أكثر ما يكبل و يشل إرادة الإنسان التواكل و الكسل و الإستهانة بقيمة و وزن الفعل و العمل في حياة الإنسان...
تعج شوارعنا بالعاطلين عن العمل، بينما واقع الحال يتطلب جهد عقولهم و سواعدهم في عمل مشترك أو منفرد لتحويل الحياة الإجتماعية و العمرانية إلي واحة سلام و طمأنينة و جمال.
منحنا الله العقل و الصحة للقيام بالكثير من الأعمال عوض ان نتحول إلي ركام جامد علي قارعة الطريق لكننا نجبن و نتقاعس و نندب حظنا التعس مع كل ذلك، حقا مفارقة !!!
حال الناس في هذا الزمان و كأن الله من قضي عليهم بالعطالة و التعاسة و هذا بهتان عظيم، فالله عز و جل في حكمته وفر لنا أسباب التحرك الإيجابي في محيطنا المباشر، و ديننا لم يحقر من شأن العمل، أي عمل كان، المهم أن يكون شريف و حث علي التطوع بإنتظار إيجاد العمل ذات أجرة أو دخل مادي.
فهل نراجع أنفسنا لنمحصها و نطرد عنها أسمال التكاسل و الإتكالية البغيظة ؟
هل من خيار ؟
لا.
لن تقوم لنا قائمة بين الأمم و الشعوب و نحن علي هذا القدر من جبن النفس و قبحها، فإن لم نجاهد النفس الأمارة بالسوء و ننكب علي العمل نحن إلي خسران مبين.
البارحة فقط إطلعت علي تحقيق مصور في قرية من قري دولة غربية، القرية صغيرة و ليست وجهة سياحية لكن سكانها كافحوا للبقاء فيها و لم يهجروها للمدن الكبري بل أتي إليها من العاصمة أزواج أسسوا فيها صناعة الخزف و عصر الزيتون و غرس آلاف الهكتارات بأشجار الزيتون و كدوا بجد للحصول علي خضر نضرة و خبز تقليدي جيد و أواني بيت جميلة و أجنحة مؤثثة لعابري السبيل و هكذا أصبح العيش في تلك القرية النائية التي تحفها بساتين الزيتون من كل جانب و تلال صخرية أصبحت الحياة أقول قصة نجاح و إرادة إنسانية قوية وفقها رب العالمين لسبب بسيط : لم يركنوا للتواكل...