(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الجمعة, 14 نيسان/أبريل 2017 17:31

شجرة طوبي مشهد حلقة 9

كتبه  عفاف عنيبة

كانت لحظة الإستدارة و فراق الضريح، كومضة خاطفة من الزمن المنتهي. كنت أتقدم بين الجموع في هدوء. صمت يصاحبه شعور ذات مذاق خاص غير قابل للوصف. سرت و أنا أسترجع صور الصبيحة، كانت عدسات النقال حولي نشطة، المفارقة أنني كنت الأقل إلتقاطا للصور.

صعدنا إلي طابق المطعم، المكان مضيء و مشروح، رسميين و ضيوف و مواطنين جلسوا علي نفس الموائد، بدون بروتوكول.

الأكل متنوع، غني  و الحركة الوحيدة التي كانت تدب في المكان، الموائد المجرورة التي تأتي بالأطباق و تسحب الصحون الفارغة.

جلست إلي جنبي الدكتورة حجازي و تناولنا معا الغداء، كان شهيا و إن كنت آكل  بغير تركيز. فلم تكن لدي أدني فكرة علي بقية البرنامج و الخطأ خطإي فأنا لم أطلبه في أول النهار. أنا المعتادة علي ضبط مواعيد يومي بشكل آلي.  كنت من حين إلي آخر انظر إلي أختي أمال. فالحساسية التي تعاني منها تطورت إلي إنفلونزا. كانت شجاعة، فنحن لم نتعافي تماما من تعب السفر و اليوم الأول، و ها أننا في اليوم الثاني مع كم مذهل من المعارف التي تحصلنا عليها في بحر بضعة ساعات فقط.

بعد الغداء أخذنا المصعد لننزل و لم يقع تزاحم لولوجه كما هو الحال في بلادنا. كانت الأخوات المترجمات منشغلات، فسرنا بإنتظام إلي حين ما وصلنا إلي مكان دائما في مجمع ضريح الإمام الرضا رضوان الله عليه، و بدأنا نجتاز قاعات ضخمة لنصل إلي ورشة كبيرة، كان الطلبة جالسين يخطون الخط العربي  بأشكال و خطوط من أروع ما يكون.

إحترت للحظات، ماذا أري و من أتابع ؟ كنت أريد مراقبة عمل واحد علي الأقل، خاصة أن هوايتي المحببة، هواية الخط العربي.

لكن لم يكن بإمكاني البقاء، فالبرنامج كان مضبوطا و كان صوت المترجمات المرشدات يطاردنا، لا بد لنا من الإنتقال إلي جناح آخر. و ها أننا نتقدم إلي وجهة جديدة، هذه المرة : متحف المجمع الرضوي.

صعدنا درجات السلم إلي الطابق الأول و بدأنا رحلة عبر التاريخ. معروضة هنا عملة نقدية من الفضة ضربت في مدينة إصفهان نقشت فيها عبارة لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أخري وقع إصدارها في سمرقند سنة 202 هجري و تظهر فيها عبارة الإمام الرضا ولي عهد المسلمين علي بن موسي بن علي بن أبي طالب.

فمقتنيات هذا المتحف الثمينة عدد لا بأس منها جاءت كهدايا، كمجموعة من سيوف و اسلحة الملوك و خلف زجاج لامع نجد أصطرلاب و مجموعة ساحرة من الزرابي و عرض لعدد من البوابات القديمة و الذي تم الحفاظ عليها بشكل جيد و كأنها تنتمي لهذا العصر، تظل تتأمل نقشها و الإطار من مكان مرتفع، فالمعروضات في هذا المتحف تشي بأن مهندسي المكان حرصوا كل الحرص علي تمكين الزائر من التعرف علي كنوزه بطريقة سهلة و مبتكرة في آن.

هذا و تريد أن تتأمل مجموعة من الأواني الفضية و النحاسية كل واحدة علي حدة و قطع منمنمات ساحرة لكن مرة أخري داهمنا الوقت و نزلنا إلي إحدي الباحات الثمانية للمجمع حيث أخذتنا عربات  صغيرة إلي أحد مخارج المكان، هناك كانت بإنتظارنا حافلة الصباح، عودة إلي مقر إقامتنا، أديت الصلاة و كانت لنا إستراحة قبل  أداء صلاة المغرب ثم توكلنا علي الله و عدنا إلي الحافلة. إشتد البرد و مع الغروب، كنت منشغلة بأختي أمال شواكري.

-لم تنفع الأدوية التي أخذتها و لا بد لي من مراجعة طبيب.

-طيب، قلت لها هل كلمت الأخت أمينة ؟

-نعم و قالت لي أننا في حاجة إلي فسحة وقت قصيرة، هناك عيادة حكومية غير بعيدة عن إقامتنا.

-جيد.

قراءة 1368 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 24 تشرين1/أكتوير 2017 17:02