نحن علي بعد أيام فقط من عيد الفطر المبارك، مضت ايام رمضان بوتيرة سريعة تخللها الغيث و معاني التكافل و التراحم و قدر كبير من عدم الإنضباط لمواجهة وباء كورونا كوفيد-19.
نود بهذه المناسبة المباركة أن نذكر بعضنا البعض بأن الصيام الذي يتبعه عيد الشكر و الحمد، فرصة ثمينة لنا لطلب المغفرة و تجديد الإيمان و إتقاء كل ما من شأنه يغضب تعالي. فهذا العام الهجري خاص من ناحية إنتشار وباء سارس كوف 2 و إلزامية البقاء في البيت و عدم الإحتكاك بالناس، كانوا اقرباء أو غرباء. هذا لا يمنع من تدبر نعمة الإحتفاء بأول شوال و إنتهاء شهر الصيام و القيام. ندعو الله أن يتقبل منا صيامنا و قيامنا غافرا لنا ذنوبنا و معاصينا.
في الإفطار إقرار بنعم الله الكثيرة و أولها تمكينه لنا بصيام شهر رمضان كله و الإستفادة من فضائله، ففي شهر الصيام العظيم نزلت أول سورة علي رسول الحق عليه أفضل الصلاة و السلام و هذا الحدث لوحده يضفي بهاء علي رمضان لا مثيل له، فلنتدبر حكمة نزول الوحي في ليلة القدر المباركة و لأول مرة، ففي هذه الليلة المميزة و الفريدة في تاريخ الإنسانية تنزل ملائكة الرحمان بكثافة و الدعاء فيها من افضل الأدعية و سعيد من يلتمسها و لسانه و فؤاده يلهجان بالذكر.
من مظاهر العيد الفطر الفرحة البريئة لدي الصغار و الكبار، و تبادل التهاني مع صلاة العيد و كل الفضاء من حولنا يصدح بتكبيرات المصلين و المحتفين، فلنجعلها مناسبة في توطيد العلاقات الأسرية و لو عن بعد هذه المرة و لنحمد الله علي نعمة الصحة و السلم و الآمان و الحياة و الإيمان، و لئلا ننسي فئة المحتاجين و الفقراء بإخراج الزكاة و التصدق و لنتذكر مرضانا فندعو لهم بالشفاء. نحن في توقيت دقيق، عدد كبير من الأسر لن تحتفل بالعيد صحبة أحباءها، فمن هم علي جبهة المستشفيات و العلاج، و من هم مرضي و من وافتهم المنية علي إثر إصابتهم بجائحة كورونا كوفيد-19 و من وجدوا أنفسهم بين عشية و ضحاها موقوفين عن العمل و من يسهرون علي ضمان حد أدني من الخدمات لمجتمعنا، هؤلاء كلهم في حاجة إلي تفهمنا و تضامننا و إنضباطنا و يقظتنا.
و عوض أن نبدد حسنات الصيام في التباهي و التنافس علي المظاهر البراقة، الأحري بنا تجديد العزم علي تطليق المعاصي و الثبات علي التوبة و التفكير في سبل التقرب من الله عز و جل. ديننا دين مكارم الأخلاق، فلنصدق النية ليباركها الله عز و جل، فكل يوم جديد مهدي لنا لنقوم سلوكنا، و الإستغلال الحسن بتدريب الذات علي مجاهدة النفس الأمارة بالسوء.
بإنتظار رمضان القادم، فلنحي عيد الفطر بالشكر و الإمتنان لرب العباد، متوسلين رحمته الواسعة، و كل عام و أنتم بخير...