(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 11 آذار/مارس 2017 17:41

شجرة طوبي مشهد حلقة 4

كتبه  عفاف عنيبة

و قد كانت بادية علامات الإنهاك و الإعياء و التألم علي وجوه الأخوات السوريات، للحظات عشنا أجواء المأساة السورية. كنت أرقبهن بإهتمام شديد، فقد أحاطت بهن الأخوات الإيرانيات و علي رأسهن الأخت أمينة إسلامي.

يصعب جدا علي المرء أن يقبل بما جري و يجري في سوريا.  أستعرضت شريط التقاتل علي مدي خمسة سنوات كاملة، نصف الشعب السوري في الملاجيء داخل و خارج بلده و الكبار في مجلس الأمن، كل ما يحسنون فعله إصدار بيانات التشجيب و الإدانة و إسطوانة فعالية المجتمع الدولي أصبحت أكثر من مشروخة.

لم يقع تأخير زيارتنا لجامعة الفردوسي لحضور إختتام ملتقي الحوار الثقافي بين إيران و العالم العربي، فقط علمنا بأن الوفد سيلتحق بنا بعد ما يأخذ قسط من الراحة.

في الحافلة، جلست إلي جنب الدكتورة أمال شواكري، و بعد إنطلاقنا نحو الجامعة، فورا إنتبهنا إلي أمر أثار دهشتنا، الشوارع كانت شبه خالية من المارة !

و لم نلحظ أي طفل أو شاب فرادي أو جماعات علي الأرصفة أو جنب العمارات و المحلات، هذا و عدد سكان إيران يناهز ثمانين مليون نسمة. فهل نجحوا في تعليم نشأهم قيمة الوقت و العمل و فشلنا نحن ؟ من المؤكد أننا جميعا في بلدنا أسقطنا من حساباتنا طوابير الفاشلين و المتسكعين و العصابات التي حولت يوميات بعض الأحياء إلي جهنم أرضي و لا محاسب و لا رادع، هذا  و يتبحج رسميينا بأننا دولة قانون !!!!!!!!!!

طوال الطريق، إستوقفتني لوحات فنية صنعتها أنامل فنانين إيرانيين، مشاهد  جملت كثيرا المحيط العمراني للمدينة، فهنا تمثال أم و إبنها و هناك مجموعة متناسقة من حيوانات البرية و المواد المستعملة في صنعها كانت مرة عشب و جذوع شجر و  مرات أخري خزف و حديد و علي أرصفة واسعة تصطف دراجات هوائية للكبار في مأرب مغطي، سألت المترجمة خلفي عن مغزي وجودها، فردت علي :

-                                                                                      "تستأجر بلدية مشهد الدراجات للمواطنين، و  طبعا بأسعار معقولة و توفر لهم أمكنة لإيقافها." و هكذا نقلل من آفة التلوث و نتيح الفرصة للمواطنين ممارسة رياضة صحية. حقا بعض الأفكار البسيطة و التي لا تكلف كثيرا، تعود بالنفع علي الجميع. عند وصولنا، بدي لنا المكان واسعا جدا، لا أحد في الممرات و لا في الحدائق، و لحظة نزولنا، سمعنا صوت إحدي المترجمات يخاطبنا : من الآن ستتابعكم عدسة المصور إلي نهاية الدورة.

-                                                                                      لم يعجبني الخبر، فسألت الأخت منال :

-                                                                                      -لماذا تصوير الدورة ؟

-                                                                                      -لتقييم مشاركة كل واحدة منكن، لا بد لنا من حوصلة دقيقة و شاملة لعمل كل واحدة من الوفود المشاركة.

 

فكرت للحظات قصيرة لماذا لا أطلب من الأخت الكريمة امينة إسلامي أن لا أظهر في الشريط المسجل ؟ نظرت حولي فإذا بإحدي الأخوات المرشدات تقول لي :

-طيب، عفاف تحاشي الكاميرا و هكذا حلت المسألة. 

إبتسمت لها إبتسامة عريضة و سارعت في الخطي لأتجاوز مدخل إدارة الجامعة.

إبتسمت لها إبتسامة عريضة و سارعت 

قراءة 1457 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 24 تشرين1/أكتوير 2017 17:39