هذه مشاهد أحد أواخر الأفلام الغربية التي تابعتها قبل 2003 تاريخ توقفي النهائي عن متابعة القنوات التلفزية طبقا لتعاليم ديني و إحتجاجا علي غزو العراق. و قد تعرض فيها المخرج الأمريكي آنذاك إلي المعضلة التي تعاني منها الشابة الأمريكية صاحبة المباديء و هي تعمل.
سأل البطل فرانك و هو رئيس الكاتبة الشابة سندرا :
-سندرا هل لديك صديق ؟
فنظرت له كاتبته مشدوهة و لم تفهم الغرض من السؤال، فأجابته محتجة :
-لا سيدي ليس لي صديق، إنما لماذا هذا السؤال ؟
سعد البطل جدا بخبر أن الشابة غير مرتبطة برجل، فحاول أن يكون طبيعيا و أجابها :
-مجرد سؤال.
فنظرت له نظرة قصيرة ثم غادرت المكتب.
في مشهد آخر، أعاب أخ البطل و هو مثله رجل أعمال ثري و جد مغرور أعاب علي كاتبة أخيه بأنها في لباسها جد محتشمة و هو لا يفهم لماذا لا تزين نفسها عند مجيئها إلي مكتب أخيه. فكان ردة فعل الكاتبة الغضب الشديد و عندما أتي رئيسها، أعلنت بجدية كاملة :
-أقدم إستقالتي، بعد شهر سأغادر مكتبك. فأبحث لك عن كاتبة أخري غيري.
صعق رئيسها و سارع بالقول لها :
-لماذا سندرا ستتركين منصبك إلي جنبي ؟
-لأن أخاك المغرور شتمني و طلب مني مظهر العاهرة في مكتبك و هذا لن أقبل به علي نفسي فأنا إنسانة لي أخلاق و عفتي لا تسمح لي ببيع جمالي لرؤسائي و زملائي الذكور.
فرد عليها فرانك:
-أترجاك إبقي كاتبتي و أنا من سأتولي توبيخ أخي علي ما قاله لك، أنت جد جميلة بمظهرك المحتشم و أعتذر لك نيابة عن أخي عما بدر منه.
المشهد 2 :
المخرج الأمريكي أظهر سندرا في مظهر الشابة صاحبة الأخلاق العفيفة التي تقيم عند والديها و لم تستقل بنفسها في شقة، نموذج الفتاة الجادة البريئة و يشهد الله رئيسها في العمل فرانك إستغل بشكل مريع طيبتها و براءتها و في مرة من المرات طلب منها مرافقته في السيارة لأداء مهمة عمل، إتبعته المسكينة لتجد نفسها معه في متجر لملابس الرجال، فسألته :
-لماذا أنا هنا سيدي ؟
فأجابها :
-لتختاري معي ملابسي، أثق في ذوقك.
فنظرت له نظرة غاضبة و سكتت و ساعدته بما تستطيع.
و في مرة أخري طلب منها حضور حفل ليلي سيقع فيه توقيع علي صفقات، فرفضت بدعوي أنها مستقيلة و ستعوضها إلي جنبه الكاتبة الجديدة التي إختارها، فألح عليها رئيسها المفجوع بمغادرتها لمنصبها :
-أريدك انت ساندرا هذه الليلة إلي جنبي، فأنا أعتمد عليك بشكل كلي في الصفقات و لا أفهم في التفاصيل كما تفهمينها.
فوافقت المسكينة و لتواضع إمكانياتها، إضطرت لتستعير حذاء السهرة من صديقتها و رقعت فستان سهرة جميل جدا و عند ظهورها في الحفل لم يصدق رئيسها عينيه، لأنها كانت حقا جد جميلة و أنيقة و لاحظ له أخاه المغرور :
-ها أنك تكتشف كاتبتك السابقة كم تبدو جميلة حينما تريد ذلك.
لم يجب أخاه و هرع إليها و قد كانت تبدو محرجة من نظرات الإعجاب للمدعوين الذكور و اشترطت علي رئيسها أن تنسحب سريعا بعد التوقيع علي الصفقات فرفض و هو في حالة حزن شديد أنه سيفقدها.
-أرجوك سندرا، إبقي أنت أضئت الحفل بجمالك.
فأبتسمت له :
-تكفيك كاتبتك الجديدة أنظر إلي أناقتها و جمالها، أما أنا فأكره أن أكون لعبة جميلة يتمتع بها الغرباء لهذا سأغادر في اللحظة التي أختارها.
و فعلت و تركت الحفل حالما وقع التوقيع علي الصفقات.
المشهد 3 :
في إحدي مفاوضات صفقة تجارية، طلب فرانك من كاتبته بأن ترافقه إلي مطعم ليتفاوض مع زبون علي صفقة، فلاحظت له ببراءة :
-سيدي نتفاوض مع زبون في مطعم حانة علي الساعة التاسعة ليلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأبتسم للكاتبة الملاك :
-نعم ساندرا. الزبون دعانا لوجبة العشاء معه.
فاعترضت عليه :
-طيب إذهب أنت لوحدك الليلة و غدا ليأتي الزبون إلي شركتك و نتفاوض معه علي الصفقة.
فأبتسم مرة أخري البطل الرئيس :
-ساندرا الرجل دعانا للمطعم لنتفاوض معه و رفض المجيء للشركة. حضري نفسك من فضلك.
ذهبت معه مكرهة و في المطعم لاحظت أن مناقشة العقد ستأخذ وقت، فطلبت الحديث مع رئيسها علي حدة:
-ما بك ساندرا ؟
-سيدي والدي منعني من السهر خارج البيت و لا بد أن أكون في بيت والدي علي الحادية عشر ليلا و نحن الآن الساعة العاشرة و نصف.
فأبتسم لها مرة أخري :
-لا خوف عليك أنت معي و لن نتأخر و أنا من سأرافقك إلي بيتك.
لم تطمئن و عادوا إلي طاولة الزبون و كانت ساندرا ترفض شرب الخمر و لاحظ عليها رئيسها إنزعاجها الشديد من التأخر و من الزبون، فقرر قرار جهنمي، نهض من مقعده و ذهب و طلب من موظف في المطعم :
-ضعوا خمر خفيف في كأس الآنسة علي مسؤوليتي.
قرر هذا القرار لتنسي عامل الزمن المنقضي و المسكينة حينما شربت كأس العصير لاحظت للتو تغير طعم المشروب.
إلا أنها شربت مرتين و للحظات نست عامل الوقت لكن كان عقلها حاضر و أبدت صراحة إمتعاضها، فأسرع رئيسها بإمضاء الصفقة و نهض من مقعده داعيا إياها بالمغادرة. ففرحت إلا أنها سألته و هي تجلس إلي جنبه في السيارة :
-كم هي الساعة الآن سيدي ؟
فأبتسم مجيبا إياها :
-الواحدة و نصف صباحا.
فكاد يغشي عليها و أنفجرت بكاءا :
-آه يا رب ماذا سأقول لأبي ؟ فهو من المؤكد أغلق باب الشقة و لا أملك نسخة من المفتاح لأدخل. إشتكت عبر دموعها المنهمرة.
فرد عليها البطل و هو يكفكف دموعها :
-ستمضين الليلة في جناحي سندرا لن أتركك في الشارع.
صرخت صرخة مدوية :
-يستيحل سيدي إنني كاتبتك و لست زوجتك و لن أسمح لك بأن تشوه سمعتي بإستهتارك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
-آه يا سندرا لم أري في حياتي فتاة في عفتك!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أنت ملاك!!!!!!!!!!! إطمئيني ستنامي في جناحي لوحدك و سأغادر إلي جناح آخر في الفندق المهم أن ترتاحي.
فنظرت له متشككة:
-و ماذا سأقول لأبي غدا سيدي ؟ أنني نمت في بيت رجل غريب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
-سأقابل أباك و سأشرح له كل شيء.
و بالفعل قابل البطل أب كاتبته و أول ما تكلم معه قال له ما يلي :
-إبنتك سلبت عقلي و أستحوذت علي قلبي و لا تتصور سيدي كيف أصبحت حياتي قطعة من الجنة و هي إلي جنبي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فأبتسم الأب و قال له :
-سيدي إبنتي درة من الدرر النادرة و أوصيك بها خيرا.
المشهد 4 :
خلق الله عز و جل الأنثي بطبعها تريد ان تعتني بفرد و هو الرجل، فلنعطي دمية لطفلة صغيرة سنلاحظ عليها أنها تغدق عليها بإهتمامها و عطفها تغير لها ملابسها و تمشط لها شعرها الحريري و تناولها الأكل في ساعات محددة و هذه غريزة الأنثي التي لن تتغير أي كانت الإنحرافات في الفطرة و هذا ما عاشه فرانك مع سندرا كاتبته. فوجدته في حالة طلاق مع زوجته عملت له و أخلصت له كانت تعتني بكل صغيرة و كبيرة في حياته. تهيأ له ملابسه تختار له ألوان ربطات العنق، تعرف أين يضع ساعته و كيف أنها تتجنب الحديث معه في العمل حينما يكون مزاجه متكدر، تخفف عنه وتيرة العمل و تتحمل ضغوط إضافية علي نفسها لتمكنه من أن يكون موجود في مواعيد إجتماعات الإدارة و مراسم التوقيع علي الصفقات.
كان وجودها في حياته بمثابة نعمة من السماء و ذات يوم سألها برغبة منه في معرفة حقيقة مشاعرها ناحيته، قائلا لها :
-سندرا أنت تقومين بكل هذا معي و لست مطالبة به لماذا ؟
فأجابته إيجابة صعقته :
-لأنك مطلق عازب لوحدك و تثير الشفقة. فأقوم بالإعتناء بك رحمة بك و بدافع الإنسانية المحضة.
تصوروا قراءنا الكرام ردة فعله المسكين..........
المشهد الخامس :
أبدع المخرج الأمريكي للفيلم في إظهار مزايا أن تظل الفتاة ملتزمة بمباديء الجد و العفة في وسط مهني فيه كثير من الإبتزازات علي المستوي الجنسي، أصف لكم هذا الموقف:
كان رئيس سندرا متزوج و قامت بخلعه زوجته عندما إكتشفته متلبس بجريمة الخيانة الزوجية في بيت الزوجية، و طالبته بتعويض ضخم بإعتبار أنه رجل أعمال ملياردير فأختار لنفسه كاتبته كي تكون محاميته و قد كان هذا عملها الأصلي، فقامت بواجبها ناحيته دافعت عنه أمام زوجته و استطاعت أن تخفض في قيمة التعويضات كون أن شهادتها لوحدها كي تثبت علي زوجها خيانته لها غير كافية. أيام بعد طلاقه اخذ غلاف جريدة و أظهرها لكاتبته سندرا :
-أنظري ماذا يقول العنوان ؟
فألقت نظرة خاطفة و لم تعقب فقد كانت مشغولة بحسابات معقدة، فلاحظ لها رئيسها :
-سندرا ألم تقرئي ما كتبوه عني بعد إنتشار خبر إنفصالي عن زوجتي ؟
-قرأت سيدي إلا أن الخبر لا يعنيني.
-كيف لا يعنيك فقد صرت حر ؟ إستغرب.
فرفعت عيناها و بدت معالم الغضب و الإنفعال علي وجهها و بصوت جليدي ردت عليه مطالبة إياه بالصمت ليتركها تكمل عملها:
-لا يعنيني أن تكون حرا سيدي و رجاءا لا تكلمني عن حياتك الشخصية، فأنت رئيسي و أنا كاتبتك و بإسم الرب أتركني أحسب ببال مرتاح.
فصمت مكرها لأنه تأكد من أن الشابة الرزينة عاقلة زيادة علي اللزوم و في مشهد آخر قررت فيه الإستقالة بعد ما أخلف وعده لها بعدم تهديم بناية تاريخية ليبني عليها مجمع تجاري ضخم:
-كيف تخاطرين بمستقبلك المهني من أجل بناية قديمة ؟ إحتج عليها.
-لأنني إنسانة تحب الماضي و التاريخ و هذه البناية لها هندسة تاريخية رائعة و لا يقبل ضميري الحي فكرة ان تهدم بغية ان تكسب أنت و أخيك مزيد من المال. أجابته مفحمة إياه.
فترجاها و هو يكاد يبكي :
-سندرا الحياة بدونك لا قيمة لها كيف تتركيني...
فقاطعته بحزم :
-أولا لست زوجتك و لا تخاطبني بصيغة تعرض سمعتي للشبهة فرجاءا ستجد كاتبة تليق بروح البيع و الشراء التي تتميز بها، وداعا.
إضطر الرجل في النهاية لأن يتنازل عن كل شيء لهدف واحد أن يستعيد كاتبته هذه المرة كزوجة و قد عذبته العذاب الأكبر قبل أن تقول له بحلاوة إبتسامتها :
-نعم أقبل بك زوجا.
طار فرحا و تم الزواج و حاز علي إمرأة بمليون إمرأة لمجرد أن سندرا كانت شابة غضة تتعامل مع أمور الحياة بصدق و جد و أمانة كبيرة جدا...
يا ريت لو كانت نساءنا مثلها................................
01-12-2017