قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 24 أيار 2019 12:29

رمضان و إفطار بعض شبابنا الملحد

كتبه  عفاف عنيبة

تفاجأت بقراءة من أيام مقالة في جريدة "لموند" علي موقعها الإلكتروني يتناول موضوع فئة من شباب الجزائر من الملحدين الذين يفطرون في رمضان، و تعجبت لفتاة جزائرية تضع الخمار و هي ملحدة و لم تنزع خمارها بدعوي الضغط الإجتماعي الممارس عليها و علمت دائما من خلال المقالة ان جماعة من طلابنا الشباب في إحدي جامعات العاصمة، في 11 ماي الماضي تعرضوا لهجوم داخل الحرم الجامعي لأن مهاجميهم وجدوهم يأكلون في وضح النهار في رمضان و تمني هؤلاء الشباب الملحد المستوجبين من طرف مراسل الجريدة الفرنسية علي الحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر منذ فبراير الماضي ان يفضي إلي قيام جمهورية جزائرية جديدة  علمانية، لا يكون فيها الإسلام دين الدولة.

صدقا إنتابني حزن شديد لم آل إليه بعض شبابنا. أن أقرأ إلحاد إبن إمام جزائري و أنه يخفي إلحاده عن أبيه، هذه الطامة الكبري لكن ما إستفزني حقا، أن هؤلاء الملاحدة الشباب هداهم الله يتمنون علي الحراك الشعبي أن يلغي الإسلام كدين دولة الجزائر و أن يقيم جمهورية جزائرية جديدة علمانية، و هذا ما لن يتحقق لهم أبدا إن شاء الله. (و إن كانت دولتنا حاليا علمانية صرفة، لأن الشريعة الإسلامية ليست مصدر تشريعنا الأساسي.)

مشكلة بعض شبابنا أنهم لا يبذلون أي جهد لمعرفة دينهم المعرفة الصحيحة بل يكتفون بالقول أنهم يرفضون دين توارثه أجدادهم و آباءهم، و يتناسون أو لنقل أنهم يتجاهلون هذه الحقيقة : أن الممارسات الدينية التي تشوبها الكثير من المفاهيم الوثنية لبعض الآباء ليست مرآة صادقة للدين الإسلامي الصاف الطاهر، فكثيرة هي سلوكات الجزائريين التي لا تمت بصلة للإسلام بل عادات و تقاليد ورثوها عن حقبة ما قبل الفتح الإسلامي، هذا و لدينا آباء يدعون الإسلام و نراهم يكذبون و يغشون و لهذا  يتعين علينا أن لا نحكم علي دين مثل الإسلام من خلال أفعال و أعمال بعض من نعيش بينهم. بل علينا أن نجتهد لنعرف ربنا و نحرص عند معرفتنا له، علي طاعته.

فمفزع هذا الإتجاه لدي شباب جزائري هم في عز شبابهم، نراهم يحكمون أهواءهم عوض أن يشغلوا عقولهم، نراهم حاملي شهادات علمية أو طلبة جامعيين و لا يملكون العقل الراجح الذي كان من المفروض الإحتكام إليه في دراسة المغزي من وجود الإنسان في هذا الكون و أننا لم نخلق عبثا.

هل يعقل أن يقول طالب صاحب 24 سنة، مزهوا بنفسه : هذه المرة الأولي التي لا أصوم فيها رمضان و أشعر بأنني حر.

أي حرية يا عاص لله تعالي ؟

الحرية الحقة هي أن تعي بأنك عبد لله، و أن عبوديتك لله من تضمن لك حرية الإنسان المسلم المؤمن القائم بواجبات العبودية، هل يعقل أن بعض شبابنا بلغ هذه الدرجة من الإنحدار و الزيغ عن الصراط المستقيم ؟

فعن أي حرية تزهو بها و أنت قد أصبحت بعدم صومك عبدا لهواك، فرمضان مدرسة مغالبة الأهواء و نحن نفضل عبوديتنا لله، فنطيعه و نصوم طمعا في مرضاته، فهذه الحياة إلي زوال، و الحياة الفعلية هي التي تنتظرنا في الآخرة، فنقابل الله إن شاء الله و هو راض عنا و ليس ساخط عنك كما سيكون مصيرك إن لم تتوب و تعود إلي جادة الطريق.

فأن توجد هذه العينة من الشباب بين شبابنا، أمر لا يبشر بخير. و أن يقول أحد هؤلاء الشباب الذي وردت شهادته في مقالة مراسل "لموند" أن جل شباب حيه لا يصومون هذا نذير شؤم علي مستقبل أجيالنا. فالجيل الذي يكبر علي معصية الله و الإلحاد به لا خير يرتجي منه، و ما وجود هذه الفئة بيننا إلا برهان آخر علي إستقالة أولياء أمورهم في تربيتهم و غرس فيهم بذور اليقين منذ نعومة أظافرهم. و هذه الإستقالة من الأولياء ستكلفنا غاليا  آجلا أم عاجلا.

 نحن فشلنا في ترسيخ مفهوم العبودية لله في واقعنا و هذا مفجع حقا. أن يتحسر هؤلاء الملاحدة الشباب الجزائريين علي عدم إستطاعتهم الأكل أمام الملأ في شهر رمضان و أن يتسائلوا عن الجدوي من الصيام كأنهم لا يعرفون فوائد الصيام الجمة و منها الفوائد الصحية كتطهير جسم الإنسان من السموم التي يستهلكها بموجب تناوله لأغذية غير صحية و فوائد دينية ذات بعد أخلاقي كأن يربي نفسه علي تقوي الله و مغالبة النفس الأمارة بالسوء و أهواءها و تدريب النفس علي تحمل الصعاب و الجوع إرضاءا لخالق العباد، و فوائد إجتماعية منها بث أسباب التراحم و الشعور بجوع الفقير و المحتاج اللذان لا يجدان ما يسد رمقهم و أسرهم بمقتضي العوز و الفاقة، هذا و يتساوي كل الناس في رمضان الغني و الفقير و القوي و الضعيف و هم يصومون إيمانا و إحتسابا. و كيف يجهلون أن ديننا الحنيف حرم المجاهرة بمعصية الخالق كعدم الصوم، و ما يحز في القلب أن التشريع الجزائري لا يتابع قضائيا و لا يقيم الحد علي المسلم الذي جهر بكفره و ألحد. بل قوانينا حريصة علي إحترام البند 18 من إعلان  حقوق الإنسان الأممي الذي يضمن لكل فرد حرية أن يؤمن أم يلحد.

 هذا البند الذي إن إستمرينا علي إحترامه و التقيد به، سيلغم وجود الإسلام في ديارنا علي المدي البعيد، لأن المسلم الجزائري الذي يكفر بالله و يعلن صراحة إلحاده هو عدو لكل الجزائريين الذين يؤمنون بالله الواحد الأحد و الذين يجتهدون في طاعة الخالق تعالي، و هذا العدو لن يهنأ له بال ما لم يحاربنا و ما لم يهزمنا، فلنتدبر جيدا المآل الذي يترقبنا جميعا إن تركنا باب حرية الكفر مفتوحة علي مصراعيها أمام أجيال اليوم و أجيال الغد...

راجع رابط المقالة في يومية "لموند" :

https://www.lemonde.fr/afrique/article/2019/05/26/en-algerie-il-est-plus-difficile-de-ne-pas-jeuner-que-de-faire-le-ramadan_5467533_3212.html

قراءة 968 مرات آخر تعديل على السبت, 05 كانون1/ديسمبر 2020 17:24

أضف تعليق


كود امني
تحديث