بماذا أبدأ يا رب ؟

21 ربيع ثاني 1438

22-01-2017

بعد أربع ساعات من السفر من الجزائر إلي إسطنبول و بعد مرور بمطار كمال أتاتورك دام حوالي سبعة ساعات و بعد أربع ساعات أخري من السفر من تركيا إلي مشهد الإيرانية، حطت طائرتنا التابعة للخطوط الجوية التركية في مطار مشهد علي الساعة الرابعة صباحا.

إستقبلتنا زخات الثلج و نحن نغادر مطار مشهد المدينة الإيرانية علي الساعة الرابعة و عشرين دقيقة صباحا في 23 يناير 2017، ركبت سيارة  يعمل سائقها لصالح وزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامية الإيرانية، كان ينتظرني و أختي الكريمة الدكتورة أمال شواكري. مع لسعات البرد و  عند سماعنا لحديث بالفارسية جري بين السائق و المترجم، تأكدنا أننا فعليا وصلنا إلي الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذا و كانت عيناي تتابعان الأضواء المتلآلئة في ليل مشهد الدامس، أنوار بأشكال بديعة تعبر عن ذوق الإيرانيين الراق في تزيين محيطهم العمراني.

وصولي للإقامة، جعلني أفكر في أمر واحد فقط، النوم ثم النوم ثم النوم فإذا بالمترجم يعلن لنا :

-عليكن أن تكونا علي السابعة صباحا في المطعم، لأن الدورة التعليمية شجرة الطوبي ستدشن علي الساعة الثامنة بحضور محافظ خراسان رضوي و بعدها سيكون برنامج إليوم حافل بإعتبار أنكن مدعوات لحضور حفل إفتتاح مشهد كعاصمة الثقافة الإسلامية.

تبادلت مع أمال شواكري نظرات فزع لكننا سكتنا و سلمنا أمرنا لله.

تهيأ لي أنني لم أنم لأن المنبه أيقظني علي الساعة السادسة صباحا و لم أكن أدري ما هي ساعة آذان الفجر و الصبح، صليتهما و بعد إطلالة من نافذة غرفتي بحثا عن خيوط من ضوء الصباح، سعدت بمنظر الثلج علي سطوح الحي المحيط بمقر إقامتنا.

ها أنني في مشهد مدينة يشهد لها التاريخ بأنها تحوي رفات أحد أحفاد  الجيل الثالث أو الرابع لسيدنا علي و سيدتنا فاطمة رضوان الله عليهما و هو  قبر سيدنا الإمام أبو الحسن علي بن موسي الرضا رضوان الله عليه

قلبت نظري في منظر المدينة التي إستيقظت باكرا،  حركة السيارات المحتشمة كان  يغلب عليها طابع الصنع المحلي، فالمواطن الإيراني يشتري السيارة التي تخرج من مصانع بلاده و لا يستهلك ما صنعته عقول الفرنسيين و الألمان و الكوريين و اليابانيين كما يفعل مواطننا الجزائري.

نظرت إلي ساعة الحائط، السابعة، نزلت إلي المطعم و هناك و أنا أختار طاولة للجلوس بإنتظار أن تلتحق بي أختي الكريمة الدكتورة أمال شواكري، لمحت المشاركات في الدورة التعليمية من بعض الوفود العربية العراقية و التونسية.

فإذا بسيدة شابة وقورة ترتدي لباس التشادور الإيراني الأسود تتقدم إلي، معرفة بنفسها :

-سيدة عفاف من الجزائر الشقيقة، أظن ؟

-نعم، أجبتها.

-إسمي أمينة إسلامي مسؤولة عن المرأة و الأسرة في وزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامي الإيرانية، أنا مكلفة بمتابعة السيدات الفاضلات المشاركات في الدورة التعليمية شجرة الطوبي، أهلا و سهلا بك بمشهد و الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كلمتني بلغة عربية فصحي غاية في الجمال، رحبت بها و شكرت لها حسن الضيافة و طلبت منها أن تحذف كلمة سيدة عفاف و تناديني بإسمي دون رسميات.

فأبتسمت أمينة و بعد ما جاءت أختي الدكتورة أمال توسع حديث التعارف و أخذنا فكرة عن الدورة التعليمية شجرة الطوبي و كيف لنا أن ننتظم وفق البرنامج المسطر لحضور محاضرات دكاترة و مسؤولين إيرانيين من رجال و نساء سيلقوها علينا باللغة العربية في معظم الأحيان.

في الحقيقة، خبر مشاركتنا في الدورة التعليمية شجرة الطوبي فاجآنا أنا و الدكتورة أمال، كوننا لم نكن علي علم مسبق بهذه الدورة، فقد كنت أعتقد انني سأشارك في إجتماع بعنوان المرأة و قضاياها المعاصرة في الأسرة و المجتمع كما جاءني في الدعوة من وزارة الثقافة الإيرانية و التي تسلمتها إلكترونيا عبر سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجزائر.

لم أشأ أبدي إعتراضي علي الأمر، كوني كنت فضولية كنت أرغب في معرفة برنامج هذه الدورة لأري إن كان بإمكاني المشاركة فيها ثم شعرت بأنه لم يكن لدينا خيار و هي فرصة تتاح لنا للإطلاع علي محتويات الدورة بما أنها تدور دائما حول المرأة و الأسرة.

 بعد إنسحاب اختنا أمينة، نهضنا لنختار بعض المأكولات مع كأس الحليب و كأس آخر من الشاي، فهنا في مشهد، تذكرنا أننا في آسيا، القارة التي لا تعرف القهوة، اللهم إلا في اليمن.

يتبع...

أبو الحسن علي بن موسى الرضا(وُلد فيالمدينة المنورةفي 11 ذي القعدة 148 هـ وتُوفِّي فيطوسفي صفر 203 هـ) هو ثامنالأئمة الاثنا عشر. لقب بغريب الغرباء كونه دفن في بلاد فارس بعيدًا عن أرض أبائه العرب.

هو:عليبنموسىبنجعفربنمحمدبنعليبنالحسينبنعلي بن أبي طالببنعبد المطلببنهاشمبنعبد منافبنقصيبنكلاببنمرةبن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بنقريشبنكنانةبن خزيمة بن مدركة بن إلياس بنمضربن نزار بن معد بنعدنان.[1]