قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 15 حزيران/يونيو 2015 19:04

رمضان…مدرسة و لصوص

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الشهر المعظم مدرسة يتخرّج منها الربانيون الأتقياء الأبرار ، و يتربص بها لصوص رمضان لإبطال مفعولها.

  مدرسة وثمرات

إذا فقِهَ المسلم دينه، و أمعن النظر في نصوصه، و حاز وعيا كافيا بمقاصد الشريعة، و عاش التجربة الإيمانية بنفسه، عرف أن صيام رمضان ليس موسما بين المواسم و لا مناسبة متميّزة فحسب، بل هو مدرسة متكاملة الأركان و المناهج تُخرّج الربانيّين الذين يَصلُحون و يُصلِحون، يتدرّبون فيها على تزكية أنفسهم و إصلاح غيرهم، لأنهم يكونون قد اكتسبوا رصيدا دسما من مقويّات الإيمان و الأخلاق القلبية و السلوكية الرفيعة التي تؤهلهم لتسنّم مدارج الكمال و تمثّل الاسلام بجميع شُعَبه.

إنه مدرسة تقوية الروح لأنه يحرر المؤمن من سلطان الغرائز و طغيان الشهوات و يرفعه من دركات الحيوانية إلى المرتقى العالي، إلى عالم الملائكة  ليحدث التوازن في حياته الإيمانية و الاجتماعية، لذلك كانت دعوة الصائم مستجابة حين يُفطر أو حتى يُفطر.

كما أنه مدرسة تنمية الإرادة و رفع مستوى الصبر لدى الصائم فيتحمّل ما لا يمكن أن يتحمّله غيره بنفس راضية و معنويات مرتفعة، و ليس الامتناع عن الأمور المعتادة في حياة الانسان بالشيء السهل؛ فكيف بالكفّ عن الطعام و الشراب خاصة في فصل الصيف، حيث يطول النهار و ترتفع الحرارة، و لا تمتدّ يد الصائم إلى الماء البارد و هو في متناوله و لا رقيب عليه إلا ضميره، فيتكوّن له من ذلك رصيد هائل من الإرادة ليواجه به طوال السنة تحديات الحياة، كما يخرج من رمضان و هو قادر على تحمّل الأعباء الجسام في تقرّبه إلى الله و في نشاطه الدنيوي.

و رمضان محطّة تجريبية للتعريف الميداني ـ فضلا عن التأصيل النظري ـ بنعم الله تعالى التي كثيرا ما يغفل عنها الإنسان و هو يرفل فيها و يتقلّب في أعطافها و لا يعرف أهميتها إلا عند حرمانه منها، فهنا يحسّ طيلة أيام الشهر بالجوع و العطش و الحرمان الجنسي، و ذلك حريّ بالتأثير فيه، ليكون على شعور مباشر بحالة المحرومين و المعدمين في هذه الدنيا فتتحرّك فيه نوازع الانسانية، و يخرج من قوقعة الأنانية و الطواف بذاته ليتواصل إيجابيا بمن هم في حاجة إلى لقمة العيش و شربة الماء و التحصين بالزواج و حبّة الدواء، و هذا يعلمه الحنوّ و يحرك نفسه بالبذل و العطاء، و قد تعلم من سنة الرسول صلى الله عليه و سلم هذا الحديث : “عرض عليّ ربي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت لا و لكن أشبع يوما و أجوع يوما، فإذا جعت تضرعت إليك و دعوتك، و إذا شبعت شكرتك و حمدتك “رواه الترمذي.

و قد كان نبيّ الله داود عليه السلام – و هو ملك مكّن الله له تمكينا عظيما في الأرض  على رأس حضارة كبيرة و أدوات غير متاحة لغيره – يصوم يوما و يفطر يوما، و ما ذلك إلا سلوك الأتقياء الأبرار الذين يجنحون إلى عيش الضعفاء حتى لا تحدّثهم أنفسهم بشيء من الاستغناء و الصلف.

و قبل كلّ هذا فشهر الصيام موسم الطاعات و القربات و العبادات الكثيرة المتنوّعة إرضاء لله تعالى و حبّا له و رجاء في عفوه و خشية من عقابه و رغبة في جنّته، ذلك الجزاء الأوفى الذي تتوق إليه نفوس المؤمنين و هو أسمى أمانيها و أغلى طموحها.

لصوص رمضان

 يتربص بالصائمين المخلصين و شهرهم المتميّز لصوص لا يستهدفون اختلاس الأموال، و إنما سرقة روحانية الشهر لإفراغه من مقاصده و إهدار الطاقات الكبيرة التي يُفرغها في قلوب المؤمنين، و ذلك بفتح أبواب الوزر بدل الأجر، من خلال تحويله إلى موسم للهو و الماديات و أنواع الانحراف، و يقف على رأس هؤلاء اللصوص أصحاب معظم الفضائيات و من يحتكرون الثقافة و التوجيه الجماهيري، و كأنهم يعلنون الحرب على التديّن عبر الإعلام الفاسد و” السهرات الرمضانية ” و حفلات الغناء و الرقص و اللغو التي تستغرق في أكثر البلاد العربية ليالي الشهر الفضيل كلّها، حتى يُذهبَ لغو الليل بثواب النهار و يُفقِدَ رمضان محتواه الروحي و بُعده الرباني، و للعلمانية العربية المتطرفة دور بارز في هذا المسعى، و كأن فيها نزل قول الله تعالى ” و الله يريد ان يتوب عليكم و يريد الذين يتّبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما “، و هي التي تروّج – بفعل تحكّمها في القطاع الاعلامي – البرامج التي تُفسد البيوت و الأخلاق و الأذواق.

و الجدير بالذكر أن ما يُسمى المسلسلات الدينية و التاريخية التي تُبثّ في هذا الشهر لا تخدم لا الدين و لا الأخلاق، لأن معظم من يمثّلون فيها معروفون بأدوارهم المنحرفة الفاجرة في أعمالهم الفنية المعتادة، فأي مصداقية لهم إذا مثّلوا الصحابة و الفاتحين و الرموز الاسلامية الكبيرة؟ بل هم يُلقون ظلال الريبة على هؤلاء العظماء من غير شكّ.

لا بدّ إذًا من إنقاذ شهر رمضان من هذا العدوان العلماني السافر المغلّف بدعاوى الثقافة و الترفيه، حتى يبقى كما كان مدرسة متميّزة متفرّدة تحفظ الدين و القيم و الأخلاق.

الرابط:

http://islamonline.net/12444

قراءة 1449 مرات آخر تعديل على الخميس, 25 حزيران/يونيو 2015 08:19

أضف تعليق


كود امني
تحديث