منذ اكثر من عام، كنت جالسة استمع بإهتمام لعرض مشوق حول عملية تسويق منتوجات الصناعات التقليدية.
عملية التسويق في حد ذاتها فن إلا أنني كنت أريد أن أتاكد بنفسي : هل الصانعين إستوعبوا التكوين الثري في هذا الصدد ام لا ؟
بعد أقل من نصف ساعة سنحت لي فرصة التجول في المعرض المقام غير بعيد عن الواجهة البحرية. صفعتني الرياح القوية، إستهوتني للحظات زرقة السماء و البحر لكن كان علي إستغلال الوقت المتاح لي.
بمجرد ما وقفت أمام اول معروض شعرت بخيبة امل، و ما كنت أتوقعه حصل. لا بد من ذوق في عرض المنتوج، ذوق و خيال و بمواد بسيطة لا تتطلب الكثير.
لماذا ليس هناك فيه تفاعل بين مخيلة الصانع و المادة و المحيط ؟ لماذا لا نزال نهمل عامل جذب الزبون و تعريفه بتاريخ الصنعة ؟ في كل مرة أحضر هذه المعارض، تصدمني الألوان الباهتة المصطنعة، الأشكال القبيحة و الذوق الرديء، الا نعيش وسط طبيعة خلابة ؟ نظرة إلي السماء و الغيوم و الطيور و لفتة إلي الأشجار إلي الحقول و أزهار الزنابق و شقائق النعمان تكفي لإستلهام الخطوط الجميلة و الألوان الزاهية ؟
كيف نحافظ علي صنعة تقليدية إذا ما لم نوظف الخامات الموجودة في محيطنا المباشر و الإستعانة بالبيئة و ما تحتويه ؟ كأن بالصانع همه ينحصر في الحصول علي مال و كفي. كيف ذلك و هو لم يتقن عمله ؟ الصناعات التقليدية جزء عزيز من تراثنا و هويتنا، فكيف نستخف بذلك لنفكر فقط في العائد المادي ؟
بقيت محتارة للحظات. كنت اتنقل، اقلب النظر متحسرة، حتي الزجاج يجهلون الألوان المناسبة له. هنا مواد قابلة للرسكلة و هنا عسل في زجاجات عارية، حتي اللباس التقليدي فئة الأطفال، الزخرفة عادية و التصميم أيضا.
في النهاية، غادرت للبحر، أتمشي. ما العمل مع جيل لم يهضم بعد أبجديات الجمال و لم ينمي ذوقه بعد ؟ لعل بعضهم يتدارك الأمر في المستقبل، فالآت فضاء مفتوح، هذا هو عزائي.