قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 20 آب/أغسطس 2017 13:07

اشتقت لنفسي ..

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(1 تصويت)

مر عام مثقل بالأعمال .. لياليه حبلى بالخواطر و الأفكار، و أيامه مفعمة بالأنشطة و الإنجازات، و ساعاته مزدحمة بالمشاغل و المستجدات .. مثمر إلى الحد الذي افتخرت فيه بكل رسالة بعثت و بكل جهد بذل و بكل نفس انقطع لله و كل جسد أرهق في الله و كل قلب نبضت شرايينه لله ..  و متعب إلى الحد الذي غدت في سويعات الأخيرة كل ذرة في الجسم و كل خلية في المخ و كل شريان في القلب يصرخ و لا شيء يعلو فوق صراخه .. أريد راحة .. أحتاج لفترة نقاهة ..

و كنت في تلك السويعات أجالس في حفل ختام الموسم صديقة لي راقية الفكر طيبة القلب رسالية الروح .. و كانت تقاسمني نفس الخواطر و نفس الصرخات و طال بنا الحديث و كلانا يهمس للآخر .. اشتقت لنفسي.

إي و الله اشتقت لنفسي .. اشتقت لمحرابي أسابق سجادتي إليه قبيل كل صلاة أصلي رواتبها و أحسن ركوعها و سجودها و أطيل المناجاة لربي فيها و بعدها و أبلل سجادتها بسيول الدمع شوقا و سيول الدمع خوفا و سيول الدمع رجاء .. و اشتقت لمصحفي أتلو آياته آناء الليل و أطراف النهار أتدبرها آية آية و سورة سورة و أمتع الروح بروعتها و يشفى القلب بها و أكررها مرات و مرات لأحفظها و أثبتها في صدري كي ترافقني في حياتي منهجا و تطبيقا .. اشتقت لكتابي أجالسه رفقة فنجان قهوتي الأنيق في شرفتي أروي النفس من درره، أقرأ الكتاب تلو الكتاب بتمعن أنهل منه علما ينفعني في دنياي و آخرتي. دون أن يضغطني ضيق الوقت و لا انتظار عمل و لا فوات موعد و لا هاتف يرن و لا فايس بوك يلهي.

اشتقت لأسرتي أجالسهم بهدوء على موائد الإفطار و الغذاء و العشاء نتجاذب أطراف حديث يومهم فتضحكنا مشاكساتهم و نناقش هفواتهم و نثمّن إنجازاتهم بحوار راق و هادئ لا تضغطه الأعمال و لا تشعل أعصابه المشاغل المنتظرة. و اشتقت لمرافقتهم لمدارسهم من حين لآخر أسأل عنهم معلميهم و أوصي بهم خيرا ثم آخذهم آخر الأسبوع في زيارات عائلية تعزز في نفوسهم قيمة صلة الرحم و نزهات تذهب عنهم تعب الأسبوع بلا ضغط و لا اجتماعات تربك حتى جدول نهاية الأسبوع .. و اشتقت للسهر معهم بمتعة لا يعكرها انشغالي بالعالم الافتراضي ثم أرافقهم لأسرّتهم أستمع إلى قلوبهم الفتية ما يشغلها ما يفرحها و ما يؤرقها و أهمس في آذانهم بقصص هادفة تنمي ثروتهم اللغوية و تغرس فيهم أنبل الرسائل بسلاسة و متعة دون ضغط الإرهاق و التفكير الذي لا يتوقف في مشاغل الغد و أنشطة الغد و أعمال الغد ..

اشتقت لبيتي أصول فيه و أجول كالأميرة عينها على كل شيء فيه أنظفه و أرتبه و يسير كل ما فيه و كل من فيه على نظام مميز يضمن حياة مريحة لأفراده دون ضغط المسارعة من أجل الوقت أو ضغط الإرهاق و التعب الشديد بسبب تراكم الأعمال داخله و خارجه ..

و أكثر ما اشتقت له أن أتحرر من قيود العالم الافتراضي الذي غدا يمارس ضغوطا لا تطاق على أنفسنا و أعصابنا و عواطفنا و أفكارنا و أوقاتنا بشكل أصبح أكبر الأحلام أن تدخل الفايس بوك و لا تكون مضطرا لتتواصل مع الجميع سواء رغبت أنت في ذلك أم لم ترغب، و ألا تجد بانتظارك في كل وقت و في كل حين رسائل على الخاص من الجميع و المشكل أنهم يعلمون بأنك رأيت رسائلهم و قد لا تستطيع و قد لا ترغب أنت في الرد على بعضها في ذلك الحين بالذات فتحدث لك مشاكل أنت بالأساس في غنى عنها، فأنت تريد أن تخلد للنوم و غيرك لتوه بدأ سهرته و يريدك أن تتواصل معه أو يتهمك بالتجاهل و عدم الاهتمام و ما شابه مما يحرق أعصابك. أو تلك المجموعات التي تضعك في نقاشات عقيمة في أوقات قد لا ترغب أنت حتى في الحديث فيها في أي موضوع فإذا تجاهلت المنشور حسب على أنك توافقه و أنت ترى أن عليك الرد عليه بتصحيح مفهوم أو توضيح فكرة كل ذلك في أوقات غير مناسبة مطلقا ، فأنت تفيء إلى الفايس بوك أحيانا بعد تعب اليوم و إرهاق المشاغل و تنوع المشاكل للتواصل مع أصحاب العقول الراقية من أصدقائك الفايس بوكيين رغبة منك في مشاركتهم بعض المناشير المفيدة و بعض التعليقات المريحة للتذاكر بينكم من غير تعليقات مستفزة و لا نقاشات مفلتة للأعصاب، لكنك تجد نفسك برغم عنك مضطرا لقراءة تعليقات بمستوى هابط و رؤية مناشير لا ترقى لمستوى فضاء التواصل الذي تحلم به لذوي العقول الراقية و القلوب النقية و الأقلام الرسالية، و تجد في قائمتك من لا يرقون ليكونوا أصدقاء لك و يخجلك أدبك و أخلاقك أن تحذفهم من قائمتك فيصير فضاء التواصل الذي تفيء إلى ظله من حر اليوم سجنا يكبل حريتك في اختيار أصدقائك و من تتواصل معهم. فضلا عن الأوقات الثمينة التي تضيع فيه و التي تأخذك عن أجمل اللحظات مع أسرتك و مع نفسك.

  و أخيرا اشتقت لنفسي أستمع إلى أناتها و أشعر بآلامها و أعطيها حرية التعبير عن نفسها و الانتفاض لكرامتها دون قهر مني لها لأنها كبيرة و مسؤولياتها كبيرة و ما تحمله من رسائل كبير تحتاج منها أن تكبر على كل آلامها و تجرع مرها دون آه .. اشتقت لتلك الطفلة الصغيرة بداخلي التي تلقي بنفسها البريئة على الأرض في فلاة الريف في الليالي المقمرة .. أراقب النجوم أستودعها أحلامي البرئية و أنام بعمق ..

خبروا نفسي عبر وسائل تواصلكم كلها أني اشتقت لها ..                                               

الإهداء لصديقتي الراقية ريم.

قراءة 1895 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 20:37
المزيد في هذه الفئة : « رب ضارة نافعة لولا الأملُ »

أضف تعليق


كود امني
تحديث