قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 29 نيسان/أبريل 2021 04:05

ما جاء في خطاب وزير الدفاع الأمريكي السابق شاك هاغيل نعيشه اليوم حلقة 2/4

كتبه  عفاف عنيبة

في الفقرة الموالية ينبه السيد هاغيل أن مثل هذه الإعتبارات لها أهميتها في توقيت زمني يتميز بتغييرات حادة في مجالات مختلفة في النظام العالمي مثل التحديات الشاملة الجديدة، و الوضع المالي الغير الثابت و هذه ستكون موضع ملاحظاته في تدخله التالي:

"أريد التركيز علي تحديات، خيارات و فرص:

-1التحديات التي تطرحها الميزانيات المخفضة و الواجهة المتغيرة للإستراتيجيات.

2-الخيارات في الرد علي هذه التحديات

3-و الفرص الموجودة في تغيير جذري للمقاربة الدفاعية للتعبير بشكل أفضل عن وقائع القرن الواحد و العشرين.

و مثل ما قال الرئيس دوايت اينزهور في زيارة له في هذا المكان منذ خمسين سنة إلي الخلف، "الإدارة الحكيمة و الحذرة للموارد الشاسعة التي يتطلبها الدفاع تستدعي مهارة في الدمج بين العسكري و السياسي و الإقتصادي و الآلية الإجتماعية في حياتنا العصرية...إذن هذا أهم إستعمال فعلي للموارد بحد أدني من التبذير و سوء الإستغلال."

إستشهاد السيد شاك هاغيل بالسيد دوايت دافيد أينزهور (1953-1961) الرئيس العسكري الأمريكي الأكثر إتزانا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الحديث ناحية قضايا مصيرية مثل فلسطين و اللوبي اليهودي و سطوة وزارة الدفاع علي النظام السياسي الأمريكي يعبر بالأساس عن أصالة رؤية السيد هاغيل لم يترتب عنه دور الدفاع في حياة بسطاء الأمريكيين. كان قد حذر الرئيس دوايت أينزهور في خطاب وداعه من تضخم مؤسسة الصناعة الحربية و تشعب مصالحها و حذر من عواقب ذلك علي مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية و الرئيس أينزهور أحد القادة العسكريين من أبطال الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، فالرجل مشهور بصراحته و بشدته في أمور الصالح العام و أن يستشهد به السيد هاغيل له دلالته الكبري، فبتأكيده علي لزومية إرتباط الحكمة في إدارة شؤون البلاد كأنه يشير إلي مسألة هامة كثيرا ما تغيب عن أذهان السياسيين و المشرعين في واشنطن: إدارة شؤون شعب يتطلب وضع المصلحة العامة قبل المصالح الشخصية للأشخاص أو اللوبيات أي جماعات النفوذ التي عادة ما ترتبط بالرأسمال كالشركات العابرة للقارات أو جماعات الضغط السياسي كإيباك التي تراعي مصالح أتباع كيان غاصب في فلسطين إسمه "إسرائيل" و ما ينقص القرار السياسي الأمريكي الحكمة التي تكون عادة ذات بعد اخلاقي رفيع، فأين رؤية السيد اينزهور من واقع الحال في المؤسسة العسكرية الأمريكية بحيث ذلك الإندماج الذكي بين السياسي و الإقتصادي و الآلية الإجتماعية يفعل إستعمال الموارد إلي الحد أقصاه دون تبذير أو سوء إدارة ؟

واقع الحال في الولايات المتحدة الأمريكية و خاصة في مجال الدفاع يشي بأنه وقع تسخير كل الإمكانات لخدمة العامل العسكري علي حساب بقية العوامل، دفع بالإقتصاد الأمريكي إلي طريق مسدود. في إعصار كاترينا، عجز مسؤولوا ولاية لويزيانا علي جمع العدد الكافي من المروحيات لإنقاذ السكان العالقين لأيام و أسابيع علي أسطح منازلهم و عندما سئل سيناتور لويزيانا مسؤولوا الحماية المدنية في ولايته :

أين هي المروحيات المخصصة لأغراض الإنقاذ ؟

ردوا عليه بتهكم:

ألم ترسلوها إلي العراق سيدي السيناتور ؟ أليس مجلس الشيوخ من وافق علي تجنيد كل الإمكانيات المادية لصالح جهد الحرب في العراق ؟

سكت الرجل و شعر بالخزي و العار، فهو من أيد ذلك القرار العبثي الذي حرم مواطني ولايته من فرصة النجاة بأرواحهم.

و ماذا نقول عن ذلك المواطن الأمريكي الذي يملك مزرعة علي الحدود مع المكسيك و الذي كان و لا يزال يعاني من تجارة البشر علي الحدود الأمريكية المكسيكية و كلما كان يتصل بمسؤول الأمن في مقاطعته ليستنجد به ضد رجال عصابات تجارة البشر الذين يخترقون أراضي مزرعته، يرد عليه الشريف بحدة:

"ليس لي العدد الكاف من الرجال و العتاد، فهم مجندون في العراق!!"

بالله عليكم دولة بقوة الولايات المتحدة الأمريكية تترك علي المكشوف مواطنيها و ترمي برجالها و أموالها في حرب لا ناقة فيها و لا جمل ؟ أين هي الإدارة الحكيمة للموارد و التي بالتعرض إليها عبر مقولة الرئيس أينزهاور أراد وزير الدفاع الأمريكي الحالي شاك هاغيل التركيز علي مبدأ ترسيخ في واقع أمريكا ما بعد الأزمة المالية ل2008 هذه الحقيقة:

"كفانا تجاوزا لإمكانياتنا و مواردنا، كفانا التظاهر بما ليس فينا و كفانا من سوء إستغلال مناصبنا و مواردنا لأغراض بعيدة كل البعد عن خدمة الصالح العام."

رجال مثل شاك هاغيل و رون بول أدركوا بحدة أن مصير الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمي في خطر إن لم يتآكل بشكل خطير جدا من جراء سياسات أنانية تضع مصلحة أقلية نافدة علي حساب المصلحة العامة للشعب الأمريكي الذي مل بدوره دور البقرة الحلوب التي تضخ منها أموال الضرائب و لا يلقي في المقابل الرعاية الصحية المجانية و لا السكن اللائق و لا التعليم اللائق بأبناءه دون الحديث عن هدر الأموال و الموارد البشرية و المادية في قضايا لا تمت بصلة لواقعه المعاش.

أذكر أنني في حفل العشاء لعيد الشكر (Thanksgiving)في مدينة لوس أنجلس في شتاء 2006 قابلت سيدة أمريكية و تبادلنا أطراف الحديث حول الإنتخابات الأمريكية التشريعية آنذاك و التي أعطت تقدما طفيفا للديمقراطيين علي حساب الجمهوريين فقد خاطبتني بهذه اللهجة و وافقها الحضور علي كلامها:

"أنا جمهورية لكنني صوت لصالح الحزب الديمقراطي رغبة مني في معاقبة إدارة بوش، التي ورطتنا في حرب العراق، ماذا نفعل في العراق و نحن هنا نغرق في مشاكل البطالة و العنف؟ دولة العراق لم تهاجم أمريكا أو مصالحها لنهاجمها، لهذا أنتظر من الحزب الديمقراطي أن يفي لنا بوعوده و يخرج بلدنا من حرب خاسرة و عبثية."

هذا الرأي عبر عن رأي شريحة هامة من المجتمع الأمريكي و رجل مثل شاك هاغيل فهم رسالة هذه الشريحة الشعبية و هو يعمل عبر وزارته قدر المستطاع ليمكن لتيار فكري و إستراتيجي قديم جديد في الإدارة الأمريكية، فهو يريد للأمريكيين أن يستعيدوا سيادتهم علي القرار السياسي و العسكري بعيدا عن وصاية اللوبيات و سلطة المال القذر.

و مثل هذه الإرادة الواعية لديه تضع وجوده في حكومة أوباما علي المحك، فمعالجته للملف المصري بعد ما جري الإنقلاب علي رئاسة السيد مرسي الشرعية أظهره بمظهر المنافس لخط وزير الخارجية الأمريكي السيد جون كيري اليهودي الديانة. فبقدر ما إرتاح السيد كيري للإنقلاب العسكري في مصر بقدر ما إنزعج منه السيد هاغيل وزير الدفاع الأمريكي، فالرجل قبل أن يقود وزارة الدفاع الأمريكية كان و لا يزال يعتبر نفسه مواطنا أمريكيا ملزما بالخضوع لسلطة القانون و ما فعله الجنرال سيسي و جماعته في مصر هو تحديا صارخا للقانون، الذي هو حجر الأساس في البناء الديمقراطي.

و لنعد إلي تصور الرئيس أينزهاور لدور الدفاع في حياة مجتمع مثل المجتمع الأمريكي، فالرجل كان يؤمن بأن سلامة دولة و صحة النهج التي تسير عليه يتوقف علي مدي حسن إستغلالها للفرص و الخيارات المتاحة و الإستعداد الجيد للتحديات و التي طرحها في الأعلي السيد هاغيل، فدولة عظمي مثل الولايات المتحدة الأمريكية و التي تعاني منذ قبل أزمة 2008 من ترنح مالي و إقتصادي خطيرين لا تستطيع الإستمرار في الوضع الذي هي عليه إن لم تقع مراجعة جادة لأداء السلطة التنفيذية في الخمسين سنة الأخيرة و السيد هاغيل بدأ هذه المراجعة عبر خطابه هذا و منذ تسلمه لحقيبة الدفاع علي الأقل علي مستوي وزارته. و مثل هذه السلوك الواعي و الجاد يكفل علي المدي المتوسط علي الأقل عملية ترشيد دور الجيش الأمريكي داخل حدوده و خارجها. فالأمريكيون في حاجة إلي ضبط مفهوم الريادة الحضارية، و ما تكلفه ماديا و تقنيا و بشريا. و هذه المهمة الجليلة أمثال السيد هاغيل قادرين علي التصدي لها، لأنهم ببساطة يتوفرون علي عوامل أخلاقية حاسمة : النزاهة و الإستقامة.

و قد علق السيد هاغيل عما قاله الرئيس اينزهور عن الإدارة الحكيمة و الحذرة "كقائد عسكري سابق تخرج من هذه الجامعة و قبل الأزمة المالية الكبري ل1929 فالرئيس أينزهاور كان علي علم بما يقول.""المشهد الأمني في 2013 يختلف في طابعه عما كان سائدا في 1960 أو ما كان في العالم منذ سنوات قليلة. لكن كلام أينزهور لا يزال يرن صادقا اليوم."

و هنا نلحظ حرص السيد هاغيل علي التذكير ببعد نظر الرئيس أينزهاور و حكمته، و هذا يذكرني بحرص الرئيس كنيدي في عهدته علي التشاور مع الرئيس اينزهاور في العديد من القضايا، علما منه بأن البطل العسكري الأمريكي السابق في الحرب العالمية الثانية يمتلك من البصيرة النافذة في أمور الشأن العام السياسي ما يخوله ان يكون خير ناصح له.

و بالمناسبة أي رجل سياسي إن لم يختار ممن يأخذ النصيحة في مجال عمله فهو رجل فاشل، ففي أمر جلل مثل إدارة شؤون الرعية علينا بإختيار المستشارين الأمناء الصادقين الذين لا يجاملون أحد علي حساب أحد.

لنكمل ما جاء علي لسان وزير الدفاع الأمريكي السيد هاغيل :

"تخرج الولايات المتحدة الأمريكية من عشرية حرب في العراق و أفغانستان، لكن تهديد التطرف العنيف لا يزال واردا و لا يزال يصدر عن الدول الضعيفة و المناطق الغير المتحكم فيها في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا."

لي تعقيب علي هذه الجملة للوزير الدفاع الأمريكي، فالرجل أشار بشكل غير مباشر أن الحربين اللتان خاضتهما أمريكا في العراق و أفغانستان لم تقضيا علي ظاهرة التطرف العنيف بل أصبحت التهديدآت تصدر من دول ضعيفة و أماكن لم تبسط عليها الحكومات سيطرتها في منطقة (مينا)[1]

و نلاحظ أنه لم يستعمل مصطلح الديني ليصف التطرف، فهو أطلق صفة العنف علي التطرف فقط و لم يحدد هويته. و هذا أمر إيجابي من وزير دفاع أمريكي إلا أنه أشار بوضوح إلي مكامن الخطر القادم من منطقة الشرق الأوسط شمال إفريقيا و مثل هذا الخطر ليس عاديا بالنسبة لجيش امريكي نظامي، فالذي هزم الجيش الأمريكي في العراق و افعانستان و الصومال و الفيتنام هي حرب العصابات و ليس جيوش نظامية.

لكن أن يبدأ وزير الدفاع الأمريكي بالإشارة إلي خطر التطرف العنيف أولا، نقرأ هنا الأهمية القصوي التي تعطيها الإدارة الأمريكية إلي خطر أصبح حقيقة ماثلة للعيان في واقع المواطن الأمريكي و العالمي علي السواء.

ثم ينتقل السيد هاغيل في فقرة موالية لذكر مخاطر من نوع آخر و تتمثل في :

"إنتشار أسلحة و أدوات خطيرة، تطور القدرة العسكرية في المجال التكنولوجي لدي بعض الدول و بعض الأطراف التي لا تخضع إلي سلطة قانون، مخاطر النزاعات الإقليمية التي بإمكانها جر إليها الولايات المتحدة، مصير الفئات الفقيرة اليائسة، مثل التدهور البيئي و ما يترتب عنه من نتائج غير مؤكدة.

الهجومات الإلكترونية –و التي سجلناها في العشرية الماضية كتهديد- و قد تنامت و أصبحت تقرر التحدي الأمني، مع إحتمال وجود أعداء يبحثون عن مهارة تمكنهم من ضرب الأمن القومي الأمريكي، المجال الطاقوي، الإقتصادي و البنية الأساسية مع ميزة البعد و عدم التعرف علي هويتهم. "

و لعل السيد شاغيل في طرحه لعدد من الأخطار المتنوعة في عمقها و أبعادها و أشكالها أراد أن يذكر الجميع بأن نوعية هذه الأخطار أخطر بكثير من الأعداء التقليديين لأمريكا و أن مهمة وزارة الدفاع الأمريكية متشعبة للغاية بالنظر لتشعب المخاطر و توزع الأمن القومي الأمريكي بين الكثير من المجالات الحيوية.

يتبع...

[1] Mena : middle east, north Africa
قراءة 526 مرات آخر تعديل على الخميس, 29 نيسان/أبريل 2021 21:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث