليها اغلب سلطات الحكم و تعتبر مرجعا لها فأثناء سن القانون و اصدار احكام يلجأ اليها القضاة و المشرعون.

 

لمن تتوجه الوثيقة : يهود الشتات : تعلن لهم عن اقامة دوله للشعب اليهودي و هي مفتوحة الأبواب للهجره اليهودية اينما كانت دول العالم : تعلن لهم عن اقامة دوله إسرائيل و تطالبهم بالأعتراف لها كدولة مستقلة و ذات سياده و أنها امينة لما جاء في مبادئ ميثاق الأمم المتحدة الدول العربية المجاورة : تعلن لهم عن اقامة الدولة و تطالبهم بتقبل وجودها و تبدي التزاما و استعدادا للقيام بأي عمليات سلام . سكان الدولة : تتوجه الوثيقة لهم و تقول لهم عن اقامة الدولة و أنها دوله تقيم المساواه التامه و تحافظ على الحقوق من غير التمييز في القويمه و اي عنصر لا ارادي و العمل على منحهم حقوقهم و حرياتهم بشكل متساوي .

 

انظر أيضًا[عدل]

 

 

 

 

 

 

قراءة 2335 مرات آخر تعديل على الجمعة, 17 نيسان/أبريل 2015 06:57

أضف تعليق


كود امني
تحديث