لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
فجأة إنتبهت إلي صوت الدكتورة صديقة حجازي فقد كانت جالسة علي يمين المحافظ و قد أحيلت الكلمة لها و كنا كأعضاء الوفود العربية متحلقات حولهما مع المترجمة الأخت الكريمة منال.
"انتن اليوم سيداتي الفاضلات تشاركن في الدورة السابعة لشجرة طوبي و هي الثانية التي تعقد باللغة العربية، فقد جرت الدورات السابقات باللغات العربية و الفرنسية و الإنجليزية و الروسية و الأوردو. إرتاينا أن نعيد التجربة باللغة العربية هذه المرة مع مشاركات من العراق سوريا، الجزائر، تونس و سلطنة عمان.
نحن عبر هذه الدورة نريد التوصل إلي صيغة نتفاهم فيها علي كيفية فرض نموذج المرأة المسلمة الفاعلة عبر المحافل الدولية، فالصراع علي أشده بين أنموذجين للمرأة، نموذج يريده الغرب العلماني و نموذج نريده نحن المسلمين وفق تصور ديننا الحنيف و رؤية أفضل الرسل عليه و علي آله الصلاة و السلام محمد إبن عبد الله لدور المرأة في المجتمع المسلم.
شجرة طوبي مساحة مفتوحة للتلاقي بين نساء العالم العربي الإسلامي للتبادل الآراء و التجارب و الخبرات و فرصة لإطلاع ضيفاتنا الكريمات علي دور المرأة الإيرانية المسلمة في نهضة بلدها."
و ختمت كلمتها بالصلاة و السلام علي محمد و علي آله الأطهار، هذا الدعاء الجميل الذي سيرافقنا كثيرا في كل نشاطاتنا و تنقلاتنا و مجالسنا علي مدي عشرة أيام في مشهد و أعده أحد أوجه تعلق اهلنا في إيران بنيبهم و رسولهم و آله الكرام.
تلا تدخل الدكتورة حجازي كلمة محافظ خراسان رضوي السيد علي رضا رشیدیان الذي رحب بنا و تمني لنا التوفيق معبرا عن سعادته بحلول الدورة التعليمية السابعة لشجرة طوبي ضيفة علي مدينة مشهد بمناسبة بدء فعالياتها كعاصمة الثقافة الإسلامية. و بالرغم إلتزاماته العديدة في ذلك اليوم أتاح لنا فرصة توجيه له أسئلة.
كان إنطباعي العام جيد، فكما جاء علي لسان المديرة العامة لشؤون النساء و الأسرة في محافظة خراسان الرضوية السيدة فرشته سلجوقي "هي فرصة لتتعرف النساء من دول مختلفة علي لغة و ثقافة النساء الإيرانيات و علي مقدرات البلاد و أنشطة النساء الإيرانيات."
لا أخفي علي القاريء الكريم كم كان شغفي كبيرا و أنا أتطلع للوقوف بنفسي علي واقع المرأة الإيرانية. فمنذ الوهلة الأولي، كان تعامل المترجمات معنا عفويا و راقيا، مع العلم أنهن من مستويات مختلفة و من مشارب مختلفة و حتي من ناحية الجنسية الأصلية، فقد كانت هناك اخوات مترجمات من أصول سورية متزوجات بإيرانيين.
هذا و منذ البداية كان طاقم العمل نسوي من مترجمات و مرشدات، بينما الرجال كانوا يشرفون علي اللوجستيك كتدبير أمور الحراسة و التنقل.
بعد الإنتهاء من الإعلان عن إفتتاح الدورة، كان يتعين علينا التوجه إلي الحافلة التي كانت تنتظرنا في الخارج لنحضر جزء من إختتام إجتماع طلابي في جامعة الفردوسي الطوسي في إطار الحوار الإيراني العربي.
منحنا وقت قصير لنأخذ معنا معاطفنا فالجو كان باردا و كان يتوقع المنظمون المزيد من تساقط الثلوج. و قد وافق نزولي إلي بهو الإستقبال، وصول أعضاء الوفد السوري.
