قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 13 آب/أغسطس 2015 17:01

"في عبوديتنا لله حريتنا"

كتبه  عفاف عنيبة

"في أبريل 1997، تجاوزت البوابة الخارجية لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر و توجهت بخطي وئيدة إلي مكان موعد عقدته مع ديبلوماسي أمريكي!

 عند إلتحاق الديبلوماسي الأمريكي بي، إعتذر لي عن تأخره، فقد كان مشغولا و دعاني للجلوس في مكان عام  داخل حديقة السفارة.

عند جلوسنا، قلت له:

"-اليوم سأجري لك حوارا مطولا.

فنظر إلي مفزوعا:

-لم تخبريني بالأمر عندما طلبت مقابلتي.

-الحوار خاص بي كأديبة روائية و كوني أحضر مادة مجموعة قصصية إستشرافية لم تؤول إليه الأوضاع في فلسطين في المستقبل، فهو لن ينشر إعلاميا بل سأستغل أجوبتك لأطعم بها عملي الروائي لا أكثر و لا أقل سيدي.

سكت و رمق الدفتر الذي أخرجته من حقيبتي بشيء من التوجس، فتحت الدفتر و علي الفور، لاحظ عدة صفحات تتضمن أسئلة كثيرة!

عاد و نظر إلي :

-هل سيكفينا الوقت عفاف، لأجيب عن كل هذه الأسئلة ؟

إكتفيت بهز رأسي و بدأت بطرح أولي أسئلتي. أكثر ما أعانني في تلك المهمة صراحة الديبلوماسي الأمريكي و استقامته الأخلاقية فقد كان يجيب بشكل مباشر، واثقا من نفسه.

عند سؤال طرحته بهذه الصيغة التي تتذكرها ذاكرتي، فعذرا إن نسيت كيفية صياغتي السؤال:

-سيدي، ألا تري بأن الهيمنة الغربية و علي وجه الخصوص الأمريكية علي شؤون العالم العربي مقلقة للغاية ؟

إبتسم، سكت هنيهات ثم رد بصوت هاديء، و جاد:

- في اللحظة التي ستقومون بإحياء قيمكم و تعملوا علي النهضة الحضارية لعالمكم ستنتهي تبعيتكم لواشنطن و ستصبحون سادة و نضطر حينها لاحترام استقلاليتكم و التعامل معكم وفق المعطيات الجديدة التي تكونوا قد فرضتموها علينا في أرض الواقع."

تري بعد حوالي عشرين سنة من إجرائي لذلك الحوار، هل ذهبنا إلي الحل الذي كان يراه الديبلوماسي الأمريكي طريق وحيد لنسترجع ريادتنا كمسلمين في موكب دولي  تجاوزنا اليوم ؟

لا بل ما ظهر هو تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتجاهل كلية هذه الحقيقة الباهرة و الساطعة أن رسول الحق بعث رحمة للعالمين و أنه لم يبعث لقطع الرؤوس و حرق  الأسري أحياءا ! أكثر ما كان يسحر غوتة الألماني و برنارد شو البريطاني و إزبوزيتو  الأمريكي، منظومة قيم الإسلام هذه المنظومة التي جعلت من الفيلسوف الألماني نيتشة يصف الإسلام بأنه دين الشجاعة، الشجاعة السامية الراقية الطاهرة.

شجاعة دين فتح أصحابه العالم في أقل من ثلاثين سنة، دين جعل أحد طلبة الأستاذ جون ل. إزبوزيتو و هو شاب أمريكي تجند في جيش أمريكا في حرب الخليج لعام 1991 و عندما عرضت دولة عربية  عاهراتها العربيات المسلمات علي الجنود الأمريكيين و تقدمت له عاهرة عربية مسلمة  ليقضي وطره منها، رد عليها:

"حذار يا إمرأة! فأنت مسلمة و الإسلام دين العفة و وعدت نفسي أن لا ألمس إمرأة مسلمة، إبتعدي عني و راجعي نفسك، فدينك يمنع عنك هذه المهنة القذرة!!!!!!!!!!!!!!!"

من اللحظة التي وعيت فيها إعمال العقل و الفكر، لم أتوقف عن التفكير في سبل الإنعتاق من ربقة الأهواء، هذه الأهواء التي سجنتنا و قيدتنا لأكثر من خمسة قرون أي منذ بدايات إنحدار الخلافة العثمانية، و لم أجد إلا قيمة الحرية لأتخطي كل الخطوط كي أذهب إلي أسباب التحرر من إسار عبودية الجهل، فالله أكرم في مخلوقه عقله، ذلك العقل المؤمن الموحد، به نتمكن من النهوض و إحياء علاقتنا الفريدة بخالق الكون، لنأخذ القرآن الكريم و لنقرأه بفؤاد مفتوح و سيسكب الله عز و جل فينا رحيق اليقين المطلق، فنصبح ننظر إلي ما هو حولنا ببصيرة الإنسان العابد و الحر في آن. لا أحد منا بإمكانه أن يتصور نوعية الشعور بالحرية الذي تضفيه علينا عبوديتنا لله الواحد الأحد!

 فكنا افرادا أو جماعات علينا بالإقرار، أنه دون التعامل مع الكون و العباد بتصور يعتمد التوحيد و إعمال العقل لن نخرج من عنق الزجاجة، فالحياة ليست محض مسلمات و ليست محض فرضيات و الحضارة قبل كل شيء  نتاج جهد فكري ذهني لملايين من الأصفياء ممن إختارهم الله عز و جل لينهضوا بأعباء الإنبعاث و نحن ماضون في طريقنا، نحو غد مختلف، غد كله كرامة و حرية، غد كله عدل و إستقامة أخلاقية، كله خوف من الله و كله رجاء في رحمته و عفوه. 

قراءة 1813 مرات آخر تعديل على الجمعة, 01 كانون1/ديسمبر 2017 21:17
المزيد في هذه الفئة : « نتفهم لكن... ليلة الحنة »

التعليقات   

0 #3 قوادري أم وفاء 2015-08-19 17:57
أشكر للأديبة الفاضلة السيدة "عفاف عنيبة" هذه الروح الفياضة المتألمة والمتأملة لحال الأمة الإسلامية، وما هي عليه من انتكاس وهوان.. لكن أملنا في الغد المشرق يبقى قائما.. ولسوف تبنيه أجيال حرة.. تواقة للمجد والعلا..
اقتباس
0 #2 رومانسية 2015-08-17 13:40
رائع أستاذة عنيبة.
اقتباس
0 #1 رومانسية 2015-08-14 10:25
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ليتنا نعرف كيف نخرج من عنق الزجاجة بالإسلام الصحيح وليس بما تمليه علينا وندعيه للإسلام البريئ شكرا لك على المقالة الهامة
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث