قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 19 أيار 2017 14:52

شجرة طوبي حلقة مشهد 14

كتبه  عفاف عنيبة

عند إنتقالنا إلي جامعة الفردوسي، توجهنا مباشرة إلي مكتبة الجامعة، مرة أخري بهرتني النظافة الشديدة، إنك لا تجد ورقة علي صغرها ملقاة أرضا. تلاحظ الإعتناء الكبير بالمساحات الخضراء و عدد الطلبة قليل من تجده في الممرات، معظمهم في قاعات الدرس أو موزعين بين مختلف الأجنحة من المكتبة إلي المخابر إلي مساحات يمارسون فيها الرياضة.

أول شيء وقعت عيناي عليه بمجرد ما دلفت حافلتنا الطريق الواسع المؤدي إلي المكتبة، جوهرة عمرانية قائمة في آخر الطريق مقابلة المكتبة ألا و هي المسجد الأزرق، مكان عبادة من اجمل ما يكون، ينتابك شعور رائع بالعبودية لله و أنت في مكان علم، تؤدي الصلاة بكل جوارحك، متفرغ تماما لهذه اللحظة المميزة في حياتنا الصلاة، و الدعاء من أعماق القلب سائلا الله التوفيق و السؤدد.

أخذت عدة صور للمكان و أخذت لي صور و أنا أقف بإتجاه المسجد التحفة، هذا و الهدوء التام الذي نشعر به و نحن ننتقل من جهة إلي أخري، فجامعة الفردوسي بنيت في الضواحي البعيدة لمدينة مشهد و خارج الطرق السريعة، تبدو لك في البعيد الجبال الصخرية و صمت مهيب يلفك من كل جانب.

صدقا، ترتاح الأعصاب في محيط أخضر مثل هذا، عند دخولنا المكتبة، كان بإستقبالنا المدير و نائبته، رحبوا بنا بحرارة.  

تجولنا في مختلف أجنحة المكتبة،  نظام ترتيب العناوين إلكتروني، فالحواسيب موجودة لتسهل علي طالب العلم إيجاد العنوان دون أدني عناء. إلتفت إلي أمر و أنا أقلب الكتب علي الرفوف، لم أعثر علي كتاب حالته رثة، فالعناوين المتوفرة و بشتي اللغات و يغلب عليها اللغتين الفارسية و العربية، أغلفتها جديدة أو مقبولة.

عند مغادرتنا، وزعوا علينا هدايا و من المكتبة، إنتقلنا إلي مباني الإدارة حيث كان في إستقبالنا طاقم متكون من نائب العميد و دكاترة أكادميين و مسؤولة مشرفة علي الإدارة و التأطير.

قدمنا أنفسنا، و جري الإجتماع في قاعة رحبة مزودة بأحدث وسائل الإتصال. تناوب مسؤولي الجامعة للتعريف بجامعة الفردوسي، البرنامج التعليمي المسطر و الذي يراهن علي تخريج جيل مسلح بسلاح العلم النظري و التطبيقي، و أعطيت الكلمة بعدها لبعض رؤساء المعاهد، قدموا لنا عرض مصور باللغة الإنجليزية بدورهم، فكان العرض دقيقا و قد كنت أقرأ علي الشاشة الضخمة دون أدني صعوبة و هكذا تكونت لدي فكرة وافية عن مهام مختلف المعاهد العلمية و الخطط المتبعة من طرف رؤساء الأقسام.

عند نهاية كل عرض، كانت تتاح لنا فرصة طرح أسئلة و إن كانت المشرفة علي الحوار تفضل أن يكون النقاش في النهاية تماما لضيق الوقت.

سعدت بأن الدكتورة الإيرانية التي كانت جالسة إلي جنبي كانت تتكلم باللغة العربية و زميلتها، تبادلنا الحديث لمدة قصيرة و لمست علي الفور الوعي و الرغبة الصادقة في تقديم الأفضل و الأحسن للطلبة. و مرة أخري و عند نهاية الزيارة وزعوا علينا هدايا منها حافظات نقود جلدية رائعة من صنع طلبة جامعة الفردوسي.

في طريق العودة، بقيت شاردة، أفكر في وضع جامعاتنا، و في لحظة ما تذكرت أمر، فأستدرت إلي أختي أمال :

-كيف تشعرين ؟

فأبتسمت لي إبتساماتها المشرقة :

-الحمد لله، إنني أتحسن و قد إنخفضت درجات الحمي بشكل كبير.

حمدنا الله علي ذلك، و فجأة إنتبهنا إلي صوت أختنا المترجمة أم أحمد :

-بعد المحاضرة الموالية ستزورون مكتب نرجس و هو معهد للعلوم الشرعية للبنات أسسته سيدة إيرانية محسنة.

كانت المحاضرة التالية لباحثة جامعية للأسف غاب عني تسجيل إسمها، كان يصعب علي أحيانا فهم نطق الأحرف لأسجل أسماء المحاضرين و قد إستعنت بتسجيلات أختنا الكريمة الدكتورة أمال شواكري مشكورة.

في هذه المرة، إستمعنا لدرس مكتمل حول ملابسات التغيير التي مست المنظومة الأسرية و كيف أن تعميمها علي الدول أحدث إنقلابا في المفاهيم، فدور المرأة الإيرانية في إعالة عائلتها إلي جنب زوجها قلص من ساعات وجودها في بيتها و هذا ترتب عنه توزيع جديد للأدوار في العائلة. و عملية التكيف مع الأدوار الجديدة تطلبت تضحيات جسام أول من تضرر منها المرأة نفسها.

كنت قد لاحظت وجود المرأة الإيرانية في كل مكان، بل تفاجأت أنها تعمل بدوام الليل في المطارات و هي شابة بعد، كوني أشدد علي إعفاء المرأة من أعباء القوامة مثل الإنفاق الذي هو حكر علي الزوج، لم أكن أفهم المغزي من وجود المرأة الإيرانية في مناصب عمل تعرضها لصرف قدر كبير من الوقت بعيدا عن البيت. لاحقا قالت لي إحدي المحاضرات الإيرانيات، أن المرأة الإيرانية تعاني من مشاكل و هذا طبيعي، لم توجد بعد المدينة الفاضلة، خاصة في زماننا هذا، الذي إنقلبت فيه كل المفاهيم رأسا علي عقب و الذي كان يهمني سماعه الحلول.

نحن نفتقد الأجوبة أو لنقل المعالجة السليمة للأوضاع المقلوبة هذه، و من الآن أستطيع أن أقول كشبه خلاصة للمحاضرات التي حضرتها أن " مهما نكابر و مهما ندعي و نداري و مهما نتحايل و مهما نغالط، فليس هناك إلا الإسلام كمنهج شامل كامل عالم و نهائي يحفظ للرجل و المرأة و للإنسانية جمعاء كرامتهم، إنسانيتهم و حقوقهم كاملة غير منقوصة."

قراءة 1538 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 24 تشرين1/أكتوير 2017 16:57

التعليقات   

0 #1 زنوبيا 2017-05-31 11:57
بارك الله فيك اختي الحبيبة عفاف على السطر الاخير من الشجرة الاسلام نظام شامل يحمي المراة والرجل ولكل حقوقه ....جولتك ممتعة اليوم من جامعة الفردوسي الى المكتبة والنظام المتقن هناك ..جولة تعبيرية ووصف رائع ذلك الذي تطرقت اليه حبيبتي ...الف شكر ....رمضان كريم .....محبتي
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث