*علي بتوضيح أمر لقراءنا الكرام، هذه الرسالة وجهتها لسفير أمريكي بدولة عربية لن أذكر إسمه لأنني لم أستأذنه في نشرها و قد كلفته بتبليغ محتواها لكبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية و تاريخ إرسالها له إلكترونيا تم في 16 أكتوبر 2013.

*توضيح ثاني و ضروري، لست من أتباع دولة إيران، إنما أنظر إلي هذه الدولة علي أنها مسلمة و من يشهد بلا إله إلا الله محمد رسول الله، أعتبره مسلما و قناعة مني أن الخلافات فيما بيننا المسلمين أفرادا و دولا علينا بإدارتها عبر الحوار و باللتي هي أحسن بعيدا عن لغة السلاح و بعيدا عن إستدعاء جنود الجيش الأمريكي لشن حروب علي بعضنا البعض ثم إنني أؤيد بناء علاقات مع إيران بالإعتماد علي سياسة المصارحة و نزع الفتيل المذهبي و تذكر هذه الحقيقة أن العالم العربي بدون التحالف مع العالم الإسلامي الممثل في ماليزيا، تركيا أندونيسيا و باكستان، إيران و دول أعجمية مسلمة أخري لا مستقبل للعرب و لا نهضة لهم، فالرسول عليه الصلاة و السلام لم يبعث لجنس العرب و فقط و لله الحمد. و من علينا مواجهته و علي كل الأصعدة هم الصهاينة في تل-أبيب، هم من يبيعون لنا منذ أكثر من خمسين سنة الكلام و نحن الأغبياء من صدقنا أن الكلام ينفع لإقامة دولة فلسطينية!

السلام عليكم سعادة السفير

أرجو أن تكونوا بخير إن شاء الله.

رغم أننا نحتفل باليوم الثاني لعيد الأضحي المبارك، رأيت من واجبي أن أراسلكم لإعطاء بعض أرائي فيما يخص العلاقة بين إيران و الولايات المتحدة الأمريكية.

سعادة السفير إلي متي و العلاقة  متوترة بين إيران و الولايات المتحدة الأمريكية ؟

متي ستفهمون بأن إيران ليست بهذا القدر من الخطر الذي تتصورونه أو ينقل لكم من قنوات غير أمينة ؟

إيران دولة إقليمية كبري غيورة علي إستقلالها شأنها شأن الهند و البرازيل و جنوب إفريقيا، لماذا كل هذا التخوف من برنامج إيراني نووي سلمي ؟

أليس تخصيب الأورانيوم إلي نسبة 25% لا يسمح بصنع قنبلة نووية ؟ طيب، إذا ما كان الأمر كذلك لتأخذوا تعهد من الإيرانيين بعدم تجاوز هذه النسبة و إنتهي.

هل يعقل أن تخسروا شريك بأهمية إيران في منطقة متفجرة مثل الخليج العربي الفارسي ؟

هل يعقل أن تبقي السياسة الخارجية الأمريكية حبيسة هواجس إسرائيلية غير مبررة ؟

سعادة السفير ما صرح به الرئيس السابق السيد احمد نجاد عن الكيان الإسرائيلي في فلسطين 48 يعبر بالأساس عن وجهة نظر شخصه و دولة مثل إيران لن تغامر أبدا في العدوان علي إسرائيل لسبب بسيط ان الهم القومي الإيراني أكبر بكثير من فكرة تحرير فلسطين.

الإيرانيون رجال دهاة، فأمن دولتهم و سيادتهم عليها هي كل همهم و أما الدور الذي يلعبونه عبر حزب الله في لبنان فهو طبيعي بالنظر إلي دور آل سعود في لبنان و غير لبنان، فتنافس النفوذ في المنطقة بين عرب و فرس و أتراك كان دائما و أبدا تقليدا معروفا.

ما لا أفهمه، لماذا عليكم أن تعاقبوا أنفسكم إقتصاديا و سياسيا بمقاطعتكم لإيران ؟

ثم السبيل الوحيد لمساعدة إيران علي الإنفتاح الديمقراطي هو في التعامل معها و قبولها كشريك إقليمي كامل السيادة و ليس بإعلان الحصار عليها، فذلك الحصار سيزيدها إنغلاقا و تصميما علي تحديكم بدون طبعا الدخول في مواجهة عسكرية معكم.

سعادة السفير أترجاكم في أن تعيدوا النظر في علاقتكم مع إيران و بشكل جدي، لا يعاديكم الشعب الإيراني و لا نخبه و لا حتي النخبة الدينية، فبينهم رجال دين يعلمون حدود قدرة بلدهم و هم سليلوا حضارة عظيمة عبر التاريخ و يرفضون لغة الوصاية الأمريكية، عاملوهم بإحترام كرامتهم و سترون أنهم سيفهمون رسالتكم جيدا.

سعادة السفير صدقا ليست إيران عدوة لأمريكا، العدو الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية هو شريككم الإستراتيجي المزعج كما سماه  الجنرال بتراوس في إحدي جلسات الإستماع في مجلس الشيوخ الأمريكي إذا ما كانت ذاكرتي قوية.

سعادة السفير، نحن نتابع بإهتمام شديد أداء السيد شاك هاغيل وزير دفاعكم و أسمح لي هذه الملاحظة، فالرجل يستحق أن يكون وزير خارجيتكم و وزير دفاعكم في آن.

لكم منا أزكي التحيات 

السيدة عفاف عنيبة