قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 05 تشرين2/نوفمبر 2016 16:42

جين أوستن، السيد دارسي الآنسة ليزي و نحن...

كتبه  عفاف عنيبة

من عجائب الظروف أنني لم أقرأ أدب الروائية البريطانية السيدة جين أوستن إلا في صائفة 2014، سبحان الله.

حينها قرأت تقريبا كل رواياتها و أهمها علي الإطلاق بالنسبة لي 

روايتها "كبرياء و أحكام مسبقة" و قد قرأتها بإعتبار أنني منذ زمن طويل أطالع الأدب الغربي المحافظ و أندهشت حقا أمام قلم جين أوستن، فهي جعلتني أقر بهذه الحقيقة أن الرجل الكتابي في القرن الثامن عشر كان أقرب للفطرة السليمة في سلوكه خاصة إن كان شخصا سويا و نفس الحديث ينطبق علي المرأة الكتابية.

أكثر ما سحرني و أنا أقرأ قصة زواج ليزي بالسيد دارسي بعض النقاط التي سأردها علي القاريء الكريم و هذه النقاط هي بمثابة الخصال التي نفتقدها في واقعنا اليوم في علاقة الرجل بالمرأة.

لكن قبل كل شيء، من زمن طويل كنت أتساءل :"لماذا خلق الرب الواحد الأحد سيدتنا حواء عليها السلام و وضعها إلي جنب سيدنا آدم عليه السلام في الجنة ؟"

كنت أعتقد لزمن طويل أن آدم عليه السلام  كان يكفي نفسه في الجنة و لم أفهم مغزي وجود سيدتنا حواء معه في الجنة و لعل هذا هو السبب الرئيس في إعتباري طوال حياتي الزواج كرباط لست معنية به.

لهذا بقيت أيضا لزمن لا أفهم نزعة  الرجل في بحثه عن المرأة، حقا عفاف عنيبة لغز في ذاتها.

طيب لنعود إلي جين أوستن، إلي شخصيات روايتها البديعة "كبرياء و أحكام مسبقة". في القرن الثامن عشر كان هم الأمهات البريطانيات تزويج بناتهن بينما أمهات  الجزائر 2016 كل همهن أن تتخرج بناتهن من أحسن الجامعات و تتسلقن سلم التعيينات لتفوز بأفضل المناصب في سوق العمل، فتفزن ببيت و راتب و تقاعد و لتغلقن أبوابهن في وجه الدخيل الذي إسمه الرجل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الفتاة إليزابيت كبري الفتيات مع أختها جين لدي السيد بنيت، كانت تتميز بشخصية فريدة، صاحبة شخصية قوية كانت المفضلة لدي والدها، كانت ذات أنوثة هادئة، جمالها كان يكمن في عينيها و جمال روحها نلتمسها في طبعها و في تعاملها مع من حولها، ذكية جدا كانت تختلف عن أخواتها في عدم تفكيرها في الزواج، طبعا كانت تعلم بأنه في يوم ما ستتزوج لكنها لم تكن تسعي لذلك كما فعلت أخواتها الصغيرات بل ما وقع أنها في لحظة مقابلتها لزوج المستقبل السيد دارسي، الرجل نفر منها و هي كذلك، لهذا صعق أباها عندما في نهاية الرواية  سألها هذا السؤال :

-يا إبنتي تقدم لك السيد دارسي الذي تكرهينه.

ردت عليه محرجة :

-بابا غيرت رأي فيه، لهذا من فضلك أقبله زوجا لي.

نجحت جين أوستن في وصف علاقة نمت بين السيد دارسي و ليزي إسم المصغر لإليزابيث من خلال لقاءات جمعتهما في أغلب الأحيان من دون تواعد مسبق.

فالشابة الإنجليزية في القرن الثامن عشر يتاح لها لقاء شباب ذكور في إطار حضور الأسرة، و هكذا شاءت المشيئة أن يكون اللقاء الأساسي بين السيد دارسي و ليزي في بيت عمة له و الذي فهم -من خلال إقامة الفتاة عند صديقتها حديثة الزواج بالقسيس الذي يعمل في كنيسة  تدخل ضمن سلطة نفوذ عمته الغنية جدا-  و أثناء إقامتها تلك، فهم و تأكد من أن نفوره من ليزي مجرد وهم، فالفتاة تملك حقا شخصية راقية جدا و إحساس أجمل و لم تهاب قول له لا عندما طلب منها يدها مباشرة.

متأخرة جدا علمت عفاف عنيبة أن المرأة كلما تتمنع عن رجل كلما يصر علي الفوز بها. المشكلة معي أنني أعلم بطبيعة وضع إستراتيجيات الحرب و السلم للدول أكثر من إحاطتي بطبيعة العلاقة بين الرجل و المرأة.

ليزي لم تتقبل أبدا عجرفة الشاب دارسي الذي كان رجلا غنيا جدا و ذات طبع متعالي، فقد كان همها زواج أختها الكبري جين و غضبت أشد الغضب عندما قام السيد دارسي بإبعاد صديقه الغني هو الآخر عن أختها جين، و هذا برغم إعجاب صديقه الشديد بجين الشابة الجميلة صاحبة القلب الطيب. ليزي لم تهضم أن يبلغ الغرور بالسيد دارسي أن يقرر مصير صديقه و أختها، فكيف تقبل به زوجا لها ؟

 

و أكبرت شخصيا شجاعة الشاب السيد دارسي في بداية الرواية، فهو حينما بدأ يشعر بميل لليزي  حرص علي الإبتعاد عنها، فقد كان رافض لشعور الإعجاب الذي أثارته فيه.

إنني ممن تؤمن بأن قبل الزواج يكون الإعجاب بين الرجل و المرأة ليس أكثر من ذلك. و المودة و الألفة و العشرة تتولد بعد الزواج و ليس قبله علي شاكلة شباب هذا الزمان.

لنعد إلي السيد دارسي الذي إكتشف مفزوعا سلطان ليزي عليه، فبعد رفضها له و هي في حمي عمته، و بعد مغادرتها لبيت صديقتها للرجوع إلي بيت أباها، بقي الرجل محتارا، فهو حرص علي كتابة لها رسالة مطولة برر لها مواقفه و حاول أن يشرح لها لماذا هو متعجرف، و كيف أنها أيقظت ضميره و أصبح حريص علي معالجة عيوبه. (رائعة المرأة التي تدفع الرجل دفع لتصحيح عيوبه ) و بعد إطلاعها علي محتوي الرسالة، شرعت في مراجعة نفسها و أقرت ليزي بأمر" أن نظرتها للشاب دارسي يشوبها بعض التحامل و عليها أن تكون موضوعية في تعاملها معه."

كم هو صعب علي الشابة المستقيمة أن توازن سلوكها مع رجل يتمناها زوجة له، كم من رواية كتبت في حياتي و كم وجدت صعوبة في أن أجعل من بطلاتي نساء قويات دون غرور ، كم هي صعبة مهمتي خاصة أنني أعتمدت في بناء شخصياتي النسوية علي نماذج مأخوذة من الواقع.

 

بطلة جين أوستن ليزي مثل بطلاتي نساء متميزات، نساء بمثابة حوريات الجنة في جنة الرب الأرضية. في رواية كبرياء و أحكام مسبقة إيثار ليزي لسعادة اختها جين و كيف شعرت بالخزي و العار عندما هربت أختها الصغري مع ضابط بريطاني متهور هو الذي جعل السيد دارسي يقتنع نهائيا أنها هي فقط تصلح له زوجة.

مشاهد رائعة في الرواية، حرص دارسي علي شرف أخته و سمعتها و معاملته لها الحنونة، مشهد علاقة الثقة و المحبة الصادقة بين السيد بنيت و إبنته المفضلة ليزي، مجيء صديق السيد دارسي في نهاية الرواية إلي بيت السيد بنيت و طلبه ليد جين، مشهد حديث ليزي مع أبيها و كيف إستشارها في الرجل الذي تقدم إليها. مشاهد رائعة كحرص رجال عائلة ليزي في زواج الأخت الصغيرة مع الضابط البريطاني المتهور لمسح العار الذي لحق بإسم العائلة، رائع السيد دارسي و هو يعثر علي الضابط البريطاني و كيف عند رفض هذا الأخير للزواج من الفتاة لفقره، أصر أن يغطي من جيبه كل نفقات الزواج و يبعد شبح الفضيحة عن أب ليزي، رائع أيضا المشهد  حينما تضغط عمة السيد دارسي علي ليزي لترفض الزواج من إبن أخيها لأنها لا تلاءمه فهي من طبقة أقل منه، رفضت ليزي أن تعدها بذلك و لحظة ما عرض عليها مرة أخري الزواج قبلت عرضه بإعتبار أنه كان جدير بها خاصة أنه أثبت صدقه في معالجة بعض عيوبه.

مشاهد نحن إلي رؤيتها في واقعنا التي أصبحت فيه إمرأتنا تتحرش بالرجل جنسيا و تفرض نفسها و مالها و جاهها عليه و أصبح فيه رجلنا منزوع الرجولة يطلب من زوجته أن تنفق عليه و علي بيته و لا يقبل بالمرأة إلا و هي عاملة بشروط آخر الزمان.

 

آه جين، آه ليزي، آه، العوض في الله و ما لنا إلا الله.

رواية كبرياء و أحكام مسبقة، المؤلفة جين أوستن دار نشر  الحرية طبعة 2014

ملاحظة رواية "كبرياء و أحكام مسبقة" موجودة باللغتين الإنجليزية و الفرنسية في الأنترنت و بإمكان القاريء الكريم أن يقرأها مجانا.

Pride and Prejudice, Jane Austen PDF

Orgueil et préjugés, Jane Austen, PDF.

 

قراءة 2401 مرات آخر تعديل على السبت, 13 كانون2/يناير 2018 02:35

التعليقات   

0 #1 عايدة خلفاوي 2016-11-12 22:00
أعجبتني القصة كثيرا احببت شخصية اليزابت الهادئة ونظرتها للأمور بموضوعية احببت نظرة السيد دارسي لاليزابت واحترامه الشديد بعمرها ورعايته لها ولاسرتها
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث