قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 03 شباط/فبراير 2016 06:49

سدرة المنتهى

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عام الحزن يلقي بظلاله على حياة الرسول صلى الله عليه و سلّم، حزن يتلوه حزن، و خذلان يتبعه خذلان و هجرة تتلوها هجرة، و فراق يتبعه فراق، أبوطالب يرحل تاركاً ابن أخيه الذي ظلّ يبسط عليه جناح حمايته لسنين، و خديجة تودّع زوجها و نبيّها و قد حانت لحظة الرّحيل قسراً، و هي مشفقة عليه، و حانية القلب، كما ظلت طوال حياتها معه، و الرسول صلى الله عليه و سلّم ، يؤلمه رحيلها.

و قد كانت له نعم الرّفيقة في طريق الدعوة إلى الله، آمنت به حين كذّبه الناس، و نصرته حين خذله الناس و واسته بمالها حين حرمه الناس، فأنّى لقلبه الوفيّ ان يستسهل فراقها، و هي تلقى ربّها قريرة العين، و قد جاهدت في سبيله بالنفس و المال، مبشّرة ببيت من قصب، لا صخب فيه و لا نصب، و لكنّ الرسول الأمين القويّ بربّه، يتعالى على الجراحات، و يرضى بالقدر، و يمضي مصرّا على إبلاغ الرسالة و أداء الأمانة.

فالرسالة لا تحتمل الإنتظار، و الأمانة ثقيلة تنوء بحملها الجبال، و الرسول أمين مشفق محب لخلق الله، حريص على هدايتهم، و هم ينهون عنه و ينأون عنه، و يعرضون عنه و يصدّون من آمن و يبغونها عوجا، و الله رقيب مطّلع، عارف بإخلاص رسوله المختار، و حزنه و ضعف قوّته و قلّة حيلته.

يسمعه يشكو إليه وحده، و يقصد بابه وحده ، و هو الكريم اللطيف المتفضل ، فيفيض على رسوله من الخير و العطاء في ليلة تجلّت فيها عظمته سبحانه لنبيه صلى الله عليه و سلّم، فأوحى فيها الى عبده المجتبى ما أوحى من الخير و البركات و الفضل العظيم.

أيها المبلغ الأمين، و الداعي الشفيق، و الرحمة المهداة من الله للعالمين، أكرم بها ليلة دعاك فيها سبحانه إليه، في رحلة طوفت فيها بين أقدس بقعتين على وجه المعمورة ، و عرجت من قدسها إلى السماء ، حتى وصلت مكانة لم تكن لأحد قبلك من العالمين.

يا صاحب الإسراء و المعراج، يا سراج الأمة المنير، و هاديها الرؤوف الرحيم ، و هل هنالك من كلمات توفيك حقك ، و تعبر عن فضلك ، و تحمل إليك محبتنا مرسومة على شغاف القلوب، مستقرة في حبات العيون، اقرب من دمانا للوريد، و من الدموع إلى الأحداق، واصفي من ماء السماء حين ينهل طهوراً حاملاً معه تباشير الحياة.

سريت كما سرى البدر ماحيا أمواج الظلام، مشرقاً به الصبح ندياً معطر النسائم ، ممزوجاً رواؤه بأريج الود الذي فاض به قلبك الطاهر، و كما سرى البدر في ليل الحزانى و المكلومين فاطل بشعاعه الباسم عليهم يملا مآقيهم بدموع الرجاء و كما سرى البدر لحناً مسبحاً يوحي بالغد القادم و في ألقه وهج الحلم البديع، و على أجنحته النورانية الشفيفة قطرات الرهام الواعد بسقيا رحمة، تحيي الموات، و تبعث الدفء في العروق التي أيبست حياة الضنك فيها دماء الحياة، فأحالتها يبابا خواء.

أيها البشير المبشر، أي عزاء لمكلوم، و أي راحة لمتعب، و أي مكافأة لمخلص محبوب أرفع و أبهج مما آتاك ربك و أعطاك، أي رحلة تسرية و حنو و تشريع و رحمة، أجل من رحلتك من حرم الله الآمن إلى المسجد الأقصى المبارك بأمر الله، من مكة المسرى، و من القدس المعراج، و في الأقصى سلم إليك لواء الإمامة بالأنبياء عليهم صلوات الله، فأنت الإمام و الشهيد و أمتك شهيدة على الناس، فأي فخر نلته و أية منزلة أوتيت و أي مرقا عزيز كريم ارتقيت.

جبريل يطوّف برسول الله صلى الله عليه و سلّم أرجاء الجنّات، لتبتهج نفسه و يزداد يقينه برحمة الله و حسن جزاءه، و يرى منازل الصالحين و يشاهد نماذج من سكان الفردوس ، فهذا عطر يطيب الأجواء نلماشطة آل فرعون، و هنا يرى امرأة تسابقه إلى الجنة و يسأل عنها فيجيبه جبريل، هي امرأة كفلت ايتامها و قامت على أمرهم.

فيعود إلى أمته بدستور يصون حق اليتيم و يرتقي بشأن الأرملة المحزونة الضعيفة،، و هناك يسمع خصف نعلين يسابقانه إلى الجنة، و يسأل من صاحبهما، و يأتي الجواب " بلال الحبشي " رضي الله عنه، و حين يسأله بعد سنين عن سبب بلوغه تلك المنزلة يجيب قائلا: " ما توضأت قط إلا و صليت ركعتين سنة الوضوء " .

فهي إذن حسن العبادة و دوامها و الثبات على كلمة الحق و يعود من رحلته بمبدأ لا يدانيه في العدالة مبدأ {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} .

و في السماوات يلتقي إخوانه أنبياء الله عليهم صلوات الله " ابراهيم الخليل " الذي سمّانا المسلمين من قبل، فيحمله السلام لأمتة { يا محمد أقريْ أمتك منّي السّلام، و أخبرهم ان الجنّة طيّبة التربة، عذبة الماء و أنها قيعان، و أنّ غراسها، سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلّا الله و الله أكبر} .

و ينتهي به التكريم [عند سدرة المنتهى، عندها جنّة المأوى] و هي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض، فيقبض منها، و إليها ينتهي ما يهبط من فوقها فيقبض منها، فأعطي رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثاً{اعطي الصلوات الخمس، و أعطي خواتيم سورة البقرة، و غفر لمن لم يشرك بالله من أمّته شيئاً } .

و يرضى عنه مولاه فوق الرضى، و يريه من آ ياته الكبرى، و يطوف به الوحي الأمين ضفاف أنهار الجنة و وارف أفياءها، و يريه منازلها و نعيمها لتزداد رجاء ان تكون لامته أعلى منازلها، و يريه مقاعد أهل النّار و صروف عذابها، و ليبين لأمته موارد الهلكة فيها، و ليزداد حرصاً على ردّهم عنها، و انقاذهم من صلاها، و يفيض عليه ربه من آياته الكبرى، فأوحى إليه ما أوحى، من خير و بر و رشاد و سداد، و حمله لخلقه الصلوات و الطيبات و البركات.

و يعود من ليلته تلك و قد جلت عنه همّه، ما رأى من آيات ربه الكبرى، و سرّى عن ما شهدته عيناه من حفاوة الأنبياء عليهم السلام به، و عرف بأن رسالته خالدة أبد الدهر، و منصورة بإذن ربّها، و أنها للناس كافّة، فتقرّ عينه، و يزول غمّه، و يقبل على ما أمر به.

و يباشر قومه بالخبر حال عودته من مسراه: أن قد أسري بي إلى بيت المقدس ثم عرج بي إلى السماء، و تنكر عليه صحة ذلك تلك القلوب المقفلة و العقول الصدئة ، و تهرع إلى أبي بكر الصدّيق رجاء ان يكذّبه ( هل لك إلى صاحبك يزعم أنّه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، فيقول أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قاله ذلك فقد صدق، قالوا: أو تصدّقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس و جاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم. إنّي لأصدقه في أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أوروحة ).

فحمل أبو بكر وساماً ما منح لغيره من أمة محمد أن سمّي " الصدّيق " و تكون بشارة و أمانة للرسول صلى الله عليه و سلم، و لأمته من بعده، بأن الأقصى إرثهم الرباني المحمدي، و أنّه معراج نبي الأمة إلى السماء، و أن الصلوات الخمس أمانة الله لدى أمته، و هديته الكريمة إليها و يتنزل القرآن مؤيدا و مثبتا لتلك المكرمة الالهية لمحمد صلى الله عليه و سلم، إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.

(( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ))[الإسراء:1] .

 
     
 

الرابط: http://www.denana.com/main/articles.aspx?selected_article_no=14625

قراءة 1902 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 09 شباط/فبراير 2016 20:42

أضف تعليق


كود امني
تحديث