قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 15 أيار 2014 18:00

السيدة جولي بيت و السيناتور إدوارد كنيدي و حق العودة

كتبه  عفاف عنيبة

من عامين، كنت أبحث عن موضوع ما في محرك غوغل باللغة الإنجليزية، فإذا بي أجد نفسي أتفرع من شيء إلى آخر، حتى وجدت نفسي فجأة أقرأ وثيقة لم يخطر على بالي أبدا بوجودها أو محتواها، و أعتذر للقراء الكرام الاعتذار الشديد، فقد فاتني أن أسجل هذه الوثيقة و مصدرها، و بعد محاولاتي العديدة و المتكررة لإيجادها على الشبكة العنكبوتية، تفاجئت باختفائها و علي كل حال لازلت أبحث عنها !

فما جاء على لسان السيدة جولي و السيناتور الراحل السيد إدوارد كنيدي في تلك الوثيقة، أوردتُ معناه هنا و ليس بالضبط ما قالوه حرفيا.

بالمختصر المفيد، تضمنت الوثيقة وساطة أعضاء مسؤولين في وكالة الغوث و اللاجئين للأمم المتحدة بين السيدة أنجلينا جولي عضو ممثل للمنظمة آنذاك، و بين السيناتور إدوارد مور كنيدي سفير فوق العادة للمنظمة دائما، واضعين حدا نهائيا لخلاف نشب بينهما، كان سببه حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم التاريخية فلسطين 48 و 67 !

دافعت السيدة جولي بشدة و حماسة كبيرة جدا و قناعة تامة عن حق الفلسطينيين الشرعي و القانوني و الطبيعي و التاريخي في العودة إلى أرضهم -موطنهم الأصلي فلسطين 48- بينما كانت ردة فعل السيد إدوارد كنيدي تتلخص في لا عودة للوراء، و بمقتضي اتفاقيات "أسلو – واشنطن" لم يعد هناك ما يسمى بفلسطين 48 بل إسرائيل، هذا و قد اعترفت السلطة الفلسطينية  صراحة بحق قيام دولة إسرائيلية على أرض فلسطين التاريخية.

فكان جواب السيدة جولي قاطعاً:

- اعتراف الفلسطينيين بحق إسرائيل في الوجود لا يلغي و لا يبطل حقوقهم على أرضهم،  الحق أقوى من كل شيء و من أي شيء.

- سيدتي نحن نعمل وفق ما هو قائم على أرض الواقع، اعترض السيد كنيدي.

- في الأمر الواقع ظلم و ظلم كبير جدا سيدي، إن لم يلعب دوره المجتمع الدولي في إنصاف الضعفاء و رفع الظلم و إحقاق الحق، ماذا نفعل هنا ؟ ردت السيدة جولي.

ففضل السيناتور إنهاء الحديث و الانسحاب. و دامت القطيعة بينهما لمدة، و بعد الوساطة احتفظ كل واحد منهما برأيه مع الاحترام المتبادل.

معروف عن السيدة جولي إحاطتها الجيدة بوضعية اللاجئين الفلسطينيين في دولتين عربيتين على الأقل؛ الأردن و لبنان، و قد قامت بأخذ أحد أبنائها و الاحتفال بعيد ميلاده رفقة أطفال لاجئين لبنانيين و فلسطينيين مرضى في لبنان، و الكل يعلم بتدخلها الحاسم في ملف اللاجئين الفلسطينيين في العراق، و كيف ساهمت فعليا بإيجاد مخرج لهم، و إيوائهم خارج العراق و الأردن لانعدام أي إمكانية بقاءهم في هذين البلدين أو عودتهم إلى أرضهم فلسطين.

قرأت السيدة جولي تاريخ فلسطين من مصادر عدة، لكنها في النهاية صدقت الرواية الفلسطينية للنكبة.

من جهته السيد السيناتور كنيدي الراحل كان على علم بتاريخ فلسطين، و هو يعترف بوقوع ظلم، إلا أنه كسياسي أمريكي خبر جيداً نفوذ اللوبي الصهيوني عبر أخويه الراحلين الرئيس جون كنيدي و وزير العدل روبرت كنيدي، أقصى ما استطاع أن يقدمه لصالح الفلسطينيين هو موقفه في العهدة الرئاسية للسيد رونالد ريغان من منظمة التحرير الفلسطينية، عارض غلق مكتب منظمة التحرير بمبنى الأمم المتحدة في نيويورك و خاطب رجال مجلس الشيوخ قائلا:

- عليكم بالتعامل مع رجال منظمة التحرير الفلسطينية، أفضل من أن يأتي جيل فلسطيني متطرف رافض للحوار.

و نرى هنا أن ما كان ينقص السيناتور السيد إدوارد كنيدي هو شجاعة السيدة جولي في التشبث بالحق، فموقف جولي مبني على ميثاق حقوق الإنسان للأمم المتحدة و مقررات الأمم المتحدة (قرار 194)، و هي من بين المئات و الآلاف ممن اشتغلوا في هذه المنظمة، و ممن لاحظوا ازدواجية الخطاب حينما يتعلق الأمر بإسرائيل.

فحق العودة و إن تنازلت عنه السلطة الفلسطينية باعتبارها قبلت مبدأ المحاصصة، و عودة اللاجئين إلى الضفة الغربية دون فلسطين 48، يبقى حقا مستحقا و سائر المفعول لكل اللاجئين الفلسطينيين، أيّ كان منفاهم و أيّ كان موقفهم من العودة.

و عمليا حق العودة يضمن غلبة العنصر الفلسطيني في التركيبة السكانية لكل فلسطين، و لعل هذا هو السبب الرئيس لدى العدو الصهيوني في رفضه القاطع لحق العودة لفلسطيني 48، هذا لا ينبغي أن يسوغ لتنازل السلطة الفلسطينية عن حق العودة لكل الفلسطينيين اللاجئين إلى أرضهم الأصلية. إن كل المواثيق الوضعية  تقر بحق العودة و تضمن لهم ذلك، و قد كانت أولى هموم رجال الثورة الجزائرية بعد الاستفتاء على استقلال الجزائر، فتح الحدود لعودة اللاجئين الجزائريين من تونس و المغرب الأقصى و ليبيا، لنقرأ شهادة رئيس السلطة التنفيذية السيد عبد الرحمان فارس رحمه الله[1] و كيف أن من بين مهامه الأولى ضمان عودة اللاجئين الجزائريين إلى ديارهم و أرضهم آمنين.

حق اللاجئ في العودة حق لا رجعة فيه و لا يتقادم و لا يموت بموت صاحبه، فكل نسله مضمون له حق العودة. و نريد للفلسطينيين العودة إلى ديارهم، ففلسطين أرضهم و قراهم و مدنهم، و إن أزالها من على واجهة الأرض العدو الصهيوني تبقى و للأبد موطنهم الأصلي لا سبيل لإنكاره أو دحضه.

لابد للعمل من أجل ذلك، و ليس هناك خيار آخر أمام الفلسطينيين سوى حسم أمرهم من اتفاقيات أوسلو- واشنطن. لا أحد بإمكانه أن يقرر مكان الشعب الفلسطيني.

اندلعت الثورة الجزائرية بقرار ذاتي عاد إلى الشعب الجزائري و قادتِه و نخبتِه و هم حسموا أمرهم، لم يكن شعارا عبثيا : "الشهادة أو النصر"، فقد تجسد فعليا على الأرض، كل فئات الشعب الجزائري بكل شرائحه و أعماره فضلوا الشهادة على حياة الذل، و هؤلاء ندين لهم اليوم بحريتنا، حريتي كجزائرية مقدسة مطعمة بدماء أطهر خلق الله من نحسبهم شهداءه الأصفياء.

أختم بما قالته السيدة أنجلينا جولي بيت، و ما مفاده: "الحق أقوى من كل شيء و من أي شيء".



[1]  كتاب السيد عبد الرحمان فارس بعنوان "الحقيقة القاسية"، دار نشر قصبة.

قراءة 1846 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 17:16

أضف تعليق


كود امني
تحديث