قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 11 شباط/فبراير 2018 11:26

قراءة في رواية " تختفي الطيور لتموت"

كتبه  عفاف عنيبة

كنت قد أعلنت من شهور علي صفحة فيسبوك موقع نظرات مشرقة كتابتي لهذه المقالة، بعد سنين طويلة أردت إسترجاع فترة كنت قارئة نهمة لروايات كانت بمثابة معالم في الطريق لعالم متقلب.

أبدعت كولين ماك غوليغ، في التدقيق في أوضاع باتت مقرفة و رسمت بريشة حاذقة جزء من تاريخ أستراليا، عندما أهدتني صديقة قريبة الكتاب، كانت سعادتي كبيرة. أعجبتني الرواية مقروءة أكثر بكثير من مشاهدتي لحلقات المسلسل المبتسر.

رافقتني لمدة طويلة الرواية و في قراءتي كنت أتمعن في الفصول المتوالية، مأخوذة بالشخصيات و تمثلت الشخصية المتسلطة لصاحبة المزرعة و كيف أن عملية توريث قلبت رأسا علي عقب مسيرة عائلة بأكملها و أصبح مصير ماغي في مهب الرياح. هذا و كيف أن التربية تتقاذفها أمواج القدر، ماغي كانت طفلة بين أطفال و إهتمام أب الكنيسة رالف دي بريكاسار ألقي بضلاله علي حياتها كلها.

ماري كارسون تلك السيدة الحديدية التي تحرم أخاها من حصته الشرعية في الميراث لتبقيه بصفة رمزية كمشرف علي مزارع دروغيدا، وسط إستفهامات البعض...

رالف دي بريكاسار، رجل الدين الطموح هل ينسي ما كان بينه و بين الطفلة و المراهقة و الشابة ماغي ؟

هل سيطوي الفراق و السنين شعوره بالمسؤولية ناحية عائلة كانت السبب في ترأسه لأكبر ثروة في أستراليا ؟

كان قلم كولين قاسيا و أحيانا تشريحه للواقع كانت تشوبه نبرة عالية من الحنق. نتعاطف مع ماغي بشكل طبيعي و نراها في مشاهد قوية و في مشاهد أخري منهارة تماما، فهي نتاج بيئة و ظروف و سوء فهم و لامبالاة و قد تركت بصمات رالف دي بريكاسار أثار غائرة و لا تلبث و أن تثور علي مسار لم تختاره بمليء إرادتها. حتي عندما تتزوج تصطدم بموقف الزوج البارد الرافض للحياة الأسرية، تاركا إياها خادمة بين زوج و زوجة حائرين.

كانت العائلة الحاضرة الغائبة في وجود ماغي، لم تعش مثل كل الفتيات، فقدانها لأخوها الصغير قربها من حافة الموت ثم تفقد مرة أخري أخ آخر ستوارت و هو يبحث عن أبيهم بادي عند إندلاع حريق مهول في المزرعة.

كانت تحب إمتطاء حصان و الآفاق المفتوحة لمروج مغطاة بالخرفان، كانت أيام حلق الخرفان و جمع الصوف و الذهاب إلي السوق أيام مميزة، تنتظرها الصغيرة ماغي و عند كبرها، فارقها شعور الصبا. نامت أحلامها للأبد و لم تحوز علي الزوج الذي كانت تتمناه، رالف دي بريكاسار لم يكن علي إستعداد للتضحية بكل شيء من أجلها. كأن الراوية تقول لنا بصوت ناقم "الكنيسة خليط من الخطيئة و الإنتهازية." تورطت البدايات في علاقات آثمة فكيف لا ينتج عن كل ذلك فوضي و مرارة و وحدة ؟

ماغي الشخصية المركزية لم تنعم بصحبة عائلتها و لا زوجها و لا حتي إبنها دان الذي إختار مسار مؤلم لها، أراد أن ينضم إلي الكنيسة، فكانت نهايته سريعة الموت من عل.

كأن ماغي وجدت للفراق و ما يحدثه من فراغ مدمر و عليها في كل مرة لملمة نفسها و صياغة يوميات جديدة لعلها تنسي، النسيان الرياضة الأصعب، فالسنين و الأحداث و الأشخاص يتعاقبون و الذكري باقية ما لم تمت الذاكرة و لم تهرم.

هل تكمن قوة ماغي في رفضها ؟ رفض نظام أخذ منها أعز ما وهبت، هل صمتها و عودتها إلي دروغيدا و إستقبالها في كل مرة الكاردينال دي بريكاسار نوع من المقاومة الهادئة التي حولت غضبها إلي أسلوب حياة فيه قدر كبير جدا من التعالي ؟

شدتني شخصية ماغي و مرة أخري تحسن المرأة القوية وحدها السباحة عبر أمواج الخيبة...

كنت أراقب سلوكها، إبتسامتها الحزينة و نظراتها الشاردة، كانت في كل مرة تبدو جذابة تنهال عليها المصائب و لم تجد سوي منديل أبيض لتبلله بدموعها. تظل تنظر من حولها و هي علي يقين بأن لا شيء قابل للتغيير ما لم يتخذ رالف دي بريكسار القرار الأهم و لم يفعل و هكذا أوصدت الباب في وجه الأمل...

رالف الرجل الذي إحتضنها صغيرة و هدأ من مخاوفها أيام بلوغها و ها أنها ترغم علي القبول به كما هو كاردينال ثري في مناصب عليا بكنيسة الفاتيكان، كل تلك الأعوام التي قضتها في حماه لم تشفع لها و لم تتخلص هي نفسها من الشعور المهيمن علي عاطفتها و طال مدي العاصفة و لا بطولة من الكاردينال...

قراءة 3351 مرات آخر تعديل على الأحد, 01 تموز/يوليو 2018 20:41

أضف تعليق


كود امني
تحديث