قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 18 آب/أغسطس 2017 14:31

قراءة تحليلية لرواية "رضي أمي بأي ثمن" لماري أش 2/6

كتبه  عفاف عنيبة

 

المشهد الخامس :

 

أما غابريلا فقد كانت طالبة في فن إدارة الأعمال، مجتهدة و ناجحة جدا. إنما كانت لها شخصيتها المستقلة التي أتعبت أمها و عمها، و في السابعة عشر من العمر و لأنها اعجبت برجل، أخ إحدي صديقاتها قررت أن تصاحبه.

قرارها هذا قوبل من عمها بهذا السؤال :

-ستصاحبين هذا الشاب الذي يكبرك بسبعة سنوات كم من مدة و ما هو الهدف من هذه المصاحبة ؟

فشعرت بإمتعاض شديد و ردت :

-عمي أليس هذا تدخل سافر في حياتي ؟ إنها مجرد صداقة بيني و بينه و العلاقة بريئة، فهو لم يضع يده علي.

فجاء تحذير العم حازما :

-غابريلا ليس هناك صداقة بريئة بين رجل و إمرأة سوي في إطار عقد الزواج المقدس و الرجل لامحالة سيضع يده عليك و قد قمت بإجراء تحقيق أمني عليه، فهو معروف بشبقة الجنسي، يعدد علاقاته النسوية ثم يتركهن فضعي في بالك امر، لن اسمح لك بالزواج من هذا المعتوه و لن أسمح لك بعلاقة آثمة مع أمثاله، ثم شرفك بمثابة سمعة العائلة و نقاء سلالتها علي مدي التاريخ...

قاطعته غابريلا غاضبة :

-لا أسمح لك بأن تسيء الظن بي و بصديقي و صراحة عمي اريد العيش لنفسي و أما سمعة العائلة و السلالة...

لم يترك العم إبنة أخيه تكمل كلامها و صفعها صفعة خفيفة علي خدها الأيمن :

-غابريلا العبد يعيش لطاعة الرب و ليس لنفسه، حذرتك، إنصرفي الآن.

 

لنسئل أنفسنا يا رجال أمة الإسلام أنتم و عدد كبير منكم يقبل علي نفسه أن يكون لبناته العديد من الأصحاب و الصاحب هو العشيق و الخدن بالمفهوم القرآني الإعجازي كم واحد منكم إستدعي بنته ليحاسبها مثل ما حاسب العم، غابريلا، إبنته  علي علاقتها الآثمة مع صديقها الرجل الجزائري؟

كم منكم يا رجال الأمة صاحب زوجته بدون عقد زواج لمجرد أنها صديقة أو خطيبة ثم يتزوجها و يريد لله تعالي أن يبارك له في زواج كانت إنطلاقته خاطئة و لا تمت بصلة لقيم الإسلام ؟

كم منكم له غيرة عم غابريلا علي العرض فطلب تقرير من الأجهزة الأمنية لبلده عن سلوك الشاب الذي تصاحبه إبنة أخيه ؟

 

المشهد السادس :

 

تتفاهم أم غابريلا الدوقة ماجدلينا مع عمها و أب الكنيسة علي متابعة غابريلا عن قرب لعصيانها أمر قطع علاقتها الآثمة مع أخ صديقتها إلا أن حرصهم قوبل بإزدراء من غابريلا و التي قالت لأختها روزانا في مكالمة هاتفية:

–أدريانو لا يستحق هذه المعاملة القاسية من عائلتنا.

-غابريلا أختي هل كلمك في الزواج ؟

-أوه  ! روزانا لن أتزوج مثلك صغيرة.

-إنني أكلمك عن نية الرجل معك ؟

-لم نتكلم أبدا في الزواج ثم إنه يرتاح لي...

قاطعتها أختها بجدية كاملة :

-كما إرتاح قبلك للعديد من الفتيات، غابريلا سامحي صراحتي إنما أنت رقم في اجندته الإلكترونية لا أكثر و لا أقل.

من شدة الغضب، قطعت غابريلا الإتصال الهاتفي بأختها الكبري.

 

لنحلل هذا المشهد، من هي الأخت الجزائرية التي تنصح أختها بالإبتعاد عن صاحب السوء ؟

من هي الأخت التي تغار علي عرض أختها ؟

من هي الأخت المسلمة التي تنتصر إلي الحق بعيدا عن إعتبارات مثل صلة الرحم و تقف ضد أختها إيمانا منها بسمو المبدأ الأخلاقي ؟

 المشهد السابع :

 

في تلك الأمسية كانت تنتظر غابريلا مرور صديقها أدريانو عليها فإذا بوالدتها تنهرها :

-كيف ستخرجين الآن ؟ إنها الخامسة مساءا و أنت تعلمي بأن السهر في الليل خارج البيت ممنوع.

طوال اليوم، كان مزاج غابريلا متكدر و تحذير الدوقة مجدلينا كانت القطرة التي أفاضت الكأس :

-إنني في حاجة إلي الترفيه و أدريانو دعاني إلي تناول معه حلوة بالشكيولاطا في مقهي فيتا، ما الضرر في ذلك و سأعود قبل السابعة. أمي  حاولي أن تفهميني ضغط مواعيد الإمتحانات اصبحت لا اطيقه.

كان رد الدوقة حازما و نهائيا :

-رفهي علي نفسك معي هنا بين جدران بيت أبيك و ليس مع رجل سيء الأخلاق.

فشعرت غابريلا بإستحالة مواصلة الحديث مع أمها، نظرت إليها بغضب، صففت شعرها و غادرت المكان.

-سأطلب من الخدم بإغلاق ابواب القصر و ستمضين ليلتك في الشارع، نادتها أمها ساخطة عليها.

تظاهرت غابريلا بعدم سماعها.

و في سيارة أدريانوا، إنفجرت بكاءا:

-ما الذي يجري ؟ لا تقولي لي أن سبب دموعك أمك الشريرة. سألها.

لم ترد علي صديقها و أكتفت بتجفيف دموعها قائلة :

-اليوم علينا بحسم أمر بيننا.

-ما هو ؟ سألها صديقها.

-متي ستتزوجني ؟ سألته بجدية.

-نحن صديقين و ليس في حاجة إلي زواج...

رفعت الفتاة عينيها علي الشاب و قد إستدار لقيادة السيارة، فإذا بها تنتبه إلي معني ما في عينيه، معني لم ترتاح له أبدا.

و في تلك الليلة، عادت متأخرة غابريلا إلي بيتها و وجدت ابواب القصر مغلقة. فعرفت عاقبة ما ينتظرها في الغد، فطلبت من صديقها ان يوصلها إلي قصر عمها الكائن في ضواحي البعيدة للمدينة.

و لم تري بريق عينيه و هو يقول :

-فكرة رائعة،  فقصر عمك متواجد في الريف علي 4 كليومترات من المدينة، هيا بنا.

إلا ان في الطريق، اثار الرجل موضوع أيقظ مخاوف الفتاة :

-لماذا الزواج اصلا ؟ ألا تستطيعي أن تنتقلي للعيش معي في شقتي ؟

إنتفضت غابريلا :

-إسمعني جيدا أدريانو، نعم للعيش معك بعقد زواج و اما العيش في الخطيئة فلا، إنني ملتزمة بتعاليم المسيح إن كنت لا تؤمن به فأنا بلي.

نظر إليها لحظات قصيرة ثم عاد للقيادة، حينها شعرت الفتاة بقلق بالغ فقد غير مسار الطريق و إتجه نحو عمق الريف :

-أين نحن ذاهبون أدريانو ؟ سألته و هي تحاول أن تسيطر علي نبرة صوتها المرتشعة خوفا.

 

يلاحظ القاريء الكريم حزم الأم مع البنت و كيف أن الفتاة غابريلا متمردة و كيف أن شيطان الهوي يزين للمرء معصيته. تهديد الأم بعدم فتح ابواب البيت إذا ما خرجت بنتها لتلتحق بصديقها و في ساعة متأخرة كان تهديد جدي و صارم و بالرغم من ذلك لم ترتدع غابريلا.

لنلاحظ كيف أن الأم توبخ بنتها بالقول لها أنه بإمكانك الترفيه عن نفسك بين جدران بيتك العائلي بعيدا عن صحبة السوء.

من من الآباء و الأمهات من يستعمل هذا الأسلوب التوبيخي الحاد مع بنته الآثمة ؟

هذا و نسجل علي غابريلا التي تحدثت عن علاقة بريئة بينها و بين أدريانو كيف أن شعورها نحوه تطور و هي من طلبت منه بترسيم العلاقة بينهما بالزواج و طبقا لهذا محض وهم من تدعي من الجزائريات بأنها تصادق الرجال و نيتها بريئة، لا وجود لصداقة بين رجل و إمرأة اجنبيان عن بعضهما البعض.

لننظر إلي موقف صاحب السوء أدريانو كيف رفض فكرة الإرتباط الشرعي و فضل العلاقة الآثمة الغير الشرعية و هنا لا بد لنا من وضع النقاط علي الحروف، الرجل المسلم الذي يصادق إمرأة بدون عقد زواج شرعي يكذب علي ربه و علي نفسه  و علي المجتمع ككل.

 

البقية في الحلقة القادمة إن شاء الله

قراءة 1421 مرات آخر تعديل على الجمعة, 20 تشرين1/أكتوير 2017 14:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث