قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 21 كانون2/يناير 2018 08:17

في مطار جون فيتزجيرالد كنيدي

كتبه  عفاف عنيبة

ودعت سارة أختي التونسية و قد كنت احاول أن أحبس دموعي لئلا تتأثر أكثر مني باللحظة الهاربة منا.

آخر إشارة من يدي، ثم إستدرت و أخذت مكاني في طابور المسافرين المغادرين لنيويورك متجهين إلي أوروبا في ديسمبر بارد. كانت السيدة الأمريكية أمامي منزعجة من طول الإنتظار للمرور علي الإجراءات الأمنية. فلاحظت لي بإبتسامة :

-لماذا هناك فيه طابور واحد فقط ؟ لماذا ليس هناك فيه ثلاث طوابير امام أجهزة الأمن و هكذا كنا كسبنا الوقت، فطائرتي علي وشك الإقلاع ؟

قمت بالرد عليها بإبتسامة عريضة، قائلة لها :

-فكرة جيدة، إقترحيها علي السادة رجال الأمن بعد قليل من فضلك.

-مؤكد.

كنت في حالة هدوء تام، أنهيت إقامة ل21 يوم في أمريكا كضيفة علي دولة أمريكا و كان أمامي ثلاث ساعات لتقلع طائرتي نحو فرنسا.

فرنسا هذا الكابوس، كنت قد طلبت رحلة تتوقف بي في ألمانيا و من هناك أعود إلي أرض الوطن إلا أن حجز سفارة أمريكا بالجزائر قضي أن رحلة العودة تمر بمطار شارل دي غول، أنا التي لم تضع قدماي في فرنسا منذ واحد و عشرين سنة، ها أنني سأعبرها لمدة تناهز 8 ساعات.

كنت أتقدم خطوة خطوة نحو نقطة التفتيش و أخيرا مررت بسلام و أنا ألاحظ إنزعاج المسافرين من مختلف الجنسيات من هذه الإجراءات و كيف أن بعضهم كانوا يعبرون عن حنقهم صراحة لأن طائراتهم طارت بدونهم أما أنا فتمتمت بين نفسي " كل هذا بسبب رجل إسمه بن لادن عوض أن يصلح أحوال نظام آل سعود هاجم أبرياء في دولة تقدم خدمات المرتزقة لأمراء و ملوك الخليج."

نظرت لتذكرتي لأري رقم قاعتي، ثم توجهت بخطي ثابتة إليها. كنت سعيدة بعودتي إلي أرض الوطن. ياه كم إشتقت إلي شمس الجزائر، بدت لي نيويورك كئيبة بناطحات سحابها، شوراعها ضيقة و إن كنت نزلت في مانهاتن غير بعيدة عن أرضية الصفر حيث برجي مركز التجارة اللذين إنهارا في ذلك اليوم المشؤوم من 11 سبتمبر 2001.

نيويورك التي كانت تستعد لإستقبال أعياد كريسماس تركتها خلفي عائدة إلي عالم مشمس، وصلت إلي القاعة الفسيحة التي كانت تأوي عدة رحلات، أمام الباب المؤدي إلي طائرة دلتا، لا أحد بعد.

قررت تناول وجبة أخيرة بصرف آخر ما أملك من دولارات، ثمانية دولارات في الحقيقة هذا كل ما تبقي لدي. صعدت إلي مطعم، إخترت طاولة، جلست و بدون ان أراجع بطاقة الأطباق طلبت من النادلة آنسة امريكية من أصول إفريقية :

- بيتزا بالخضر و الجبنة مع زجاجة ماء و تفاحة.

لبت لي طلبي بسرعة قياسية و كافئتها بدولارين يتيمين لخدمتها، و بالرغم من ذلك سعدت بهما.

بدأت آكل و أنا بالي مشغول بطول الرحلة و صداع المحركات الذي علي بتحمله لمدة تناهز سبعة ساعات، إلا أنني كنت أراجع شريط رحلتي طيلة ثلاثة أسابيع، جبت خمسة ولايات أمريكية من واشنطن، ولاية ميسوري، كاليفورنيا ثم ألاباما و أخيرا نيويورك...

فجأة إنتبهت إلي موسيقي مألوفة، وضع صاحب المطعم إسطوانة مضغوطة لفرقة بي جيس "ستاي إن لايف" فإذا بالمسافرين الجالسين حولي شباب منهم و كهول رفعوا رؤسهم مرة واحدة و كأننا عدنا إلي أجواء السبعينات دفعة واحدة.

إعترانا جميعا شعور واحد بالبهجة، الشباب فرحوا بإيقاع الموسيقي الرائع و اما الكهول ففرحوا ان يسترجعوا جزء من شبابهم و هم يستمعون لفرقة أسترالية دوخت العالم بأغانيها لفترة ذهبية من الزمن.

كنت الوحيدة التي لم ترتاح لسماع الأغنية كوني أعتبر الموسيقي و المعازف محرم سماعنا لها، بقيت لهنيهات أتابع ملامح الناس حولي ثم سارعت بالمغادرة و نزلت السلم لأكتشف بأن طابور قد تكون امام الباب المؤدي إلي طائرتي، و مضيفين واقفين غير بعيد. بعد لحظات مر أمامنا طاقم الطائرة، فشعرت بقرب مغادرتي للأرض الأمريكية، إستدرت ملأت عيناي بمنظر مطار الرئيس الراحل جون فيتزجيرالد كنيدي، باتشورك الأجناس و الألبسة ثم أخذت دوري في الطابور و أنا أسحب حقيبتي علي عجلاتها.

دفعت تذكرتي و إحتفظت برقم كرسي، مشيت في الممر، كان أمامي مجموعة من الفتيان الفرنسيين تجاوزتهم و عند بوابة الطائرة إستقبلتني مضيفة آسيوية و التي رحبت بي بإبتسامة صادقة و ليس ميكانكية، ألقت نظرة علي رقم كرسي و وجهتني مشكورة إلي مقعدي و قد سعدت بوجودي إلي جنب نافذة الطائرة، أحد المسافرين الأمريكيين جاري من الجهة الأخري أخذ عني حقيبتي و وضعها في مكانها. نزعت معطفي ضبطت خماري و جلست. أخرجت من حقيبة اليد كتاب و دفتر لأبدأ تسجيل آخر إنطباعاتي. كانت السابعة ليلا الأنوار تتلألأ في البعيد و حركة الطائرات جد نشطة، علي يميني في نهاية الأفق، قمر بهي الطلعة طل علينا.

مر الوقت و لا أحد أتي يجلس في المقعدين الفارغين إلي جنبي و علي السابعة و عشرين بدأت الطائرة تتحرك و صوت القبطان يخاطبنا بلغته الإنجليزية مرحبا بنا و متمنيا لنا سفر موفق مع الخطوط الجوية دلتا.

سعدت بأنني لوحدي في صفي و أستأذنت المضيفة بالنوم مستغلة الفضاء الفارغ للمقعدين، فابتسمت لي :

-طبعا سيدتي نوم هنيء لك، هل تريدي أن أضيف لك غطاء ثاني ؟

-لا شكرا. قلت لها.

ربطت الحزام الأمني دعوت الله أن يوصلنا سالمين غانمين إلي بلداننا.

و في لحظة فارقة زاد قائد الطائرة من سرعة الطائرة و بلطف بارع فارقت عجلات الطائرة أرض أمريكا، أرض المروج الخضراء، أرض الهنود الحمر. تمتمت من النافذة :

وداعا أمريكا...

3-01-2018

الرابط : https://www.makalcloud.com/post/l3241u72z

قراءة 1522 مرات آخر تعديل على الأحد, 30 كانون1/ديسمبر 2018 21:01

أضف تعليق


كود امني
تحديث