انظري ماذا فعلت زينب ؟
فتحت سناء نقالها الفاخر و أرتني ألبوم الصور و كيف أن أختها الكبري محت كل الصور الخاصة بها التي إلتقطتها عدسة النقال الدخيلة.
-طيب، حذفت زينب صورها فقط و أبقت علي بقية الصور.
-بأي حق تفعل ذلك ؟
-يا إبنتي، كأنني سمعتها تطلب منك أن تقومي بذلك بنفسك و لم تستجيبي لطلبها ؟
-ليكن، لكن من الأدب ماما تستأذني.
-أدب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان صوت زينب حانقا، حاولت أن أخفي ابتسامتي، فقد فهمت مراد كبري بناتي.
-إيه أدب و ماذا تظنين نفسك ؟ حكيمة زمانك ؟
حمدت الله أن زينب لم تجب أختها الصغري و أكتفت بالصمت كأقصي تعبير عن موقفها.
-لماذا سكت ؟ ألا تعتذري ؟
-سناء، ألم يكن يجدر أن تعتذري أنت أولا علي أخذ صور لها بغير رغبتها و عدم حجبها ؟
رفعت سناء عيناها العسليتين علي، تأملتني قليلا ثم قالت بصوت واثق من نفسه :
-إذا لم أصور أختي من أصور ماما ؟ ثم إنني لم أضع صورها في الفيسبوك، فلماذا كل هذا العناد ؟
كدت أنفجر من الضحك، سبحان الله منطق هذا الجيل فريد من نوعه.
-سناء ألا تلاحظين أنك تعطي المسألة أكثر من حجمها ؟
-معذرة ماما لكن الأمر ينطبق عليكم و ليس علي، هذا و إلي حد الساعة لم توجهي كلمة لوم واحدة لحكيمة زمانها.
فأستجمعت كل حيلتي و قلت :
-زينب و سناء مطلوب منكما أن تعفو هذه علي الأخري و نعتبر الأمر منتهيا.
قامت زينب من مكانها و مدت يدها إلي أختها الصغري، فلم تتردد لحظة سناء و صافحتها مبتسمة.
تنفست الصعداء و أنسحبت بالتدريج، فإذا بي أسمع سناء تقول لأختها :
-سبقتيني و أخذت الأجر...
https://www.makalcloud.com/post/zd6nwjvsc