قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 14 أيار 2012 07:30

كيف كتبت قصة"بغداد، يوم بعد..."

كتبه 

كيف أروي لكم ما رافق من تفاصيل و أحداث و شهادات كتابتي لقصة "بغداد يوم بعد..."؟                                                                                                                                                                                                                                 

سأبدأ من حادثة بعيدة جرت لي في مكان ما من الماضي البعيد عني الآن. كنت واقفة أنتظر مجيء صديق عائلتي ديبلوماسي أمريكي، كان علي أن أقابله في تلك الصبيحة المشرقة يوم قبل عيد الأضحي في مقر عمله  فب السفارة، لإجراء له حوار أوثق به مجموعتي القصصية "أيام من الناصرة."

فإذا بي و أنا أنتظره، أنتبه إلي وجود جندي من المارينز غير بعيد عني، يراقبني من خلف جدار من الزجاج. لم آبه به  مستديرة ناحية منظر الأزهار و الورود في حديقة السفارة. فقد كنت أنتظر هناك و كانت لي رخصة في ذلك. العجيب أنني أحيانا كنت عندما أمشي خطوات و أقابل الرجل العسكري الأمريكي و كان من جذور هندية إسبانية بحسب سحنته، كانت تبدو عليه معالم الإنزعاج مني!

لم أفهم لماذا، حينها. فالموظفين كانوا يمرون أمامي دون أن يلاحظوني و أما أنا فكنت أسلي نفسي بالذهاب و المجيء ثم وقع شيء أثار فضولي، جاء عسكري أمريكي آخر من المارينز دائما، من جذور بيضاء هذه المرة يعوض الآخر، فصرفت نظري عنه.

وقفت للحظات أستحضر الأسئلة التي كان علي أن أطرحها علي صديق العائلة الأمريكي، فمعرفة موقفه في ملفات شائكة مثل فلسطين و قضايا أخري كان سيستغرق وقتا طويلا و لم أكن أريد أن أطيل علي السيد بيتر-بين قوسين الإسم هنا مستعار و ليس إسمه الحقيقي- فهو سيستقبلني في أوقات عمله و سيفرد لي ساعة كاملة و هذا حقا كان كرما منه (علي بتوضيح أمر، كان يجهل محتوي لقاءنا).

فجأة شعرت بوخز شديد علي مستوي رقبتي المغطاة بالخمار. إستدرت بشكل فجائي أيضا، فإذا بالجندي الأمريكي كان ينظر إلي بتركيز شديد و رهيب في آن ! فكانت نظرته نظرة إنسان مشدوه!

 إندهشت للحظات ثم عدت و صرفت نظري عنه، و بعد دقائق قليلة حضر السيد بيتر:

-آه عفاف صباح الخير ! أرجو أنني لم أطيل عليك كثيرا، أعتذر لك فقد كنت مع رئيسي و  قد إستغرقنا العمل.

-لا بأس قلت له، و أبتعدنا معا عن المكان لأتنفس الصعداء.

تلك كانت المرة الثانية التي ألتقي فيها بجنود الجيش الأمريكي، المرة الأولي كانت في أندونيسيا و كان عمري آنذاك عشر سنوات و كنت قد إلتقيت  بالملحق العسكري الأمريكي في السفارة الأمريكية بجاكرطا في 1977 أثناء إستعراض عسكري بمناسبة يوم إستقلال أندونيسيا.

المرة الثالثة، كانت في إحدي مطارات ولاية كنساس سيتي أو هانتسفيل أو دالاس في التكساس في 2006 عندما زرت الولايات المتحدة الأمريكية في إطار مشاركتي في برنامج حوار الديانات. فقد نسيت تماما الولاية الأمريكية التي قدر الله لي أن التقي فيها بهؤلاء الجنود، كنت جالسة في مكاني في قاعة الإنتظار مع بقية أفراد الوفد العربي و المترجمين سارة و أبو يوسف الفلسطيني، حتي إنتبهت إلي وجود جنديين بلباسهم العسكري من الجهة الأخري، واحد منهم يتحدث لإبنه و هو ماسكه بين ذراعية و الآخر كان لوحده ينظر يمينا و شمالا.

حرصت  علي ألا أطيل النظر فيهم، لكن وجودهم ذكرني بظروف عملي و أنا اكتب قصة "بغداد يوم بعد..." أروي فيها الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 و قصتي تبدأ في جوان 2003.

تذكرت الضابط ستان من قدماء الجنود الأمركيين في الفيتنام الذي ساعدني في بداية أبحاثي التوثيقية للقصة و كيف أنه عبر مراسلة قصيرة بيني و بينه عبر البريد الإلكتروني، إستطعت أن أطلع علي شهادته هو العائد من العراق كملاحظ مناهض للحرب هناك. و قد مدني مشكورا في 2004 بعناوين مواقع و وثائق كانت تمثل بالنسبة لي كنزا ثمينا من المعلومات المباشرة عن معنويات الجنود الأمريكيين في العراق و عن شخصية الجندي الأمريكي.

يا إلهي كم أنفقت من وقت و أنا أقرأ بالإنجليزية و القاموس إنجليزي عربي  مفتوح أمامي ! كم كانت لحظات عصيبة عندما كنت أقرأ إعترافات جندي أمريكي كان في العراق و غادره عائدا إلي بلده معاقبا، لأنه رفض إطلاق النار علي أبرياء !

أحيانا كنت أبكي، عندما أسمع علي المباشر في يوتوب شهادات جنود أمريكيين نادمين علي ما فعلوه في العراقيين: كنت أردد بحسرة، أنتم نادمون بعد ماذا ؟ بعد مإ إرتكبتم جرائم حرب ضد مدنيين أبرياء !

قصة "بغداد يوم بعد..." بعد ما جمعت المادة التوثيقية و قرأتها ورقة ورقة و معلومة وراء معلومة، إضطررت لهضم كل شيء دفعة واحدة لأمسك بأزرار حاسوبي و أكتب علي نفس واحدة 70 صفحة ورقية !

حينما أنهيت كتاية القصة و دون ما أطالعها، إعتراني شعور عميق بالحزن و دمعت عيناي و بقيت لدقائق طويلة شاردة، فتذكرت ما وعدت به الضابط ستان عندما ودعته في رسالة إلكترونية:

"إطمئن سيدي سأحاول قدر المستطاع أن أكون موضوعية بالرغم من أننا لا نملك إلا أن نكون ذاتيين في الحرب. فلا تلومني إن قدر لقصتي النشر، فقد حاولت قدر المستطاع أن أحدث القاريء الكريم عن جريمة رجال في واشنطن مقر عملهم البيت الأبيض مجلس الشيوخ و البنتاغون، و من نفذ الجريمة كانوا إخوانك من الجنود، أحد الجنود الأمريكيين ممن قرأت شهادتهم إختصر ببلاغة شديدة ما أنا و أنت نناضل من أجله : الطاعة العمياء هي التي حولتني إلي مجرم حرب."

هذا ما حاولت إيراده في قصة "بغداد، يوم بعد..." و قد قررت كتابة القصة في نهايات عام 2004 عندما رأيت مشهد بدون تعليق الشهير في القناة الإخبارية الأوروبية "أورونيوز"، كان منظر جنود أمريكيين يلعبون لعبة الغولف الأمريكية الشهيرة فوق أرضية كانت علي الأرجح فيها مساكن لكنهم سووها بالأرض بآلاتهم و أقاموا عليها ملعب غولف!!!

ذلك المشهد إستفزني في الأعماق، فنهضت  من مكاني و بدأت رحلة التوثيق و قمت بإتصالات عديدة أبرزها كان مع الضابط الأمريكي السالف الذكر ستان.  

أحيانا كنت أقدم قصصي علي أنها صرخات إحتجاج علي وحشية حضارة جنس أبيض مغرور. اليوم و بعد أكثر من ثلاثين سنة من رحلة الكتابة، بإمكاني القول ما يلي" ليس سهلا أن نكتب أحرفا من نور، كنت أشعر في الكثير من الأحيان ان حروفي تقطر دما و أنا أروي مآسينا من فلسطين إلي البوسنة، العراق، بيروت لبنان، و قندهار أفغانستان... هذه ضريبة الإنصراف عن صراط الحق، فنحن لم نسمع تحذير السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله الذي إستفاق هو أيضا متأخرا من أن سابقيه في الحكم و هو نفسه قد إرتكبوا أخطاء لا تغتفر في حق أمة الإسلام...هكذا هي قصة الإنحطاط و قد آن الآوان لنرفع رؤوسنا، آن الآوان..."

 

قراءة 2955 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 15:01
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث