(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 23 كانون2/يناير 2019 05:01

حقائق عن الصمود الأمريكي في وجه أخطبوط الصهيونية الحلقة الثانية

كتبه  عفاف عنيبة
 
 لن نستطيع إدراك مكامن ضعف العلاقة بين الحليفين إلا عبر نقاط قوتها و قد إنتهجنا لزمن طويل أكثر من ستين سنة عمر المواجهة بيننا و بين المعسكر الصهيوني سياسة  تضع الأمريكيين في زاوية الإتهام فبحسب منظرينا و محللينا و خبراءنا و سياسينا العدو هو ذلك  الرابض في واشنطن و الذي بدون دعمه ما كان بإمكان لصهاينة تل أبيب الإستمرار، لنسئل أنفسنا هذا السؤال :

لماذا قتل الرئيس جون فيتزجيرالد كنيدي ؟
لنراجع ورقة البحث المتواضعة المنشورة في موقعي "نظرات مشرقة"[1] حول موقف الرئيس كنيدي من القضية الفلسطينية و سنفهم أن تأييد الإدارة الأمريكية قائم بالأساس علي عملية إبتزاز و التي أكدها السيناتور السابق السيد بول فندلي في كتابه المذكور سابقا في هوامش الحلقة الأولي من هذه المقالة، رفض الرئيس كنيدي الدعم الإقتصادي لتل أبيب  إختفي في عهد من جاءوا بعده و عاشت و يعيش الكيان الغاصب بفضل المساعدات و الهبات الأمريكية بالمال و التكنولوجيا و التعاون العسكري في مجال المناورات و السلاح المتطور الأمريكي.
هل نعتبر الدعم الأمريكي حيوي، لا يمكن للكيان الغاصب العيش بدونه ؟
الدعم الأمريكي علي كل المستويات للصهاينة أطال سيطرتهم و عدم تنازلهم عن فلسطين 67 لكن أن نقول : لولا امريكا لم عاش الكيان الغاصب هذا يجانب حقيقة مفجعة و يا للمفارقة ان الشرط الحيوي لإستمرار ما يسمي بإسرائيل ليس الولايات المتحدة الأمريكية و إنما النظام العربي الفاسد و شديد الإستبداد.
نعم إنها مفارقة مدهشة، فالنظام المصري في حاجة ماسة إلي وجود الصهاينة علي حدوده بينما هناك من السياسيين الأمريكيين ممن يحلمون بنهاية سيطرة بني صهيون علي نظامهم السياسي و دافيد ديوك منهم.
هذا و العدو في تل أبيب منزعج أيما إنزعاج من محاولات واشنطن المتكررة في الثلاثين سنة الأخيرة من الخروج بموقف أكثر إستقلالية في ملف حل الدولتين و إن كان يصعب علينا الحديث عن إستقلالية السياسة الخارجية الأمريكية التي حولت الأمن الإسرائيلي إلي أمن قومي أمريكي، و رغم ذلك رأينا مؤخرا في الملف النووي الإيراني أن سوزان رايس أغضبت اللوبي الصهيوني في واشنطن و تل أبيب و النظام السعودي معا بتصريحها أن عالم آخر موجود غير الشرق الأوسط !
هذا و قد وصفت خطاب رئيس وزراء العدو نتنياهو أمام مجلس الشيوخ ضد الإتفاق 5+1  بالمدمر[2]  و هذا التصريح لرئيسة مجلس الأمن الأمريكي يدلل علي مدي تبرم مسؤولين كبار أمريكيين من القبضة الصهيونية علي القرار السياسي الأمريكي.
بعد خروج باراك حسين أوباما سنقرأ له مقالات و مذكرات لن يتحرج فيها بوضع النقاط علي الحروف مع الحليف المزعج كما وصفه الجنرال دافيد بترواس، هذا تخميني و لي قناعة ان النظام السياسي الأمريكي مل من وصاية التي رفضها في العمق رؤساء مثل الجنرال جورج واشنطن و دوايت أينزهور و جون كنيدي، و رفضهم مؤداه الثمن الغالي جدا الذي دفعته حضارتهم و قوتهم لحماية القزم الصغير في قلب منطقة العالم العربي الإسلامي. فقد تبلور تيار كامل داخل الآلة السياسية الأمريكية منتقدا إنتقاد حر التحالف الغير العقلاني بين واشنطن و تل أبيب و هنا نذكر ردة فعل وزير الدفاع الأمريكي السابق السيد شاك هاغيل[3] حينما كان سيناتور جمهوري في مجلس الشيوخ و كيف أنه في يوم ما سلمت له عريضة من زملاء له يطالبونه بالتوقيع عليها و العريضة تندد أشد تنديد بالحجارة التي يلقيها شباب الإنتفاضة الفلسطينية.  رفض شاك هاغيل التوقيع علي تلك العريضة و صرح في موضع آخر بما يلي " إنني سيناتور أمريكي و ليس إسرائيلي" شاك هاغيل من مواليد 4 أكتوبر 1946، أي يمثل جيل الحرب الباردة. فإذا ما كان جيل الأمريكيين الذين دخلوا المعترك السياسي ممن عاصروا الحرب الباردة هذا هو موقف بعضهم من حلف واشنطن تل أبيب فماذا نقول عن الجيل الذي هو قيد التكوين حاليا ؟
حتما هم حاملين لزمن جديد و لتعريف مغاير لطبيعة العلاقة الغير الأخلاقية القائمة بين واشنطن و تل أبيب. 

حينما يقرر بول فندلي أنه كان يتوجب علي الإدارة الأمريكية أن تلتزم بقرارات الأمم المتحدة فيما يخص قيام دولة فلسطين في حدود 1967 و أن تحترم كل القرارات الصادرة ضد الكيان الغاصب في فلسطين، فهذا يبرهن لنا أن فكرة كل فلسطين التاريخية 48 و 67 ملك الصهاينة حلم إحتكره الصهاينة اليهود بإمتياز ثم أن يطلب الرئيس كنيدي عودة 80 بالمائة من لاجئي فلسطين 48 و منع الكيان الغاصب من تطوير سلاح نووي هذا معناه واضح، ففي مخلية الرئيس المغتال فلسطين تبقي ملكية العرب و المسلمين و الأمريكيون هم أدري الناس بأن بقاء العنصر الفلسطيني المسلم و المسيحي في أرض المحشر ضمانة أكيدة لغلبة العامل الديمغرافي المسلم علي المدي المتوسط و البعيد في التركيبة السكانية بالأراضي المحتلة.

إذن علينا الإقرار ببعض النقاط النهائية في ملف فلسطين و حقيقة صمود الأمريكيين في وجه البعبع الصهيوني:
*لم يعد بإمكان تل-أبيب أن تعول علي تأييد مطلق لواشنطن.
·         لم يعد ينظر السياسي الأمريكي الطامح للوصول إلي منصب مسؤولية في مجلس الشيوخ أو الدولة الأمريكية أنه في حاجة إلي مباركة لجنة إيباك أو لوبي الشارع اليهودي.
·         و كما تبين لنا من موقف جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق و هو أشد مناصري الكيان الغاصب فالرجل لم يخفي علنيا مرارته من معاملة الصهاينة الإسرائيليين القاسية له في ملف ما يسمي بمفاوضات السلام.
·         *لدي بعض السياسيين الأمريكيين المستقيمين أخلاقيا قناعة تقول أن غرور تل أبيب سيؤدي بها عاجلا أم آجلا إلي نهايتها.
·         عامل آخر لا بد لنا من التفكير فيه جديا : حرص الجميع علي أمن إسرائيل هو في الحقيقة حرص كبير جدا علي أن تبقي الترسانة النووية الإسرائيلية خامدة في مخازنها تحت الأرض المقدسة. فنحن جميعا كنا شرقا أو غربا رهائن تلك الترسانة و من دفع ثمن شجاعته في محاولته للقضاء عليها كان و يا للعجب رجلا كتابيا من الشيطان الأكبر أمريكا ألا و هو الرئيس جون كنيدي.



قراءة 1159 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 05 آذار/مارس 2019 09:40