قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 04 نيسان/أبريل 2019 16:16

كيف نأخلق التكنولوجيا ؟

كتبه  عفاف عنيبة

 

 "من الواضح أن الإسلام يحوي في داخله القدرة علي أن يتحول إلي قوة تحديث كبيرة. ففي فترة

إمتدت بين عامي 750 و 1500 تقريبا، مثل الإسلام كما قال المؤرخ فيليب كورتن "مركز الحضارة للعالم

القديم كله". و حمل ارخبيل من المدن الكوزموبوليتانية الخاضعة للسيطرة الإسلامية و الممتدة من

بغداد إلي دمشق إلي القاهرة إلي قرطبة في إسبانيا، أفكارا و منتجات لم يجارها أحد في ذلك

العصر."*

هذا رأي مفكر يهودي أمريكي جويل كوتكن في سهم الحضارة الإسلامية و الذي ضمنه كتابه "القبائل"، و نحن نعيش نهايات عصر الإنحطاط في عالمنا العربي الإسلامي و بداية تململ نتمناه بذور إنبعاث لأمة محمد عليه أفضل الصلاة و السلام علينا بضبط رؤيتنا لمنحي البحث العلمي و منتوجاته و كيف أن الغرب في سباقه المحموم لريادة كوكب الأرض حضاريا توجه بالإنسانية في إتجاه خاطيء، يحصد ثماره المرة اليوم بثورة إتصالات أدخلت إلي حياة الفرد الكوكبي هوس شبكات التواصل الإجتماعي.

يوميا تقريبا أقرأ الآفات التي إنجرت عن وجود حساب فيسبوك و تويتر شخصيين، أعد نفسي محظوظة كوني لا أملك حساب فيسبوك و لا تويتر بل كل الحسابات التي فتحتها في شبكات التواصل الإجتماعي تابعة لموقع نظرات مشرقة و هذا من أجل نشر مضمون الموقع.

تساءلت مرة من المرات و أنا أقرأ في صحيفة غربية خبر تجريم مراهق لإنتقامه من زميل له فضحه بفيلم بثه علي اليوتوب :

"تري في حالة ما كانت الريادة الحضارية للعالم الإسلامي هل كان علماءنا يخترعون الأنترنت و معه شبكات التواصل الإجتماعي ؟"

طبعا لا، لأن حضارة الإسلام تحدد تواصل البشر فيما بينهم ضمن ضوابط صارمة، فلا يحق لرجل أجنبي أن يتصل بإمرأة أجنبية عنه إلا إذا كانت من محارمه أو زوجته شرعيا و أما الصداقة بين ابناء الجنس الواحد فلا بد ان تكون في الواقع المعاش و ليس في العالم الإفتراضي اللهم سوي للغرض المهني أو لإرساء مفهوم التعاون العابر للحدود.

و هنا يحق لنا التفكير في بعض ما واكب عملية التجاوب مع التقدم التكنولوجي، فنحن كمسلمين لسنا طرف فعال و لا مؤثر في صنع الحضارة و كل دورنا تلخص في إنتظار ما تتفتق إليه عقول علماء "سليكون فالي" في كاليفورنيا لنشتريه بأموال باهضة و لنتفاخر بمواد إستهلاكية لم نصنعها و لنستعملها إستعمال يعود في أغلب الأحيان بالضرر علينا و هذا علي كافة الأصعدة.

نحن نتفاعل مع منتوجات التكنولوجيا لم يخترعها عقل مسلم، فكيف نسمح لأنفسنا التعامل بها و هي حاملة لمضامين مخترعها و هي عادة مضامين لادينية في الأساس ؟

ثم لماذا التوجه للإستهلاك علي طريقة مواطني الدول الغنية و نحن كشعوب و مجتمعات غير قادرين علي توفير الحد الأدني من إحتياجاتنا ؟ هل هو إنبهار المغلوب بالغالب ؟

فالذهنية المتخلفة تحلم بإقتناء أدوات يتداولها عاديا مواطن الشمال الغني و لا تفكر في تحسين وضعها إقتصاديا و إجتماعيا بحيث يصبح عندنا أفرادا و جماعات اعضاءا منتجين.

و مثل هذا التواكل من غذاه علي مدي عقود أنظمة سياسية فاسدة، تقتات علي مال الرشوة و لا يهمها النهوض بشعوبها. لكن هل هذا الوضع الإنهزامي و المتخلف قابل للإستمرار ؟

طبعا لا، لأن نضوب النفط و الغاز في الكثير من الدول التي تعتمد علي عائداته سيدفع دفع الحكومات و الشعوب إلي مراجعة العلاقة المرضية بينهما مما سيؤدي عاجلا أم آجلا إلي ضبط خطة خروج من حالة التبعية الحضارية المطلقة إلي الشمال و إعتماد حلول مستمدة من واقعنا و خصوصيتنا و هكذا سيضطر الجميع للإحتكام إلي مباديء العدل و الشفافية في تسيير شؤون الشعوب و وحدها الشعوب قادرة علي عزل المفسدين و طردهم من مواقع القرار لتسترد زمام مصيرها منهم.

حينها من يضع إستراتيجية تنموية رشيدة هم الأكفاء الشرفاء و شاء أم ابي الغرب و مؤسساته المالية و تجمعاته الإقتصادية، سيعود إلينا نحن حق رسم معالم تقدم علمي يراعي هويتنا أولا و اخيرا و يتلازم ذلك بالحفاظ أيضا علي الطبيعة و ثرواتها المعدنية و الحيوانية و كل كائن حي. و لا بد ان يقترن فعل طلب العلم بضوابط أخلاقية نقوم بتفعيلها طبقا لتصور الإستخلاف، فنحن متصرفين و لسنا مالكين لأي شيء و المالك هو الله عز و جل و ما يوصينا به ديننا أن نسير أمورنا بنهج الحكمة، الحكمة ذاتها التي إفتقدها الغرب غداة بزوغ تباشير النهضة و التي أفضت به إلي تبني مذهب المادية الأنانية.

 * كتاب القبائل دور العرق و الدين و الهوية في نجاح الإقتصاد العالمي لجويل كوتكن، صفحة 206، ترجمة مازن حماد. دار البشير للنشر و التوزيع، عمان، طبعة 1995.

قراءة 914 مرات آخر تعديل على الجمعة, 12 نيسان/أبريل 2019 09:57

أضف تعليق


كود امني
تحديث