الأحاديث الشريفة التي تتناول حقوق الحيوان*1
نبينا محمد (صلي الله علية و سلم) حض المسلمين علي إظهار العطف و الحنان تجاه الحيوان و الطير. و مرارا و تكرارا نهي عن القسوة تجاه الحيوان.
(من قتل عصفورا عبثا" و عج إلى الله يوم القيامة يقول : يا رب إن فلانا" قتلني عبثا" و لم يقتلني منفعة), أخرجه النسائي و ابن حيان في صحيحه.
و أيضا (لا تمثلوا بالبهائم, لعن الله من مثل بالحيوان) أخرجه الشيخان و النسائي عن ابن عمر و عبد الله بن جعفر.*1
الأدلة من القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث علي الحفاظ علي البيئة :
(سخّر الله -تعالى- الكون بما فيه لخدمة الإنسان، و لا بدّ منه المحافظة على ما فيه، حيث قال الله سبحانه: (وَ ما ذَرَأَ لَكُم فِي الأَرضِ مُختَلِفًا أَلوانُهُ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَذَّكَّرونَ*وَ هُوَ الَّذي سَخَّرَ البَحرَ لِتَأكُلوا مِنهُ لَحمًا طَرِيًّا وَ تَستَخرِجوا مِنهُ حِليَةً تَلبَسونَها وَ تَرَى الفُلكَ مَواخِرَ فيهِ وَ لِتَبتَغوا مِن فَضلِهِ وَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ*وَ أَلقى فِي الأَرضِ رَواسِيَ أَن تَميدَ بِكُم وَ أَنهارًا وَ سُبُلًا لَعَلَّكُم تَهتَدونَ).[٨] قال النبي عليه الصلاة و السلام: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلَّا كانَ ما أُكِلَ منه له صَدَقَةً).[٩] رُوي عن سعد بن أبي و قاص أنّه قال: (إنَّ اللهَ تعالى طيبٌ يُحِبُّ الطيبَ، نظيفٌ يُحِبُّ النظافةَ، كريمٌ يُحِبُّ الكرَمَ، جوَادٌ يُحِبُّ الجودَ، فنظِّفوا أفنيتَكم، و لا تشبَّهوا باليهودِ).[١٠])
(والماء من المكونات التي تعدّ أساس الحياة، و يتشكل منه جسم النبات و الحيوان و الإنسان، و لا توجد حياة أو حضارة دون الماء، و جعل الله -تعالى- الماء حقاً لبني آدم و جميع المخلوقات، و الهواء من المكونات التي يمتلكها الجميع، و ذكر الهواء في القرآن بلفظ الريح و الرياح و هي الهواء المتحرك في جميع الطبقات التي تحيط بالأرض، و النبات لمكوّن الذي يعدّ مصدر الغذاء الذي قد يكون من منتجاتٍ حيوانيةٍ أو نباتيةٍ، و النبات هو المصدر الأول للأكسجين الذي لا يمكن لأحدٍ الاستغناء عنه)*2
تبين بعض مقتطفات مما جاء في الأعلي في إحترام و الحفاظ علي البيئة و الحيوان مدي الأهمية التي أولاها لهما ديننا الإسلام و كيف أن هذا الدين بين للمسلم واجبه في العيش في إنسجام مع الطبيعة و الكائنات الحية التي تسكنها. و شرح له كيف يتعين عليه الحفاظ علي محيطه الطبيعي و الحيواني. لكن اللافت في الأمر و قد سجلت هذه الظاهرة أكثر من مرة في إحتكاكي بالمجتمع الجزائري، أن الفرد منا يحيا في تضاد و في علاقة تصادمية مع محيطه من طبيعة و حيوان. في الجزائر، حيثما يتجه نظرك تقابلك القذورات أكرمكم الله و الأوساخ جد منتشرة في العمران و الطبيعة. من أيام فقط خرجت لأحد أغراضي و كان علي المرور بمنطقة زراعية، من حقول قمح و عنب. فإستهجنت الكم الهائل من القذورات الذي غطي هذه المساحات الخضراء التي من المفروض تكون نظيفة و لا نري فيها إلا لون التراب البني و الأخضر لأوراق العنب.
هذا و الجزائري كان بالغا أو طفلا يعامل بقسوة شديدة الحيوان، نري الصغار يعذبون القطط و يصطادون العصافير لقتلها و رميها، هكذا من دون طائل يذكر و ليس هناك من يردعهم عن سلوكهم الهمجي و الغير الأخلاقي. لماذا كل هذه القسوة و الغلظة مع حيوانات غير قادرة علي النطق أو الدفاع عن نفسها ؟
هذا و قد خلق الله لنا الطبيعة لتضفي علي حياتنا جمال و هدوء و سكون و صحة و خلق الحيوان لنرفق به و نرحمه و نحمد الله علي نعمة العقل. فإذا بنا نحول علاقتنا بالطبيعة و العمران و الحيوان إلي علاقة كره و حقد و تلويث.
كيف نفسر هذا المزاج و هذا الوضع ؟
مثل هذا السلوك من الجزائري ينم في رأي المتواضع عن عصيان لله و ليس عن جهل لأن الخطاب الديني في المساجد و بعض مواد المنظومة التربوية تحث علي إحترام الطبيعة و الحيوان و العمل علي الحفاظ عليهما. فالعلة تكمن في نفس الجزائري المريضة، بطارية الإيمان لديه ضعيفة جدا و أما خلق تقوي الله، فيتعمد الدوس عليه.
حينما تعمي البصيرة و تكون نية الشر من وراء فعل الإنسان، كيف ستستقيم أحواله و تصلح أوضاعه ؟
نحن بلغنا حد لا يجدي فيه نفعا نهي الجزائري عن مثل هذه السلوكات المنافية لأوامر و نواهي دينه.
فمثل هذه التصرفات تعبر في المقام الأول عن عدم تقوي و عدم تحضر الجزائري. فالذي لا يحب الطبيعة و يعمل علي إيذاءها، كيف له أن يتبين الحق من الباطل و الحلال من الحرام و الصلاح من الفساد و يحاسب غيره و يعتبر نفسه في منأي عن كل محاسبة ؟
الزيغ عن الحق الذي يطبع أعمال الجزائري و سيرته لا تبشر بالخير، و لا نتوقع من هذا النموذج ان يكون عامل صلاح و فلاح و لن تتحسن ظروف معيشته بل علي خلاف ذلك ستتدهور و سيفقد صحته و توازنه النفسي بعداءه للطبيعة و الحيوان و سيلحقه غضب الله آجلا أم عاجلا.
عشت طوال حياتي في توافق تام مع الطبيعة و الكائنات الحية من حيوان و نبات، و ما أنعموا علي من نعم بفضل الله عز و جل غير قابل للوصف بالكلمات، فقد أحسنت إلي الطبيعة بتعليمي حب الجمال و التناسق في كل شيء من حولي، و أما الحيوان فقد أبعدني عن مجتمع الإنس المليء بالخطايا و الشرور و أحببت في القطط و الطيور و النحل عفويتهم و طبعهم الخاص بهم حيث يعبرون لك عن محبتهم بطرق مختلفة لا تحتاج إلي أصوات و كلمات.
بل تعلمت تسبيح الله علي عظمته في خلقه و وحدته عن بينة فهو تعالي عبر الطبيعة و الحيوان يثبت لنا ثانية بثانية و بدون إنقطاع عن إعجازه و قدرته الصمد.
فسبحانك يا رب و اللهم ثبتنا علي دينك و علي طاعتك و اللهم أعنا علي الحفاظ علي ما تفضلت بتسخيره لنا ترسيخا لمعاني الجمال و الرفق و الرحمة.