قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 29 حزيران/يونيو 2015 21:25

من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع المخالفين

كتبه  الأستاذ محمد سيد أحمد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا يمكن لكاتب أو متتبع للسيرة النبوية أن يحصي مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم التي ضرب فيها أروع مثال للعدل و التربية و التسامح مع مخالفيه من غير المسلمين، حتى ليخيل إلى مطالع هذه السيرة العطرة أنه صلى الله عليه و سلم لم يتعامل مع مخالفيه إلا بما يرضون ما لم يكن في الأمر مخالفة للشرع، كيف لا و قد حباه الله بما لم تعهده البشرية من صفات و خصائص جعلت منه شخصية استثنائية في كل شيء.

فقد كان العديد من مواقفه صلى الله عليه و سلم مدعاة لدخول الكثير من المخالفين إلى الإسلام، و من الغريب أن تجد من يتكلم باسم الإسلام اليوم يتجاهل سيرة رسول الإسلام و مواقفه الرائعة مع مخالفيه، متبعا هواه و شيطانه مرتكبا جرائم باسم الإسلام أضرته أكثر مما نفعته و نفَّرت منه أقواما كانوا قد بدأوا يدخلون فيه أفواجا عندما وجدوا من الدعاة إلى الله من يشرح لهم روح الإسلام و جوهره و ما كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم من التسامح مع أعدائه عندما يقدر عليهم، و كيف كان عادلا في سلمه و في حربه.

فطوال حياته المليئة بالجهاد في سبيل الله لم يؤثر عنه أنه أمر بقتل أسير سوى اثنين من قريش هما النضر بن الحارث، و أبو عزة الجمحي، فالنضر بن الحارث قتله بعد رجوعه من غزوة بدر، ثم لما بلغه شعر أخته بكى و قال ” لو بلغني هذا قبل أن أقتله ما قتلته “.

أما أبو عزة الجمحي فقد أسر يوم بدر فمنَّ عليه صلى الله عليه و سلم و أطلق سراحه رقة لما ذكره من حال بنات له و أنه لا عائل لهن من بعده، و عاهده أن لا يقاتله و لا يعين عليه، فنكث بالعهد و غدر، فما إن وصل إلى مكة حتى رجع إلى ما كان عليه من إيذاء المسلمين و هجائهم، و كان من المحرِّضين على قتال المسلمين يوم أحد فنام بعد انقضاء معركة أحد و رجوع كفار قريش إلى مكة فأخذه ثابت بن قيس رضي الله عنه و جاء به إلى رسول الله فقال له: أبا عزة؟ قال نعم، و بدأ يستعطف النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( لا و الله لا تمسح عارضيك بمكة و تقول خدعت محمدا مرتين) أو كما قال صلى الله عليه و سلم.

ما عدا هذين الرجلين لم يؤثر أنه صلى الله عليه و سلم قتل أسيرا مطلقا – إذا سملنا أن بني قريظة كانوا حالة استثنائية فقد حاربوا و غدروا فقتلوا – بل كان يعفوا عن الأسرى و يصفح و يأخذ منهم الفدية، حتى إنه لما جاءه وفد هوازن و خيرهم بين سباياهم و أموالهم فلما اختاروا سباياهم، قال لهم” أما ما كان لي و لبني عبد المطلب فهو لكم ”  فقال المهاجرون و الأنصار ما كان لنا فهو لرسول الله، و تتابعت أحياء العرب من المسلمين على هذا سوى ما كان من عيينة بن حصن الفزاري و الأقرع بن حابس و عباس بن مرداس السلمي، و هو ما يؤكد أنه صلى الله عليه و سلم كان يتحرى الرفق في كل شأنه و ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، يفتح بذلك قلوبا غلفا و أعينا عميا و آذانا صما في أمة العرب التي كانت تتمدّح بالتؤدة و العفو عند المقدرة لندرتهما فيها، فقد كان العرب – قبل الإسلام – يثورون إلى سيوفهم و يتفانوا لأتفه الأسباب دون أن يكون للتسامح و التسامي على الجهل أي أثر في قاموسهم، فبعث الله رسوله صلى الله عليه و سلم ليتمم مكارم الأخلاق و ليجعل من نفسه القدوة الحسنة في فن التسامح و الإعراض عن الجاهل، فقد كان لا يجزي السيئة بالسيئة و لكن يعفو و يصفح صلى الله عليه و سلم.

و لرسول الله صلى الله عليه و سلم مواقف كثيرة كانت كلها تسامحا و عفوا عن مقدرة جعلت منه شخصية استثنائية في هذا المجال، و لو لم نأخذ من هذه المواقف سوى موقفه صلى الله عليه و سلم مع زيد بن سعنة اليهودي قبل أن يسلم لعلمنا مدى حلمه و رحمته و تحريه للعدل حتى مع المخالفين في الدين.

فقد تحقق زيد بن سعنة – و هو من أحبار اليهود-  من وجود كل علامات النبوة في رسول الله صلى الله عليه و سلم و بقيت اثنتان من علامات النبوة أراد أن يستوثق منهما بنفسه، يقول زيد بن سعنة: لم يبقَ من علامات النبوة إلا و قد عرفتُه في وجه محمد صلى الله عليه و سلم حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما فيه: حلمه يسبق جهلَه، و لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حِلماً، قال زيد بن سعنة: فكنت أتلطّف له لأن أُخالطَه، فأعرف حِلمَه و جهلَه، فابتعت منه تمراً إلى أجل، فأعطيته الثمن، فلما كان قبل مجيء الأجل بيومين أو ثلاثة، أتيتُ محمداً صلى الله عليه و سلم فأخذت بمجامع قميصه، و رداؤه على عنقه، و نظرت إليه بوجه غليظ ثم قلت: ألا تقضيَنَّ يا محمد حقي؟ فو الله إنكم يا بني عبد المطلب قوم مُطُل.

فنظر إليه عمر رضي الله عنه و عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، و قال: أي عدو الله تقول لرسول الله ما أسمع؟ فو الله لولا ما أحاذرُ فَوتَه لضربت بسيفي رأسك! قال: و رسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر إلى عمر بسكون و تُؤَدَةٍ و تبسُّم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” أنا و هو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر: أن تأمرني بحسن الأداء، و تأمره بحسن التِّباعة، ثم قال صلى الله عليه و سلم  ” اذهب يا عمر فاقضِه حقّه و زِدْه عشرين صاعاً مكان ما رُعْتَهُ ”  ففعل ذلك عمر رضي الله عنه ، قال زيد لعمر رضي الله عنه : و ما حملني على ما رأيتني صنعت يا عمر إلاَّ أنّي كنت رأيت صفاته التي في التوراة كلّها إلا الحِلْم، فاختبرت حِلْمَه اليوم، فوجدته على وصف التوراة، و إني أُشهِدُك أن هذا التمر و شطرَ مالي إلى فقراء المسلمين، و أسلم زيد و أهل بيته كلهم إلا شيخاً كبيراً غلبت عليه الشّقوة.

الرابط:

http://islamonline.net/10809

قراءة 3185 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 08:55

أضف تعليق


كود امني
تحديث