قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 23 شباط/فبراير 2014 09:02

موعد مع تلاميذ النهائي

كتبه 

 

في اليوم الثالث من عيد الأضحي المبارك كان لي موعد مع تلاميذ القسم النهائي و ما قبل النهائي في إحدي أقدم ثانويات العاصمة. كان يتعين علي جس نبض هؤلاء الممتحنين في البكالوريا و الإستماع إلي أقرانهم في الأقسام ما قبل النهائي.

عبرت الساحة الواسعة متجهة إلي قاعة المحاضرات، هناك وجدت بعض التلاميذ قد أخذوا أماكنهم، كانت تعلو ملامحهم علامات الفضول و الإستفهام، لماذا عليهم الإنصات إلي ؟

فهم لم يكونوا علي علم بمحتوي الدرس التوجيهي مسبقا.

بعد مداخلة قصيرة بدأت أستعمل معهم أسلوب السؤال و الجواب، فقد كان يهمني أن أعرف ما هي إنطباعاتهم في بداية الفصل الأول، هل هم راضون علي أداءهم و محتويات البرنامج. علي الفور أجابت إحدي التلميذات بأن الدروس طويلة و مملة و التوقيت من الثامنة إلي الخامسة مساءا متعب.

هم لا يقدرون علي تنظيم أنفسهم بين دراسة و تسلية و مراجعة :

"نصل منهكين إلي البيت حوالي السادسة و السادسة و نصف و لا نقوي حتي علي رؤية التلفاز، نأكل و نتوجه إلي النوم رأسا."

لم أقل لهم، أنني أشاطرهم الرأي في أن مواقيت الدراسة غير مناسبة، لم يراع الحجم الساع قدرة التلميذ في الإستيعاب المحدودة، طاقة التلقي للمراهق تكون أكبر في الصبيحة عادة. لم تراعي المنظومة التربوية التغيرات الكبيرة التي طرأت علي نمط معيشتنا. فقد دخل إلي حياتنا الحاسوب و صار فعل التفاعل مع مستجدات التكنولوجيا سريع جدا و أول المستفيدين فئة المتمدرسين، لماذا لم نقيم ذلك و أضفناه إلي رصيد المدرسة ؟


لماذا لا نعبأ بإحتياجات المجتمع و التلميذ علي السواء و ننتبه إلي نصائح و تعليمات أهل الإختصاص من أساتذة و علماء الإجتماع. كان المنظر محبطا و أنا أحاول أن أدعوهم إلي لزوم الصمت و الإهتمام بما أقول. فأي فرصة تتاح لهم، يستغلها التلاميذ في التفلت من التوجيهات و صرامة النظام. لم نعلمهم الإنضباط و توظيف قدراتهم لصالح أهدافهم. و لم يتعلموا من أولياء أمورهم ترتيب أمورهم و رسم أهداف لأنفسهم. إني أعتقد أن التلميذ في حاجة ماسة إلي هدف ما، و بدون تخطيط و إجتهاد يصعب التوصل إلي نتائج تفرح الجميع.

أكثر ما لفت إنتباهي وجهوهم التي إرتسمت عليها معالم الدهشة تارة و اللامبالاة تارة أخري و الإندفاع في الحديث من جهة أخري. لولا أسئلتي الملحاحة لما حصلت علي أجوبة. كنت كمن يبحث عن إبرة في كومة قش. كيف السبيل إلي بعث الروح في عقول و أجسام فتية ؟ كيف السبيل لتلقينهم أبجديات النجاح ؟

"عليكم أن تنطلقوا من الصفر و أن تعولوا علي أنفسكم في البداية و النهاية. لا تستخفوا بالدراسة و لا تثقلوا كاهلكم بالواجبات، عليكم بنهج الوسطية في تعاملكم مع المواد، إهتموا بالمواد المفهومة و التي هي في متناولكم و أما المواد التي تجدون فيها صعوبات، فعليكم بالصبر و سؤال أساتذتكم حول مواضع الضعف و من أين يجب أن تبدأوا في تدارك النقص الحاصل."

الصعوبة الحقيقية تكمن في إيصال رسالة هادفة إلي هؤلاء المراهقين، هم لا يؤمنون إلا بالملموس و لا يهمهم الهدف بقدر ما يبحثون عن إجتياز المرحلة بأسرع وقت.

فهم منقادين إلي النتائج أكثر مما يعنيهم تطهير الذات و تهيأتها لمراتب أعلي و هذا ما يحزن. الحديث معهم يجعلني أفهم دقة الموقف الكائن بينهم و بين الكادر التعليمي. لهذا يتوجب علينا إتخاذ تدابير إضافية تضمن لنا سير أفضل للدروس و تأطير أحسن للتلاميذ.

لنخفف الحجم الساعي و نزيد في ساعات الرياضة، و حتي المواد ينبغي مراجعتها أما طريقة التلقين فعليها أن تكون مشتركة بين التلميذ و الأستاذ، فلا نلقي بكل الحمل علي التلميذ و لا نثقل كاهل المعلم بكل العبأ. عملية البحث و التعلم و الإستكشاف فيها عادة الكثير من المتعة و من الفائدة. لماذا لا نحول فعل التعلم إلي وسيلة مثلي في الإرتقاء و إستغلال الطاقات و المعارف ؟

أنتظر مشاركة القراء الكرام.


  

قراءة 3951 مرات آخر تعديل على الأحد, 28 تشرين1/أكتوير 2018 14:53
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث