في يوم من أيام الماضي البعيد جدا، ذات صبيحة سمع الشاعر الراحل خليل حاوي عبر المذياع خبر إجتياح العدو الصهيوني للبنان، فلم يفكر لحظة واحدة و أخذ مسدس و قتل نفسه تاركا خلفه رسالة خالدة عبر فيها عن رفضه أن يعيش تحت حراب أبناء إسرائيل.
في ديسمبر 2006 في آخر يوم قضيته في نيويورك و عند عودتي من جولة في مانهاتن حيث ذهبت إلي أرضية الصفر و وقفت لحظة تذكر لضحايا 11 سبتمبر 2001. حييت أرواحهم واحد واحد و طلبت منهم السماح رحلوا فجأة و بأبشع الطرق و لم يفهموا لماذا ؟ كما يقع من مئات السنين للمسلمين يوميا في بقاع الأرض، فهم الخرفان الذين يقتلون يوميا و يقدمون قربان علي مذبح مصالح إنسانية أنانية.
عدت إلي فندق سي بورت لأترك جناحي و إنتظار الحافلة التي ستأتي لتأخذني مع بقية أعضاء الوفد العربي إلي مطار جون فيتزجيرالد كنيدي، فإلتقيت السيد أبو يوسف الفلسطيني الأرميني الكتابي الذي كان مرشدنا ل21 يوما في أمريكا.
ودعته و شكرت له خدمته لنا الطيبة و قبل أن أصعد إلي الحافلة، سألته :
-سيدي أبو يوسف، قل لي ألا تحن إلي فلسطين ؟
فأجابني بمسحة حزن علي وجهه :
-بلي سيدتي و إنني أنتظر منكم أنتم المسلمون أن تحرروها من بني صهيون...
شعرت حينها بالخزي و العار، و لم أجد كلمات لأبرر ما نحن عليه من إنحطاط و بعد عن الله.
"آه يا رب كم خذلناك و خذلنا محمد و يسوع و موسي عليهم الصلاة و السلام جميعا."
فلسطين ستتحرر في اليوم الذي سنطلق فيه الأهواء و في اليوم الذي سنغير ما بأنفسنا ليغير الله ما بنا.
آه يا رب رحماك عبادك المشركين الطيبين يعولون علينا نحن الموحدين و نحن خذلناهم.
خناك يا حق فأغفر و أرحم و لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا...