قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 12 آذار/مارس 2012 07:47

مغاربة نحن

كتبه 

 

 

قبل أن نكون موريتانيين مغربيين جزائريين تونسيين و ليبيين، نحن مغاربة. ننتمي إلي فضاء شاسع يمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا إلي أعماق دول الساحل جنوبا و من صحراء مصر شرقا إلي المحيط الأطلسي غربا. هذا فضاء جمعنا علي مر القرون و الحضارات التي توالت علي ترابنا، رسخت الشعور المشترك لدينا جميعا و مهما كانت الإدعاءات و الإفتراءات و الأكاذيب، إنتماءنا أقوي و أكبر من كل ذلك.

فما يوحدنا يجعلنا علي يقين بأننا أبناء مصير واحد. ما نكنه لبعضنا البعض أثبتت الأيام أنه صادق و نابع من  وعي عميق، فنحن نعول علي بعضنا البعض أولا و قبل كل شيء، هكذا فعل التونسيين مع إخوانهم الجزائريين اللاجئين في تونس إبان عهد الإستدمار.

فنحن لا ننسي تفهم و عون الأشقاء، فالرض المغاربية كانت و لازالت نقطة إلتقاء بين الأعراق و القبائل و قد إستضافت إخواننا الأندلسيين و كان لهم سهمهم في شتي الفنون و العلوم و قدموا لنا أفضل أنواع الولاء و هذا هو المطلوب اليوم.

نحن نحيا إنبعاث جديد لفكرة مغرب واحد، فالإنتفاضة الشعبية في تونس و ليبيا ألهبت المشاعر و أيقظت الضمائر. نريد العودة إلي ماضينا المجيد، كنا ننتقل من برقة إلي تونس إلي تلمسان و طنجة بدون جوازات سفر، يحدونا أمل كبير في الذهاب إلي مصير مشترك و إلي إتحاد فعلي بسمح لأبناء المغرب العربي الكبير أن يعيشوا في فضاء واحد رحب.

شخصيا و كوني عشت سنوات في تونس، أعرف ذلك الشعور الطافح بالمحبة و الثقة و الأمن ناحية رابطة الأخوة المغاربية، فالهوية التي نستمدها من الأرض و الناس و التاريخ تفتح لنا آفاق يصعب علي غير المغاربي معرفتها. فكل الوسائل متاحة أمامنا لنوطد العلاقة و لنمنحها عمقها الحقيقي، فلا ننتظر مباركة السياسة، و لنعمل من أجل تقريب وجهات النظر علي الأقل بين النخب المناضلة. لا أستطيع أن أنسي دعم صديقة تونسية فاضلة إبان التسعينيات سنوات الجمر، كانت تحضر رسالة دكتوراه في الفنون الجميلة بباريس، فقد حرصت طوال سنوات علي مراسلتي بإنتظام، نتناقش في مواضيع شتي منها خصوصا الرسم و دوره في حياتنا و قد كانت تميل إلي لون خاص من الفن الصورة المنقوشة Gravure.

و قد كانت تعتقد أن مثل هذا الفن أبلغ من فن الكاريكاتور، و كانت تمدني بنماذج من عملها و تطلب مني التعليق عليها، كانت فعلا رسائلها رمزا للتضامن الراق. هكذا أتصور العلاقة بيننا نحن أهل المغرب، بإمكاننا تجاوز الخلافات السياسية و التأكيد علي الخصائص المشتركة لهويتنا. كلنا عانينا من آفات كالإستبداد و الفساد و حكم الهوي و الأنانية المفرطة، و كل واحد منا كان محكوم عليه بالنضال و مواجهة الباطل. فاليوم أكثر من البارحة نملك أحقية الدفاع عن مصير سيد، فالثورة التي إنطلقت شرارتها من تونس، إحدي اكثر دول المغرب نضجا، عرف أهلها الظلم المفرط و القصاص الذي لجأوا إليه أرادوه إنتقاما لكرامتهم  و هم الآن يسيرون في درب الحرية. هل معني ذلك أن أسوار القهر تهاوت في كل بلادنا ؟ لا أبدا، بل ما وقع هو بداية تحرر و أما التحرر الحقيقي و الكامل فلن يحصل بين عشية و ضحاها و بمجرد ما نصرخ في المظاهرات شعارات صحيحة و لا يهمنا تقديم الحجج كما تهمنا عملية البحث عن حلول.

فحالة الثورة تسمح للجميع بالكشف عن مكنونات النفس، و تدعو الجميع أيضا إلي إحترام الإختلاف. نحن نعلم أن التغيير لا يأتي دفعة واحدة، نعم في بدايات القرن العشرين من دار البيضاء إلي سرت كانت النخب المغاربية مجتمعة حول فكرة جوهرية، إنتزاع الإستقلال و التفكير في سبل توحيد الشعوب، لكن القطرية التي نتجت عن جلاء قوات الإحتلال قزمت طموحنا في الوحدة، و وقفت الوطنية الضيقة حائلا دون الهدف الكبير. و ما الأجواء التي نعيشها اليوم إلا إسترجاع الأمل. من جقنا أن نطمع في مغرب عربي واحد، فكل واحد منا إمتداد للآخر و الخطوات العملية التي يتوجب علينا بحثها، تستلزم منا إعطاء الأولوية إلي مقاربة الشعوب و نخبها، فهم أدري من السياسيين بآليات الوحدة و عادة ما يتبع السياسي الثقافي الإجتماعي و الإقتصادي و الروحي.

فالجزائري إن ذهب إلي طنجة، لن يشعر بغربة و إن توجه الليبي إلي طبرقة سيشعر أنه لم يغادر ليبيا، فهذا الإحتواء الفريد هو ميزة مغربنا الكبير. اللهجات متقاربة و العادات أيضا و الطموحات واحدة ! نريد إنتماء واحد و بطاقة تعريف واحدة، نبدع و نعمل، نفكر و ننتج بإسم واحد، فهل هذا كثير علينا ؟ أبدا و إن كان الأعداء لا يرغبون في ذلك و لن يرضوا بوحدة تحول جنوب البحر الأبيض المتوسط إلي فضاء حريات و إبتكار و تكافل.

لدينا كل أسباب التضامن و النهضة، و لم تعد تنقصنا الإرادة ولا الإيمان بحتمية الذهاب إلي وحدة تحفظ لكل أحد خصوصياته. و أعظم ما نراهن عليه، الشباب الذي هو قوة الأمة، عليه أن يبذل المزيد من التضحيات و المزيد من الصبر كي يحقق مبتغاه. فدول المغرب العربي مجتمعة  قادرة علي تلبية مطالب شريحة الشباب، فقط عليها بإعتماد التنسيق و التشاور و ترشيد النفقات. ليس هناك أفضل وجهة لشبابنا من المغرب الكبير، و لن يخدم بإخلاص حلم الوحدة غير أبناءه.

ليس أجمل من أن نكون أنفسنا، و ليس أفضل من أن نثق في الحاضر و المستقبل و ليس أصلح لنا من العيش المشترك، فهل لنا أن نطوي صفحات التمزق و اللامبالاة، لنشرع في كتابة صفحات العز و المجد ؟

أؤمن بالمغرب العربي فهو البيت الكبير الذي يحتوي جميع أبناءه و إن شاء الله عزيمة أبناءه ستثبت للكل صدق النوايا و المشاعر و هذا نلمسه في تفاصيل كثيرة، كبيرة في معانيها أو كما قالت لي أخت كريمة زارت المغرب الأقصي الشقيق : (هناك في أرض الأطلس، يشعرونك أنك منهم، فنحن مغاربة بإمتياز !)

 

قراءة 2933 مرات آخر تعديل على الإثنين, 22 حزيران/يونيو 2015 10:07
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث