قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 09 أيار 2022 08:52

عطر اللوز أوان الربيع

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تحدثك النفس حين تسير على ضفاف نهر الأردن الأليف الحنون، بأنك لست سوى طائر يتمنى التأرجح ما بين ضفتي النهر، تلتقط الحب هنا  و الزهر هناك، و تسري في قلبك مباهج الربيع، و تمد يديك حالما بحبات اللوز الاخضر، تلك التي تتراءى لك على ذلك الغصن القريب القريب، و تتنسّم لفح العبير القادم من مرج ابن عامر، و تختلط بعبق بساتين عجلون، فتتماوج امام عينيك الرؤى العابقة بألف عطر و عطر.

و تسمع صوت ماض قريب حين كان الفلاحون يحملون خيراتهم من الضفة الشرقية، فيقطعون النهر اللطيف الى الضفة الاخرى، الى حيفا و نابلس، و يعودون و قد عبقت أحمالهم بشذى البرتقال، و كلّهم فرح اذ تمكّنوا من الصلاة في الأقصي هذا النهار او ذاك ، اول النهار الغدو و آخره الرواح.

و تستيقظ من حلمك البهيج على لافتة تمنعك من التقدم اكثر، و تعود تحمل في حناياك الحزينة الف قهر الف نار، مدي يديك اليّ يا حيفا، خذي كما اعتدت الثمار، السور ظل الليل، يؤذن بالزوال امام افاق النهار، يا قدس فاتتني صلاة الصبح، ثم الظهر ثم العصر، يا قدسا إلام الإنتظار، أو قد غدونا ضفتين بلا اتصال، او قطعت اوصالنا جذذا بسيف الاحتلال؟

تلك هي الحكايات التي كنا نسمعها من الكبار، و هم يروون حكاية الجسد الواحد، و الروح الواحدة، لا نريد ان نسمع غيرها، لا نقبل ان نتبنى غيرها، لا نريد ان نحلم بغيرها، انها حكاية ضفتي نهر الاردن، الدم الدم و الهدم الهدم، الجهاد واحد و الراية واحدة و المصير واحد، سر معي لو شئت على ضفة النهر الشريان، و اسمع نداءه المليء بالشجن، انه يعرفنا اذا جئناه معا، و يرفضنا لو جئناه فرادى، انه يعرف كلا منا بأخيه، سر على ضفاف الأردن، و اطبق عينيك على صورة جناحيه الأخضرين، و حلّق معهما في فضاء الأخوّة الرحيب، و حيثما ترتاح عينيك على ضفتي النهر شريان الحياة، ورواء الود، عطر الارض المروية بعطر النهر السلسبيل، و لا يمكنك أبدا أن تميز بين النسائم، و لا بين الفراشات التي تعبر الضفتين،  ولا بين تلك البلابل و هي تحط على عاليات الغصون.

و كل الذي تستطيع العيون اجتلاءه، و كل الذي يمكن للنفس أن تتامل في غاية الإنبهار مداه البعيد، هو النهر ذاك الوريد، هو الإخضرار على ضفتيه، هو الإمتزاج الطبيعي للرئتين ما إذا تنفستا عطر زهر البنفسج و اللوز، حين تنوء باحمالها اغصن اللوز و هي تضيء بنور البراءة، فالزهر ابيض كالثلج حين يمد رداء النقاء على الارض، ثم يفيض ندى و عطاء، و الشمس تفرد ذات الرداءالبهيج، لتدفيء ابناءها بالشعاع الحنون، لتبسط فوق ذرى الضفتين المحبة، تذكرنا أننا توأمين ولدنا معا، اخوين نشأنا معا، و جرحين لما طعنّا نزفنا معا، و أنّا إلى أبد الآبدين سنبقى نحلق في أفق الامنيات و نرسم درب الصمود و نرفع سيف الإباء معا، توحدنا القدس مسرى الرسول، و ترفدنا بالبطولة تحيي بنا العزم تلك القلاع التي أشرفت شاهقات البناء، و ظلت على، امتداد الليالي الطوال تؤذن للنصر، تملانا بالحنين تذكّرنا أنّ صوت الاذان، إذا ماتردد في القدس، عجلون خلف المؤذن تلهج بالذكر، و هي تردد صوت الأذان، و أن النفير بغزة، يلامس عمان، فالجرح جرح توحد منذ ابتداء الخليقة، و الدمعات التقت، شكلت غيمة فوق أكناف بيت المقدس، اسقت رباها، و مدت لها من وريد الأباة قناة، تغذي شرايينها بالامل، و تتصل السحب الممطرات رجالا و غيثا و نصرا بالنّهر و هو يرقب موعده المنتظر، فالنّهر موعدنا للحياة،  و موعدنا للتوحد، لتقاتلن اليهود انتم شرقي النهر و هم غربيه حتى يقول الشجر و الحجر يا(مسلم ياعبد الله هذا يهودي وراءي تعال فاقتله).

الرابط : https://www.gerasanews.com/article/351976

قراءة 802 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 11 أيار 2022 07:59

أضف تعليق


كود امني
تحديث