قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 17 تشرين1/أكتوير 2020 08:34

أين ذهبت إنسانيتنا ؟

كتبه  عفاف عنيبة

الأحاديث الشريفة التي تتناول حقوق الحيوان*1

نبينا محمد (صلي الله علية و سلم) حض المسلمين علي إظهار العطف و الحنان تجاه الحيوان و الطير. و مرارا و تكرارا نهي عن القسوة تجاه الحيوان.

(من قتل عصفورا عبثا" و عج إلى الله يوم القيامة يقول : يا رب إن فلانا" قتلني عبثا" و لم يقتلني منفعة), أخرجه النسائي و ابن حيان في صحيحه.

و أيضا  (لا تمثلوا بالبهائم, لعن الله من مثل بالحيوان) أخرجه الشيخان و النسائي عن ابن عمر و عبد الله بن جعفر.*1

الأدلة من القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث علي الحفاظ علي البيئة :

(سخّر الله -تعالى- الكون بما فيه لخدمة الإنسان، و لا بدّ منه المحافظة على ما فيه، حيث قال الله سبحانه: (وَ ما ذَرَأَ لَكُم فِي الأَرضِ مُختَلِفًا أَلوانُهُ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَذَّكَّرونَ*وَ هُوَ الَّذي سَخَّرَ البَحرَ لِتَأكُلوا مِنهُ لَحمًا طَرِيًّا وَ تَستَخرِجوا مِنهُ حِليَةً تَلبَسونَها وَ تَرَى الفُلكَ مَواخِرَ فيهِ وَ لِتَبتَغوا مِن فَضلِهِ وَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ*وَ أَلقى فِي الأَرضِ رَواسِيَ أَن تَميدَ بِكُم وَ أَنهارًا وَ سُبُلًا لَعَلَّكُم تَهتَدونَ).[٨] قال النبي عليه الصلاة و السلام: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلَّا كانَ ما أُكِلَ منه له صَدَقَةً).[٩] رُوي عن سعد بن أبي و قاص أنّه قال: (إنَّ اللهَ تعالى طيبٌ يُحِبُّ الطيبَ، نظيفٌ يُحِبُّ النظافةَ، كريمٌ يُحِبُّ الكرَمَ، جوَادٌ يُحِبُّ الجودَ، فنظِّفوا أفنيتَكم، و لا تشبَّهوا باليهودِ).[١٠])

(والماء من المكونات التي تعدّ أساس الحياة، و يتشكل منه جسم النبات و الحيوان و الإنسان، و لا توجد حياة أو حضارة دون الماء، و جعل الله -تعالى- الماء حقاً لبني آدم و جميع المخلوقات، و الهواء من المكونات التي يمتلكها الجميع، و ذكر الهواء في القرآن بلفظ الريح و الرياح و هي الهواء المتحرك في جميع الطبقات التي تحيط بالأرض، و النبات لمكوّن الذي يعدّ مصدر الغذاء الذي قد يكون من منتجاتٍ حيوانيةٍ أو نباتيةٍ، و النبات هو المصدر الأول للأكسجين الذي لا يمكن لأحدٍ الاستغناء عنه)*2

تبين بعض مقتطفات مما جاء في الأعلي في إحترام و الحفاظ علي البيئة و الحيوان مدي الأهمية التي أولاها لهما ديننا الإسلام و كيف أن هذا الدين بين للمسلم واجبه في العيش في إنسجام مع الطبيعة و الكائنات الحية التي تسكنها. و شرح له كيف يتعين عليه الحفاظ علي محيطه الطبيعي و الحيواني. لكن اللافت في الأمر و قد سجلت هذه الظاهرة أكثر من مرة في إحتكاكي بالمجتمع الجزائري، أن الفرد منا يحيا في تضاد و في علاقة تصادمية مع محيطه من طبيعة و حيوان.  في الجزائر، حيثما يتجه نظرك تقابلك القذورات أكرمكم الله و الأوساخ جد منتشرة في العمران و الطبيعة. من أيام فقط خرجت لأحد أغراضي و كان علي المرور بمنطقة زراعية، من حقول قمح و عنب. فإستهجنت الكم الهائل من القذورات الذي غطي هذه المساحات الخضراء التي من المفروض تكون نظيفة و لا نري فيها إلا لون التراب البني و الأخضر لأوراق العنب.

هذا و الجزائري كان بالغا أو طفلا يعامل بقسوة شديدة الحيوان، نري الصغار يعذبون القطط و يصطادون العصافير لقتلها و رميها، هكذا من دون طائل يذكر و ليس هناك من يردعهم عن سلوكهم الهمجي و الغير الأخلاقي. لماذا كل هذه القسوة و الغلظة مع حيوانات غير قادرة علي النطق أو الدفاع عن نفسها ؟

هذا و قد خلق الله لنا الطبيعة لتضفي علي حياتنا جمال و هدوء و سكون و صحة و خلق الحيوان لنرفق به و نرحمه و نحمد الله علي نعمة العقل. فإذا بنا نحول علاقتنا بالطبيعة و العمران و الحيوان إلي علاقة كره و حقد و تلويث. 

كيف نفسر هذا المزاج و هذا الوضع ؟

مثل هذا السلوك من الجزائري ينم في رأي المتواضع عن عصيان لله و ليس عن جهل لأن الخطاب الديني في المساجد و بعض مواد المنظومة التربوية تحث علي إحترام الطبيعة و الحيوان و العمل علي الحفاظ عليهما. فالعلة تكمن في نفس الجزائري المريضة، بطارية الإيمان لديه ضعيفة جدا و أما خلق تقوي الله، فيتعمد الدوس عليه.

حينما تعمي البصيرة و تكون نية الشر من وراء فعل الإنسان، كيف ستستقيم أحواله و تصلح أوضاعه ؟

نحن بلغنا حد لا يجدي فيه نفعا نهي الجزائري عن مثل هذه السلوكات المنافية لأوامر و نواهي دينه.

فمثل هذه التصرفات تعبر في المقام الأول عن عدم تقوي و عدم تحضر الجزائري. فالذي لا يحب الطبيعة و يعمل علي إيذاءها، كيف له أن يتبين الحق من الباطل و الحلال من الحرام و الصلاح من الفساد و يحاسب غيره و يعتبر نفسه في منأي عن كل محاسبة ؟

الزيغ عن الحق الذي يطبع أعمال الجزائري و سيرته لا تبشر بالخير، و لا نتوقع من هذا النموذج ان يكون عامل صلاح و فلاح و لن تتحسن ظروف معيشته بل علي خلاف ذلك ستتدهور و سيفقد صحته و توازنه النفسي بعداءه للطبيعة و الحيوان و سيلحقه غضب الله آجلا أم عاجلا. 

عشت طوال حياتي في توافق تام مع الطبيعة و الكائنات الحية من حيوان و نبات، و ما أنعموا علي من نعم بفضل الله عز و جل غير قابل للوصف بالكلمات، فقد أحسنت إلي الطبيعة بتعليمي حب الجمال و التناسق في كل شيء من حولي، و أما الحيوان فقد أبعدني عن مجتمع الإنس المليء بالخطايا و الشرور و أحببت في القطط و الطيور و النحل عفويتهم و طبعهم الخاص بهم حيث يعبرون لك عن محبتهم بطرق مختلفة لا تحتاج إلي أصوات و كلمات.

بل تعلمت تسبيح الله علي عظمته في خلقه و وحدته عن بينة فهو تعالي عبر الطبيعة و الحيوان يثبت لنا ثانية بثانية و بدون إنقطاع عن إعجازه و قدرته الصمد.

فسبحانك يا رب و اللهم ثبتنا علي دينك و علي طاعتك و اللهم أعنا علي الحفاظ علي ما تفضلت بتسخيره لنا ترسيخا لمعاني الجمال و الرفق و الرحمة.

*1 https://www.ecomena.org/islam-animal-ar/

*2 https://mawdoo3.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85

قراءة 818 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 20 تموز/يوليو 2021 09:32

أضف تعليق


كود امني
تحديث