قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 24 حزيران/يونيو 2012 15:09

في الذكري الخمسين لإستقلال الجزائر خطاب السيناتور جون كنيدي أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في 1957 حول القضية الجزائرية

كتبه  السيد الرئيس جون فيتزجيرالد كنيدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أرد للقراء الكرام الجزائريين و الغير الجزائريين نص خطاب السناتور  الرئيس جون فيتزجيرالد كنيدي أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في 1957 باللغة العربية، حول القضية الجزائرية التي كانت تعرف آنذاك السنة الثالثة من إندلاع ثورة التحرير 1954. *                                                     

REMARKS OF SENATOR JOHN F. KENNEDY IN THE SENATE, WASHINGTON, D.C., JULY 2, 1957

 

"إن الحرب الجزائرية تضع الولايات المتحدة الأمريكية في أخطر مأزق عرفته منذ أزمة الهند الصينية و مع ذلك فإننا لم نفعل شيئا لنواجه هذه المشكلة فسياسيونا لم يبذلوا جهدا بالرغم من أن القضية الجزائرية تتطلب مجهودا أكثر من أي مشكلة أخري،

إن السياسيين الفرنسيين و الأمريكان إتفقوا منذ بضع سنوات علي أن يعتبروا المشكلة الجزائرية خارجة عن المشاكل العالمية إلا أن الواقع دل بكل قوة علي أن تطور الحركات الوطنية الإفريقية جعل من الجزائر قضية دولية تهم الولايات المتحدة بصورة حتمية،

أن هناك 400 ألف جندي فرنسي. يقومون بالحرب في الجزائر علي حساب قوة الحلف الأطلسي التي أصبحت من جراء ذلك مجرد هيكل عظمي ثم إن هذه الحرب أضعفت المعسكر الغربي و أجبرت فرنسا علي أن يكون إقتصادها خاضعا لإقتصاد الحرب، كما أن هذه الحرب عرقلت علاقاتنا مع تونس و المغرب و تسببت لفرنسا في قطع إعاناتها الإقتصادية للبلدين المذكورين لمساعدتهما للوطنيين الجزائريين، إن هذه الحرب قد اضعفت قيمة مشروع أينزهاور في الشرق الأوسط و عرضت للخطر بعض مراكزنا الجوية الإستراتيجية و شوهت موقفنا في نظر العالم  الحر و دنست سمعتنا و مكانتنا و أتاحت للدعاية المناهضة للغرب في آسيا و الشرق الأوسط أن تعمل عملها لإضعاف مركزنا و أجبرت هذه الحرب فرنسا علي تأجيل إصلاحاتها الداخلية و إهمال تطورها الإقتصادي و السياسي في إفريقيا السوداء و في الصحراء و في الإتحاد الأوروبي و جعلت الحزب الشيوعي الفرنسي يقوي في فرنسا في الوقت الذي يتقهقر في كل مكان آخر و هذا يقع في الشعب الفرنسي الذي لا يعرف أي إستقرار وزاري كما أن هذه الحرب أدت إلي عملية قناة السويس،

سياسة النعامة

إن الجزائر لم تعد اليوم قضية تخص فرنسا وحدها و لن تبقي هذه القضية فرنسية أبدا، إنها قضية أصبحت خطورتها علينا لا تقل عن خطورتها علي فرنسا،

أما المساعي التي بذلتها الحكومة الأمريكية لمواجهة هذه المشكلة فإنها لا قيمة لها فكل ما قلناه هو أننا لا نريد أن نتدخل في القضية الجزائرية، لقد حاولنا أن لا نغضب أحد الطرفين فكانت النتيجة أن أغضبناهما معا لأن سياستنا هي سياسة النعامة

إذن، فقد آن الوقت الذي ننكب فيه علي المشاكل التي تثيرها القضية الجزائرية، إن الوقت لم يعد ينتظر لا في الأمم المتحدة و لا في الحلف الأطلسي خاصة و أن الحكومة الفرنسية الجديدة جاء علي رأسها رجل معارض لكل تنازل معقول و إنما هي حكومة متشبثة بالشكليات المتصلبة،

لقد كان غي موللي في شهر فيفري من السنة الماضية قد رجم بالحجارة و بالطماطم فأستسلم أمام غضب الجماهير، و في الخريف الماضي عاد  غي موللي فبعث رسلا سريين فرنسيين يبحثون عن التفاوض مع الوطنيين الجزائريين في روما و غيرها، و لكن في الوقت الذي كانت حكومة غي موللي تبحث فيه عن الإتصال كانت السلطات الفرنسية في الوقت نفسه تلقي القبض علي القادة الجزائريين الذين كانوا ذاهبين إلي تونس،

بل إن الحكومة الفرنسية و لاكوست قد ذهبوا إلي تمويل المنظمات المتطرفة التي تعمل علي إحباط كل حل معقول.

موقف أمريكا من القضية الجزائرية

إن جميع المواقف التي إتخذها ممثلونا سواء في واشنطن أو في باريس أو في الأمم المتحدة هي مواقف مؤلمة، و من واجبي أن أصرح بذلك بصفتي رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ المكلفة بمسائل الأمم المتحدة،

فنحن بدلا من أن نبحث عن وسيلة لوقف القتال تركنا الفرنسيين أحرارا يستعملون ضد الثوار الجزائريين العتاد الأمريكي و خاصة طائرات الهليكوبتر التي يبغضها الجزائريون بصفة خاصة،

و بدلا من أن نعترف بأن المشكلة الجزائرية ما تزال أخطر مشكلة نواجهها في شمال إفريقيا فإننا فضلنا أن نعطي ثقتنا الكاملة إلي فرنسا لتحل المشكلة حتي أن سفيرنا بباريس يفتخر  بأن الولايات المتحدة تؤيد فرنسا بإستمرار عندما تعرض المشكلة الجزائرية علي الأمم المتحدة،

و بطبيعة الحال فإن الفرنسيين لا يسعهم هم أيضا إلا ان يغتبطوا و يفتخروا بتأييدنا لهم، فقد صرح موللي بأنه مبتهج لكون الولايات المتحدة الأمريكية إلي جانبه في ساعة كهذه و تكتب صحيفة (لموند) من ناحيتها بأن العناصر المؤيدة لأوروبا في وزارة الخارجية الأمريكية قد إنتصرت علي العناصر المناهضة للإستعمار و المؤيدة للعرب في الوزارة نفسها،

أما الوطنيون الجزائريون فإنهم يعربون من أعماق سجنهم عن خيبتهم بالولايات المتحدة عندما يرونها تتخلي عن مبادءها الديمقراطية المعادية للإستعمار و تشجع الإحتلال العسكري للجزائر ضد شعب يطالب بحقه في تقرير المصير،

كذلك في سنة 1955 عندما بحثت لجنة أشغال الأمم المتحدة القضية الجزائرية كان موقفنا بأن الجزائر جزء من الجمهورية الفرنسية و لا يمكن للهيئات الدولية أن تبحثها و صرح عندئذ جزائري بأن شعبه يستنكر علي الولايات المتحدة أن تؤيد سياسة عدوانية إستعمارية ضد مصالحها و عندما قررت الجمعية العمومية أن تبحث القضية غضب الوفد الفرنسي و غادر القاعة و صوتت أمريكا مرة أخري ضد التسجيل و بعد شهرين تركت المسألة و أعطينا الثقة مرة أخري لفرنسا بأن تحل المشكلة وحدها، إن هذه القائمة كلها من مواقفنا لا تدعونا إلي الإفتخار بها.

صعوبات الحل

لنبحث هذه الصعوبات و الإعتراضات بإمعان حتي نري ما إذا كانت جديرة فعلا بأن تشل أعمال وزارة الخارجية الأمريكية

العقبة الأولي هي الدعوي بأن الجزائر قطعة من فرنسا و لكن هذه العقبة كما ذكرت في أول هذا التقرير لم تعد موجودة بفعل تيار الحوادث الذي جعل من الجزائر مشكلة دولية،

أما العقبة الثانية فهي وجود عدد كبير من الفرنسيين في الجزائر إلا أن هذا العدد مهما كان هاما فينبغي أن لا يعرقل الحل السريع للمشكلة بل بالعكس فإن عدم حلها بسرعة هو الذي يزيد الخطر علي الفرنسيين في الجزائر، كل بطيء في هذا الحل سيزيد من تلك الأخطار

و الإعتراض الثالث هو أن مثل هذا الحل يوؤيد المتطرفين الإرهابيين و المتحزبين الذين إندسوا في صفوف الحركة الوطنية الجزائرية من شيوعيين و مصريين إلي آخره،

و لكن هذه العقبة لا يمكن أن تحل بالأعمال العسكرية ثم إن هؤلاء المتحزبين لا يؤثرون علي أهداف الثورة و رجالها الأصليين، و أخيرا فإن جميع الثورات السياسية بما فيها ثورتنا نحن كانت تقبل دائما الإعانات الخارجية سواء في الرجال أو في السلاح أو في الآراء،

لذلك فبدلا من أن نتخلي عن الوطنية الإفريقية ينبغي أن نكسب إحترام الزعماء الوطنيين، و هناك دعوي أخيرة تقول بأن الحركة الوطنية في الجزائر ليس لها إدارة و لا وحدة كما هو الأمر بالنسبة إلي بورقيبة في تونس و السلطان في المغرب و لكن هذه الدعوي نرد عليها بأن فرنسا قد رفضت حرية الأحزاب بالجزائر و وضعت الزعماء السياسيين في السجن أو المنفي أو حكمت عليهم بالإعدام، ثم إن هذه الإدعاءات كلها كانت قيلت في الماضي بالنسبة لتونس و المغرب، و مع ذلك فإن هذين البلدين عندما نالا إستقلالهما لم تقع فيهما فوضي سياسية و لا عنصرية و أخيرا فإن وجود عدة عناصر سياسية في بلد من البلدان الإفريقية ليس أمرا شاذا بل هو قاعدة عامة و إنما الشذوذ أن يوجد بلد ليست فيه عناصر سياسية كثيرة،

هل يجب أن نعادي فرنسا

إن مما يزعجنا هو أن نسمع الفرنسيين لا حديث لهم في المشكلة الجزائرية إلا عن الكوارث الكبري من نوع الحقيبة أو النعش،

و لقد كان من الأفضل لنا و لفرنسا معا أن لو كان موقفنا معا أكثر تشددا في الهند الصينية بدلا من تأخرنا عن إنذارها، إن مأساة الهند الصينية-أحبت ذلك فرنسا أم كرهت- جعلت مناطق ما وراء البحار تكسب حريتها الواحدة تلو الأخري، و لكن هذه البلدان في الوقت نفسه كانت تشك في نوايا الغرب، لقد كان إستقلالها لا بد منه لأنها كما قال(تريغو) أن المستعمرات مثل الثمار في الشجار لا تبقي فيها إلا يوم نضجها،

"و أنا أندهش حقا عندما أتذكر بأن فرنسا لم تخرج من الحرب منذ 1939، فمن المحور إلي سوريا إلي الهند الصينية و المغرب و تونس و الجزائر و كان الفرنسيون عندما يخرجون من كل قطر من هذه الأقطار يشعرون بأن إنتفاخهم أصبح أقل إلا أن المشكلة ليست في إنقاذ الإمبراطورية الفرنسية و إنما أصبحت اليوم في إنقاذ الأمة الفرنسية و إفريقيا الحرة و أن المجاملات بيننا و بين فرنسا ينبغي أن لا تعمي واحدا منا، و الطريق الرئيسي الذي ينبغي أن يربط بيننا و بين فرنسا هو طريق إستقلال الجزائر، فإذا مشينا معا في هذه الطريق فإنه ستبقي هناك شمال إفريقيا فرنسية و إلا فلن يكون هناك إلا الكارثة،

لقد تبين من واقعة السويس أن فرنسا لا تستطيع أن تفرض إرادتها في الجزائر، فهي مجبرة علي أن تعترف بالدولة الجزائرية طال الزمن أم قصر و لكنه إذا قصر فسينقذ أرواح رجال كثيرين و ينقذ شيئا من الإتحاد الفرنسي المنهار،

شروط الفرنسيين ضد المشكلة الجزائرية

إن التجربة التونسية و المغربية و تجربة الهند الصينية تدل وحدها علي عدم جدوي السياسة الفرنسية الحالية في الجزائر كما تدل علي الأخطار التي تتعرض لها أمريكا من هذه السياسة، إن حل المشكلة الجزائرية يجب أن يكون سريعا. و ذلك لفائدة شمال إفريقيا و فرنسا و أمريكا و الحلف الأطلسي و الغرب و مع ذلك فما هو هذا الحل الذي تعرضه فرنسا و الذي أعطيناها ثقتنا لتمده ؟

إنه يتألف من ثلاث نقاط فقط:

1)الإحتلال العسكري أو ما سمي"بالتهدئة"

2)الإصلاحات الإجتماعية و الإقتصادية

3)الإتحاد السياسي مع فرنسا

و أنا أسمح لنفسي بالقول بأن هذه الإقتراحات لا يمكن أن تحل المشكلة و إنما هي مجرد تأخير للحل النهائي،

و ان التهدئة ليست إلا إحتلالا جديدا و هي مجعولة لأن تمنع التفاوض، فهي من شأنها أن تشجع الوطنيين علي مواصلة حربهم لأنهم يعرفون أن السياسيين الفرنسيين لا بد إن يتعبوا مهما طال الزمن كما فعلوا في الهند الصينية ثم إن الثورة الجزائرية اليوم أصبحت من القوة بحيث لا يمكن أن تعالج بوسائل "التهدئة"

و هذه الحقيقة لن تتغير في المستقبل حتي و لو عمدت فرنسا إلي تجنيد آخر و ذلك لأنه كما لاحظ الجنرال (وانقات): عندما تكون الثورة مؤيدة من الشعب يستطيع ألف رجل فيها أن يقاوموا 100 ألف جندي معادي إلي ما لا نهاية له، و هذا بالضبط ما يجري في الجزائر.

إن الفرنسيين يظهر إنهم يعتبرون الثورة الجزائرية فاشلة من الناحية العسكرية و لكن الحقيقة هي أن كل واحد من رجال الثورة يقف إلي جانبه عدد عظيم من الجزائريين الآخرين

و هكذا يواجه نصف مليون فرنسي عدوا لا يملك قوة نظامية و لا مراكز عسكرية و لا خطوطا للتموين محدودة و هكذا كان من المستحيل في كل وقت مقاومة شعب يريد الحرية

إن حكومة الولايات المتحدة التي تغذي القوات العسكرية الفرنسية و ترفض أن تلح في التوسط لوقف القتال يظهر عليها أنها قد صدقت كل تلك السلسلة الطويلة من التصريحات المتناقضة التي يحاول الفرنسيون أن يقنعونا بها لماذا لم تنته الثورة في الجزائر منذ وقت بعيد، فقد زعموا لنا مرة بأن هذه الثورة لم تنته بسبب جمال عبد الناصر و زعموا مرة أخري بأنها لم تنته لرجاء الثوار الذي يعلقونه علي الأمم المتحدة، ثم زعموا مرة أخري بأن السبب هو إعانة المغرب و تونس ثم زعموا مرة أخري بأن السبب هو تدخل السياسيين و الصحافيين الأمريكان ثم زعموا بأن الذنب ذنب الروس و الشيوعيين، و كل هذه الأسباب و الذرائع لم تعد تقنع أحدا حتي في فرنسا، كما تشهد بذلك محاولات قمع الصحافة.

نعم إن الفرنسيين كثيرا ما وعدوا الأمم المتحدة بحل قريب للمشكلة دون أن يتحقق هذا الحل بالفعل و كل ما فعلوه  هو أن حاولوا إصلاحات إقتصادية إدارية و لكن هذه المحاولة زهيدة و متأخرة عن وقتها إلي حد لم يمكن معه أن تأتي بأدني ثمرة علي أن الإصلاحات الإقتصادية و الإجتماعية مهما كانت أهميتها فإن الشعوب يفضلون عليها حريتهم السياسية.

لقد حاول الفرنسيون في الماضي أن يعتبروا الجزائر قطعة من فرنسا و لكنهم لم يمنحوا الجزائريين الجنسية الفرنسية إلا في  1947 ثم إن الغرض من هذه الجنسية هو زيادة السيطرة علي الجزائريين لا إعطاؤهم حقوقا متساوية مع الفرنسيين و الدليل علي ذلك أنهم يملكون نصف عدد النواب و النصف الآخر يمثل مليونا من الأوروبيين ثم إن النواب الجزائريين متألفون أغلبهم من رجال الشرطة السريين

إن هذه الحفرة العميقة بين أقوال الفرنسيين و أعمالهم جعلت الجزائريين لا يهتمون أبدا بالإندماج مع فرنسا و ينضمون إلي الثوار و يطالبون بالإستقلال. علي أن الفرنسيين أنفسهم لم يقبلوا بالمنطق الذي تقتضيه سياستهم فهم ينادون بإندماج الجزائر في فرنسا و لكنهم لا يقبلون مائة جزائري في برلمانهم و هم لا يبذلون إصلاحات إجتماعية و إقتصادية حقيقية للجزائريين كما يبذلونها للفرنسيين بالرغم من أن هذه الإصلاحات كانت لا تكلفهم ثمنا أكثر من المصاريف التي تصرف في الحرب الجزائرية

إن الفرنسيين عاجزون علي أن يمتثلوا للنتائج العملية التي تولدت عن أفكارهم و منطقهم و هكذا غلقوا الباب في وجه إتحاد فرنسي حقيقي و هذا ما جعل الجزائريين يحاربون من اجل إستقلالهم السياسي

علي أن الفرنسيين إذا إعتبروا الجزائر قطعة من فرنسا قانونيا فإن هذه الوسائل القانونية لا يمكن أن تنطبق علي الحركة الوطنية الجزائرية، خاصة و أن جيرانهم نالوا إستقلالهم السياسي، و لا يستبعد أن تنال عدة شعوب أخري إستقلالها غدا مثل نيجيريا و مستعمرات إفريقيا الوسطي إنه مهما تكن إدعاءات كتب القانون و التاريخ فإننا لا نستطيع أن نغفل عن مقتضيات عصرنا

و خاصة و نحن الأمريكان الذي مرت بنا تجربة تحاول اليوم كثير من الشعوب أن تقوم بها

موقف أمريكا كما يجب أن يكون

  و أعود الآن سيدي الرئيس إلي نقطة البدء لقد دقت الساعة التي يجب علي حكومتنا أن تعتبر فيها أن المشكلة الجزائرية لم تعد مشكلة فرنسية بحتة و أن الإصلاحات قد إنقضي عهدها في الجزائر و أن الوقت قد آن للولايات المتحدة أن تواجه الحقائق القاسية و المسؤوليات الباهضة التي تفرضها عليها مكانتها كزعيمة للعالم الحر في الأمم المتحدة و في الحلف الأطلسي و في برامج الإعانة في الخارج و في سير سياستنا العالمية و أن تفتح الطريق للجزائر نحو إستقلالها السياسي، يجب أن نساهم عمليا في تحطيم الحلقة المفرغة التي سجنت فيها القضية الجزائرية  و مهما يكن من أمر فإن القضية الجزائرية عندما تعرض علي الأمم المتحدة فإن أمريكا يجب عليها أن تعيد النظر إعادة جدية عميقة في الموقف السابق، الذي شل سياستنا مدة طويلة.

إن الحكومة الفرنسية يجب أن تقيم الدليل علي تطور محسوس في هذه القضية قبل الدورة القادمة و هذا ما طالبت به الأمم المتحدة. و لكن المهلة التي أعطيناها لفرنسا قد إنقضي نصفها الآن و مع ذلك فإن الوضعية في الجزائر لم تزداد إلا تدهورا.

لذلك فأنا أطالب مجلسنا هذا بأن يقوم في هذه القضية بنفس الجهود التي قام بها بالنسبة لقضية الهند الصينية و أندونيسيا و هي أن يقود هذا المجلس حكومتنا و أن نبين الطريق للعالم في هذه القضية الرئيسية و أنا أقدم لكم لائحة لحل المشكلة و تطالب هذه اللائحة رئيس الولايات المتحدة  و وزير الخارجية سواء عن طريق الحلف الأطلسي أو عن طريق  تونس و المغرب ببذل مجهودات للوصول إلي حل يقوم علي أساس الإعتراف بالشخصية المستقلة للجزائر و إقامة علاقات إقتصادية بين فرنسا و شمال إفريقيا

إن القضية الجزائرية تهم مباشرة الحلف الأطلسي و تهم البلدان الأخري في شمال إفريقيا و أن تونس و المغرب فيهما أمل كبير للغرب و قد حاولت كل من المغرب و تونس أن يتوسطا في حل القضية الجزائرية، و أخيرا إقترح السيد بورقيبة مرة أخري حلا علي أساس فيدرالية متوجهة نحو فرنسا و سبق للحكومة الهندية أن عرضت وساطتها لتحقيق إستقلال الجزائر و حماية المواطنين الفرنسيين، و أن الوسطاء و ميادين الوساطة ليست مستحيلة

إن المشكلة في الجزائر هي أن تجد إطار للإستقلال السياسي للجزائر يتمشي مع التعاون الإقتصادي مع فرنسا إن هذا الهدف ليس مستحيلا، و إن في إمكان فرنسا أن تحافظ علي علاقات إقتصادية مع الجزائريين و أن يستفيد الغرب كله من ذلك و لكن هذه العلاقات ستضمحل إذا لم تبادر فرنسا بسرعة إلي تغيير سياستها

إن حكومة الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لبذل مساعدتها علي حل المشاكل الإقتصادية المترتبة علي حل المشكلة السياسية الجزائرية

يجب أن نعمل علي أن نكون في مقدمة تسيير الشؤون العالمية و أن نقيم الدليل علي ولائنا لمباديء الإستقلال الوطني و أن نجلب إحترام أولئك الذين يتهموننا منذ مدة طويلة بأننا نؤيد قضايا الإستعمار و يجب أن نفهم الفرنسيين و أبناء شمال إفريقيا معا بأننا لا نعمل لمصالحنا نحن الإقتصادية أو أننا نريد أن نأخذ مكانة فرنسا في إستغلال الثروات الإفريقية

و أننا إذا أردنا أن نحرز علي عطف الشعوب فلن يكون ذلك أبدا بإيقافهم تابعين لغيرهم من الدول كما أننا لا نستطيع أن نحرز علي عطفهم بمجرد تخويفهم من الشيوعية أو بأن نظهر لهم رضاءنا في الولايات المتحدة إنا لا نستطيع أن نحرز علي عطف الشعوب إلا بفهمنا العميق لمطامحهم في الحرية و الإستقلال

هذا و أنا أخشي أن يكون قد فات الوقت الذي ننقذ فيه الغرب من كارثة كاملة في الجزائر و أخشي أن يكون قد فات الوقت الذي ننقذ فيه سياستنا من السياسة السلبية و نحبب الغرب إلي الشعوب و أن نعمل بجرأة و بحزم علي ميلاد صداقة جديدة بين دول متساوية و مستقلة

إن قلوب الرجال تعلق آمالها فينا و أن حياة الكثيرين منهم في خطر و هم ملتفتون إلينا ينتظرون ماذا نقرر بشأنهم. إن هذه مسؤولية علي كاهلنا و يجب أن نرتفع إلي مستوي هذه الثقة و لست أدري من يجرؤ علي الإمتناع عن القيام بهذه المهمة.

المصدر :

*https://www.jfklibrary.org/archives/other-resources/john-f-kennedy-speeches/united-states-senate-imperialism-19570702

صحيفة المجاهد اللسان المركزي لجبهة التحرير الوطني الجزائري

يوم الإثنين 23 جمادي الأولي 1380

               14 نوفمبر 1960 العدد 82  صفحة 12 الثمن 40م- ف

الإدارة : 14 نهج المقاولين-تونس

هذه العدد مأخوذ من المجلد الجزء الثالث للمجاهد وزارة الإعلام- الجزائر 1984 الذكري الثلاثون لإندلاع الثورة التحريرية.

                

قراءة 3208 مرات آخر تعديل على السبت, 04 تموز/يوليو 2020 21:20

التعليقات   

0 #1 مواطن جزائري 2023-04-29 15:29
ألف شكر للسيناتور و الرئيس كينيدي ،، هذا الرئيس الذي كانت له نظرة إستشرافية مستقبلية واعدة ، كينيدي كان يفكر في مصلحة أمريكا و الشعب الأمريكي عكس ما يفعله اليوم رؤساء أمريكا الذين لا هّم لهم سوى مصالحهم الشخصية .. كان يعرف جيداً أن مصلحة أمريكا مع الجزائر نظراً لموقعها الجغرافي و ليس مع دول الجوار . كان يفكر في جعل الجزائر قطب سياسي إستراتيجي إقتصادي عسكري حليف دائم لأمريكا في أفريقيا ، رفقة كوريا الجنوبية في آسيا ، بحيث لا يمكن النهوض بقطار الإقتصاد بدون "قاطرة جر" ،، أمريكا هي القاطرة التي قامت بجر إقتصاد كوريا الجنوبية .. هذه هي الحقيقة .. و توقف قطار كينيدي في الجزائر نتيجة وفاته . ألا يستحق الرئيس كينيدي بعد كل هذا العمل "وسام أصدقاء الثورة الجزائرية" ؟!.
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث