(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الإثنين, 01 حزيران/يونيو 2015 17:17

الأزمة الـمُزمنة!

كتبه  السيد النوري الصل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بين جنيف و بروكسيل و السودان و المغرب و الجزائر، جاب «قطار» الحوار الليبي أكثر من محطة و لكنه عجز إلى حدّ الآن عن الوصول إلى محطته النهائية رغم مرور نحو تسعة أشهر بالتمام و الكمال على انطلاقه... فمن حوار إلى آخر... و من دولة إلى أخرى يعقد الليبيون آمالهم كل مرّة في التوصل إلى حلّ ينهي شبح المعارك الدامية التي تمزّق بلدهم لكن دون جدوى..

المفارقة أن الجميع في ليبيا اليوم يشكو من هذه الأزمة المستفحلة... و الجميع يدعو إلى حلها.. و في الآن نفسه، الجميع يسهم في مزيد تعقيدها و العودة بها إلى المربع الأوّل... «مربّع الدّم».
و في خضم ذلك تمضي الميليشيات و الجماعات الإرهابية في سياسة «الأرض المحروقة» و في منطق «الأمر الواقع» الذي رسمت مقدمّاتها مبكرا في دوائر مخابراتية أجنبية...
لكن الأخطر في المشهد الليبي المتفجّر أنه يكرّس ملامح واقع سياسي جديد و يرسم خرائط جغرافية و قبلية و عشائرية جديدة لبلد تتشابك فيه الولاءات و تتداخل فيه مناطق النفوذ في ظلّ علوّ صوت و سطوة الجماعات و التنظيمات المسلحة و وجود مناطق خارج السيطرة... و سلطات خارج الخدمة... و حوار خارج الجغرافيا الليبية المقسّمة بين شرق بيد «الكرامة» و غرب بيد «فجر ليبيا» و جنوب بيد «الدواعش» و مشتقاتها... و بين هذا و ذلك شعب يتلظّى... و وطن «يتشظّى»...
و هكذا ظلّ الحوار الليبي لا يقترب من الحلّ إلاّ المسافة نفسها التي يبتعد فيها عن الأزمة... فكانت النتيجة أن وجد أطراف الصّراع الليبي أنفسهم أمام «حوار طرشان» يبحثون فيه عن حلول تبدو في علم الغيب و يراوحون في محطات و مسارات مغلقة لأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات.. و الأغلب على كل الانفجارات و الانهيارات...
و معنى هذا أن الأزمة الليبية تحتاج اليوم إلى ما هو أكثر من الحوار في الخارج... و ما هو أقل من التدخل الأجنبي... في الداخل رغم أن اهتمام البعض باستنساخ تجاربه الدموية... يبدو أكثر من اهتمامه بدفع فرقاء الأزمة إلى الوحدة الوطنية.
و عليه فإن الأزمة الليبية لا تحتاج اليوم ترحيل الحوار بين عديد البلدان و المحطات... و لا إلى أشهر من المفاوضات و المناورات... الأزمة الليبية تحتاج اليوم فقط إلى «دقيقة صمت» لجلد الذات... و للحزن على بقايا وطن أصبح مهدّدا بأن يكون في عداد المفقودين و الأموات!

الرابط:

http://www.alchourouk.com/114060/666/1/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%80%D9%85%D9%8F%D8%B2%D9%85%D9%86%D8%A9!-.html

قراءة 1519 مرات آخر تعديل على الخميس, 18 حزيران/يونيو 2015 11:35